أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - حاجات حلوة، وحاجات لأ














المزيد.....

حاجات حلوة، وحاجات لأ


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 00:19
المحور: المجتمع المدني
    


بعض ملاحظات على شهر رمضان الذي بالكاد، قبل أيام، لملمَ أشياءَه وحملَ عصاه ومضى. منها ما يدعو للفرح، ومنها ما يشقُّ ابتسامةَ دهشةٍ على وجوهنا، ومنها ما يفتحُ منابعَ الدمع غزيرةً في عيوننا.
• أجملُ ما يمكن أن تشاهده في رمضانَ وقتَ الإفطار، إن كنتَ لا تزالُ في الطريق إلى بيتك، مجموعةٌ من الشباب يستوقفون سيارتَك، ويقدمون لك كوبَ ماء وكيسًا به بعض التمر، لتكسرَ صومَك. هم يحرمون أنفسهم من متعة الالتفاف حول مائدة الأسرة في تلك اللحظة الغسقية الفريدة، التي لا تشبهها لحظةٌ أخرى، من أجلكَ أنت.
• أهمُّ ما يُعرض على الشاشة تلك الفقرات التوعوية التي تحثُّ المصريَّ على حُسن السلوك وتحديد النسل وتحجيم النفقات والتبرع للمرضى والفقراء، والمحافظة على ممتلكاتنا العامة مثل القطارات وغيرها.
• أرقى ما بثّه التليفزيون مسلسل "ونيس وأحفاده"، الذي يقدم فيه فارسُ المسرح النبيل "محمد صبحي" القيمَ الرفيعةَ للعائلة المصرية عبر كوميديا راقية تليق به، وبالمشاهد.
• أسوأ ما يمكن أن تشاهده، على شاشات التليفزيون، فوازير ركيكة تافهة، تعدك بألفي جنيه إن أنتَ شحذتَ ذهنك وقدّمت دليلاً دامغًا على أن ذاكرتك تعملُ بكفاءة. لن يسألوك عن آخر كتاب قرأته، ولا عم مؤلف أجمل رواية مرَّت بك، ولا عنوان إحدى قصص تشيكوف أو إبراهيم أصلان أو بهاء طاهر، بل سيختبرون مقدرتك على استدعاء اسم فيلم أو أغنية، وتكسب فورًا! أرجوك لا تفكرْ في تربّحهم من جيبك عبر ملايين المكالمات التليفونية، ولا تُجهد عقلك مع مفارقة كوميدية تقول إن شعبَ مصرَ يقعُ تحت خطِّ الفقر، لكن ليس من أحدٍ لا يحمل موبايل! فضلا عن إهدار المليارات في مكالماتٍ، ورسائلَ لا معنى لها، مما يُبثُّ على شريط متحرك أسفل الشاشة لولد يطلبُ التعرفَ على فتاة سمراء ممشوقة، سيقابلها على كوبري قصر النيل، ولكي تتعرف عليه سيضعُ وردةً حمراءَ في عروة القميص! عليك، وحسب، أن تقومَ الآن من فورك وتشحن موبيلك، علّك تفوز بألفي جنيه في خبط عشواء!
• أكثرُ ما يثير الحزنَ أنشودةٌ دينية سمعتها في رمضان، تقول: "يا ليتني (براقًا)/ يعانق السماء/ ويحمل الرسول نبي الأنبياء/ يا ليتني صحابيٌّ/ في رحلة النقاء/ أو (طيرًا) يشرف بحراسة غار حراء." المُنشد اسمه محمد رحيم، ولا أعرفُ اسمَ الشاعرِ المؤلف. ولستُ أدري كيف مرَّت عليهما كلُّ تلك الأخطاء النحوية المرعبة في قصيدة فُصحى موجّهة إلى الرسول الذي معجزته القرآنُ، كتابُ البيان واللغة الرفيعة؟ خبر "ليت" مرفوعٌ لا منصوب! رحم اللهُ سيد النقشبندي العظيم!
• ألطفُ ما يمكن أن تطالعه في الصحف تصريحُ أحد الرؤساء العرب بحلِّ دولةٍ كاملة ومحوها من على خارطة العالم، لأن أجهزتها اعتقلت نجلَ هذا الرئيس! سويسرا، تلك البقعة الجميلة الخضراء، ستُقسّم وتُوزَّع على دول الجوار. الجزءُ المتحدث بالألمانية تأخذه ألمانيا، والجزء ذو اللسان الإيطاليّ تناله إيطاليا، والجزء فرنسيُّ اللسان سيكون من نصيب فرنسا! هذا في صالح العالم كي يقلَّ عددُ دوله، وتَسْهُل مادةُ الجغرافيا على التلاميذ.
• أكثرُ الإحصاءات رعبًا حصيلةُ جرائم شهر أغسطس الماضي في مصر: 73 جريمة قتل، 6 اغتصاب، 49 سرقة! أما إحصائيةُ الجرائم ضد المرأة في شهر يوليو: 19 قتيلة، 10 مصابات، 8 سيدات مغتصبات، 500 حالة تحرّش جنسيٍّ، اختطاف ثلاث سيدات، 6 حالات انتحار بسبب ممارسة العنف النفسي عليهن! هل هذه هي مصر؟!
• أطرفُ طرائف وزارة الداخلية، أن تقومَ الشرطة في سوهاج بالقبض على 150 شخصًا جاهروا بإفطارهم في نهار رمضان! تبيّن فيما بعد أن بعضهم مسيحيون، وبعضهم كان يشتري طعامًا أو عصائر ليفطر بها مع أسرته! هل ننتظر قريبًا أن نرى في شوارع مصر رجالاً ينتمون إلى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يضربون الناس بهراوات، ويسبّون النسوة غير المحجبات ويقبضون على أزواجهن من أجل الهداية؟! هل مصرُ العريقةُ في طريقها الحثيث للوهابية؟
لكِ اللهُ يا مصرُ! - جريدة "المصري اليوم" 5/10/09









#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلُّص من آدم
- بلال فضل، وزلعةُ المِشّ
- الثالثُ -غير- المرفوع
- كريستينا التي نسيتُ أنْ أقبّلَها
- أعِرْني عينيكَ لأرى العالمَ أجملَ
- أنا عيناك أيها الكهلُ
- التردّد يا عزيزي أيْبَك!
- قطارُ الوجعِ الجميل
- بوابةُ العَدَم
- الشَّحّاذ
- الإناءُ المصدوع
- الملاكُ يهبطُ في برلين
- ناعوت: الإبداع العربي الراهن فرسٌ جموح والحركة النقديّة عربة ...
- تحيةٌ للشيخ طنطاوي
- بالأمس فقدتُ مَلاكيَ الحارسَ
- مينا ساويرس، موحِّد القطرين!
- شوارعُ تُغنِّي بالفرح
- ذاك الذي غبارٌ عليه
- القتل صعب يا هنادي!
- يا صغيرتي، ليس كلُّ فأرٍ -جيري-


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - حاجات حلوة، وحاجات لأ