أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - هل العالم كله سيحارب النقاب ؟














المزيد.....

هل العالم كله سيحارب النقاب ؟


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يأمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم فإن لذلك معنى واحداً ليس له ثان وهو أن كلاً من الجنسين ( ألمرأة والرجل ) يرى الآخر رأى العين وينظر له ويتكلم معه ويخاطبه ويناقشه ويحاوره ويجادله حواراً قد يطول أو يقصر حسب الموضوع وحسب الظرف الزمانى والمكانى ، ولذلك جاء الأمر الربانى بغض البصر حين يزوغ الفؤاد ويلعب به إبليس وتنتابه هواجس الشهوة والعصيان من جمال ما يراه من وجه إمرأة يراها رجل أو وجه رجل تراه امرأة .

لا يمكن أن يفرض الله تعالى على المرأة تغطية وجهها ثم يأمر الرجل بغض بصره عنها ، إذ كيف يغض بصره عن قطعة قماش تغطى وجهها ، وكذلك الحال لا يمكن أن يأمر الله المرأة بغض بصرها إلا إذا كانت ترى الرجال وتتكلم معهم وتتنافس معهم فى العلم والعمل والثقافة والرياضة وغير ذلك من فنون الحياة وأنشطتها الكثيرة والمتعددة .

لقد أكدت فى كتابات سابقة لى مرات عديدة أن العالم كله سيثور على النقاب ويحاربه ويقف فى وجهه وينبذه ، بل سيسن القوانين ويضع اللوائح المناهضة له إنقاذاً للبشرية لما يمكن أن يسببه هذا الشىء المسمى بالنقاب وخاصة بعد ثبوت عشرات الجرائم التى ترتكب بإسمه وتحت غطائه مثل السرقات والتحرشات والتفجيرات ، فكل يوم نقرأ أخباراً عن رجال متخفين فى نقاب يقتحمون محلاً للمجوهرات لسرقته ، وأخباراً عن أشخاص متهمين بالإرهاب والتطرف يتم القبض عليهم فى دول كثيرة وهم يلبسون ذلك الشىء ويتخفون وراءه .

فرنسا وألمانيا وإيطاليا يعدون العدة ويجهزون القوانين لمنع النقاب فى بلادهم ، وها هى مصر بقيادة شيخ أزهرها ووزير أوقافها تقف للنقاب بالمرصاد ، فيتم منع النقاب فى المعاهد الأزهرية ويلحق بهم وزير التعليم العالى ويمنعه فى المدن الجامعية ويصدر قرارات بالتأكد من شخصية كل منقبة تدخل حرم الجامعات المصرية تمهيداً لإلغائه ، ثم يلحق بركبهم وزير التربية والتعليم ليمنعه من المدارس عن الطالبات والمعلمات ، ثم يركب سفينتهم وزير الصحة ويمنعه فى المستشفيات والإدارات الصحية وغيرها .

والسؤال الذى يحيرنى هو : كيف تحيا المرأة مدفونة تحت هذه القماشة لا يراها أحد ولا يعرفها أحد ، لا تتفاعل مع المجتمع ولا يتفاعل معها المجتمع ؟ هل هى كم مهمل لهذه الدرجة ؟ هل رضيت بأن يعيدها المتطرفون لعهد الوأد ( وأد البنات ) ؟ الا يعتبر النقاب بإخفائه لوجه المرأة وحجبها عن الحياة ومباهجها ومتعها المختلفة ، الا يعتبر ذلك نوعاً من وأد المرأة ودفنها حية ، فهى موجودة وغير موجودة ولا يراها أحد غير زوجها فى نفس الوقت الذى يخرج زوجها كاشفاً وجهه يراه الجميع ويتمتع بحياته ويتفاعل مع المجتمع فى كل شىء وكأن ذلك حلال عليه حرام عليها .

ماهذه الذكورية البغيضة ، لماذا يحل للرجل كشف وجهه ويحرم على المرأة ؟ لماذا نفترض دائماً أن الرجل ذئب مسعور سيفترس المرأة وينظر لها بشهوة ولا نفترض ذلك فى المرأة أبداً ؟ هل يعنى ذلك أننا يجب علينا جميعاً أن نلبس نقاباً على وجوهنا حتى لا يفتن الرجل بوجه المراة ولا تفتن المرأة بوجه الرجل فنتحول جميعاً إلى أشباح لا يعرف أحدنا الآخر وكيف يكون منظر الحياة وهل تطاق بعد ذلك بكل هذه الكآبة .

لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون فى الحياة عنصران من بنى البشر هما المرأة والرجل ، وهما شريكان فى كل شىء فى الهواء والماء والطعام والشراب والمسكن والحقل والمصنع والشارع ومكان العمل ، ولا يكون للحياة معنى إذا اختفى واندثر أحد العنصرين سواء كان هذا الإختفاء بالحبس فى المنازل أو بالتخفى خلف قطعة قماش ليس لها قيمة سوى وأد المرأة القابعة خلفها والتخلص منها وإعتبارها كأنها لم تكن ، يا سادة لقد خلق الله وجه الإنسان لكى يعرف به ويستدل عليه منه ، وعندما ترتكب جريمة لا يمكن التعرف على الجناة إلا بعد المرور على وجوههم بالعين المجردة ، كيف تعيش المرأة بلا وجه معروف رغم أن وجهها هو هويتها وبطاقتها الحقيقية .

لا ندعو لعرى ولا لسفور ولا نحب ذلك ، ولكن علينا أن نتذكر جميعاً أن النقاب لم يكن فى يوم ما شرعاً دينياً ولم يأمر به الله فى توراته ولا إفى إنجيله ولا فى قرآنه ، ولو كان كذلك لكان هناك أوامر مؤكدة وواضحة ومكررة حتى يلتزم به الناس ويطبقونه فى حياتهم ، أما محاولة لى عنق آية معينة لكى نمرر هذا النوع من التطرف فهو ما يرفضه كل العقلاء وما سيقف فى وجهه كل العالم حتى لا نتحول إلى خيالات وأشباح لا نعرف الذى يمر علينا بنقابه هل هو رجل أو إمرأة ومن أين جاء وأين يذهب ، فهو أو هى بلا وجه معروف ولا شكل مألوف وهنا قل على الدنيا السلام وقل على العدل السلام وقل على الأمن السلام .



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسد يعظ على المنابر !!!
- اللص والحمار وعدالة الأشرار
- إجبار الإنسان على اعتناق دين معين هو الفتنة الحقيقية
- مش مهم إنت مين
- الوثنية فى ظل التصوف
- رسالة إلى ملحد
- أنفلونزا الطيور ( زجل ساخر)
- تأملات مشروعة فى قصة قرآنية (2)
- تأملات مشروعة فى قصة قرآنية
- أسئلة كثيرة وإجابة واحدة
- مسلمون وأقباط دوت حب
- مضطر أحلم لنفسى
- تأملات فى الإيمان والكفر
- ثقافة ( لوى البوز) و( عقد الحاجبين ) و ( تقطيب الجبهة) و( تو ...
- فضيحة جديدة من فضائح الكفيل السعودى ضد طبيب مصرى
- لقطات من الحياة
- من حقك أن تلحد ومن حقى أن أؤمن .. أليس كذلك ؟؟
- فن الإعتذار
- تأملات فى قصة إبنى آدم كما جاءت فى القرآن الكريم
- الأستاذ سين وحكايته مع التدخين ( قصة قصيرة)


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - هل العالم كله سيحارب النقاب ؟