أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمعة أحمد عباس - دحر الشبهات في مقالة شاكر الشيخ سلامة بإثبات















المزيد.....



دحر الشبهات في مقالة شاكر الشيخ سلامة بإثبات


جمعة أحمد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2797 - 2009 / 10 / 12 - 05:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دحر الشبهات في مقالة شاكـر الشيخ سـلامة بإثبات
==============
الشيخ جمعة أحمد عباس / إمام وخطيب جامع حي النصر / كركوك
======================================
ردا على ما تفتقت عنه قريحة الكاتب شاكر سلامة والشبهات التي أبداها في مقاله المنشور في العدد السابع على صفحات هذه المجلة بعنوان بدر الكبرى في الصفحة (61) ولغاية الصفحة (108) ولكي نضع النقاط على الحروف نقول : أن من خصائص العبادة ، أنها من أقوى الأسباب والبواعث على تركيز العقيدة ورسوخ الإيمان في نفس المؤمن ، لتذكرها بالله عز وجل ورجاء ثوابه ، والخوف من عقابه ، وتذكيرها بالرسول الأعظم (ص9 ، فلا ينساه ولا ينحرف عنه فإذا ما أغفل المؤمن عبادة ربه نساه ، وتلاشت في نفسه قيم الإيمان ومفاهيمه ، وغدا عرضة للإغواء والضلال ، فالعقيدة هي الدوحة الباسقة التي يستظل المسلمون في ظلالها الوارفة الندية ، والعبادة هي التي تصونها وتمدها بعوامل النمو والازدهار ، فلا مناص والحالة هذه من تخفيف جماح المادة والحد من ضروراتها ، وذلك عن طريق تعزيز الجانب الروحي في الإنسان وإمداده بطاقة روحية تعصمه من الشرور وتوجهه وجهة الخير والإصلاح ، وهذا ما نتمناه لمعلمنا الجديد العلامة شاكر سلامة ، وما علينا إلا أن نحدد بدقة متناهية وفق المصادر الصحيحة ما انحرف عنه بكتاباته ولأسباب لا نعرف كنهها رغم وضوح النية لدأبه المتواصل ، وانتهاز الفرص في كل سبيل لنشر رأيه الذي هو غير خاضع للقيم التقليدية والواقع الذي لم يدخل في سجل الدين والتاريخ الإسلامي ، وإنما لخلق ثغرة خلل غير منطقية بغية تحقيق مأربه ، ولنعلمه بأن كل قدم تتحرك اليوم نحو الانحراف سوف تقف غدا لذا ارتأينا توضيح وتصحيح اعتقاده بما يلي :
الشبهة الأولى :
يذكر في الصفحة الأولى (62) أن البعض من الأغنياء استسلموا لدعوة الرسول محمد (ص) بعدما ألمَّ بالتأكيد حجم ونوعية الغنائم المتحققة من الغزو ، حيث حسبت حسابا اقتصاديا دقيقا وبعقلية تجارية ، أي أن الذين دخلوا في الإسلام من أجل الحصول على الأموال وليس تصديقا بالرسول (ص) وإنما لمنعة اقتصادية ، ونقول له وللقارئ الكريم كم كان يملك عثمان بن عفان قبل أن يسلم ، ثم بعد دخل الإسلام ما الذي استفاده من منافع تجارية أو اقتصادية ، أليس هو الذي جهز جيش العسرة من ماله الخاص ؟ ثم قاتل مع الرسول (ص) في جميع غزواته عدا بدر ، فما الذي جناه من مال ؟ثم أن عثمان كان من كبار تجار مكة ، ثم بعد أن تولى الخلافة واستشهدكم كان رصيده المالي لا شيء فهذا الرجل الواحد من الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى ، ومنهم أبو بكر الصديق كان أيضا تاجرا يشار له بالبنان ولما أمر الله القدير نبيه بالهجرة كم كان عنده من المال وكم كان يملك ؟ كان يملك (4000 دينار) أخذها كلها معه عندما هاجر .. وهل تعلم بأن المجموع الكلي الذي أنفقه أبو بكر في سبيل الله ؟ روى بن حبان بالحديث (2167) من حديث عائشة (رض) قالت : أنفق أبو بكر (رض) على رسول الله (ص) أربعون ألفا ، والحديث صحيح ، ولذلك قال الرسول (ص) كما روى الإمام مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة عنه (ص) قال : ( ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر ، فأنه له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة ، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر ) والحديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع رقم (5661) ، وفي غزوة تبوك عام (9 هـ ) حث رسول الله (ص) على الصدقة لتمويل الجيش فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة ألاف دينار ، فقال يا رسول الله مالي (ثمانية ألاف) جئتك بنصفها وأمسكت بنصفها ، فقال له (ص) بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت ، ثم جاء عثمان المعطاء (رض) كما ذكر ابن شهاب الزهري ، قدم عثمان لجيش العسرة في غزوة تبوك بعيرا وستون فرسا أتم بها الألف . أنظر أصحاب الرسول (ص) 1/ 165 وغيرهم الكثير ، ولا نريد أن نطيل عليك فبالله هل هؤلاء كما تدعي بأنهم التحقوا بركب الرسول (ص) من أجل لماعات الدنيا ؟ وهل يعقل هذا ، فهذه شبهة باطلة .
الشبهة الثانية :
كما يذكر في نفس الصفحة (63) هو تساؤل وقول : أنه عندما كان الرسول (ص) في مكة لمدة (12) عاما لم يؤمن به إلا القليل ، ولما هاجر إلى المدينة أزداد تعداد المسلمين هناك ، فهو يتساءل : ما سبب هذه الهداية التي أدت إلى زيادة عجيبة في الجيش المحمدي في المدينة ، فأين كانت هذه الهداية عند وجوده في مكة .. ؟ حيث يخوض أستاذنا تارة أخرى ، ولكن حبذا لو راجع سيرة الرسول (ص) بتمعن ولم يختار المصادر الصحيحة ولذلك نقول له : أن فترة بقاء الرسول (ص) في مكة بإجماع أهل السير هي (13) عاما وليس (12) ، ومن جهة أخرى الإجابة على سؤاله أنه لماذا لم تهتد الناس عندما كان الرسول في مكة إلا القليل وازدياد عددهم في المدينة ، نقول أن هذه الظاهرة هي الثمرة الطبيعية لدعوة الأنبياء في فتراتها الأولى ، ألم تقرأ عن النبي نوح (ع) أنه دعا قومه لمدة (950) عام ولم يؤمن به على أكثر الروايات إلا من أرذل الناس كما كانوا يعيرونه بذلك حيث آمن به (100) فردا فقط ، وكما قال تعالى ( ما نراك إلا بشرا مثلنا ،وما نراك أتبعك الذين هم أراذلنا بادي الرأي ... 36 / هود ) ، وهل سمعت عن فرعون وأتباعه كيف كانوا يرون أتباع موسى أذلاء مستضعفين ، حتى قال الله عنهم بعد هلاك فرعون وأتباعه ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ... 137 / الأعراف ) ، وكذلك قوم صالح (ع) وقوم ثمود الذين أرسل الله إليهم صالحا ، كيف تولى عنه الزعماء المستكبرون وآمن به الناس المستضعفون حتى قال الله عنهم ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم ، أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه ، قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذي أمنتم به كافرون ... 75 ، 67 / الأعراف ) .
