كتابه على -بسطة- الوطن ..!

أكرم الصوراني

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 19:26
المحور: القضية الفلسطينية
    

سأكتب اليوم عن الوداع ، وعن وطن الأعداء .. عن الدولة ذات الفلقتين ، وعن صدرٍ وطنيٍ كبير تمزّقت أثداؤه شطرين ، فذاك ثَديٌ بـ غزّة ، وآخرٌ بـ رام الله ، وشعبٌ يشرب حليب "المُـؤن" من أثداء وكالة الغوث ..!

ازدحامٌ فصائلي وسط البلد في سوق فراس ، وسوق فراس لمن لا يعرفه ، سوقٌ شعبيّ ، يقع على يمين أكثر شوارع مدينة غزة ازدحاماً وهو شارع عمر المختار ، ولـ عمر المختار قصة لن أرويها اليوم .. سأروي قصة الشارع ، والمتسول وسيارات الأجرة ، والاصطدام المتعمد عن سبق الإصرار والترصد بالهوية الوطنية ، وعن حوادث الطرق ، والموت على الرصيف ، وتكسير إشارات المرور ومعها إشارة الوطـن ..!

سأروي حديثاً عن انزلاقٍ حادٍ على مُنعطفِ إعلان جمهورية النفق المظلم ، في يومٍ مظلم من عامٍ مظلم يُشبه عام الحزن .. وعن انقطاع كهرباء الحياة هنا ، وعن مدينةٍ منوّرة تقع غرب آلام المحرومين هناك ..!

سأتحدث عن الشذوذ الصاروخيّ ، والانحراف اليمينيّ في دائرة اليسار ، وعن غضروفٍ شعبيّ بانتظار وعود الاعمار .. وعن سماسرةٍ جُدُد في مربع اليمين ، عن وجوهٍ تشبه ذات الوجوه ، مع زيادةٍ في بضعة شعيرات على ذات اليمين وذات اليسار ، وحبّة زبيبٍ واحدة وسط الجبين تكفي لإعداد سُلطةٍ بحجم حبة تين .. سأكتب عن شهيدٍ يرقد على شاهد القبر ، يتوضأ بـ دمعةٍ قديمة كان قد احتفظ بها في عينه ليومٍ حزين ، نظر إلى أوضاعنا وأخذ يحلل بـ عقلٍ مقصوف ، توصل إلى أن : حال أهل الأرض شرق المتوسط بات بذيء .. وأنّ صعوبةً مُزمنةً في إخراج حالة الانقسام من داخل البيت الفلسطيني ، مع إمساكٍ جماهيري حاد بالثوابت الوطنية في منتهى الإسهال ، وحصىً عربية ، قطرية ، إيرانية ، إقليمية ودولية في مرارة الحوار الوطني نهاية خط المستقيم لتجريح مجرى الوحـدة ..!



في وتريات النوّاب المنشورة ، لم تكن لإصبعه الوسطى في الليل أمان ، وأدار على هذي الاصبع حكام العرب قاطبة ، وعلى ذات الاصبع ندير عناوين المرحلـة ..
أعزائي القارئين عفـواً ، هل أحد منكم اتصل بصديق ، هل سمعتم عن لغة البطريق ولعنة الطريق وعن آفاق التسوية والأحلام المبتورة ..؟ هل سمعتم عن نهاية رجل شجاع .. وعن الرجل الذي فقد ظلّه ..؟ هل قرأتم عن امرأة سيئة السمعة كانت تدعى "فاضلة" ..؟ وعن روايات عبير وقصة "أبو كرتونة" الذي صار عميداً في زمن العبيد .. هل قرأتم مذكرات آخر الرجال المحترمين ..؟ وهل سمعتم عن إمبراطورية غزة ودولة ميكي ماوس ..؟ عن حكومتين ودولتين وخازوقٍ واحد يدخلُ قاعدةً شعبية من فتحة شرخٍ وطنيّ لـ يعلن قيام دولتنا المستقلة فوق خلفيتنا الثورية ... وإنها لثـورة حتى نهاية الخـازوق ..!

#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات