|
عندما يموت الله لا يشيعه احد.
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 22:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المؤمنون من أتباع ما يسمى بالأديان السماوية لا يختلفون فيما بينهم على ما لا يرونه ولا على مالا يستطيعون إثباته ولا على المجهول المبهم الذي يعبدونه ويخافون صولته وجولته اللتان ليسا سوى مظاهر طبيعية، زلازل ورعود وصواعق وهزات أرضية كان للإنسان الأول حقا إن يخافها ويخشاها، فلا الوسائل ولا العلم كانا يسعفانه ويخدمانه لحل تلك المعضلات التي كانت تبهره وتدهشه, في لجج حيرته ودهشته اخترع الإنسان حدوثه الإله الكلي القدرة، المزمجر المكشر المستعبد الذي لا يرضى ولا يهدأ له بال إلا برؤية قرابين تغوص السكاكين في لحم رقابها ويفور الدم متدفقا من شرايينها. إله جامد صلد كالحجر، لا تحركه عواطف ولا أحاسيس، دكتاتوري النزعة ينفي من جنته زوجان لأنهما أكلا تفاحة واحدة لا غير و يأمر آبا بذبح ابنه قربانا، ويرسل ابنه الوحيد في مهمة انتحارية ثم يهجره في اشد حالات الضيق وهو يتجرع الألم والوجع ليصرخ الابن في نزعه الأخير أبي لماذا هجرتني. اله عديم الأخلاق جنسي إلى حد اللعنة فيزوج طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الست سنوات نبيه الذي تجاوز الخمسين من العمر, ثم يعلن للناس جميعا ولا يخشى الفضيحة،إن زيدا قد نال ما يكفيه من نكح زينب بنت جحش وآن لمحمد نكحها إلى يوم القيامة.
هذا الإله منتج عصور السحر والخرافات لازال مهيمنا على الكثيرين من أبناء القرن الحادي والعشرين، تقدم له القرابين المتضرجة بدمائها ويغني له المنشدون بشبق وغرام وعشق ويتقاتل الناس فيما بينهم لطلب رضاه وتخاصمون على صحة طقوس تبجيله وتكريمه والفرح بعبوديته. لكن لماذا استمرت حدوثه الإله رغم بساطتها وسذاجتها ورغم سادية الإله وأوامره الفضة ورغباته المخجلة.؟ لماذا بقى الإله على قيد الحياة رغم تقدم العلم وانهيار جميع التصورات الدينية عن الكون والوجود والمادة وتغير تفكير الإنسان ورؤيته للحياة.؟ اقترن وجود الإله دائما بوجود الظلم والعسف والقهر وكان تبريرا لهم، لم يقترن يوما بالحب وان قالوا إن الله محبة، فالحب والعشق محرم والجنس في بعض الأديان إن لم يقصد به إنجاب الأطفال خطيئة. في المراحل الأولى من اختمار الفكرة، فكرة خلق اله ما، أعار الإنسان لشروع الإله همجية وزمجرة ووحشية وقسوة الطبيعة، فكانت الطبيعة الشديدة القسوة هي جوهره وطينته والعواصف الأعاصير هي روحه التي نفخها الإنسان بوهم جسده, ، فيما بعد وعندما أصبحت سلطة الحكام والملوك والأباطرة والخلفاء اعتى واقسي من الطبيعة، كان الله هو انعكاس لوجه الحاكم فأعاره صفات الغدر والبطش وفرض الضرائب واستحصال الأموال. لقد اقترن الإله بالهيمنة السلطوية وحكم الأقوياء، فالملوك والأباطرة كانوا أبناء الإلهة، هم أنصاف إلهة ولم يكن الدين والإله إلا تبريرا لحكمهم وتوريث الحكم لابنائهم من بعدهم حتى أصبح الملك والإمبراطور والخليفة ظل الله على الأرض. مصان غير مسئول. فهل لقبيلة قريش إن تحكم ألف عام إن لم يستخدم الله لتبرير حكمها. وهل يملك الملك السعودي الجاهل تبريرا أخرا لاستمرار حكمه سوى انه خادم الحرمين وولي أمر المسلمين وحارس الشريعة الإلهية.؟ وهل للأحزاب الإسلامية تبريرا أخر لشرعية وجودها سوى إنها تهدف إلى فرض حكم الله على الأرض.؟
وإلا أين بهذه الجموع المؤلفة من السذج والمحتالين والدجالين المعممين والمطربشين والمتشمغين من لابسي دشداشة ميني جوب السعودية الذين لا يحسنون عملا سوى إعادة تجديد ولادة الخرافات وابتداع طرق جديدة في إدخالها إلى الأدمغة إن أصبحت الناس لا تعتبر الإله سوى حكاية من حكايات الخرافات القديمة.؟
