أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بولات جان - الكرة الكردية في الملعب التركي















المزيد.....


الكرة الكردية في الملعب التركي


بولات جان

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 14:27
المحور: القضية الكردية
    



منذ فترة ليست بطويلة و موضوع حل القضية الكردية بالسبل الديمقراطية و السلمية تتقدم أجندة النقاشات في الرأي العام التركي و الكردستاني و الإقليمي. هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أحد أطراف القضية و بالأخص الجانب الكردستاني على تقديم مقترحات للحل السلمي للقضية و إلقاء بعض الخطوات المعبّرة عن حسن النية، لكن في كل مرة كانت هذه المساعي الحميدة للجانب الكردستاني يصطدم بصخرة العنجهية و العناد التركي و الصمت الدولي حيالها. و كنا نرى إثر كل مرحلة شبه سلمية عودة أصوات الرصاص و النار إلى الحديث بلغتها الدامية.
و ربما كانت الظروف الدولية و الوضع الإقليمي و توازنات القوى غير مهيأة للسلام بين الكردستانيين و الأتراك. لذا فأن جميع مبادرات السلام التي قام بها الطرف الكردي بقيادة حزب العمال الكردستاني كانت تنتهي دون الوصول إلى النتيجة المرجوة منها. كلنا نعرف عدد المرات التي أعلن فيها الطرف الكردي عن وقف الحرب و طالب تركيا بالامتثال لذلك، و نعرف جميعاً التحولات الجذرية التي قام بها الجانب الكردي في إستراتيجيته و سياسته و تكتيكاته و لغته في النضال و الحرب و التعامل مع الطرف المقابل و كذلك إبداء الليونة و البحث عن نقطة وسط بين التطلعات الكردستانية القومية و الحقائق التاريخية و حساسيات الدولة و الشعب التركي.
و بحسب رأيّ ليس من الضير بشيء أن نستذكر باقتضاب بعضاً من الخطوات الكردستانية السلمية:
- الإعلان عن عدم وجود نية كردستانية للانفصال عن تركيا و المناداة بالعيش المشترك ضمن الجمهورية الديمقراطية التي تتألف من كردستان و تركيا.
- التمسك بنهج الدفاع المشروع و خفض المواجهة العسكرية و العمليات الكبيرة إلى أدنى مستوياتها و ذلك لعدم قطع خيوط الأمل في السلام. و التأكيد على عدم التهجم على الدولة و عدم الاصطدام معها إلا في حالات الدفاع المشروع عن الذات وعن القيم الوطنية للشعب الكردستاني.
- المحاولة الدائمة للتسييس و العمل في الساحة السياسية و المدنية للنضال لأجل الحقوق المشروعة للشعب الكردي.
- لأجل إظهار حسن النية قام الطرف الكردستاني سنة 1999 بإرسال مجموعتين للسلام إلى تركيا إحداها من الكوادر المقاتلة من الجبل و أخرى من الكوادر السياسيين من أوروبا. و نعرف جيداً بأن الدولة التركية اعتقلت كلى المجموعتين و حكمت عليهم بعقوبات أقلها عشر سنوات في السجن، و قد استشهد احد الكوادر ضمن السجن إثر التعذيب و المعاملة اللاإنسانية.
بالإضافة إلى العشرات من الخطوات الأخرى التي يعرفها الرأي العام على الرغم من تعامي بعض الأطراف أو تناسيها عن قصد أو القفز عليها.
الطرف الكردستاني و بعد عدة انتصارات عسكرية و في عدة مواقع، إلا انه عمل ككل مرة بمبدئه القائل" لو امتلكنا القدرة على محاربة العالم كله فلن نقدم على ذلك و إن تكتل العالم كله ضدنا و تهجموا علينا فسوف ندافع عن أنفسنا حتى النهاية"، لذا فأن الطرف الكردي أظهر نيته الحسنة مرة أخرى و لأجل مرور الانتخابات البلدية في تركيا و كردستان في أجواء سلمية فقد أعلن عن تجميد عملياته في ربيع هذا العام. و بعد الانتخابات و الفوز الكاسح الذي حققه الطرف الكردي في الانتخابات و كسب التعاطف الدولي، فقد قام بتمديد مرحلة تجميد العمليات لكي يفتح الطريق أمام الحوار السلمي لحل القضية الكردية.
و بالفعل فقد باتت جميع الأطراف بعد أن رؤوا قوة الكردستاني السياسية و العسكرية و التمثيلية، بمناقشة حل القضية الكردية، و كلما تعمقت النقاشات، خطى الجانب الكردستاني خطوات أفضل على طريق الحل. الجانب الكردي لم يكتفوا بالكلام، بل خطى الكثير من الخطوات و خير دليل على ذلك هو تجميد العمليات حتى هذه الساعة و عدم البدء بها فعلياً على الرغم من انتهاء المدة التي كان الجانب الكردستاني قد أعلن عنها.
أما الجانب بالتركي فقد اكتفى بالتصريحات المتناقضة. فمرة يتحدث فيها أردوغان عن دموع الأمهات و يذرف دموع التماسيح في اجتماع مجلس حزبه و يشدد على ضرورة إنهاء الحرب و الموت، و من ثم يصادق على المذكرة التي تخول الجيش بغزو جنوب كردستان و محاربة الأكراد. يتحدث أردوغان و أركان حزبه عن السلام و نرى جنوده و بوليسه يتهجم على الأطفال و يقتل الطفلة البريئة جيلان في آمد، يتحدث أردوغان عن الأخوة و التعايش السلمي و نراه يتحالف مع الدول الإقليمية ضد الحركة الكردستانية و يتمادى في مخططات التصفية و الإبادة، نرى أردوغان يذرف الدموع الكذّابة على أطفال غزة و يمثل تمثيلية (معاداة إسرائيل) لكنه يتعامى عن المئات من الأطفال الكرد المسجونين في الزنزانات التركية فقط لأنهم رفعوا أصابعهم و رسموا إشارات النصر في الهواء أو رددوا شعارات كردية.
الجانب الكردي يقدم على الخطوات واحدة تلو الأخرى و يكتفي الجانب التركي بالتصريحات و الكلام المعسول. و الجانب الكردستاني اليوم يخطو خطوة جديدة و يرمي هدفاً في المرمى التركي.
أعلن الجانب الكردستاني و بناءً على توجيهات القائد أوجلان بأنه سيرسل هيئات سلمية إلى تركيا. إحدى الهيئتين من مخيم مخمور للاجئين السياسيين و الهيئة الأخرى من الكوادر المقاتلة من جبال قنديل.
الهيئات قد انطلقت اليوم و لم تصل إلى الحدود حتى لحظة كتابتي لهذا المقال. الجانب الكردستاني سيجتاز الحدود و يعبّر عن نيتهم السلمية للعالم و لتركيا و يقولون: " هذه خطوتنا فما هي خطوتكم؟"
الجانب الكردي يرمي بكرته إلى الملعب التركي و سنرى كيف سيرد اللاعب التركي على الكرة الكردية في الساحة التركية.
سوف يظهر الموقف التركي في عدة محاور و نذكر منها:
أولاً: استقبال كلى الهيئتين بشكلٍ يليق برسل السلام. و عدم توجيه أية كلمة جارحة أو تعامل سيء معهم.
ثانياً: فتح المجال لكلى الهيئتين بممارسة دورهما السلمي للتسريع من الحل الديمقراطي، مثل عقد المؤتمرات الصحفية و التجوال بين المؤسسات و المراكز المهمة للتعبير عن وجهة النظر الكردستانية في الحل و السلام.
ثالثاً: إطلاق صراح كل المعتقلين السياسيين الذي اعتقلوا بسبب آرائهم و توجهاتهم الفكرية.
رابعاً: إطلاق صراح كل الأطفال (الأحداث) المعتقلين في السجون التركية.
خامساً: التخلي عن لغة الإقصاء و التهديد و ترديد الجمل الكلاسيكية من قبيل(سنحاربهم حتى قتل آخر فرد منهم).
سادساً: و هي الخطوة الأهم، على الدولة التركية الرد بالمثل على النية و الخطوة السلمية التي أقدم ويقدم عليها الجانب الكردستاني بقيادة حزب العمال الكردستاني و حزب المجتمع الديمقراطي، و أفضل إظهار لحسن النية هو إعلان تركيا عن تجميد الحملات العسكرية التي تستهدف قوات الكريلا التي في حالة الدفاع المشروع.
في حال قيام تركيا بخطو هذه الخطوات، سيفتح الطريق على مصراعيه للحل السلمي و الديمقراطي للقضية الكردية وستتوقف وصول التوابيت إلى تركيا و كردستان و ستجف دموع الأمهات و الثكالى.
الخطوة التي أقدم عليها حزب العمال الكردستاني في إرسال هيئة السلام إلى تركيا، تعد خطوة جريئة و جسورة و تاريخية. و تعبر عن حسن النية و عن الرؤية الكردية للسلام و الأخوة و نبذ الحرب و الموت. أنها خطوة حكيمة و في محلها و إعلان للعالم عمن يريد السلام و ستظهر خلال يومين إن كان الطرف الآخر يريد السلام أم الحرب؟
القائد أوجلان و حزب العمال الكردستاني قد رمى كرة موفقة إلى المرمى التركي و باتت الكرة الكردية في الساحة التركية. لنرى همتك يا أردوغان...



