محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 22:12
المحور:
القضية الفلسطينية
تعرف الكاتب الروائي الإسباني "خوان غويتيسولو" منذ ستينيات القرن الماضي على الثورة الفلسطينية وعرف بمناصرته للقضايا العادلة وجرأته الكبيرة. خريف 1968م التقى بعض قادة فتح ونشر عنهم ريبورتاجاً في مجلة لونوفيل أوبزرفاتور وانخرط في النضال ضد الإستعمار، بالقدر الذي تسمح به إمكانياته. أخفى وزوجته الراحلة "مونيك"، في منزلهما بباريس، مناضلاً جزائرياً تلاحقه الشرطة. وفي منزلهما أخفى أحد صناديق مال جبهة التحرير الوطنية الجزائرية . عام 1988م سافر إلى فلسطين فكتب عن ثورة الحجارة بصفته رجلاً معنياً مباشرة بالنضال، الذي يخوضه شعب للدفاع عن أرضه وذاكرته في مواجهة فظاظة الاقتلاع ومناخ الأساطير الخادع . بعد ذلك كتب سلسلة مقالات نشرتها صحيفة باييس تباعاً تحت عنوان غزة - أريحا: لا حرب ولا سلم !. عندما تلقى الكاتب المفكر والباحث الفلسطيني الراحل "د. إدوارد سعيد" دعوة من دائرة الفنون الجميلة بمدريد كي يتحدث بمناسبة صدور الترجمة الإسبانية لسيرته الذاتية: خارج المكان ، اشترط أن يكون "غويتيسولو" من يقدمه!. وفي نص هام نشر تحت عنوان حرب الخليج: النفط والدم والمصير العربي فضح الكاتب خبايا الخليج الممثلة بالأصولية الأميركية.
إعلان "خوان غويتيسولو" رفضه جائزة القذافي العالمية للآداب لهذا العام 2009م قال: لم النظر للأعلى وعلى الأرض ما يستحق الحياة!
لنحتكم إذن للمتنبي. لنسأل الحلاج والمعري. اسألوهم: - من أشعر شعراء العرب؟ سيجيبونكم حتما: أشعر شعراء العرب "محمود درويش"!.
كتب ما لم نكتبه. نقبله بين الخالدين. والعالم العربي يحتفل هذا العام 2009م بالقدس عاصمة للثقافة العربية. لم لا تمنح " جائزة القذافي العالمية للآداب " لهذا العام للشاعر الفلسطيني محمود درويش نظراً لمساهمته الكبيرة في إغناء الشعر العالمي والإنساني؟..
يمكن، على الأقل، بقيمتها المالية بناء مدرسة في غزة تحمل اسمه.
منزل "خوان غويتيسولو" بمراكش وتصحبة عائلته المراكشية إلى طنجة، حيث يستأنف الكتابة.
ود رئيس لجنة تحكيم جائزة القذافي العالمية للآداب الكاتب الليبي "إبراهيم الكوني" الاتصال به مباشرة: أن نلت جائزة أدبية ليبية كبيرة!. أرسل الناقد المصري "صلاح فضل" - أحد أعضاء لجنة الجائزة ومتخصص في الدراسات الإسبانية - عبر البريد الالكتروني مجموعة من الرسائل للروائي الإسباني أخبره في واحدة منها: أنه قد نال جائزة القذافي العالمية للآداب !. توجه خوان إلى مدينة "أصيلة". صحافي من جريدة إلموندو . اتصل من مدريد بخوان يطلب موعداً لإجراء مقابلة معه في مدينة "طنجة" موضوعها الجائزة. اندهش "خوان" وأجابه:
من فضلك لا تأتي .. لا أرغب بالتشويش في الموضوع، سأصدر لاحقا بيانا !. أوضح بجريدة باييس . قال في رسالة وجهها لإبراهيم الكوني: إن سبب الرفض مصدر الجائزة، فالمبلغ المالي مقدّم من الجماهيرية العربية الليبية التي استولى فيها "معمّر القذافي" على الحكم بانقلاب عسكري لأربعين عاماً(أيلول 1969 - آب 2009م) !!!. وأشاد بلجنة التحكيم وبمستواها الأدبي والأخلاقي. وأن احترامه للثقافة العربية والقضايا العادلة كانت دافعه الحقيقي وراء توجيه الرسالة إنَّ استقامة جميع أعضاء اللجنة التي منحتني الجائزة وكفاءتهم، دليل قاطع على استقلاليتهم. دافعت قدر مستطاعي عن القضية الفلسطينية، وكنت حاضراً على جبهات النضال لأجل ديمقراطية العالم العربي، واستعادة شعوب المنطقة للحريّة التي حرمت منها على نحو تعسّفي. بعد تردد قصير، ناقشت خلاله بيني وبين نفسي احتمالات قبول الجائزة أو رفضها، ولأسباب سياسية وأخلاقية، اتخذت الخيار الثاني. لست شخصاً ينساق وراء القضايا بطريقة هوجاء. لكنّني في إطار احترامي الخاص للشعوب العربية وثقافتها الرائعة، انتقدتُ دائماً، ما استطعت، الأنظمة الخاضعة لحكم السلالات التي تستبدّ بشعوبها، وتبقيها في الفقر والجهل. رفض الجائزة خفف من ثقل مضنٍ، لم أجرِ في حياتي وراء الجوائز. أمام حالة لا تترك الخيار: أن أقبل جائزة يمنحها القذافي، فإنّ الأمر مستحيل تماماً !!.
