أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام السومري - تأثير الديانة الميثروية القديمة ( عبادة ميثرا ) في العقيدة المسيحية بحث 2 من 2















المزيد.....

تأثير الديانة الميثروية القديمة ( عبادة ميثرا ) في العقيدة المسيحية بحث 2 من 2


سلام السومري

الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 08:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الحكيم من يعلم انه لايعلم"
............................... سقراط

توطئة:
عزيزي القارئ الكريم انزع نعليك لتشرفنا بقراءة هذا البحث, اوؤكد كما ذكرت سابقا رغبتي الملحة بعدم ممارسة اي تسفيه او تشكيك باي معتقد او ديانة لطائفة او مجموعة, ان انا الا حامل ازميل بسيط في فيلق البحث عن الحقيقة, قد تكون الحقيقة مرة ولن يعوضها سوى حلاوة رحلة البحث المعرفي الجاد.

من هو ميثرا ؟

ميثرا او ميهرا أو( مهرا, ميترا, مهر, ميهير، و الذي اشتق من اسمه بالفارسية لفظة مهرجان، للدلالة على الاحتفال) ظهر اسمه في التاريخ لأول مرة في نص الاتفاقية التي جرت بين الملك الحثي -شوبيلو ليوما- و-ماتيوازه- الميتاني عام 1350ق.م. بينما ترجع الديانة الميثرية بتاريخها الى حوالى القرن الـ 16 ق.م، في مناطق فارس القديمة، و فترة انتشار الآريين في مرتفعات جبال زاغروس، وشمالي وادي الرافدين ، و مع الحروب التي دارت بين الشرق و الغرب، انتشرت الثقافات و الاديان و استوطنت في بقاع عدة كان من بينها الساحل السوري الذي استوطنت فيه عبادة ميثرا حتى بعد ظهور المسيحية.

و يبدو ان التداخل الديني بين عقائد بلاد الرافدين و فارس قد حصل كنتيجة لاتصال طبقة الكهنة الفارسية (( المجوس)) بالكهنة البابليين بعد غزو كورش الاكبر لبابل 539 ق.م . المجوس الفرس كانوا يبحثون عن حلول توفيقية للمعتقدات المحلية، من هنا فالاعتقاد السائد بشأن الميثروية، انها ليس الا نتيجة تمازج بين معتقدات ما بين النهرين و فارس حيث تجسد الإله الإيراني ميثرا مع شمش، إله الشمس في بلاد ما بين النهرين. و انتشرت هذه العبادة في المناطق الغربية لحدود الدولة الأخمينية، من آسيا الصغرى إلى بابل وأرمينيا في النصف الثاني للالف الاول ق.م. حيث ظهر ميثرا عند الرومان و الاغريق متمثلا بشخص الاله هيلوس.

بالرغم من كون داريوس الاخميني 522/486 ق. م. زرادشتي الديانة، الا ان مسائل الدين كانت تحظى بنوع من الحرية، و مع مرور الزمن و التقارب بين الميثرية و الزرادشتية، دخلت عناصر من الديانة الميثرية الى الزرادشتية، بوصفه كإله للنور السماوي، العليم بكل شيء، المحافظ على العهود ( و لهذا نجد ذكره في الاتفاقية السابقة بين الملك الحثي و الميتاني)، العدو الاكبر لقوى الشر و الظلام، وهو اله المعارك و الانتصارات.

المصادر الاخمينية بدءا من بأرتحششتا الثاني 404/309 ق.م. اوردت اسم ميثرا الى جانب آهور أمازدا و غيره من الالهة الفارسية، و صور على انه اله الشمس، فيما استمد ملوك الفرس قوتهم من ميثرا ليتخذ التاج الملكي الفارسي هيئة قرص الشمس المعبرة عن عين الاله ميثرا.

عام 330 ق.م. و بعد ضم الاسكندر المقدوني لبلاد فارس الذي انهى الحقبة الاخمينية، بدات العناصر الزرادشتية بالتفرد بعيدا عن الاخلاط الدينية الخارجية، فبدات الميثرية بالتلاشي في فارس. و قد يكون هذا التاريخ هو بداية انتقال الديانة الميثرية الى الغرب مع ما سمي بالهلينستية (التمازج الثقافي الشرقي مع الغربي) ناهيك عن كون الحروب و الغزوات الفارسية قد طالت السواحل الشرقية للمتوسط.

في الجزء الغربي مما كان يسمى بالامبراطورية الاخمينية، بقي العديد من الارستقراطيين المحليين على عبادتهم لميثرا، اضافة الى نبلاء من سكان المناطق المتاخمة للعالمين الشرقي و الغربي، و مما يذكر أنه حين أقر تيريداتوس الأرمني بالسيادة المطلقة للإمبراطور الروماني نيرون، أدى طقسا ميثرويا، مشيرا بذلك إلى أن إله العقود والصداقة، بنفس المفهوم الذي وردنا في اقدم ذكر مؤرخ لميثرا. ويظهر كذلك ان الملك ميثريداتيس البونطوسي ( حاكم منطقة في اسيا الصغرى على البحر الاسود) كان يعبد ذاك الإله ناهيك عن كون اسمه يظهر فيه اشتقاقا من اسم ميثرا.

