أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الرحمان حموزاي - أشكال حركة الطبقة العاملة - اقفال المصانع والتكتيك الماركسي تجاهه - لينين.















المزيد.....


أشكال حركة الطبقة العاملة - اقفال المصانع والتكتيك الماركسي تجاهه - لينين.


عبد الرحمان حموزاي

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 17:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تقديم لابد منه : إن هذا المقال تحت عنوان " أشكال حركة الطبقة العاملة – إقفال المصانع والتكتيك الماركسي تجاهه-" , مأخوذ من كتاب لينين " النضال النقابي والنضال السياسي " , والذي ترجمه إلى اللغة العربية فواز طرابلسي , عن دار الطليعة للطباعة والنشر , بيروت . وقد صدر هذا المقال في المؤلفات الكاملة , الجزء 20 , ونشر في 4 ابريل 1914 .

*****************************************
إن الإقفال –أي الصرف الجماعي للعمال بناء على اتفاق مشترك بين أرباب عمل – ظاهرة ضرورية وحتمية في المجتمع الرأسمالي مثل ظاهرة الإضرابات . ورأس المال الذي يرمي بكل ثقله الساحق على المنتجين الصغار المنهارين والبروليتاريا يهدد دائما بتخفيض مستوى معيشة العمال إلى حد المجاعة ويحكم عليهم بالموت جوعا .

وقد عرفت كافة البلدان حالات , بل فترات بأكملها من حياة الأمم ,أدى فيها عجز العمال عن الدفاع عن أنفسهم إلى رميهم في مهاوي البؤس المدقع ومعاناتهم شتى أهوال المجاعة .
إن مقاومة العمال منبثقة من ظروف حياتهم ذاتها – اضطرارهم لبيع قوة عملهم. وهذه المقاومة , بما تتضمنه من تضحيات جبارة يقدمها العمال في غمرة النضال , هي شرط احتفاظ العمال بشئ يقارب مستوى معيشة يمكن احتماله . لكن رأس المال يزداد تمركزا , وجمعيات الصناعيين تتنامى , وعدد البائسين والعاطلين عن العمل يتكاثر , ويتعاظم أيضا بؤس البروليتاريا . وكنتيجة لدلك , تزداد صعوبة النضال من اجل مستوى معيشة لائق . ذلك أن كلفة المعيشة الاخدة بالارتفاع بسرعة في السنوات الأخيرة , غلبا ما تطيح بكل الجهود التي بذلها العمال لتحسين أحوالهم .
إن التنظيمات العمالية , وعلى رأسها النقابات , إذ تجر جماهير متسعة باستمرار من البروليتاريا إلى النضال المنظم , تضفي على مقاومة العمال طابع التخطيط والانتظام . ومع قيام نقابات عمالية جماهيرية من مختلف الأنواع , تصبح الإضرابات اشد عنفا : قد ينخفض عدد الإضرابات , غير أن كل نزاع يكتسب حجما اكبر .
إن إقفال المعامل هو نتيجة من نتائج احتدام الصراع هذا , وهو بدوره يزيد من حدته . والبروليتاريا في انخراطها بالنضال وتنميتها لوعيها الطبقي وإحكام تنظيمها ,واغناء تجاربها النضالية , إنما تزداد اقتناعا بان إعادة البناء الاقتصادي للمجتمع الرأسمالي مسالة جوهرية .
وتقوم التكتيكات الماركسية على المزج بين مختلف أشكال النضال , وعلى الانتقال بذكاء من شكل إلى آخر , ورفع وعي الجماهير بانتظام , وتوسيع رقعة النشاطات الجماهيرية الجماعية . إن كل واحدة من هذه الخطوات –إذا اخدت بمفردها – قد تكون هجومية أو دفاعية , لكنها تؤدي – عند اجتماعها - إلى نزاع أكثف واعنف .
إن روسيا تفتقد إلى الشروط الأساسية لتصعيد نضال كالذي نشهده في البلدان الأوروبية الغربية , وعلى الأخص النضال الذي تخوضه نقابات راسخة الجذور ومتنامية باطراد .
خلافا لأوروبا , التي تتمتع بالحرية السياسية مند فترة طويلة , فان الحركة الاضرابية في روسيا خلال الأعوام 1912-1914 , قد تخطت الحدود النقابية الضيقة . وهدا ما أنكره الليبراليون , بينما عجز الساسة الليبراليون – العماليون (التصفويون ) عن فهمه أو هم أغمضوا أعينهم عنه . لكن الواقع مالبث أن أجبرهم على الاعتراف به . ففي خطابه في مجلس" الد وما "إبان النقاش حول أحداث يينا , اضطر مليوكوف إلى الاعتراف بوضوح بالمغزى العام لحركة الطبقة العاملة , على الرغم من إن هذا الاعتراف كان مفتعلا ومتأخرا وعديم الحماس وأفلاطونيا , أي مصحوبا ليس بالدعم الفعلي , وإنما بالتنهدات . أما التصفويون فقد أثاروا سخط العمال عليهم , بحديثهم الليبرالي عن " موجة الإضرابات المجنونة ", ورفضهم الاعتراف بالدوافع الاقتصادية وغيرها الكامنة وراء الحركة الاضرابية ( نذكر القراء بان السيد يجكوف وشركاه يعزفون هذه المعزوفة مند 1912 !) . لذا صمم العمال على طرد التصفويين من المراكز التي تمثلوها في حركة الطبقة العاملة ونفذوا هذا القرار بحزم .