قال" أمين عام الجائزة " (د. محمد الخضيري): "ما ورد من خوان غويتيسولو من كتابة مقدمة لروايتي التبر أريد أن أؤكد أنه لم يكتب مقدمة خاصة لتلك الرواية، ما حدث فعلاً أنه قرأ الرواية بالفرنسية عند صدورها عن دار "غاليمار" (1998م) وكتب عنها مقالاً نشر في مجلة نوفيل ابزرفاتور الفرنسية، وهو المقال الذي اعتمدته دار النشر الإسبانية عند نشرها للرواية بالإسبانية تالياً دون الرجوع إلى المؤلف، لقناعتي الشخصية أن مقدمة أي عمل أدبي هو النص الأدبي نفسه
رواية التبر عن دار رياض الريس، اكتشفت، كما جميع القراء العرب، حكاية الأبلق الخارقة وكذا حياة الصحراء: رواية فاتنة، رائعة. يسأل "خوان" دائما أصدقاء يثق بهم عن جديد الأدب العربي. هكذا عرف بيضة النعامة ونصوصا أخرى. إذن أحمل التبر إلى خوان!!. جاء المقهى صديق مراكشي يقيم بباريس، أعجبه النص فترجمه. صدرت الترجمة الفرنسية بعد ذلك عن دار "غاليمار" خوان أحد مستشاريها. قرأ الترجمة الفرنسية وكتب عنها في نوفيل ابزرفاتور .
بعث "د. محمد الخضيري" خطاباً عنوانه "لم نقرر منح الجائزة لـ"غويتيسولو" كتب لـ باييس (رفضت نشره!): " في عام 2007م استحدثت في الجماهيرية الليبية جائزة أدبية دولية تمنح سنوياً لأحد أقطاب الإبداع الإنساني في مجالات الآداب التي تسهم في الانتصار لقضايا الحرية، تمول هذه الجائزة من أموال الشعب الليبي المتحرر من هيمنة المستعمرين ومن الأنظمة الظلامية المستبدة. وإذا كان انتصار 1969م الذي مكن الشعب الليبي من التحرر من التبعية والخضوع لإرادة القوى الاستعمارية حيث أصبح بحق سيداً فوق أرضه يقدس القيم النبيلة والأخلاق السامية، إذا كان هذا لا يروق لغويتيسولو أو من في حكمه فعليهم وعليه البحث لنفسه عن مكان خارج موكب الأدباء الذين سخروا أقلامهم وأفعالهم لمناصرة الحرية وقرروا استعدادهم للدفاع عنها في أي مكان من العالم. لم تعلن لجنة الجائزة حتى الآن عن الترشيح لهذا العام وبالتالي لم يعرض أمر ترشيح (السيد!) "غويتيسولو" على اللجنة ولم يخضع للتحكيم من قبل اللجنة المختصة. ومن ثم لم يتقرر منح الجائزة له ولا لغيره. وإذا اعتذر "غويتيسولو" عن قبول الجائزة الأدبية الليبية الدولية فإنه يكون رفض شيئاً قد يستحقه ولكنه لم يمنح له حتى الآن. والاعتذار حق طبيعي لكل إنسان في حالة ما لم يبرر بادعاءات تسيء إلى المانح. والخبر الذي نسب إلى الناقد الدكتور صلاح فضل وهو عضو فعال في لجنة الجائزة لم يتعد الإشارة إلى غويتيسولو باحتمال ترشيحه عندما يحين الوقت وعرضه مع غيره من المرشحين على لجنة تحكيم الجائزة (نشر في صحيفة الوطن الليبية في 25 آب 2009).
استولى "معمّر القذافي" على السلطة الليبية بانقلاب عسكري لأربعين عاماً(أيلول 1969م) وما زا ل القذافي معمّراً في السلطة الليبية!! و القذا في العين !!!.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