الظهور شبه الرسمي بالنسبة للميثرية بشكل عبادة للاله ميثرا في الدولة الرومانية، برزت في القرن الاول ق.م. عن طريق القراصنة الكيليكيين، الذين أسرهم بومبي. أما زمن أغسطس فالمعرفة بميثرا كانت قليلة في الإقليم الروماني، مع ذلك فقد أحرز وجوداً تدريجيّاً راسخاً في إيطاليا، نتيجة توسع روما باتجاه آسيا. فمنذ القرن الثاني للميلاد، راح الأباطرة خاصة كوموس 180/192م ، سبتمس سيفروس 193/ 211م، وكركلا 211/ 217م؛ يشجعون على انتشار الميثروية، لأنها تدعم الحق الإلهي للملوك، فكان الايمان بميثرا يمثل جزءا من الولاء للإمبراطور حيث عرف باسم ميثراس، ومع نهاية القرن الثاني بدأت الديانة تنتشر بسرعة في صفوف الجيش حيث ازدهرت فيه بشكل خاص، وبين طبقات التجار، و على طرق التجارة، و بشكل معتبر في الموانيء وصولا الى العبيد.

مع منتصف القرن الثالث الميلادي راحت أسرار الميثروية، تموت تدريجيا. بعد ان كان أقصى امتداد لها عند منتصف القرن الثالث. في إيطاليا، نجد الدليل المحسوس على انتشار الميثروية في الأماكن التالية: روما، أوستيا، كامبانيا، مع ذلك، يمكن لمراكز أخرى أن تبقى في الذاكرة: أكيليا؛ موانيء صقلية الرئيسة: باليرمو، سراقوسة، وكتانيا؛ كذلك فقد انتشرت الديانة الميثروية أيضا على تخوم الراين؛ في النمسا وألمانيا؛ في الأقاليم الدانوبية: بانيا، ميسا، داشا؛ في فرنسا: دالماتا، وادي الرون وأكيتانيا؛ تراشا؛ بلجيكا؛ في انجلترا: في لندن وفي الشمال في هارديان. تظهر لنا بعض ادلة عن وجود للديانة على طول سواحل المتوسط الآسيوية والإفريقية: لكن حضورها كان محصورا في الموانيء البحرية الكبيرة، خاصة في الأقاليم الآسيوية.
قسطنطين
ولد قسطنطين في مدينة نايسوس (نيش) في مقدونيا، و في رأي آخر انه ولد في بريطانيا كابن غير شرعي مولود لهيلينا ابنة الحاكم البريطاني المعين من قبل روما -ملك منطقة كولتشيستر البريطانية- و في رواية اخرى يقال انها كانت نادلة في فندق، وهو ابن قائد عسكري، وكان قسطنطين في جيش والده، في منطقة يورك البريطانية و كانت فرنسا تابعة لسلطته، عندما مات، فنصبه جنود أبيه امبراطورا لهم في العام 306 م. وكان عليه ان يخوض معارك مع منافسه لمكنتيوس ليثبت موقعه، حيث ان الأقسام الأخرى من الإمبراطورية الرومانية كانت تخضع لمكنتيوس الذي طمع في السيطرة على الإمبراطورية فناصب الإمبراطور مكنتيوس، قسطنطين العداء وأمر بإنزال التماثيل أو الأنصاب التي كانت تمثله في أماكن عدة من ايطاليا. فما كان من قسطنطين إلا أن قرر مهاجمة خصمه بأسرع فرصة حيث قدم على رأس جيش من بريطانيا إلى ايطاليا واستعد لملاقاة مكنتيوس بالقرب في مكان يبعد نحو16 كم من شمال العاصمة روما.على نهر التيبر ، كان جيش مكنتيوس يعادل ثلاثة أضعاف جيش قسطنطين و يضم افضل جيوش روما.

وجد قسطنطين نفسه في مأزق حرج للغاية حيث لم يكن يعلم كيف يتغلب بجيوشه الصغيرة على جيوش خصمه ، فشعر بانه بحاجة إلى معونة إلهية وقد كان من عابدي مثرا وهو آلة وثني كان يعبد في بلاد الفرس وكان والد قسطنطين أيضاً من عابديه. كما كانت عبادة مثرا منتشرة في الجيش الروماني الذين كانوا يعتقدون بأنه قادر على إعطاء النصر لمن يعبدونه نظراً لقوته الكبيرة.