ولتعلم أن حقيقة هذا الدين الذي بعث الله به عامة أنبيائه ورسله إنما هو الخروج من سلطان الناس إلى سلطان الله وحكمه وحده ، وهي حقيقة تخدش أو ما تخدش الوهية التألهين وحاكمية المحكمين وسطوة المتزعمين وتناسب أو لا تناسب حالة المستضعفين والمستذلين والمستعبدين ، فمن الطبيعي يكون رد الفعل أمام الدعوة إلى الإسلام هو المكابرة والعناد من أولئك المتألهين والمتحكمين ، وأن هذه الحقيقة تتجلى لك بوضوح في الحديث الذي دار بين رستم قائد الجيش الفارسي في واقعة القادسية وبين ربعي بن عامر (رض) وهو الجندي البسيط في جيش سعد بن أبي وقاص (رض) ، فقد قال رستم لربعي بن عامر : ما الذي دعاكم إلى حربنا والولوغ بديارنا ؟ فقال له ربعي : جئنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، وثم نظر إلى صفوف الناس الراكعين عن يمين رستم وشماله فقال متعجبا : لقد كانت تبلغنا عنكم الأحلام ولكني لم أرَ قوما أسفه منكم ، أننا معشر المسلمين لا يستعبد بعضنا بعضا ، وقد ظننت إنكم تتواسون ما نتواسى ، فألتفت المستضعفون إلى بعضهم يتهامسون ويقولون : صدق العربي ، وأما القادة والرؤوس فقد وجدوا في كلام ألربعي ما يشبه الصاعقة أصابت كيانهم وحطمته – أنظر إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء / أحمد الخضري / ص 200 .
الشبهة الثالثة :
يقول في ص (63) حين هاجر الرسول (ص) وصحبه إلى المدينة ، أهم ما شغل تفكيره هو تأسيس الجيش ليكون قويا قادرا على تنفيذ أهداف الحركة ،وأن تأمين احتياجاته يقوم على السلب والنهب والسطو على قوافل قريش ثم بعد ذلك يستدل على سرية حمزة وسرية عبيدة بن الحارث وسرية سعد بن أبي الوقاص ، لذا لابد من أن تصحح لك ونقول لك : أن الذي جاء به الرسول (ص) ليس حركة كما تقصد وإنما هو نور ليمشي على ضيائه العاثرون من الناس ، بل الذي جاء به الرسول (ص) هو الخلق ، لأن الدين هو الخلق ، كما قال بن القيم ( الدين خلق فمن زاد في الخلق زاد في الدين ) وأما الحركة فهي تنتج عادة من رد فعل سواء كان الذي يتبناها على حق أم على باطل فيكون الفرق بين الحركة والدين أن الحركة تنبع من الغزيرة البشرية فيتبناها شخص ويغذيها بأيدلوجية معينة فتكون هذه الحركة قاصرة عن تحقيق مطالب جميع الناس ، وأما الدين هو الذي أمر الله أنبيائه بأن ينشروه بين عباده وهو أعلم بمصالحهم وفي نفس هو غني عنهم وغير محتاج لهم بعكس صاحب الحركة الذي يكون هدفه منها هو الوصول إلى المناصب الرفيعة حتى ولو كان على حساب الغير لأنه محتاج إلى هذا المطلب ، فلا يصح أن يقال على الدين بأنه حركة ، ثم لا يليق بك أن تصف الرسول (ص) بالمسلب أو النهاب .. بيد أن الله أعطاه صفتين من صفاته فقال ( غفورا رحيما ) ، وكما وصفه في سورة النجم حين زكى الله جليسه فقال : ( علمه شديد القوى ) وزكى بصره فقال ( ما زاغ البصر وما طغى ) وزكى لسانه فقال ( وما ينطق عن الهوى ) وزكى قلبه فقال : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) وزكاه كله فقال : ( وأنك لعلى خلق عظيم ) فهذا تجني على الرسول (ص) ووصفك مردود بكل مفردة مقصودة فأني سائلك : أتدري ما هو قانون الجاذبية ؟ هو لكل فعل رد فعل يقابله ويعاكسه في الاتجاه ، فأن غزوة الرسول (ص) للمشركين وإرساله السرايا لقطع الطريق أمام قريش ، فقد سبقت قريش الرسول (ص) في هذا الفعل فهم الذين اخرجوا المؤمنين من مكة المكرمة ولم يكتفوا بذلك وإنما جردوهم من أموالهم وبيوتهم وفتنوهم في دينهم فكان لابد من أن يضايقوهم كما ضايقوا المؤمنين ويردوهم عن غيهم ويعلمونهم أن الباطل لا بقاء له ، فابتدأ الرسول (ص) بإرسال السرايا لتصادر عير قريش وهذا ضرب من القتال يسمى ( الحصار الاقتصادي ) فهذه السرايا شكلت لمناهضة زعماء قريش لأنهم هم أصحاب التاجر التي تحملها العير ، وهؤلاء الزعماء الذين أخرجوا المؤمنين من ديارهم وأموالهم فكان حقا أن يعاملوا بالمثل .
