أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - ما ألمانع من خلق جبهة تتوحد فيها قوى التحرر القومي والوطني التقدمي بعد طول صراع ؟؟















المزيد.....

ما ألمانع من خلق جبهة تتوحد فيها قوى التحرر القومي والوطني التقدمي بعد طول صراع ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 20:36
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم أدرك ولحد الآن كنه ذلك الإصرار غير المبرر، من قبل الكثيرين من حملة الفكر القومي العربي ، على الوقوف عند التزمت بالرأي ، حينما يعرضون وبشكل يدعو للشفقة في أغلب الأحيان ، عن الاعتراف بان للنزعة القومية العربية سهمها الوافر فيما مضى من تاريخ الأمة وبإتجاهات جعلت من هذه الأمة تنأى عن ركوب متن التقدم وفي العديد من مفاصل حياتها .
ولم أستطع هضم فكرة مفادها بأن الأمة العربية لم تكن لها حريتها المطلوبة في صنع واقعها وبناء مستقبلها لكونها كانت على الدوام إما أسيرة لمحتل غاشم أو مستعمر ظالم .. وأنها حتى بعد نيلها للأستقلال في دولها جميعا فقد بقيت رهينة في مقدراتها لحرب لا زالت تشن عليها من خارج الحدود .
وبلمحة إستعراضية للتاريخ من قبل أي متفحص منصف ، فإنه سيجد الكثير من المغالطات في هذا المنحى بالتفكير ، وسيدرك ببساطة متناهية بان للفكر القومي العربي دور بارز في عرقلة سبل الوصول الى أهداف تجعل من واقع العرب غير الذي هم فيه الان .
ومن الغريب ، بل والغريب جدا ، هو أن أغلب مصادر هذا الفكر باتت في الوقت الحاضر ، تردد وبغباء مطبق ، نفس الشعارات التي كانت من قبل تنادي بها غيرها من مصادر الفكر الاخرى ، في حين سلطت الانظمة العربية وفي مختلف الدول التي كان للفكر القومي سطوة فيها أشد العقوبات النفسية والجسدية على المنادين بالإيمان بضرورة التروي في وضع السياسة الحكيمة لحل المعضلات الوطنية ، والمؤسس على ركائز عقلانية تؤمن بمبدأ التحليل العلمي وعدم حرق مراحل التقدم وبشكل عشوائي غير منظم .
فقضية فلسطين والتي كانت ولفترة طويلة من الزمان ، ينادى بها كونها قضية العرب المركزية ، ورفعت شماعتها بوجه القاصي والداني من بقية الاحزاب التي وضعت لمشكلتها حلولا غير تلك الحلول القومية الضيقه ، وسيقت قوافل من خيرة أبناء الشعوب العربية الى مقاصل الاعدام الوحشية بتهمة التنكر لقضية فلسطين السليبه ، وتجني العديد من الانظمة العربية على الاتحاد السوفيتي والذي كان صديقا صدوقا للعرب في كافة مراحل تاريخهم ، حيث الصقت التهم بالسوفيت على أنهم هم سبب البلاء في ضياع فلسطين ، وترددت باستمرار وبقصد خبيث شعارات ( فلسطين عربيه .. فلتسقط الشيوعيه ) بهدف النيل من المناضلين الشرفاء وتحشيد الرأي العام ضدهم ، وبمساندة معروفة من رجال الدين ، كل ذلك الكم الهائل من ألمد القومي المتعجرف ، تداعى في أغلب مفاصله ، متراجعا عن مرتكزاته الفكرية ليقول بذات الحلول التي كان يطلقها سواه من حكماء التحليل السياسي المنطقي والمتعقل . وأصبح المطلوب الآن ، وبقدرة قادر ، هو بناء دولة ديمقراطية موحدة يعيش في كنفها العرب واليهود يحكمهم نظام ديمقراطي حقيقي أساسه عدم المفاضلة بين الطرفين في كل مناحي الحياة ، هذا في الوقت الذي خذل الفلسطينيون أنفسهم مناصريهم من كل الاطراف في أسوء عملية صراع داخلي طال أمده وعرض شعبهم الى ألمزيد من الويلات والدمار .