عندما حاول المسيح إن يجعل من الإله اله رحيما عطوفا ودودا انكرعليه أتباع اله موسى ذلك، فربهم( الرب كلمة عبرية تعني السيد أو المولى ومنها اشتقت الكلمة العبرية الرابي أي رجل الدين وأخذها محمد ليصف بها الإله الإسلامي) غادر قاتل باطش جبار، فامسكوا به وصلبوه. في بداية دعوته، متأثرا باله المسيح وبوحي من زوجته خديجة بنت خويلد ، دعا محمد إلى اله رحيم ، لم يتبعه إلا العبيد وقلائل من المعدمين. أهين وحط من قدره وماتت زوجته من اثر الحصار، فنبذ اله المسيح جانبا و رجع إلى اله موسى، اله منتقم جبار قاهر ماكر، ولم يكتف بذلك بل كما يقول الشاعر ألقاه باليم وقال له.....إياك إن تبتل بالماء فاله محمد يرسل شياطينه لإغواء البشر وملائكته للتجسس و لتسجيل كل حركة كبيرة أو صغيرة لا يقصد بها طاعة الله ليحاسبوا عليها في الدنيا أو يحملوا إثمها إلى الأبد ليكون عقابها شويا بالنار. اله تذبح له ملايين القرابين سنويا لتصبح ارض مكة حمراء من دماءها وليضيق الحفارون ذرعا بدفن بقايا أشلاءها. الإله لا يمكن إلا إن يكون جبارا متكبرا شديد القسوة والغلظة والوحشية. الإله في الدين الإسلامي مثلا يطيب له رؤية عبيده أذلاء منكسرين محتاجين دائما وابدآ، لذلك يبكون بأدعيتهم ويتضرعون إليه قائلين (يا سيدي فكيف بي وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير) لذلك اقترنت العبادة بإيقاع الألم بالجسد. ليس الإسلام وحده، إنما في اغلب الأديان. المؤمنون لا يتصارعون حول هذا الإله الذي تكاد تكون صفاته متطابقة في كل تصورات المراحل التاريخ التي اختلقته أقوامها، لأنه ليس أكثر من رمز للظلم والبطش ومسبب للعقد النفسية وتحميل الخطايا والآثام. المؤمنون يتصارعون حول ما يسمى الأنبياء..وكأنهم قد انتهوا من إثبات وجود الإله، وكان ما يسمى الأنبياء أتوا بالأدلة المقنعة على وجوده! لكي يتجادلوا من هو النبي الأحق بالإتباع ومن هو أفضل الأنبياء وأي دين هو الأصوب ولأقوم.؟ لقد مات الإله في مواطن كثيرة، لم ينعه احد، لم يقم له مأتم عزاء، بل تحررت الناس من قوانينه ومن جواسيسه ومن غلظة وثقل دم رجاله ومن استغلالهم ومن ظلمهم. عندما تحصل الشعوب على حريتها وتتحرر من موروثات ماضيها وتخلفها يموت الإله ويختفي من الذاكرة كاختفاء حلم ثقيل متعب بعد الاستيقاظ.
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دماغ سز!
-
سماحة السيد طلع كذاب!!
-
اسلامقراطية
-
العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد
-
حميد الشاكر قلم مريض ام قلم حاقد.
-
الاسلام الاحتراف والهواية
-
الرحمة والنقمة الالهية.
-
الاسلام السياسي تمهيد للدولة الدينية.
-
سنة محمد وسيلة انقلابية.
-
الاسلام بين الانتقاد والهجوم
-
وجه اخر للتطرف
-
لماذا لا تُنتقد المسيحية مثلما يُنتقد الاسلام.؟
-
العيب الانساني والحرام الاسلامي
-
الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.
-
الكذب في سبيل الله!!
-
الاسلام السياسي العراقي والدرس الايراني.
-
اذا كان من حقك ان تؤمن اليس من حقي ان اكفر؟
-
شيعة علي وشيعة المذهب
-
الاية التي قصمت ظهر الاسلاميين.
-
الاسلاميون والخمرة.
المزيد.....
-
كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا
...
-
كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن
...
-
إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|