الشبهة الرابعة :
ذكرت في الصفحة ( 64) أن محمد (ص) أستباح الشهر الحرام فسفك الدماء ونهب وسلب الأموال ،وقتل وأسر الرجال ، فاعتبرت أنت ذلك خرقا صريحا وصارخا لتقاليد ( العربان ) ... وقبل الإجابة عن موضوع الشهر الحرام ، نسألك من أين أتيت بتسمية ( العربان ) ، فأعلم بأن هذا اللفظ غير وارد في أي مصدر كون الجزيرة العربية هي أسمها العربان ن وإنما قصدك الواضح والصريح بالازدراء والتحقير ، لأن هذه التسمية يراد بها تصغير وتحقير العرب الذين أنت منهم ، لذا نلفت نظرك إلى تاج العروس ولسان العرب لبن منظور وتاريخ الفرق الإسلامية لمحمد إبراهيم الفيومي المجلد الأول ص (308) وكذلك الأساس في التفسير لسعيد حوى 1/ 503 والجامع البيان للطبري 2/ 480 ، لذا وتوضيحا لما تقدم فأن الصد عن سبيل الله والمسجد الحرام وإخراج أهل المسجد الحرام منه والكفر بالله هو أكبر عند الله وأعظم من القتل في الشهر الحرام ، فما فعلته السرية التي بعثها الرسول (ص9 هو أقل مما فعله المشركون حيث يقول الرسول (ص) ( قتل مؤمن بغير حق أعظم عند الله من هدم الكعبة ) فتعذيب المسلمين من قبل المشركين الكفار أشد قبحا وأعظم من القتل في الشهر الحرام ، ولتكون على علم فأن هذه الآية نسخت ، والنسخ هو رفع الحكم من بقاء النص ، فنسخ حكم آية عدم القتال في الأشهر الحرم بآية ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ... 216/ البقرة ) .
الشبهة الخامسة :
تقول في الصفحة (68) أن قريش لم تكن مستعدة للقتال في معركة بدر عام (2هـ) مستندا بكلامك لعدة نقاط منها : انسحاب بني زهرة والرد القارص فهم كانوا ليسوا مستعدين في المستوى المطلوب للقتال ، وتثبيط المعنويات من قبل أقارب الرسول (ص) الذين كانوا مع جيش الشرك ، وهذا تمييز منك لطرف دون آخر أو ه محاولة لتقديم الأعذار الواهنة للمشركين والتقليل من عزيمة الرسول (ص) وأصحابه ، وكونك متقصد في هذا الموقف كما كنت متعمدا بلفظ ( العربان ) بدلا من العرب ، فنقول لك كي تتسم بنوع من المعرفة في التاريخ الإسلامي ، أن سبب معركة بدر أن النبي (ص) سمع بقافلة تجارية لقريش قادمة من الشام بإشراف أبي سفيان فندب إليها ليأخذوها لقاء ما تركوا من أموالهم في مكة ، فتحسس أبو سفيان الأمر وهو في طريقه إلى مكة ، فبلغه عزم المسلمين على خروجهم لأخذ القافلة فأرسل بن عمرو الغفاري إلى مكة ليبلغ قريشا بالخبر ويستفزهم للخروج ليحافظوا على أموالهم ، ولما بلغ الخبر قريشا تجهزوا وخرجوا كلهم قاصدين الغزو حتى أنه لم يتخلف من أشراف قريش أحد وكانوا قريبا من ألف مقاتل – أنظر فقه السيرة للبوطي ص ( 69) وخاتم النبيين للإمام محمد أبو زهرة ( 2/ 619) – فهذا يدل دحضه هذه الشبهة ، فكانت قريش جاهزة للقتال عدة وعددا وليس كما يدعي تحريفا للتاريخ وخلطا للأوراق ... وأما استدلالك بأن بني زهرة قد انسحبوا فكلن مع انسحابهم تعداد جيش الشرك (1000) ومئتي فارس وأعداد كثيرة من ألإبل ، بينما كان عدد المسلمين هو( 309 ) وعدد الفرسان اثنان مع أربعون بعيرا ، وكانت عدتهم أقل من عدة المشركين ، وهل أن المناخ كان على جيش المشركين باردا قارصا وعلى المسلمين ربيعا وصيفا ؟