في ذات الوقت ، فقد تراجعت الأحزاب المناوئة للاتجاه القومي بهيئته الشوفينية والمشوهة ، وفي مقدمتها الاحزاب الشيوعية العربية ، لتتخلص هي الاخرى من الكثير من شوائب التزمت بالالتزام بنصوص أريد لها أن تكون قوالب نظرية جاهزة لا تقبل النقاش والتغيير، باعتبارها مستندة على فلسفة مكتملة الاوصاف ومعتمدة من قبل أعلام الفكر الاشتراكي التقليديين. وأضحت هذه الاحزاب ، خاصة بعد فشل تجربةالاتحاد السوفيتي وإنفراط عقد الدول الاشتراكية عموما ، تنزع للاعتدال في قراءة الواقع المحيط ، وتسعى لوضع صيغ أكثر تعقلا لبناء حاضر ومستقبل الشعوب العربية بعيدا عن جميع سلاسل الاعتقال المنهجي والفكري الكلاسيكي الجامد .
وليس من الغريب في حال كهذه ، أن نرى منطلقات جديدة ، وقد انبثقت أسسها من كلا الطرفين ، القومي المتزمت ، والوطني التقدمي الملتزم بالنصوص القديمة بحذافيرها ، حيث تراجعا معا عن ثوابت قديمه تم اصطناعها لخلق عداء سافر بينهما ، والذي ظهر في الكثير من مفاصله وكأنه قدر محتوم راح ضحيته الملايين من البشر دون سبب ، غير أن الجميع كانوا يتنازعون من أجل سراب وليس حقيقة ، في حين كانت الحقيقة مختفية هناك بعيدا عنهم لم يمسها أحدهم بطرفه .
ألقوميون كانوا يتهمون الشيوعيين بالعمالة للروس ، وهؤلاء كانوا يكيلون الاتهام للقوميين بعمالتهم للامريكان ، ولم يكن أحد الطرفين يدرك بأن المعادلة سيختلط طرفاها لتنقلب رأسا على عقب ، وأن المعايير السياسية لا تخضع لقوانين ثابتة ومعدة مسبقا ، حتى أن كلمة عميل أصبحت الان ، وبموجب صيغ ألحياة الجديده ، من المعاني المخجلة لمطلقيها كصفات جاهزة بهدف إسقاط الاعداء ..
وعبورا فوق التفاصيل الكثيرة ، والتي تضع أمامنا صورا مؤسفة لذلك الاحتراب المزمن بين الاحزاب القومية وسواها من الاحزاب المؤمنة بسياسات بعيدة عن الخط العروبي الضيق ، فإنني أجد ثمة حقيقة هامة جدا تفيد ، بأن الجميع قد قرروا مجبرين بحكم الواقع ، أن ينسحبوا من العديد من مواقع التنظير الفكري القديم ، وإن إحتفظوا بثوابته الفكرية والتي لا يمكنهم التخلي عنها باعتبارها من أسسه التنظيمية والمنهجية غير القابلة للتأويل... بل إنني لا أجدني مبتعدا عن التشخيص السليم لو إدعيت باقتراب الاتجاهين في الكثير من المفاصل الفكرية بفعل ظهور خصوم جدد دخلوا على الخط قادمين بقوة من الخلف ، وأقصد بهم الاحزاب الدينية المؤمنة بالفكر الرجعي السلفي ، والتي لا تجد في كافة الافكار المناوئة لها أبعد من كونها كفرا لا يقبل الجدال ولا المحاوره .
لقد كان الثمن الذي دفعته جميع الاحزاب المتصارعة على الساحة العربية باهضا لا يتمثل فقط في عدد الضحايا والخراب الذي حل بالبلدان العربية ، بل إنه يتمثل أيضا في تحول المئات بل الالاف من المنتمين لكلا الاتجاهين الى تبني الفكر الليبرالي المؤمن بالنشاط الرأسمالي الحر، والاتجاه صوب الدعاية لصحة الافكار الرأسمالية في بناء أنظمة الحياة في بلداننا ، بعد أن كان هؤلاء يشكلون جبهة مهمة من جبهات النضال من أجل الدفاع عن سيادة الفكر القومي والوطني التقدمي بصيغه المعتدلة والمفيده . .. ويمكن إعتبار كافة النجاحات التي حققتها الاحزاب الدينية والتنظيمات المتطرفة هي ثمرة من ثمرات ذلك الخصام المدمر بين تلك الاطراف .
