أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - لا مكان للشرفاء هنا!














المزيد.....

لا مكان للشرفاء هنا!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 21:25
المحور: حقوق الانسان
    


ويسألني صديقي: لماذا تحول الطب لدينا إلى تجارة ؟ لماذا يصر الطبيب على قبض ثمن عمليته قبل أن يجريها حتى؟ وبغض النظر عن النتيجة سواء كانت حياة أو موتاً.
لماذا يقف طوابير المرضى الذين يعانون المرض العضال على أبواب المشفى ينتظرون جرعة الدواء التي قد تمنحهم فرصة ثانية للحياة ؟ بينما يسرق الدواء من صيدليات المشفى العمومي ليباع في الصيدليات الخاصة بمبالغ باهظة ، لا يقدر على دفعها سوى فئة قليلة جدا من الناس ، أما غير القادرين على دفع ثمن الدواء المسروق فمصيرهم الموت بعد المعاناة من الآلام التي لا تطاق.
لماذا يا صديقي العزيز لم نعد نسمي الطبيب بالحكيم ؟هل فقد الحكمة واكتفى بالمشرط ؟ أين أطباء زمان حيث كانت مراتبهم بعد الأنبياء مباشرة؟ كيف لا وهم الذين ينقذون الأجساد المريضة بإذن الله ويرسمون البسمة على الوجوه البائسة، أين صدرهم الرحب الواسع والمتسع لكل الآهات والأوجاع ؟ أين صبرهم وسهرهم إلى جانب مرضاهم ؟ هل وصل الفساد إلى الصدور والنفوس أيضا يا صاحبي ؟!
لم أدري كيف وبما أجيب صديقي العزيز عن تساؤلاته وشكواه من ضيق الحال وسقم الجسد ، أأقول له اذهب إلى أي مجلس وليدخل خلفك لص غني يركب مرسيدس وطبيب شريف يا دوب يمشي حاله، لمن سيقوم الجميع ،للطبيب الشريف ، أم للص المليونير ، حتما يا صاحبي سيقومون للص المليونير ، صاحب الأعمال والأيادي التي تنشر النعم على الفقراء والمساكين، أأقول له أن موظفا لم يجتز المرحلة الابتدائية في التعليم لديه فيلا ويركن أمام بيته سيارات أربع ولديه ابن يدرس في بريطانيا على نفقته الخاصة ، بينما يتباهى ولده الآخر أمام الأصحاب والصاحبات إن والده شاطر 00شاطر، في حين إن طبيباً فذاً أو محامياً شريفاً أفنى عمره في الدراسة والعلم يعيش في بيت من طين ويركب باصات النقل الداخلي يوميا ليصل إلى محل عمله .
ماذا أرد عليه وقد ردت عليه إحدى الوزيرات حين أكدت أن بلدنا ينتج العقول الرخيصة، ومن يرغب في الاستيراد فالأبواب مفتوحة والأجور رخيصة والإخلاص في العمل علامة مميزة ، ماذا أرد عليه وقد ردت عليه الهيئة الدولية وحذرت من كارثة إنسانية قادمة نتيجة الجفاف والإهمال الحكومي ولا بد من تضافر الجهود الدولية والمحلية لمواجهة ما قد يأتي.
نعم يا صديقي نحن في القرن الواحد والعشرين وما زالت البيوت الطينية تفترش ثلاثة أرباع الأرض في منطقتنا التي كانت تسمى سابقا بالجزيرة الخضراء ، والتي لم يتبقى فيها سوى أبواب موصدة ، وبعض السماسرة الذين يخططون مشاريع في الهواء لأناس نزحوا منها منذ وقت طويل ، إننا في زمن لم يعد للمثقف دور ،ولا للطبيب الشريف دور، ولا للصحفي الشريف دور، ورأي في قضية تخص مستقبله ومستقبل أولاده ، أصبحت كل الأدوار للسماسرة الكبار وتجار الكلمات والممنوعات ، لأصحاب النفوس الوضيعة والمتسلطين على رقاب التعساء ، للمتذللين والمتمسكنين والنطاطين على الحيطان ، للمرابين والمنافقين ، لروبي وهيفاء ونانسي واليسا ، نعم غرقنا في القضايا الكبيرة ونسينا البحث في التفاصيل ، حملنا على أكتافنا هموم كل العالم من المشرق إلى المغرب ، صفقنا للمناضلين والثوار ورفعنا صورهم عاليا ، بذلنا كل ما نملك في سبيل القضايا الإنسانية ونسينا أن نستر جسدنا وجسد أطفالنا بثياب نظيفة ، نسينا أو تناسينا إن لهم علينا حقوق في الحياة الآمنة والعيش الرغيد ، كتبنا كثيرا عن الأحرار في العالم وعن السلام في العالم وبقينا مقيدين بأغلال التقاليد محرومين من السلام الداخلي ، هل أخطأنا لأننا لم نكن أنانيين ؟ متسلقين على أكتاف الغير ، فاسدين ومفسدين ، ربما ، لكن هل بقي لنا ولو ركن بسيط نرتاح فيه وسط هذه الدائرة التي تعج بنفس الوجوه ونفس السحنات ، مسرحيات مختلفة والأبطال أنفسهم أنفسهم ، ربما لم يعد لنا نحن الذين نعتبر أنفسنا مثقفين وشرفاء مكان ، ربما ،وربما ليس الأمر كذلك ، لكن الحقيقة انه يوما بعد يوم تضيق الدائرة على الشرفاء وتتسع دائرة الفاسدين والمنافقين والدجالين ،ولكن كما يقال المثل الشعبي لو خليت خربت وعسى أن تبقى ديارنا ودياركم عامرة ،ويبقى فيها ولو مقاعد قليلة لبعض الشرفاء.




#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسامينا!
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه
- عهد الرفاق
- فضائيات**نص كم


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - لا مكان للشرفاء هنا!