الشبهة السادسة :
ذكرت في الصفحة (71) أن محمد (ص) علم بأن قريش ستقيم معسكرا احتفاليا بمناسبة إفلات القافلة من أصحاب رسول الله (ص) في بدر وكان يعتقد قدومهم إلى بدر كما وادعيت فيما مضى بمقالتك بأن الله عز وجل قد وعده بإحدى الطائفتين ( أما القافلة وأما رؤوسهم ) فهل يليق بكاتب يدعي الثقافة مثلك أن يقول على رسول الله (ص) ( أدعى ) ؟ وهل أنك تشك بنوة الرسول (ص) ؟ ولغرض تأكيد اعتقادنا بهذا الشك بأنك غير متيقن بأن الله سبحانه وتعالى فعلا قد وعده بإحدى الطائفتين ... أتدري لماذا ؟ لأن كلمة ( أدعى ) تدل على عدم اليقين والصحة والاعتقاد فمثلا نقول ( أدعى زيد بأنه رأى فلانا من الناس ، ولربما لم يراه فالادعاء هو خلاف اليقين والصحة ) فعليك مراعاة الألفاظ التي تكتبها أن كانت بنية سليمة ، وأما أن كانت مقصودة فالمصيبة أعظم لأنك تكذب الله ورسوله والعياذ بالله .
الشبهة السابعة :
تقول في الصفحة (72) أن جيش محمد كان مستعدا للمعركة مع قريش وهي كانت غير مستعدة لها ، بل جاءت محتفلة بمناسبة نجاة تجارتها ، وهذا أدعاء لتشويه الحقيقة ، فكيف يكون احتفالا وقد نفرت قريش عن بكرة أبيها لقتل محمد (ص) وأصحابه ، وإنما قدرهم هو الذي جاء بهم إلى هاوية الموت ، فقدر الله ما شاء فعل ، فأعز الله المؤمنين وخذل أعدائهم .
الشبهة الثامنة :
تذكر في صفحة (73) فتقول : كان الوحي خلال هذه الفترة ( في معركة بدر ) منشغلا بالذهاب والإياب ناقلا لمحمد (ص) أراء وأوامر الله عز وجل ، وخلال الإعداد للمعركة تحول الوحي في غفلة إلى وحي محرض على القتل بدلا من وحي يدعو للتسامح والتعاون والصبر فجاء بأمر الهي إلى محمد (ص) يحرضه على القتال . نقول لك : هل هذا كلام رجل بكامل قواه العقلية ؟ نذكر لك بأن آصف كان صاحب سليمان (ع) عندما قال له في بلقيس ملكة سبأ ، أنا أتيك بها قبل أن يرتد إليك طرفك فهل تدري أن آصف هذا كان رجلا وليس من الملائكة ، ولكن عنده علم من الكتاب ، فما بالك بجبريل (ع) الذي هو مخصص لتبليغ الأنبياء بكلام الله سبحانه ، ألا تعلم أن الذي يستهزأ بالملائكة فقد برئت منه ذمة الله ، فأنك ولا شك تستدرك على الله سبحانه وتعالى ، فالتحريض بمعنى التحضيض وهو الهلاك ، على القتال لحرضوا .. أي لهلكوا كما ذكر الزجاج - أنظر التفسير الكبير للفخر الرازي 15/ 192 – ولم يلجأ الرسول (ص) إلى هذا التحريض إلا بعد أن نفذت كل وسائل النصح والإرشاد والصبر .
