أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالإله سطي - انتظارات الحياة السياسية في المغرب















المزيد.....


انتظارات الحياة السياسية في المغرب


عبدالإله سطي

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 18:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


انتظارات الحياة السياسية في المغرب
قراءة في محددات وتجليات الدخول السياسي الجديد

إن التأمل في المرحلة السياسية الراهنة بالمغرب، يحيل بداية على مجموعة من الملاحظات، مرتبطة بالفاعلين السياسيين، وبمستوى الخطاب والنقاش السياسي الدائر ما بين هؤلاء الفاعلين، ثم متغيرات وثوابت الصراع داخل اللعبة السياسية.
الملاحظة الأولى: عرف المشهد السياسي المغربي دخول فاعل سياسي جديد، استطاع من خلال منهجيته في التدبير أن يستقطب فاعلين مهمين، اكتسح من خلالهم اللعبة السياسية في ظرف أقل من سنة على تأسيسه. يتمثل هذا الفاعل في حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي في فترة وجيزة تمكن من خلخلة المشهد السياسي وإعادة ترتيب معالم خريطته، التي بات يتموقع على رأسها إلى حدود الساعة.
الملاحظة الثانية: وتتعلق بالنقاش السياسي الحالي بين الفرقاء السياسيين، فإذا كان النقاش السائد سابقا يتمحور في مجمله حول الصراع على السلطة، وتحويل المؤسسات السياسية إلى موقع للصراع السياسي. أضحى النقاش الآن يتمحور حول مدى كفاءة الفاعل السياسي، ومدى مهنية المؤسسة السياسية. وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال النقاش الدائر داخل الأحزاب السياسية حيث تحولنا من النقاش عن استمرارية الزعيم السياسي إلى النقاش عن كفاءة الزعيم السياسي، ووجاهة الخطاب السياسي للحزب. وهنا نسوق ما يقع داخل حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاتحاد الاشتراكي...حيث بدأنا نلاحظ مدى مساهمة الفاعلين غير الزعماء في توجيه الحزب والتأثير على قرارات الحزب.
الملاحظة الثالثة: متغيرات الصراع السياسي في المغرب تبرز إجمالا في خروج الدولة كفاعل مركزي في الصراع إلى فاعل ثانوي فيه. وهذا ما يتجلى في ظهور أقطاب سياسية جديدة أبرزها حزب الأصالة والمعاصرة تجاه حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الاشتراكي. حيث تميزت جل مراحل الفترة الانتخابية لهذه السنة بمشادات وتجاذبات كان أبرز أطرافها هذه المكونات الثلاث.
تدفعنا هذه الملاحظات للتساؤل: عن متغيرات وثوابت المشهد السياسي في المغرب؟ هل هناك تطور في هذا المشهد؟ وما هي الاستحقاقات التي ينتظرها هذا المشهد في ظل الدخول السياسي الحالي؟ هل يمكن لنا أن نتحدث عن مفهوم جديد للسياسة بالمغرب؟
من جملة التحولات التي سيدشن بها المشهد السياسي المغربي دخوله الحالي، هو بروز فاعل سياسي جديد داخل هذا المشهد، يتمثل في حزب الأصالة والمعاصرة، كان من الممكن أن يكون الحديث عنه حديثا عرضيا كأي حزب صغير يظهر على الساحة السياسية، لولا مكونات هذا الحزب وحضوره الفاعل. حيث لم يمضي على فترة تأسيسه كثيرا حتى استطاع أن يكتسح المشهد الانتخابي بكافة فصوله، خصوصا وأن تأسيس الحزب جاء بعيد زمنية انتخابية دامت لأربعة أشهر شملت الانتخابات الجماعية والغرف المهنية والانتخابات التشريعية الجزئية، حقق من خلالها الحزب حضورا وازنا بتبوئه الصدارة في مجمل نتائجها. مما يؤشر على أن هذه السنة السياسية هي سنة حزب الأصالة والمعاصرة، حيث ستمكننا من توصيف الخطاب السياسي لهذا الحزب وكذا تبيان معالم أجندته السياسية التي لم تبرز تجلياتها بوضوح حتى الساعة.
بروز حزب الأصالة والمعاصرة داخل اللعبة السياسية لن يشكل استفراده باللعبة، بقدر ما سيدفع بالفاعلين الآخرين أن يحافظوا على مواقعهم ومكانتهم داخل المشهد، خصوصا من طرف حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي اللذان يعتبران أنفسهما المستهدفين الأساسين من طرف الحزب الجديد. لكن ما هي مستويات الصراع بين هذه الأطراف؟
