أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اليسار الطيب - عصر دراكولا العربي














المزيد.....

عصر دراكولا العربي


اليسار الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 851 - 2004 / 6 / 1 - 06:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما كنت صغيرة وعندما كان يعرض على قنوات التلفزة ( والتي لم تكن تتعدى اصابع اليد الواحدة) افلام مصاصي الدماء( دراكولا) كانت والدتي تمنعنا من مشاهدة الفيلم لما يحتويه من عنف ومشاهد دموية...
وكان من يدعون انهم قادة الرأي العام واعضاء الطبقة المثقفة في مجتمعاتنا يكيلون الشتائم وينهالون بالتحليل العميق والظاهري والماورائي لاثبات ان الهدف والغاية من تسويق مثل هكذا افلام للمجتمعات العربية هدفها تدمير شريحة الشباب العربي والقضاء على اندفاعهم القومي وتعزيز العنف في داخلهم لينشغلوا فيه عن هموم امتهم....
ومضى عصر دراكولا الغربي بكل ما يحمل معه من تشويق واثارة ربما اراها الان تافهة وسخيفة.... ليأتي بعده عصر دراكولا العربي... الذي يستمد من واقع حياتنا اليومية تفاصيل حلقات مسلسله والذي يصدمنا بواقعيته الى درجة اننا نهرب الى ركن فقدان الذاكرة علنا نستطيع نكران الواقع المقيت الذي نحياه....
الفرق بين دراكولا الغربي والعربي ان الاول لم يكن يميز الاشخاص حسب ديانتهم او جنسيتهم او انتمائهم فالجميع لديه سواء.... ولم يكن يأخذ من الدين ستارا وغطاء لممارساته.... دراكولا الغربي لم يكن يمثل بجثث قتلاه ولم يكن يسحلهم في الشوارع..... بل انه في بعض الاحيان كان يمنح الحياة الابدية لاشخاص يمنحهم قدرهم المميز حظوة لديه....
الا ان دراكولا خير امة اخرجت للناس يبتكر ابشع اساليب التعذيب بحيث لم يجاريه احد بممارساته اللانسانية والهمجية ضد مدنيين ابرياء ساقهم قدرهم السيء الى عصر دراكولا العربي.....
من افغانستان الى العراق الى السعودية فاسبانيا وكل بقعة في العالم يفرد دراكولا العربي المسلم عبائته ضاربا بعرض الحائط ابسط القيم اللانسانية واللادينية ...... بدلا من يبسط عباءة الرحمة والتسامح ....
لا اريد ان اسرد ما يقول الدين الذي يتسترون خلفه فيما يفعلون وما لا يقول ...ولا اريد ان افتح بابا للتنظير ودماء الابرياء تسيل في كل مكان... اريد فقط ان اعبر عن رأي انسانة ترعبها مشاهد الرعب الواقعي التي تتسابق الفضائيات العربية على بثها ....
ما الهدف من بث مثل هكذا صور.... وما الهدف من تحليل مثل هكذا احداث..... لماذا نمنح هؤلاء الهمج هامشا من الحرية على حساب انسانيتنا....
اين هم قادة الرأي الذين كانوا يتحفونا بمقالاتهم عن الهجمة الغربية على عقول شبابنا واين هم مثقفونا الذين ما انفكوا يكيلون التهم غربا فقط ...اين هي الرقابة التلفزيونية...اين عبد الباري عطوان وفيصل القاسم وسامي حداد وطارق مصاروة وعبد الله المسفر واحمد الربعي ...والقائمة تطول... ؟؟؟؟ اليست ملامح دراكولا العصر الحالي تشبه ملامحنا ... الم يتربى في بيوت تشبه بيوتنا ويتكلم ذات اللغة ويحمل ذات الملامح التي لوحتها نفس خيوط اشعة الشمس....
اصبحت اخاف النظر الى المرأة واصبحت لا انام الا والمصباح منار.... ارجوك امي قولي لهم ان يوقفوا هذا الفيلم الدموي الطويل.... ارجوك اين هي مؤسسات حرية الانسان وكرامته وحقوقه؟؟؟؟
ارجوك امي خبئيني داخل ثنايا ثوبك واحميني... وقاضيهم جميعا من رأس الهرم الى قاعدته.... من المحيط الى الخليج.... لانهم يريدون قتل انسانيتي وامني... هم لا يقلون عن دراكولا العربي همجية.... اليسوا هم قادتنا من ربوا هذا الدراكولا واطعموه حتى وكبر واصبح يعيث في الارض فسادا... على ماذا يتباكون الان.....
ارجوك امي....مارسي علي دور الام القاسية وامنعني من مشاهدة التلفاز او متابعة الاخبار..... ارجوك انني ارتجف خوفا.....



#اليسار_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقبرني وانت ساكت


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اليسار الطيب - عصر دراكولا العربي