الشبهة التاسعة :
في الصفحة (73) تقول مفسرا قوله تعالى ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال أن كان منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وأن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ) وقوله تعالى ( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فأن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وأن منكم ألف يغلبوا ألفين بأذن الله والله مع الصابرين ) ( 64 ، 65 / الأنفال ) ، وأنك تقول في تفسير هاتين الآيتين بكل جرأة على الله الذي خلقك بأن الله لم يكن يعلم بضعف الجيش المحمدي ، وأن الله صحح قوله الأول في الآية (64) ( أن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) بالآية التي قبلها ( فأن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ) حيث عنيت بالآية الأولى كان المؤمن يقابل عشرة من المشركين ، وفي الآية الثانية المؤمن يقابل اثنين منهم ، ونرد على هذيانك بأن نقول : هذا القول لا يقول به إلا أصحاب البداء أو ( البداءة ) وهم الذين يقولون بأن علم الله قاصر ، فإذا قال الله تعالى شيئا آخر مقارب له : أن الله بداءة أخطأ في الشيء الأول ثم جاء بغيره ليصحح ما قاله في السابق وهذا هو التخبط بعينه ... ونضيف تنشيطا لذاكرتك ، لو نظرت إلى هذا الكون لرأيت أن الشمس تبعد عن كوكبنا الأرضي 12.5 مليون ميل ، كما تبعد الأرض التي نعيش عليها عن القمر بمقدار (240000) ميل ، وأن هذه الأبعاد حددها الخالق سبحانه وتعالى لتهيئة البيئة الصالحة للحياة بالصورة التي عليها هذه الأبعاد ، إذ لو قربت الأرض من الشمس بأقل من هذا البعد لأحترقت الأحياء التي عليها في لحظة واحدة ، ولأنعدمت فيها مظاهر الحياة ، ولو بعدت أكثر من ذلك المقرر لأصاب الأرض الإنجماد وتموت حينها جميع الأحياء ، وكذلك القمر لو قرب أو بعد عما هو عليه لغمر المد جميع القارات بالماء ، ولأهلك الجزر الأحياء حيث من قوة هذا الجزر ستفتت الجبال والتلال وتتلاشى الحياة ، كما أن الأرض تدور على محورها بسرعة (1000) ميل / ساعة ، ولو قل معدل دورانها عن ذلك لطال النهار مما سيؤثر على الأحياء صيفا ، وأن طال الليل قد يؤدي إلى تجمد السوائل شتاءا ولاستحالة الحياة ، ثم إذا زاد سمك قشرة الأرض عما عليه قليلا سيؤدي إلى نقص الأوكسجين وإذا وصلت هذه الزيادة إلى عشرة أقدام فسينعدم الأوكسجين تماما وتنعدم الحياة والكثير الكثير مما لا يمكن إحصاؤه وعده من مقدرات الخالق بحسابات دقيقة من علام الغيوب ، وكما قال تعالى ( ولقد خلقنا كل شيء بقدر ) وتقول أنت متعمدا أن الله لم يكن يعلم بضعف الجيش المحمدي ، وأعلم أن الآية الأولى هي تدل على أن الله ما أوجب هذا الحكم إلا بشرط كون المؤمن صابرا ، فإذا توفر هذا الصبر بالإضافة إلى القوة والشجاعة وحصول هذه الشروط مجتمعتا فيكون ثبوت الواحد منهم أمام عشرة من المشركين ، فالآية التي قبلها وهي قوله تعالى ( حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) فأنه سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالكفاية والنصر ، فكان هذا التكليف سهلا لأنه من تكفله الله نصره ولو اجتمع عليه الخلق كلهم لا يقدرون على إيذائه ، يقول عكرمة (رض) إنما أمر الرجل أن يصير بعشرة والعشرة لمائة ، وكما قال ابن عباس (رض) ( أيما رجل فر من ثلاثة فلم يفر ، فأن فر من اثنين فقد فر ) ، كما أن الجمهور قالوا في قوله تعالى ( الآن خفف الله عنكم ) آية (65) ناسخ للآية التي قبلها – أنظر التفسير الكبير للفخر الرازي 151/194 – فليس هناك أي تضارب في الآيتين ، لأن الله حفظ كلامه بقوله ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) .