من المعروف على التاريخ السياسي بالمغرب، أنه تاريخ صراع بين الفاعلين السياسيين بما فيهم السلطة كطرف أساسي في هذا الصراع. فأجندة الفاعل السياسي وخطابه كان جل مضمونه يتمحور حول فعل الصراع وتجلياته. وحتى المؤسسات السياسية كانت مجالا لتصريف الصراعات السياسية، فالمؤسسة البرلمانية مثلا كانت موقعا للمعارضة توظفه بشكل جلي في تمرير خطاباتها المعارضة للسلطة السياسية ومكوناتها. الآن بدأ يلاحظ أن هناك نوع من التحول في هذا الخطاب، بالحديث عن تحسين مستوى حضور الفاعل السياسي داخل اللعبة السياسية، وبدأ الحديث عن سبل تحسين مردودية المؤسسات السياسية، وكفاءة العاملين بها.
مما يمكننا من القول أن مستوى الصراع السياسي الحالي سيترك السلطة السياسية جانبا بدون أن يغيبها، ويدخل الفاعل السياسي الجديد طرفا فيه أكيد أنه سيبحث له عن تحالفات، مقابل حزب العدالة والتنمية الذي يوجد معه في صف المعارضة لكن بمنهجية عمل مغايرة، وبفلسفة معارضة قال عنها حزب الأصالة والمعاصرة تختلف عن منهجية حزب العدالة والتنمية. بالمقابل حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يعتبر أحد مكونات الأغلبية والذي لا يخفي صدامه مع الحزب الجديد، مما سيدفع الجميع في في محاولة امتلاك المبادرة وإبراز الفعالية، سواء داخل البرلمان أو من خلال التأطير السياسي خارج البرلمان.
وعليه يرتقب أن تكون السنة السياسية لهذا العام محطة لبروز خطاب حزب الأصالة والمعاصرة كفاعل وازن بقواعد انتخابية مهمة، مقابل الفرقاء الآخرين الذين سيقاومون من أجل الحفاظ على مراكزهم وحضورهم السياسي.
من مميزات الدخول السياسي الحالي أيضا هو ما يلاحظ على مستوى مضمون السياسة في المغرب، حيث لم تعد السياسة حكرا على السياسي فقط بل بدأ الفعال المدني يناقش السياسي في مردوديته وفعاليته، إما من خلال الفضاء العام الذي يتخذ الأشكال الاحتجاجية، أو من خلال المنابر الصحفية. فقانون المالية العامة مثلا لم يعد حكرا في مناقشته على المؤسسة البرلمانية فقط، بل أضحى الصحافي والخبراء والأساتذة المتخصصين من خارج المؤسسة يساهمون في مناقشته والإدلاء بدلوهم فيه.
من خلال هذا التوصيف للمشهد السياسي المغربي الحالي، ماذا ينتظر المواطن من الفاعل السياسي؟
أكيد أن مستوى الانتظارات الشعبية من السياسي تتجاوز فعل الصراع بين الفاعلين السياسيين، وتوجيه الضربات فيما بينهم، إلى مستوى الارتقاء بالفعل السياسي إلى فعل الإنتاجية وفعل المنافسة على المشاريع المجتمعية، والإبداع والابتكار في إيجاد الحلول للمعضلات المجتمعية. فإذا كان الفاعل السياسي يبحث عن مواقع له داخل اللعبة السياسية تضمن له الاستمرارية، فإن المواطن لا يهمه تموقع هذا الفاعل بقدر ما يهمه الذود عن الصالح العام "الشغل، التعليم، الصحة، الأمن، التهميش..."، وإحلال التضامن والرقي بالمستوى المعيشي. هذه هي الانتظارات السياسية للمواطن المغربي، فهل فعلا تدخل في أجندة الفاعل السياسي؟
كلام فيه نظر.....





#عبدالإله_سطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا ...
- -القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك ...
- من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف ...
- جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ...
- فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
- براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ ...
- تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد ...
- إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
- زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد ...
- أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالإله سطي - انتظارات الحياة السياسية في المغرب