أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - الدين لله و الوطن للجميع














المزيد.....

الدين لله و الوطن للجميع


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين لله و الوطن للجميع
من أقوال البطل سعد زغلول المأثورة "الدين لله و الوطن للجميع" و هو من الذين جاهدوا في سبيل تحرير وطنهم من الإستعمار في عشرينات القرن الماضي رغم أنه كان أحد خريجي الأزهر.

كثيراً ما نسمع البعض يجاهد في سبيل إحلال الدين الإسلامي كنظام للحكم في بعض البلاد العربية مدعين أن الإسلام هو الحل من أمثال السيد قطب و القرضاوي و الشيخ عمر عبد الرحمن و غيرهم.

ففي سلسلة من المقالات التي كتبها الأستاذ خليل علي حيدر في جريدة الوطن الكويتية في يناير عام 1985 تحت عنوان "حزب الله و حزب الشيطان" فند هذا الإتجاه الديني بحجج و براهين لا شك في صحتها. و مما كتبه في هذا المقال أن هؤلاء السلفيين يعتمدون على حركة لا تعرف بنفسها إلى أين تتجه.

و من إطروحات هؤلاء أن الغرب بكافة دوله لا هم لها سوى القضاء على الإسلام و هم مساقون من قبل اليهود فالماركسية اللينينة حركة يهودية والرأسمالية الغربية حركة يهودية و علم النفس أدات بيد اليهود و التطور الفكري و الفلسفي و الأدبي و الفني في الشرق و الغرب ما هو إلا حلقة متصلة من التضليل اليهودي. فإذا صح هذا الإدعاء بأن اليهود قادرين على ربط الشرق و إستغلال الغرب و تجنيد المفكرين و إلتهام الأخضر و اليابس بالشكل الذي توحي لنا فيه كتب التيار الديني فلا بد أن اليهود صادقون في زعمهم بأنهم شعب الله المختارفلماذا الغضب من هذا الشعار إذاً؟

ثم يستطرد الاستاذ خليل علي حيدر في مقاله قائلاً أن السيد قطب يعيب على اليهود عدم و لائهم للأوطان التي يقيمون فيها و تمسكهم بشخصيتهم اليهودية و كل ما فعله هؤلاء هو أنهم طبقوا مذهب سيد قطب في تصنيف الأمم. فما رد التيار الديني على من يتهم المسلمين أيضاً بأنهم لا ولاء لهم للأوطان التي يقيمون فيها؟

ثم يستطرد الكاتب أن السيد قطب يصنف الدول حسب أديانها و يصبح صاحب حانوت مسلم في الفيليبين ممن لم ير مصر في حياته أقرب إلى الشعب المصري و أهم لسكانها من طبيب مصري من الأقباط و أهم للأمة العربية من مناضل مسيحي في المقاومة الفلسطينية. و يصبح أي حفار قبور في جزر الواق واق ممن أسلم لأي سبب من الأسباب أعضم مكانة من الكتاب و الشعراء المسيحيين العرب مثل أيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة ممن أثروا الأدب العربي و التراث المعاصر أيما إثراء و يصبح وجود و أنتاج أية موظفة مغمورة في مملكة بروني و جزر المالديف بالمحيط الهندي أهم بكثير في أمة قطب العقائدية من الموظفات العربيات في العراق أو السودان أو الكويت أو مصر أو في الضفة الغربية من فلسطين المحتلة أو أي دولة أخرى ممن شاء سوء الحظ و نكد الطالع أن لا يكن على دين سيد قطب و حزبه.

و يتسائل الكاتب ماذا سيكون شعورك إن شاءت المقادير إن كنت مسيحياً في دولة الإخوان القادمة و أنت ترى هذه الكراهية المرعبة في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة و في المناهج المدرسية و في خطب الخطباء وا لكتب التي تنشر في كل مكان ضد الصليبية و النصرانية و حتى لو حمتك الدولة مقابل الجزية فكيف شتعيش بكرامتك في مثل هذا النظام الذي يتهمك ليل نهار أنك من الطابور الخامس و بقايا الصليبيين و من أعوان الإستعمار و من جالبي المبادئ والأفكار المستوردة؟ أية تعاسة هذه على مشارف القرن الحادي و العشرين في ديار العرب كي يتحول المسيحي المصري أو السوداني أو العراقي أو الأردني أو الفلسطيني في بلده و أرض أجداده إلى مجرد أحد الرعايا ممن لا يملكون حتى حق المواطنة و الحق الكامل في الإرتقاء الوظيفي و لماذا نقيم الدنيا و لا نقعدها إذا بدرت من الأوربيين و الأميريكان أية بادرة إضطهاد ضد المسلمين في تلك الدول علماً بأن معظم المسلمين في أوربا من شمال أفريقيا و تركيا و ايران و باكستان و مصر مثلاً؟

وواقعنا الحاضر يؤيد ما ذهب إليه الأستاذ خليل علي حيدر فالأوضاع في الدول التي طبقت مبدأ السيد قطب أمثال أيران و السعودية و السودان ثبت فشلها.

ثم ينهي الكاتب مقاله بتمنياته أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه كل البشرية و تتآخى و يسود السلام في كل مكان. و تصبح حرية التدين مفتوحة لكل إنسان بلا عائق أو إضطهاد.
بطرس بيو





#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور الأديان
- فكتور هوجو و عقوبة الإعدام
- أوجه التشابه و التباين بين نابوليون بونابارت وأدولف هتلر
- إسرائيل و هتلر و عبد الناصر
- العامل الأخلافي في تصرفات البشر
- النصر الذي حققته فتح
- تغير الأقطاب المغناطيسية للكرة الأرضية
- مأساة غزا
- مأساة غزة
- حب الوطن
- تنبؤات نوسترادامس
- ألإسلام و حرية الرأي
- كاتدرائية آيا صوفيا
- الرد على كلمة الأستاذ محمد خلف الرشوان
- شهامة المتحاربين تجاه العدو
- التعصب الديني و الحط من قيمة العلوم
- تقليق على كلمة الأستاذ الشهابي
- نقد خليقة الله
- الطريقتقن في تفسير ما يقرأه الفرد
- قصة تفجير المفاعل النووي العراقي - الجزء الثالث


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - الدين لله و الوطن للجميع