الشبهة العاشرة :
ذكر في ص (76) دعاء الرسول (ص) وهو ( اللهم أن لم تهلك هذه العصابة اليوم لا نعبد بعد في الأرض أبدا ) ثم يقول : هل كان الله بحاجة لهذا التحذير أو التنبيه من رسوله ؟ ردا على هذا الإدعاء نقول : لقد رأينا أن النبي (ص) كان يطمئن أصحابه بأن النصر لهم ، حتى أنه كان يشير إلى أماكن متفرقة من أرض بدر ويقول : هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان ، وقد كان ما أخبر عنه (ص) بمصارع المشركين ما من تزحزح أحد في مقتله عن موضع يده (ص) التي أشار بها إلى مكان المصرع ، كما ورد في الحديث الصحيح وكما روى البخاري في صحيحه برقم (2915) من حديث ابن عباس (رض) قال : قال النبي (ص) وهو في قلبه : ( اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم نعبد بعد اليوم ، فأخذ أبو بكر (رض) بيده فقال : حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك ، فخرج الرسول (ص) وهو يقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر ) هكذا روي الحديث الصحيح ( إن شئت ) وهذه المشيئة هي ما يختص بها الله سبحانه وتعالى ، فدعاء الرسول (ص) وتضرعه وبسط الكف إلى السماء فتلك هي وظيفة العبودية التي خلق من أجلها الإنسان ، وهذا هو ثمن النصر في كل حال ، فأعلم أن دعاء الرسول (ص) ليس تحذيرا كما تدعي ولا إنذارا ، الله يأمر ولا يُؤمر ، وإنما رجاء وطلب لنصرة هذا الدين ، فالحديث الذي ذكرته أنت ، فيه نظر والواجب عليك قبل طرحه أن تتحقق جيدا من كتب الأحاديث لتتأكد من صحته .
الشبهة الحادية عشر :
ذكرت في ص (78) وأنت تصف الحوار الذي دار بين (حكيم بن حزام) حيث طلب عتبة بن ربيعة بعدما سلمت القافلة التي كان يقودها أبو سفيان العدول عن الحرب مع الرسول (ص) وأنت تصف هذا الحوار بأن قريش تميل للسلم والأمن، وهذه الشبهة مردودة إليك لكونك لم تقرأ بداية دعوة الرسول (ص) وكيف كان يقابلها صناديد قريش أمثال حكيم وعتبة من بطش وتنكيل وتعذيب لأصحاب رسول الله (ص) من الشيوخ والنساء والأطفال فقد تمادوا في إيذائهم حتى بلغ أنهم منعوا الطعام والشراب وذهبوا بهم إلى خارج مكة ، ووضعوهم فوق الرمال بعد أن جردوا بعضهم من الملابس لتلتهب أجسادهم بحر الرمال ، لا بل وصل جبروتهم إلى بقر بطون النساء وقتلوا حتى الجنين ، فقل لنا بربك أين هم من السلم وهم لا يعرفون للسلم سبيل ، وأما ما قاله حكيم وعتبة فهم يخافون من عواقب الحرب على أنفسهم ومكانتهم وأموالهم وليس بدافع السلم والأمن مع التناقض الوارد بكلامك حين قلت : كانت قريش غير مستعدة للقتال ، إذن ماذا تفسر جبن حكيم وعتبة عندما وقف عتبة بن ربيعة يخاطب قريش وقادتها قائلا : ( يا معشر قريش أنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمد وأصحابه والله لئن أصبتموهم لا يزال الرجل ينظر إلى وجه الرجل ويكره النظر إليه ... إلى آخر كلامه ) فهذا دلالة قاطعة على أن قريش كانت مستعدة للحرب عدة وعتادا ، وإنما الخوف على النفس والمصالح والمنافع الشخصية هذا الذي دعى بعضهم إلى التفكير بالرجوع عما كانوا يريدونه من استئصال هذا الدين والذي جاء به .
