أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق قديس - يا أوباما .. إنما الأعمالُ بالنيّات!














المزيد.....

يا أوباما .. إنما الأعمالُ بالنيّات!


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 02:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مع أنني أعترف بأن اختلاف أوباما مع جورج دبليو بوش لا يكمن فقط في لون البشرة وحدها، وإنما يتعداه إلى السياسة الداخلية والمالية والخارجية، وحتى في أسلوب إلقاء الخطابات، فبوش اشتهر بخطاباته المملة ، والمليئة بالأخطاء، والطرائف، فيما أوباما شخصية مفوهة مشهودٌ لها من العدو قبل الصديق. ومع أنني على ثقة بأن قدرة أوباما على تحريك قواعد اللعبة في الشرق الأوسط هي أكبر من سابقه، إلا أنني لا أنكر صدمتي لدى منحه جائزة نوبل للسلام لعام 2009، مع أنه لم يقضِ في رئاسة الولايات المتحدة سوى فترة قصيرة تقارب التسعة أشهر، لأنه باختصار لم يفعل بالحقيقة ما يحرك دولاب عملية السلام في الشرق الأوسط عدا زيارات مكوكية ذهبت آثارها أدراج الرياح بمجرد عودته إلى واشنطن، وقد أطلق عليها بنيامين نتنياهو رصاصة الرحمة إلى الأبد.

وأمام انتقادات مثل هذه كان من الضروري خروج رئيس لجنة نوبل توربيورن ياجلاند للدفاع عن عن قرار اللجنة بمنحها جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي، فأفصح عن السبب ليبطل العجب قائلاً بأن كل ما حدث في العالم منذ تولي أوباما حكم أمريكا وكيف تغير المناخ الدولي يعتبر أكثر من كاف للقول إن أوباما اوفى بما جاء في وصية ألفريد نوبل ألا وهو ضرورة منح الجائزة لمن بذل أكثر من أجل التآخي العالمي ونزع السلاح خلال العام السابق.

وحتى يضفي على القرار نوعاً من الشرعية أتم قائلاً : عندما ننظر لتاريخ جائزة نوبل فسنتبين أننا حاولنا في مناسبات عدة تعزيز وتشجيع ما تقوم به شخصيات بعينها وقت منح الجائزة كما حدث مع المستشار الألماني الأسبق فيلي برانت على سبيل المثال والذي حصل على الجائزة عام 1971 عندما شرع في سياسة تخفيف حدة التوتر مع الكتلة الشرقية في أوروبا."

والخطأ الأول الذي وقع فيه رئيس اللجنة في تبريره السابق بأنه قد أسقط قراراً استثنائياً سابقاً على قرار آخر في الوقت الحاضر، وكأن الجائزة تقاس بشواذ القواعد لا أصولها، هذا إذا لم نقل من الأصل بأن قرار منح فيلي برانت كان قراراً خاطئاً، فالجائزة تمنح لمن بذل جهوده في إحلال السلام، لا لمن يبتغي إحلال السلام، وهو ما لا يمكن أن يتبين في فترة تسعة أشهر. أما الخطأ الثاني فهو أن رئيس اللجنة قد أعطى انطباعاً واضحاً للناس لدى منح الجائزة للرئيس الأمريكي بأن هذه الجائزة جائزة مُسيَّسة، تطغى عليها المصالحة السياسية العليا أولاً وأخيراً، وهو ما يقول به الكثير من الناس في هذا العالم.

وبعيداً عن اختلاف الآراء حول قرار اللجنة، وما يمكن أن يُقال عنه، وبغض النظر عن أية اجتهادات من هنا أو هناك، لم يبقَ لنا هنا، وبعد ما حصل، إلا أن نهنئ الرئيس أوباما بالجائزة المجزية، وأن نشدَّ على يديه قائلين: "استمر أيها الرئيس ، إنما الأعمال بالنيات !"




#طارق_قديس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دليل الحيران إلى مسلسلات رمضان
- رُبى
- دُكَّان حسن شحاته
- ليلة سقوط الأقنعة في لبنان
- قبل وبعد
- قراءة في حج الحَبْر الأعظم
- الرقص مع محور الشر
- فوبيا إنفلونزا الخنازير
- العروق المفتوحة لأمريكا اللاتينية
- عزازيل
- إسرائيل بين حماس وشاليط
- التُرابي والمحكمة الجنائية الدولية
- جريمة في خان الخليلي
- في انتظار مروان البرغوثي !
- اختطاف الشارع الفلسطيني
- هل أردوغان زوبعة في فنجان؟
- باي باي غوانتنامو !
- فواتير الحرب والسلام
- العرب ظاهرة فوق صوتية !
- خروج مصر من التاريخ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طارق قديس - يا أوباما .. إنما الأعمالُ بالنيّات!