#بولات_جان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المنهزم لا يملّ من المصارعة-
- كمين - ليلة – القدر
- إلى خليل أويسال
- نوبة الحراسة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثامنة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة السابعة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة السادسة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الخامسة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الرابعة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثالثة
- كتاب آفاق كونفدرالية- الحلقة الثانية
- كتاب آفاق كونفدرالية
- فن كتابة اليوميات
- أخي المقاتل
- انتهاء النساء...
- أمي
- انتهاكات الجيش التركي للاتفاقيات الدولية في كردستان
- معركة أورمار
- لنقرأ التاريخ بموضوعية وعقلية حيادية تامة دراسة عن المجازر ا ...
- 9 أكتوبر، يوم المواجهة بين ثورة الحرية و الإمبريالية


المزيد.....




- لاجئون من الروهينغا يروون تفاصيل مروعة عن الحرب الدائرة في ب ...
- المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تعلن عودة 58 ألف شخص إلى سور ...
- الأونروا: أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى ...
- التّقرير السّنوي للرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان ...
- الأغذية العالمي يحذر: الجوع ينتشر بكل مكان في قطاع غزة
- وزير الخارجية السوري: لن نتوانى عن تقديم من تورط بالتعذيب بـ ...
- الخارجية الإيطالية: اعتقال المراسلة سيسيليا سالا في طهران
- العراق.. اعتقال عصابتين تمارسان تجارة -بيع أطفال- في محافظتي ...
- تركيا: اعتقال مطلوب دولي بشبهة الانتماء إلى -داعش-
- تحت ضغط أميركي.. سحب -تقرير المجاعة- بشأن غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بولات جان - الكرة الكردية في الملعب التركي