أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زياد السيد - النظام السوري والمعادلة الصعبة














المزيد.....

النظام السوري والمعادلة الصعبة


زياد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 16:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هوس مزمن، سكن روع أولئك الذين اغتصبوا الحكم منذ أكثر من أربعة عقود من الزمان. ومن البديهي أن لكل مرض نفسي كان أم عضوي مسبباته وعوارضه، التي تظهر على صاحبه، بيد أن أزمة حكام دمشق مستحكمة، وسقمهم مزمن لا علاج له، لأن أسبابه ودواعيه تتمثل في وجودهم نفسه على رأس السلطة، بل إصرارهم على الاستمرار بالتحكم في إدارة البلاد، واستعمال أية وسيلة مشروعة كانت أم غير ذلك، للإمساك بمقدرات سورية وقرارها، من دون بذل أية محاولة لإيجاد حلول للأزمات المتلاحقة، التي أوقعوا البلاد والعباد بها. وبنظرة سريعة فاحصة على المرض وأعراضه، الذي استفحل في سورية بسبب نظرة حكام دمشق الشوفينية لطريقة إدارة الدولة، نجد العجب العجاب...فمن أمن منفلت...إلى فساد ينخر عظام الدولة... إلى البطش الذي يمارسه النظام ضد من يشك أنه ربما سوف يكون معارضا له يوما، فضلا عن المعارضة ذاتها التي تواجه إما برد المعتقل أو مرارة الغربة والتشرد.
بعض من الممارسات الرسمية في سورية منذ بداية الانفتاح الدولي عليها، تعطينا فكرة جلية واضحة عن سوء استعمال زمرة الحكم هناك للسلطة، وكيفية فهمها لذلك الانفتاح واستغلالها له من جهة، ومدى تردي العلاقة بين هذه الزمرة والشعب السوري من الجهة الأخرى، فهي تفهم المعادلة بطريقة التناسب العكسي، فكلما توسع الانفتاح عليها من الخارج كلما ضاق أفقها، وانغلقت على نفسها في الداخل، فأقفلت أعينها وقلوبها وأبوابها بوجه المواطن. دون أن تدرك أن هذا الانفتاح ربما هو الجزرة التي يمدها العالم للنظام كي يعود إلى رشده ويسير على جادة الصواب - بالمفهوم الغربي طبعا - وإلا انقلبت الجزرة إلى عصا غليظة.
مصير المواطن السوري بات في مهب الريح، فلا تحتاج إلى ممارسة نشاط سياسي، كي تغيب في غياهب السجون، بل يكفي أن تقول كلمة فهمها متطفل فهما خاطئا حتى يكون مصيرك مجهولا، والأستاذ هيثم المالح مثالا ومن قبله الأستاذ مهند الحسني إضافة عن الآلاف من معتقلي الرأي والضمير القابعين في المعتقلات منذ عقود هذا فضلا عن عشرات وربما مئات الألوف من المهجرين قسرا في أصقاع الأرض دون ذنب اقترفوه سوى قول كلمة الحق عند السلطان الجائر.
هكذا إذن فهم النظام في دمشق ذلك الانفتاح الدولي، الأمر الذي يؤشر إلى أنه لم يستوعب حركة التاريخ، ولم يفهم أنه ليس في السياسة ثابت، فالدول ليست جمعيات خيرية وسياساتها تحكمها المصالح لا العواطف فان اختفت تلك المصالح أو تحولت فسوف يتبعها انقلاب في المعادلات الدولية، عندها لن يبقى للنظام في سوريا خدمات يؤديها للكبار فينتهي دوره الذي راهن عليه طويلا، فالنظام يدرك أن شرعيته مستمدة من الخارج ولا شرعية داخلية له.
عجبا لتلك الأنظمة التي لا تتعظ بغيرها، لتعي أن منعتها في التفاف شعبها من حولها ورضاه عن أدائها وليس قمع المواطن وإرهابه مع الاعتماد على الدعم الخارجي الواهن الذي يشبه السراب ما إن تحين الحقيقة حتى يختفي.



#زياد_السيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمم المتحدة والسقوط!!
- جبهة الخلاص الوطني..كبوة الاخوان والتصالح مع الذات
- صفقة...أم اعادة تأهيل؟


المزيد.....




- الشرع يستقبل وفدا من الكونغرس الأمريكي.. وواشنطن تدعو لتجنب ...
- المبعوثة الأمريكية ترد على أمين عام حزب الله بكلمة واحدة.. م ...
- مصادر: خيار مهاجمة نووي إيران ما زال مطروحا في إسرائيل
- طائرات مسيرة روسية تدمر معدات وقوات مشاة للعدو
- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في كورسك
- بريطانيا.. الشرطة تحتجز الأكاديمي العربي مكرم خوري مخول وتحق ...
- تظاهرة في مصراته الليبية دعما لغزة
- لندن تسعى لحل أزمة الرسوم الجمركية
- جدل حول انتشار الجيش وسحب سلاح حزب الله
- أبرز مواصفات هاتف -Razr 60 Ultra- القابل للطي من موتورولا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - زياد السيد - النظام السوري والمعادلة الصعبة