أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - الحمار والمائدة المستدير














المزيد.....

الحمار والمائدة المستدير


محمد جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم اكن قد اجتزت الخامسة حتما في ذلك اليوم لأن الأولاد الذين كانوا يحملون الحقائب على اكتافهم ويذهبون بها الى المدارس بالنسبة لي هي آخر مراحل الفروسية وحلم أبعد من ان يُنال قريبا. وكذلك خطواتي القصيرة لم تكن لتتيح لي روية شيء ابعد من عتبة الدار بكثير وهكذا كنت فارس عتبة الدار فقط. في ذلك اليوم وعند باب الدار كان اللقاء الاول بيني وبينه وما اجمل اللقاء بغير ميعاد. رغم انهم كانوا لايسمعونني الكثير من الحكم والاساطير عن هذا المخلوق العجيب ولكنه في تلك اللحظة كان مثلي الاعلى. انه حمار ابو كريم ألرمادي الذي يحمل ابو كريم واشيائه ثم يمشي متبخترا وانا اسمع من بعيد لطم ارجله الاربعة كانها قيثارة الزمان ولا تصدر عنه تلك الحركات السخيفة التي كانت تصدر من ابو كريم عندما كان يجبره على المشي... انه وببساطة حمار ابو كريم ألرمادي. لم اكن قد استوعبت منازل المخلوقات بعد ولكني وبكل بساطة كنت اتخيله شيئا انبل من البشر ورمزا لا يضاهيهه رمز او عَلمْ بل وحتى صورة الملك التي كانت تجبر كل من كان في صالات السينما بالوقوف لها عند عرض السلام الملكي قبل عرض افلام اسماعيل ياسين او غيره ان ذاك، ايها الناس انه حمار ابو كريم ألرمادي. ربطه ابو كريم باحدى القطع المعدنية الناتئة بباب الدار وتركه ودخل فنال مني كل احتقار كيف لابو كريم ان يقوم بهذا العمل بل كان يتوجب العكس ولم لا فرأس الحمار اكبر بكثير من رأس أبو كريم و مزايا اخرى كثيرة اخذت مني كل الوقت الذي قضاه ابو كريم في الداخل وانا أتأمل عضمة هذا المخلوق الصامت حمار ابو كريم الرمادي. تجرأت واقتربت من وجهه البشوش وانا بكل لحظة ازداد حبا واعجابا به. ادار المسكين بوجه نحوي مستغربا من اعجابي به حتى اكتشفت قطرات الدمع التي تسيل من عينيه الواسعتين عندها فهمت كل شيء إنه يبكي على مصيره الاسود بين يدي المجرم ابو كريم. كان جدي رحمه الله يسمعني كلمات قاسية وذلك لانني كنت امتنع عن تقبيل يده عندما كان يتكرم بزيارتنا اذ لم اكن اتقبل فكرة تقبيل الايادي رغم مشاهدتي الجميع يقبلونها وبسرور ولكني في هذه اللحظة وتضامنا مع الحمار قررت ان اتقرب اليه وان اقبله. بائت كل محاولاتي بالفشل لانه كان يرفضني كلما اقتربت من وجه ثم لم اجد حرجا من ان اقبل احدى رجليه فقد توقفْ تدفق دموع هذا الرمز الشامخ من رموزي او ان يشعر على الاقل بانني مناصره فتقدمت. لقد كانت اول رفسة واخر رفسة في حياتي، حاولت التنفس ولكن بدون جدوى وكانت اللحظات بالنسبة لي ساعات. لم اغير رأيي كثيرا به عندما استعدت تنفسي بل اضاف لمعرفتي شيئا جديدا وما زلت اكن له بكل العرفان فبضله اكتشفت نظرية العهر السياسي الحديثة وهي ان ليست كل الارجل ممكنة التقبيل. مع الاعتذار للذين يمارسونها يوميا مع اسيادهم ثم نراهم على شاشات التلفاز متبخترين وهم يحيطون بالمناضد الخضراء الكبيرة المستديرة( بالمناسبة اللون الاخضر هو اللون المفضل لدى الحمار لانه يذكره بحشائش الربيع النظرة).



#محمد_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف و غصن الاحزان
- ألثريد والبريد
- هل يعتذر النواب؟
- علمونا قبل ان تضربونا
- أشراف منتصف ليل بغداد
- العراقييون و كلاب لندن
- رسالة مفتوحة الى الدكتور خالد السلطاني


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - الحمار والمائدة المستدير