وهنا يبرز تساؤل مشروع تفرضه ضرورات يعكسها واقع ما تعيشه شعوبنا من ويلات لا زالت مستمرة ، تتمثل بذلك التراجع الحثيث في جميع مكوناتها أمام تقدم بمستوى خرافي لجميع الشعوب الاخرى وفي كافة الميادين .. التساؤل مفاده هو لماذا لا تلتقي الاحزاب القومية مع الاحزاب الوطنية والتقدمية الاخرى وعلى أسس جديدة بهدف التحاور والخروج من عنق الزجاجة وإطفاء كافة الديون السابقه ، وإسقاط أية تبريرات وتبعات لما حدث ، وتعديل المناهج المشتركه بناء على ثوابت الحاضر الجديد ؟؟ .. ما هو الضرر في أن تتحول الدعوة الى وحدة اليسار مثلا الى دعوة لوحدة كافة الاحزاب والقوى القومية والوطنية التقدمية على أساس ترسيخ الاهداف المشتركة ونبذ الخلافات القديمة والتي لا تستند جلها الى خلاف نظري بقدر كونها تعبر عن تصفية حسابات شخصية ضيقة ؟؟ ..
يقينا فإن هكذا دعوات سوف لن تشمل أساسا مراجع إصطبغت تواريخها ومعالم سياساتها بلون دماء الشعب ومارست شتى أساليب القهر والتنكيل بالمناضلين الوطنيين وأدارت رحى الارهاب بحق الابرياء ، فهذه لن يرضيها قطعا سوى أن تتفرد بالسلطة للمارسة هوايتها في التسلط والدكتاتورية المقيته .. ويقينا أيضا بأن بقية القوى الساعية لرأب الصدع بينها على أساس مراجعة المواقف والسياسات سوف لن ترتضي لنفسها ضم هكذا أحزاب أو شخصيات ذات التاريخ الموبوء وغير النزيه .
لقد أصبح من الواضح أكثر من ذي قبل ، بأن ما جنته شعوبنا في الوطن العربي جراء ما يسمى بنضال حركات التحرر الوطني لم يؤدي الى ما كانت تحلم به حتى قيادات تلك الحركات ، والذي رشح من خلال جميع فعاليات الحراك السياسي المحتدم لا يعدو غير مزيد من الدمار والضحايا من كافة الاطراف ، والى مزيد من توفر عوامل التخلف والانحطاط الاجتماعي والاقتصادي لشعوبنا المقهوره ، وبات مقدرا على تلك القيادات إما أن تعمد وفورا الى خلق سبل حوار جديدة تبرز من خلالها ما يتشابه من رؤى وحلول وتأجيل ما يتم الاختلاف بشانه الى أجل آخر، أو من المفيد لسمعتها وحفاظا على تاريخها أن تتقبل مصير التوقف ومغادرة الساحه .









#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان اللحظة الأخيره
- صرخة ألم في فضاء عذابات المرأة العراقية .. بائعات الملح يبصق ...
- عشق ما بعد الستين
- إعتذار
- نداء عاجل لكافة الوطنيين والتقدميين في العراق
- فلتسقط السياسه .. وليتوقف تدمير عراق النهرين والشط
- تحدي
- إشراقات خارج حدود وطن الأزمه
- ألعقلية العربية وتصدير الأزمات
- ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه
- عشق غير مألوف
- متى ياعراق ؟؟
- سجال متأخر .. حول ضرورة وحدة قوى اليسار في العراق
- ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع ال ...
- قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المر ...
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد حمودي عباس - ما ألمانع من خلق جبهة تتوحد فيها قوى التحرر القومي والوطني التقدمي بعد طول صراع ؟؟