أما مواقف الماركسيين من الحركة الاضرابية , فإنها لم تثر أي ارتباك أو تدمير بين العمال . وبالإضافة لذلك , فان الماركسيين المنظمين قد قيموا دلالة الإقفال رسميا مند شباط 1913 ( ولكن في نطاق يجهله التصفويون , هؤلاء العبيد لليبراليين ). ففي فبراير 1913 , اتخذ الماركسيون يتحدث بوضوح وحزم عن الإقفال وضرورة أخده بعين الاعتبار في تكتيكاتنا . كيف ناخده بعين الاعتبار ؟ بتغيير أشكال النضال واستبدال شكل بآخر ( اجل اقترحنا الاستبدال تحديدا!! ), ضمن اتجاه للانتقال إلى أشكال نضالية أرقى. والعمال الواعون طبقيا يعرفون جيدا حالات معينة انتقلت فيها الحركة العمالية إلى اعتماد أشكال نضالية أرقى وضعت على محك الامتحان التاريخي مرارا , وقد بدت هده الأشكال الراقية " غير مفهومة وهجينة " بالنسبة للتصفويين وحدهم .
وفي 21 مارس , أي فورا بعد إعلان الإقفال , أطلق "البرافديون" شعارهم الصريح : لاتسمحوا لأرباب العمل بان يفرضوا علينا توقيت المعركة وشكلها , لاتعلنوا الإضراب الآن ! وإذا بالنقابات العمالية وبالماركسيين المنظمين يتعرفون على هدا الشعار على انه شعارهم هم , شعار رفعته أكثرية البروليتاريا المتقدمة نفسها التي أمنت فوز مرشحيها إلى مجلس الضمان , والتي تقود كافة نشاطات عمال سان بطرسبرغ في وجه صيحات التصفويين الليبرالية ونشاطهم التخريبي .

إن شعار 21 مارس – لاتعلنوا الإضراب الآن – كان شعار العمال أنفسهم , شعار الذين يعرفون أنهم قادرون على استبدال شكل نضالي بآخر , شعار الذين يسعون , وسوف يواصلون السعي عبر التغيير الدائم لأشكال التحرك , نحو تصعيد النضال بمجمله إلى مستوى أرقى .
وكان العمال يعلمون أن مخربي حركة الطبقة العاملة - من تصفويين وشعبويين نارودنيين – سوف يسعون لتخريب القضية العمالية هذه المرة أيضا , فاستعدوا سلفا لمقاومتهم .
وفي 26 مارس , صدرت صحف المجموعات التصفوية والنار ودنية , من مخربي وغاصبي إرادة أكثرية العمال الواعين طبقيا في سان بطرسبرغ وروسيا عموما , وهي تحمل التفا هات البرجوازية التي اعتدنا عليها من هؤلاء . النارودنيون يثرثرون ( وسط إعجاب التصفويين العظيم) عن" الطيش" , بينما العمال الواعون طبقيا يدركون مند فترة طويلة أن لااحد يجاري النارودنيين في طيشهم , بينما التصفويون يلقون الخطب الليبرالية ,( التي سبق لنا تحليلها وإدانتها في " بوت برافدي " عدد 47) يحثون فيها العمال على الاستعاضة عن الإضرابات ليس بإشكال نضالية أرقى , وإنما بالعرائض "والمقررات"!!

لكن العمال المتقدمين واصلوا مسيرتهم بحزم , رافضين النصيحة الليبرالية المخزية للتصفويين ومعها كل ثرثرة النارودنيين الطائشة .
القرار القديم الداعي إلى أن تسبق الإضرابات , في بعض الحالات , بعض الأشكال النضالية الراقية المقابلة لها , كان معروفا من قبل العمال وقد طبقوه بطريقة صحيحة . وهكذا فشل أرباب العمل في تحقيق هدفهم الاستفزازي عبر الإقفال . ورفض العمال خوض المعركة على الأرض التي اختارها الأعداء . وفي الوقت المناسب , طبق العمال قرار الماركسيين المنظمين , وواصلوا المسيرة على الطريق القديم بنشاط أعظم وتصميم اكبر ووعي أوضح لأهمية حركتهم .
- انتهى -

النسخ الالكتروني: عبد الرحمان










#عبد_الرحمان_حموزاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الرحمان حموزاي - أشكال حركة الطبقة العاملة - اقفال المصانع والتكتيك الماركسي تجاهه - لينين.