في ذات الوقت و وجد أن تيار النصرانية قد أصبح عنيفا أقوى من أن يحارب، وأن محاربته تهدد سلطانة، فاعلن رؤياه الشهيرة على جنوده كمقدمة لاعتناقة الديانة المسيحية لكسب الحرب بهم ضد خصمه مكنتيوس، بدلا من ان يحاربهم.

و يقال أنه في لليلة التي سبقت المعركة، رأى قسطنطين عند غروب الشمس صليباً في الأفق وكان الصليب يحمل هذه الكلمات بشكل منير: بهذه العلامة تنتصر! وفي اليوم التالي التقى الجيشان في معركة حامية الوطيس وكان ذلك في الثامن والعشرين من تشرين الأول – أكتوبر في السنة 312 م. ومع صمود جيوش مكنتيوس بشكل قوي إلا أنها لم تقدر الوقوف في وجه قسطنطين وجنوده المندفعين بدافع الايمان الديني وهكذا انكسرت جيوش مكنتيوس وغرق هذا الأخير وهو يحاول الهرب على جسر ميلفين على نهر التيبر.

فاعتنق قسطنطين المسيحية كعرفان و شكر للمسيح، الحدثان المهمان في عهده ، وخصوصاً بالنسبة الى التاريخ اللاحق، هما: بناء القسطنطينية وجعلها عاصمة الإمبراطورية الرومانية بدلاً من روما؛ وتبني المسيحية وجعلها ديانة رسمية. بغض النظر عن الجانب الإيماني في موقف قسطنطين من المسيحية، فإنه بالتأكيد رأى فيها عامل توحيد لشعوب الإمبراطورية. حيث أراد تصليب وحدة الإمبراطورية عبر وحدة الكنيسة، فيما لم تسلم حكاية رؤياه من التشكيك.

عام 326 قتل قسطنطين بنفسه العديد من أقاربة و اصدقاءه ، إضافة الى زوجته الثانية التي كانت تبلغ من العمر أربعة أو خمسه و ثلاثين عاما كما قام بقتل ابنه البكر غير الشرعي و ابن اخيه، و البعض يعتقد ان امه هيلينا قد دفعته الى ذلك، هذه الجرائم لا احد يشكك في حقيقتها باستثناء المسيحيين، و يبدو ان زوجته هذه قد كانت عقيمة لا تنجب ، فيما ان ابناءه قد انجبن له من عشيقاته و بالاخص منيرفينا الوثنية و اعلنه مجلس شيوخ روما على انه كبير كهان الالهة الرومان، فهل تأثر بالمسيحية حقا؟.

إن الترتيبات اللاحقة لإعلان المسيحية ديانة الإمبراطورية، أدت الى وضع صار فيه رأس الدولة هو رئيس الكنيسة أيضاً. وكان طبيعياً انه في مقابل سعي الإمبراطور لتوحيد الناس خلفه، سياسياً ودينياً، صار عليه أن يدفع الثمن السياسي عندما يضطره موقعه الديني الى التدخل في الخلافات العقائدية بين التيارات المتعددة.

الميثروية و المسيحية الغربية

فرض المسيحية كدين رسمي للإمبراطورية الرومانية من قبل الإمبراطور قسطنطين في بداية القرن الرابع للميلاد، سارع في هزم المثروية، و كان ذلك نتيجة لكونها كشفت للناس حقائق التشابه والجذور المشتركة بينهما. حيث يؤمن أتباع الميثرائية بإبن الرب، المخلّص للبشرية، ميثرا، صاحب الولادة الخارقة للعادة. والعجيب أن أتباع ميثرا يعتقدون بالعشاء المقدّس أيضا، كما في المسيحية، حيث يتبادلون قطع الخبز والنبيذ الأحمر (الذي يمثّل دم الخلاص الذي سكب من أجل البشرية).

إلا ان الميثروية بقيت على قيد الحياة حتى القرن الخامس للميلاد، في مناطق الالب، و في آسيا حيث بينت احدى الكنائس التي يعود تاريخ بنائها الى عام 537م في قرية كيمار في جبل عفرين بسوريا و جود التداخل في الرموز الدينية الميثرائية و المسيحية- رسمان متقابلان لطائر الطاووس موجودان على المذبح ، يحيطان بدائرة تحيط بصليب آري ميتاني متساوي الأضلاع- و الذي ما زال يرسم على أجساد الأطفال المرضى، وتوضع في رقاب الأطفال والحيوانات الأليفة، كما يرسم على الأدوات المنزلية عند اليزيدية.

انتهى البحث.






#سلام_السومري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور المصرية للعقيدة المسيحية بحث تاريخي مقارن من جزئين
- الجذور المكونة للعقيدة المسيحية بين بولص وقسطنطين الجزء الاو ...


المزيد.....




- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام السومري - تأثير الديانة الميثروية القديمة ( عبادة ميثرا ) في العقيدة المسيحية بحث 2 من 2