أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - الانظمة القمعية لا اعداء لها















المزيد.....

الانظمة القمعية لا اعداء لها


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنها تلبس ذات الرداء وتتبنى ذات الأحجية وتتكلم ذات اللغة وتستهدف ذات الأعداء المفترضين ولها ذات الرؤيا وقاموسها ذات التبجح الأرعن، تلك هي الأنظمة الفاشية التي بات القمع ديدنها وسر وجودها وديمومتها وبسواه فإنها حتما ستكون مهددة بالفناء وهي تعرف أنها إن لم تتبن في ممارساتها اليومية ذات السلوك لتبين لكل من يستهدفها ذات المخالب وذات الأسنان الدراكيولية البشعة ضد مناوئيها، فإنها يقينا ستقع في المحضور، كما تربى وتعلم أقطابها هذا الفهم البليد والبعيد تماما عما يحدث في الكون وما يحيط بهم وحتى وهم داخل جلابيبهم لأنهم ببساطة، مخلوقات تعيش في زمان ليس زمانها وواقع بعيد عن كياناتها العائمة في فضاءات الأوهام والخيبات لكن بأذرع قاسية لا تلي إلا اذرع مواطنيها المنكوبين ببلاويها أما حين تداهمها أخطار إن كانت من الداخل أو الخارج تتحول هذه الأنظمة إلى غاية الوداعة والانكسار وكأن من يخطط لتقويضها هم أعداء الوطن والمجتمع والقيم الأخلاقية وسواها من مفردات جاهزة تتكرر كلما هزّت عروشها انتفاضة أو حركة شعبية أو رفض، حتى وان كان مسالما للتتوحد جميعها في خانة واحدة أو فلنقل في دعابة واحدة سمجة ومفضوحة ولا تعود بالضرر والسخرية إلا عليهم وكأنها كرة السكواتش.
فمنذ أن عودنا النظام البعثي علي محاولاته البائسة اليائسة في تطويع قناعات الناس قسرا وتمويها باتجاه أن كل من يقف ضد سياسة النظام وبأية وسيلة كانت هي ترتيب من الخارج يخطط له ويموله ويباركه ويدفع إليه أعداء الوطن وعلى رأسهم العملاء والخونة من مأجورين وشعوبيين وعملاء للفرس وطابور الدول المعادية وفي مقدمتها الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل وبريطانيا العجوز حين تجد من العملاء ما يكونون جاهزين في تخريب وتشويه وإفشال المخططات الوطنية وتلاحم الناس مع النظام والمفردات في هذا القاموس الزنخ لا عد لها ولا حصر بحيث أن من المستغرب في نظر هذا النظام ومن يشترك معه في ذات القواسم أن كل من يقول لا أو ينتفض أو يمارس أعمال عنف ضد رجالات السلطة وأزلامها وزبانيتها وسياساتها هم دون ريب في نظرهم يندرجون في خانة هذه التوصيفات ولا ينبغي في نظرهم المتخلف أن يتواجد على ارض الوطن الغالي وتحت راية الحكم البعثي وأقرانه من الأنظمة الفاشية أي معارض لان هذا الأمر يعتبر كفرا وزندقة وعمالة وخيانة عظمى للوطن ويختبئ من ورائها كل أعداء الوطن ومسيرة الشعب والنظام المنتخب بنسبة 100/100 ناقص واحد ولعله موتور أو رحل عن هذه الدنيا للتو.
لا رأي ما يفرضه الحزب القائد والفكر الواحد والنظام المحروس بسور سليمان وليعلم الأعداء أن المواطن في غاية الرضا والشعب في أقصى حالات الرخاء والأمة لا هم لها غير إسناد من يحميها ويسعدها ولكن بالكرباج والعصي الكافرة الغليظة.
اتخمنا النظام البعثي بهذه المواويل النشاز التي لا تطرب إلا أقطاب السلطة وجحوشها حتى رحنا أحيانا نشك بمواقفنا المعادية لها لكثرة ما يوظف من وسائل تطبيل وتزمير وضرب على الوحدة ونص وكأن المعارض والرافض والمناوئ لسياسة النظام قادم من كوكب آخر.
أليس ما كان يحدث في عراق البعث المغوار أمرا معروفا للقاصي قبل الداني فتعلق المشانق وتجهز خزانات الأسلحة الرشاشة وتمتلئ أحواض التيزاب وتهيأ كل وسائل الفتك لهذا المنحوس الذي قال لا للقائد الضرورة والنظام الوطني العفلقي العفطي.
