أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - ماركس والاعتراف بمحمد














المزيد.....

ماركس والاعتراف بمحمد


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 02:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما أراد بعض العلمانيين العرب النظر إلى النبي محمد (ص) ، حاولوا بداية النظر إليه من زاوية رابط الدم والعرق ، أي من زاوية العروبة لكونه ينحدر من بني هاشم إحدى قبائل الجزيرة العربية ، ولهذا لم يتردد ميشيل عفلق ، وبالرغم من كونه مسيحياً ، في بداية تأسيسه لحركة الإحياء العربي ، التي عرفت لاحقاً بحزب البعث ، من القول إذا كان محمد كل العرب ، فليكن كل العرب محمد، وهي ليست سوى محاولة للربط المتأخر بين الواقع العربي والإسلامي ، بغض النظر عن محاولات النجاح أو الفشل التي منيت بها حركته ، لكن مقولته تلك ، تعد في نظر الكثيرين اعترافاً مباشراً لشخص محمد الإنسان والنبي .
وإذا كانت محاولات القوميين العرب كتيار علماني ، منصبة على إنضاج التقارب بين العرب والإسلام ، من خلال إعادة التأكيد على ما قاله عمر بن الخطاب ، أن العرب مادة الإسلام ، فإن الأصناف الأخرى من التيارات العلمانية العربية لا تقيم وزناً أو اعترافاً لذاك التصور ، الذي تعتبره تصوراً رجعياً عقيماً ، وتنوع هذه التيارات لا يمكن حصرها باليسار أو بالليبرالية ، إنما يمكن تلمسها لدى بعض الأفراد المستقلين بذاتهم ، والذين لم يحددوا بعد وجهتهم أو تيارهم .
إن معركة العلمانية ينبغي أن لا تكون مع الإسلام ، أو مع رمزه الأعلى المتمثل بالنبي محمد ، وذلك ليس لأن لدى المسلمين بحوراً من الأدلة والبراهين تضعف وتوهن حجج خصوهم العلمانيين ، بل لأن النموذج الذي قدمه محمد في عصره ، يستحيل أن يعاد تقديمه في هذا العصر ، فلا المرأة اليوم ، هي ذات المرأة قبل الإسلام أو أثناءه ، ولا الخصوم آنذاك هم ذاتهم اليوم .
إن ما قام به محمد وابن عمه علي بن أبي طالب من إلغاء وتفكيك لواقع الهيمنة الرأسمالية لتجار قريش ومرابيها ، ربما هو الذي دفع الفيلسوف والمفكر كارل ماركس إلى الاعتراف بواقع تلك النبوة من منطلق عقلي بحت ، أدى إلى انتقال القبيلة العربية من مرحلة الجاهلية إلى مرحلة المجتمع والدولة .
غير أن بعض العلمانيين من ذوي النزعة الاستغرابية ، يصرون بالنظر إلى الإسلام من خلال رصد تحركات وتصرفات محمد الإنسان وليس النبي ، وعندما يقدمون جرداً بانتقاداتهم وتشريحهم ، فإنهم يقدمونه على أساس أنه نبي ، في محاولة منهم لتعريف الإسلام بالإرهاب والإرهاب بالإسلام ، وليس بأي شيء أخر ، وهذا ما أدى إلى التمايز العقلي الواضح ، بين قراءة المستشرق الغربي لسيرة محمد ، قراءةً تاريخيةً معمقةً ، تختلف عن قراءة المستغربين العرب لسيرته على أساس سطحي ضحل ، لهذا لم يعد مستغرباً ذلك الكم الهائل من التناقضات والاستنتاجات التي توصلوا إليها في قراءتهم المتسرعة ، وبالتالي عدم صوابية أحكامهم المسبقة التي ينبع بعضها من ثأر تاريخي ، أو مرض طائفي مزمن ، لتتحول هذه المعركة بين هؤلاء المستغربين وبين محمد كإنسان ونبي إلى معركة مفتوحة مع سائر المسلمين .
إن الاعتراف برسالة محمد كرسالة علم ومعرفة ، لا يستدعي من بعضنا إشهار إسلامه والتسليم بأمره والتخلي عن رزمة أفكاره ، لكنه على الأقل يستدعي الاعتراف بعد إعمال العقل وتدويره من كل الزوايا والاتجاهات ، بأنه بريء كل البراءة ، من أي أفعال تنسب إلى الإسلام اليوم ، تحت مسميات الجهاد ، لطالما بقي الاجتهاد والتأويل السمة التي يتميز بها الإسلام عن غيره من الديانات الأخرى ، فإن العمل في هذا الباب ، يختلف عن العمل به قبل أربعة عشر قرناً من الزمان ، نظراً لاختلاف الظروف والعصور ، أما إغلاقه اليوم ، يعد أمراً متعسراً ، ولا يبرر بأي حال من الأحوال ، أن يكون الإسلام ديناً يحض على الإرهاب في ظل انقسام الإسلام كما العلمانية إلى تيارين متباينين لكل واحد منهما رؤيته الخاصة ومساره الإيديولوجي الذي ينطلق منه ، فليس الإسلام الراديكالي هو ذات الإسلام المحافظ ، لكن النظر إليهما نظرة شمولية رعناء سيؤدي إلى الخلط بين الإسلام والإرهاب ، كما هو حاصل اليوم .
قبل الشروع في الاعتراف بمحمد كرسالة علمية ، لا بد من الاعتراف أولاً بالعمل الجاد على تقسيم الإسلام في محاولة لإنهاء الاعتباط الحاصل والخلط الفاجع بين عقول ملؤها الإيمان بالدين والدنيا ، وعقول غزتها فكرة الصراع الأعمى .
ولا تختلف بأي حال من الأحوال ، نظرة المستغربين إلى النبي لكونه تزوج الكثير من النساء ، عن نظرة أصحاب العقول المهجوسة بفكرة الصراع بين الخير والشر والحق الباطل ، نظراً السوداوية النظرة وعدمية التفكير ، فإذا كان محمد قد تزوج أحد عشر امرأة ، فإن النبي سليمان تزوج ألف امرأة بحسب الكتاب المقدس ، وإذا كان محمد خاض عدداً من المعارك ضد خصومه ، فإن سليمان وداود وموسى خاضوا قبله أقوى المعارك ضد خصومهم التقليديين .
ما سبق ذكره يدعونا إلى إعادة التأكيد على الفصل الحقيقي بين الإسلام كسلوك ورسالة، كما يدعونا إلى إعادة التعريف بالإسلام وبمحمد كنبي ورسالة، قبل شروع البعض في الاعتراف الذي من المؤكد سيكون متعسراً إن لم يكن مستحيلاً.
http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/





#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور 4 ( قمع الصحافة )
- الديكتاتور 3 (مقهى المدينة)
- هل وفاء سلطان علمانية ؟
- الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
- دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
- الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
- لا تغرقوا مصر في الظلام
- الإسلام والحضارة : أزمة هوية
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان
- النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
- العراق الجاني والمجني عليه
- حماس على طريق الإمارة
- الزعامة من حصة الأسد


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - ماركس والاعتراف بمحمد