أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - القدس -محك الامة-














المزيد.....


القدس -محك الامة-


يحيي رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 22:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


شاركت في ندوة حوارية مفتوحة عن القدس، نظمها في مدينة غزة مركز القدس نت للإعلام والدراسات والنشر الإلكتروني، برعاية الهيئة الإعلامية العالمية للدفاع عن القدس، ومركز باحث للدراسات، تحت عنوان: "المخاطر والتحديات التي تواجه المدينة المقدسة".
القدس في خطر محدق، وهذا الخطر ليس سرا ولا يجري وراء الستار، بل هو خطة إسرائيلية مبرمجة بجداول زمنية وعملية، وإمكانيات سياسية ومادية وإعلامية ودبلوماسية، يشارك فيها اليمين اليهودي العلماني والديني في إسرائيل والعالم ،تحت عنوان القدس العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل التي يريدونها دولة يهودية .
القدس في وضعها الراهن واشتباكها الحالي - وهو الاشتباك الأوسع والأعنف - تجاوزت مرحلة استقصاء ما يريده العدو, فالكل يعرف ما يجري وأهدافه الحقيقية، وهذه الحقائق الواضحة لا يجدي معها اجتزاء بعض العناوين الفرعية للاختباء وراءها، لأن إسرائيل ومعها عمقها اليهودي العالمي، وهياكل المسيحية الصهيونية والحلفاء السياسيين، يريدون فرض تغيير حضاري شامل، إحياء المسألة اليهودية بكل أساطيرها على أنقاض الحضارة العربية الإسلامية، واعتبار ما يتبقى من مشاهد الحياة العربية والإسلامية ليس أكثر من فلكلور سياحي وليس ميراثا ثقافيا راسخا بلا وجود سياسي بمعنى الكلمة.

لقد سبق أن حدث ذلك للقدس، حين بلغ الانقسام العربي الإسلامي ذروته من خلال النهش والتناقض الذي قام بين الدولة العباسية والإمامة الفاطمية، وسلوك وتصارع الدول والدويلات المنقسمة على نفسها والمتشيعة على مصالحها الصغيرة التافهة تحت صخب الغطاءات الفقهية والمذهبية, وكان سقوط القدس في يد الصليبين الفرنجة هو الاختبار العملي الصارخ الذي أكد أن ذلك الانقسام قد بلغ ذروته، وان الضعف والتخاذل والنكوص كانا سيد الموقف.
وتحدثنا كتب التاريخ العربي والإسلامي أن صلاح الدين الأيوبي وهو في مسيرته الخالدة لتحرير القدس تعرض لأكثر من اثنتي عشرة محاولة اغتيال ليس من بينها واحدة على يد الصليبين الفرنجة ، بل كلها على أيدي ملوك وأمراء وقادة الدويلات والطوائف والفرق والمذاهب المتصارعة.
هل نحن عربيا وإسلاميا نعيش اليوم في طور مشابه ؟
هل الانقسام العربي الإسلامي الذي فرخ الانقسام الفلسطيني هو المناخ الذي أنتج الأخطار المحدقة بالقدس الآن ؟


لكن ما العمل ؟
أهل القدس مشتبكون فعلا، وجودهم في القدس ذروة الاشتباك، وحجارة بيوتهم تخوض الاشتباك، وشواهد قبورهم تخوض الاشتباك، ومآذن مساجدهم وأبراج كنائسهم وتراتيل صلواتهم، وهجوع أديرتهم وصوامعهم وزواياهم هي الجيش الأقوى في هذا الاشتباك ! ومثل كل جيش في خضم المعركة فهم بحاجة الى نجدة وعون ومساعدة ومساندة، والعون ليس بالدعاء وحده، لأن دعاء العاجزين لا يصل الى السماء, والقاعدة الفقهية الإسلامية تقول إن الدعاء حتى لو كان مخلصا نابعاً من صميم القلب يلزمه ولو قليل من العمل ! فما بالكم إذا كان أكثر العرب والمسلمين لا يتوجهون حتى بالدعاء من أجل القدس وإذا كان الانقسام العربي الفلسطيني يسرق من القدس بركة الدعاء, والسؤال هو، هل المستلزمات التي تحتاجها القدس في صراعها حتى الرمق الأخير هي مستلزمات مجهولة أم معلومة علم اليقين للجميع ؟ وهل العرب والمسلمون يقدمون ولو جزءا معقولا من هذه المستلزمات !
إن ما يقدم للقدس وهو قليل لا يكاد يذكر، وهو يأتي من باب التحريض على الفتنة والاستقطاب والعداوات الداخلية وإنهاك المحيط حول القدس حتى يصبح عاجزا عن مجرد التفكير.
انظروا إلى الأوضاع المتردية في فلسطين ولبنان والعراق واليمن والسودان والصومال, وانظروا إلى أفغانستان وباكستان بل والى صخب الأحداث الداخلية في إيران ! انظروا الى سلاح المقاومة وقد انقلب الى صدور الأهل والتباهي بالقوة لإرهاب الشقيق وليس لمواجهة العدو, وهذه النار المتأججة بين الشيعة والسنة, وبين الممانعين والمعتدلين, فأين هو المكان الباقي للقدس؟, القدس تشتبك، ولا ملامة على القدس وهي في ذروة الاشتباك، بل الملامة على أمة القدس، على المليار ونصف المليار بكل دولهم ودويلاتهم وأحزابهم وطوائفهم وفرقهم ومذاهبهم، كيف يظلون على حالهم هكذا سكارى وما هم بسكارى، أحياء ولكن من فصيلة الأموات، القدس تشتبك يهترئ حلقها ويجف ريقها وينزف دمها، فلا تجد حولها في أمة القدس سوى صراخ الخلاف والانقسام.



#يحيي_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس حتي الرمق الاخير
- القدس تبحث عن مشروع عربي
- مروان يلوح من زنزانتة
- أفيغدور ليبرمان رجل المافيا المعزول
- اشتباك علي مستوي الذاكرة
- فخرى البرغوتى عميد المقاومين
- القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك
- إمرأة رئيسة صالون القلم الفلسطيني
- علامات على الطريق-الجبهة الديمقراطية في عيدها الأربعين
- زمن جديد للبطولة
- موسم المزايدات الاسرائيلية !!!
- علامات على الطريق- لا بد من صنعاء. . .
- ربيع لبنان ربيع فلسطين
- ربيع لبنان وربيع فلسطين
- ثلاثية التهدئه والحصار والحوار
- ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟
- الجبهة الديمقراطية.. شجاعة الرؤية !!!
- ابتسامة على وجه حزين
- الهروب إلى الخلاف؟؟؟
- هنا القاهرة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - القدس -محك الامة-