خبرنا طيلة أعوام المحنة والمحرقة البعثية هكذا وسائل فتك مرعبة بعد أن اوجدوا لها من يباركها ويزغرد لها ويكتب بنزوع قومي هيللي للفتح المقدس ويوظف كل ما متاح فقط ليبارك ويزكي ويدعم جهود المحو المكللة بالنصر وصنابير الهبات من أموال الشعب الجائع تترى بلا حساب أو رجة ضمير.
ما حدث قبل يومين في بلوشستان بإيران هو ذات الموقف والسلوك والرؤيا والقناعات لهذه الأنظمة الفاشية وكأن كل نظام يبصق تعليماته وقناعاته في فم الآخر ليدبج نفس التخريجات والتبريرات لما يحدث من تطويل لسان ويعقبه تطويل يد لكل من يقول لا لهذا النظام وذاك لتسن الأسلحة البيضاء بعد أن يطلوها بالقار لقطع هذه الألسن وتلك الأيادي المتطاولة لأنها وببساطة شديدة ومن المسلمات الوطنية المفترضة أدوات لتخريب الوطن والعبث بأمنه والويل لمن دفع بهؤلاء إلى هذا التطاول على المقدسات.
كلما وقعت هزة هي مجرد تعبير عن رفض موضوعي لما يحدث من تجاوزات خطيرة، استحضر رواد الكلام الأبله مفردات التهم واتجهت كل الأصابع صوب أمريكا ومن يدور في فلكها من أعداء همهم إسقاط النظام الوطني والإسلامي القح ولا يوجد في قاموسهم أبدا أن هناك الملايين من المعارضين المتضررين من سطوة قمع السلطة وممارساتها البشعة.
من يصدق أن النظام الإيراني مثل سابقه المنهار نظام البعث الصدامي المجرم وملازمه نظام سوريا وزد عليهم نظام القذافي فلتة زمانه والبشير الأبله وحاكم فنزويلا الصبي وهلم جرا وسحبا، كلها ودون استثناء أنظمة وطنية ديمقراطية منفتحة على المواطن مثلما هي متفاهمة مع نفسها، أما أمريكا والأنظمة الأوروبية فهي مجرد كيانات هامشية وفاسقة ومتآمرة وقامعة لشعوبها وتمارس سياسة التجويع لمواطنيها وينبغي أن يتم فضحها وكشف أساليبها وعلى شعوبها أن تنتفض لتهتدي بطريقة حكم الملالي والعسكر الصارم والمتهورين من قادة الأمم المقهورة.
هكذا لم يفاجئنا نظام ولاية الفقيه حين اطل على العالم بعيد تفجيرات بلوشستان ليعلن وبوقاحة معهودة كإقرانه من أنظمة الكوارث المخيفة أن من خطط ودعم وبارك تلك التفجيرات هو معسكر الغرب الكافر وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا أنظمة رؤوس الشر الكونية بنظر حكام إيران المتواجدة أجسادهم بأرض فارس أما رؤوسهم فتقبع فوق قمة ايفرست وأرخبيلات جزر القمر ولا يوجد في إيران الإسلام بنظرهم فقط من يفكر بالقيام بمثل هذه الأفعال لان الوضع في هذا البلد في غاية التوافق مع الذات والناس والطموحات وتذليل المشاكل وتحقيق العدالة الاجتماعية بأدوات ديمقراطية تفوق بكثير آليات الغرب الديمقراطية المزعومة وكل من يخالف ما ذهب إليه سدنة هذا النظام هو مخبول وغير وطني وبعيد عن قيم الإسلام لذا يتوجب محوه ومن يدور في فلكه. أما كان من الأولى أن يراجع حكام إيران أنفسهم لما حدث في بلوشستان قبل فوات الأوان والانفتاح على مكونات إيران المقهورة والاستفادة من أخطاء من سبقهم لا أن يستمروا على ذات السكة التي مآلها الفناء للبلاد والعباد والعبرة لمن اعتبر.
آخر الكلام: إذا كنت لا تحترم نفسك ولا مخاطبك ولا من يستمع إليك فأنت حر فيما تقول ولعن الله امرءا لا يعرف قدر نفسه.
[email protected]





#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وشهد شاهد من اهلها
- القائمة المغلقة وخفافيش السياسة
- المطلوب فضح حرابي السياسة
- اهي وقاحة النظام السوري ام لا اخلاقية متهميه؟
- صور من العراق الجديد
- هكذا نريد المالكي
- حاميها حراميها
- التابوت - اخر اصدارات القاصة صبيحة شبر
- هل هذا وزير ام روزخون
- الشاعر جمال بوطيب يورث اوراق وجده لمن عاشوا ومن رحلوا


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - الانظمة القمعية لا اعداء لها