جهاد الرنتيسي
الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 22:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ساهمت قضية المحتجزين الايرانيين في تهشيم ما تبقى من مصداقية لخطاب الحكومة العراقية الذي اعتاد على التأرجح بين ثنائيات متنافرة يصعب جمع عناصرها في معادلة واحدة .
ففي ايام الاعتقال الـ 72 سقطت والى الابد نظرية " مغسولي الدماغ " التي اعتاد اركان حكومة المالكي على الحديث حولها في سياق دفاعهم عن الضغوطات التي يمارسونها على سكان مخيم اشرف .
تجسد سقوط النظرية في صمود المعتقلين الـ 62 الذي اظهرهم اصحاب قناعات ورؤى يناضلون لتحقيقها .
فالمغسولة ادمغتهم يعودون الى وعيهم لدى خروجهم من تحت تأثير التضليل الذي يتعرضون له ولا يضربون عن الطعام حتى الموت في مواجهة سجانيهم .
كما اثبت هؤلاء ان عزلهم عن قيادتهم او بقاءهم قربها لا يقدم ولا يؤخر في قرار مواصلتهم للطريق التي اختاروا السير عليه .
وظهر من خلال عرضهم على المحاكم ، وصدور قرارات بالافراج عنهم براءة منظمتهم من التهم الموجهة لها ، مثل الضلوع في جرائم ضد الشيعة والاكراد ، وشرعية وجودهم في العراق كلاجئين تحميهم المواثيق والالتزامات الدولية .
تهشيم الخطاب الحكومي العراقي يقود الى ما هو اخطر من ذلك ، وهو صحة ذريعة اقتحام مخيم اللاجئين في ديالى ، تحت شعار الحفاظ على سيادة العراق ، في الوقت الذي يتذمر رجل الشارع العراقي من تدخلات النظام الايراني في بلاده .
ولم تكن مصادفة ان يتلقى الخطاب الرسمي العراقي هذه الصفعة التي تترافق مع العد العكسي للانتخابات العامة .
فمن الواضح ان التصعيد ضد اللاجئين الايرانيين جاء نتيجة لضغوط ايرانية تندرج في اطار محاولات النظام الايراني التأثير على سير الانتخابات .
ومثل هذه الحقيقة تضع على كاهل القوى العراقية الحية مسؤولية خوض معركة تحجيم التأثير الايراني على العملية الانتخابية والحد من دور القوى الطائفية التي لعبت دور حصان طروادة الايراني خلال الاعوام الماضية وحولت العراق الى ما يشبه الطائرة المخطوفة .
ولا شك في ان القوى الوطنية والعلمانية معنية بالدرجة الاولى باخراج العراقيين من حالة الاختطاف الى فضاءات الحرية من خلال بذل جهود اضافية لدفعهم الى صناديق الاقتراع .
فالتغيير يبدا من صناديق الاقتراع ، ويمر بمجلس النواب ، ويصل الى امتلاك العراقيين قرارهم ، والحد من التدخلات الاقليمية في بلادهم .
#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