|
مهزلة القيادة الصدرية .. في الانتخابات التمهيدية
محمد مهدي الديواني
الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 23:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوماً بعد يوم ، يكشف لنا الواقع أساليب الغش والخداع التي يستخدمها البعض من اجل خداع الآخرين ولو كانوا اقرب الناس لهم ، فبعد التفكك الكبير الذي حصل بين أتباع مقتدى الصدر والانشقاقات التي افرزتها الوقائع الأخيرة وخصوصا ارتماءه في الأحضان الإيرانية وجعله وأتباعه ورقة جديدة في أيدي الطلاعات الإيرانية والأوامر الخامنئية ، مما أدى الى انفصال عدة جبهات سياسية وجماهيرية من تياره وأعلنت عن براءتها من افعال مقتدى وبعض مقربيه ، وأنتجت تلك التفككات كيانات سياسية استطاعت ان تثبت لمقتدى الصدر انه لا يملك زمام أمور من يطلق عليهم بالتيار الصدري ، ان تلك التصرفات الحمقاء التي يتصرفها مقتدى الصدر والتي يصاحبها غباء كبير لا ينم عن اية حنكة سياسية او إدارية للأمور العامة تثبت بما لا يقبل الجدل ان مقتدى الصدر يتلفظ أنفاسه الأخيرة لعدم سيطرته على الآلاف من أتباعه الذين صدموا بنهجه غير السوي والمتناقض وخصوصا تنفيذه للمخططات الإيرانية التي تمثلت بدخوله في الائتلاف العراقي الموحد ، إضافة الى عدم استماعه لدعوات كثيرة من بين أتباعه بعدم الانقياد وراء الأجندة الإيرانية وتنفيذ مخططات الطلاعات الإيرانية بادخال مختلف الاسلحة والعبوات الإيرانية الى العراق واستخدامها ضد ابناء الشعب العراقي . كل ذلك جعل من هذه القيادة تتخبط في قراراتها في محاولات يائسة وبائسة لتفعيل أتباعها وإدخالهم في دائرة السيطرة الفكرية التي يروم مقتدى الصدر تسييرهم بها فكانت الدعوة الأخيرة لإجراء الانتخابات التمهيدية لمرشحي تياره لتثبت للجميع ان الغباء الذي يتحلى به هذا القائد ومقربيه لا يمكن ان يخفى على الجاهل فضلا عن العالم ، فقد اعتبرها مقتدى الصدر انها مقدمة لتحرير العراق حسب ادعائه ، وتناقلها الأغبياء الآخرون دون نقد او تحليل متناسين انه من يريد ان يحرر العراق لابد له ان يحرر نفسه أولاً من عبودية الآخرين وعبودية النفس والهوى ، يحرر نفسه من عبودية الطلاعات الايرانية والأوامر الخامنئية التي ارتمى في أحضانها وأصبح تحت طاعتها حتى جعل من أصحابه زمرة مجرمة لا تعرف سوى قتل الأبرياء والتفخيخ وزرع العبوات لقتل الأبرياء كما جعلهم بسياسته الرعناء جسرا لفتنة مهلكة أفنت الرجال وشردت النساء ويتمت الأطفال ، واليوم يصرح هذا القائد الرعديد ان الانتخابات التمهيدية هي مقدمة لتحرير العراق .. بل الأدهى والانكى ان يصرحون بان قائدهم قد دعى لتلك الانتخابات التمهيدية لتكون عوضا عن القائمة المغلقة .. وكأنهم قد بيتوا ان تكون القائمة مغلقة كما بيت أقرانهم الذين ملئوا الإعلام صياحا بأنهم مع القائمة المفتوحة لكن واقعا جميعهم يرغبون بنظام القائمة المغلقة ليضمنوا وجودهم في البرلمان القادم بعد ان تأكدوا ان الشعب نبذهم ولا يمكن ان يعاود اختيارهم ثانية ،أما أضحوكة مقتدى الصدر بان تلك الانتخابات التمهيدية مقدمة لتحرير العراق ، فلا اعرف كيف حسبها (السيد القائد) فهو دخل في ائتلاف منبوذ شعبيا وكان له ربع المقاعد ، وكلنا متيقن ان هذا الائتلاف لا يمكن ان يحصل على نفس النسبة التي حصل عليها في البرلمان السابق أي لا يمكن ان يحصل على 127 مقعدا من اصل المقاعد المخصصة للبرلمان بل كل المؤشرات والبيانات والتحاليل السياسية والمراقبين السياسيين يجزمون ان هذا الائتلاف لا يمكن ان يحصل على اكثر من ربع المقاعد في حالة عدم دخول المالكي معه ، والان قد أصبح الأمر محرزا بعدم دخول المالكي معهم ، فالمقاعد المتوقع حصول الائتلاف العراقي الموحد عليها لا تزيد عن 70 مقعدا حتى ولو أقرت الزيادة المقترحة في عدد أعضاء البرلمان ، وهذا يعني ان مقتدى الصدر لا يحصل على أكثر من 18 مقعدا كنسبة الربع المعطاة له الان (إذا أوفوا الإيرانيون له بوعودهم) ، وهنا لو التفت مقتدى الصدر الى الواقع بان تياره مفكك ومجزأ ولا يمكن ان يضمن احدهم ، وبما انه لم يستطع ان يفعل شيئا وهو يمتلك 32 عضو برلمان في هذا البرلمان فكيف يستطيع تحرير العراق بـ 18 عضو مفترض الطاعة لمقتدى وأوامره ؟؟ اذن فكل تلك العملية من الانتخابات التمهيدية لا تعني الا التغطية على سكوتهم على تمرير القائمة المغلقة وسكوتهم على المماطلة في إقرار قانون الانتخابات ولم نسمع له صوتا ولا حراكا بهذا الاتجاه .. وهنا ادعوا جميع الذين يملكون عقلا نوعيا معتبرا ممن يقولون نحن على خط محمد الصدر ان يعوا حجم المؤامرة والمهزلة التي أرادهم بها مقتدى الصدر فإذا كان قائدكم بهذا الجهل والغباء في حسبة بسيطة كيف تنصاعون له وتأتمرون بأوامره وانتم قادمون على عملية سياسية ضخمة لم تستطيعوا فعل شيء فيها ولكم 32 عضو برلماني ؟؟ احسبوها جيدا لعلكم تعقلون .
#محمد_مهدي_الديواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيخ الخرنكعية
-
المالكي وحزبه ..المستفيد الاكبر من جريمة الاربعاء
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|