الشبهة الثانية عشر :
في الصفحة (82) ذكرت أن الرسول (ص) طلب من أصحابه عند ملاقاة العدو فإذا رأوا بني هاشم لا يقاتلوهم في المعركة فتقول : فرد أبو حذيفة على هذا الطلب النبوي بشدة وقال : (أنقتل أبائنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس ، والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف ، فقال النبي (ص) لعمر بن الخطاب (رض) : يا أبا حفص ، أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ؟ فقال عمر (رض) : يا رسول الله إذن لي أضرب عنقه فو الله لقد نافق ، فكان أبو حذيفة يقول : والله ما أنا آمن من تلك الكلمة التي قلت . ثم تضيف على كلامك هذا وتتهم الرسول (ص) بالعصبية القبلية ، نقول لك هذا هو أسلوبك الواضح والصريح بالتجني بحق الرسول (ص) وأن الرواية التي ذكرتها غير صحيحة لكونك وكما أثبت في جميع مفردات مقالتك بأنك تنأى دوما عن الروايات الصحيحة وتقتنص دوما الروايات المعاكسة والغير صحيحة ، وتقول : لما أرادت قريش الخروج ونادت بطونها خرجوا جميعهم ، وبينما هم في الطريق سمعوا بنجاة القافلة فرجع بني زهرة الذين هم أخوال الرسول (ص) وقال بعض تجار هذه الحرب لبني هاشم : لقد عرفنا يا بني هاشم وإن خرجتم معنا فأن هواكم مع محمد (ص) فغضب أبو طالب ورجع من هذه المعركة – أنظر خاتم النبيين / محمد أبو زهرة 2/620 – هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يصح عن النبي (ص) القول بأنه يدعي الطائفية القبلية ، ليس هو الذي أمر بقتل عمه (أبو لهب ) ومن ثم ورد عنه (ص) كما ورد في الحديث الصحيح أنه قال : ( لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها ) ، وقول (ص) : ( من أبطأ به عمله لا يسعفه نسبه ) ، فأتق الله أيها الكاتب الذي ستقف أمامه ويسألك عن مقاصدك في رواياتك .
الشبهة الثالثة عشر :
يقول الكاتب في ص (83) أن الجيش المحمدي قام بقتل الكثير من أسرى بدر وهذا مخالف للتقاليد العربانية ، فنقول له : بأننا نتحداه إن جاءنا بحديث صحيح واحد يثبت ذلك ، فأتق الله فيما تدعي ، وهذا ارتكاب في حق الرسول (ص) وأصحابه .
الشبهة الرابعة عشر :
يقول في ص (83) أيضا أنه كان ضمن الأسرى ( العباس ) عم النبي (ص) ولم يطلق سراحه إلا بعد أن دفعت له الفدية ، رغم حب النبي له وعنصرته الواضحة لكل بني هاشم ، لكن محمد (ص) لم يغب في مخالفة الأعراف والتقاليد ، ثم بعد ذلك يقوم الكاتب بمناقضة نفسه بعد سطرين من كلامه ، فيقول : أن الإخلال بالتقاليد والأعراف العربانية أصبح مألوف لدى الجيش المحمدي ولم يعتبر له أي اعتبار ، ثم يقول في ص (84) من تعنصره لبني هاشم : فلولا ما كان من إحراج له أمام جيشه لأطلق سراحهم (أي بني هاشم ) جميعا بدون فدية ، وبدورنا نقول ردا على ما ادعاه : أن هذا التصرف لا يصدر ممن قسم الله به وقال : ( لعمرك أنهم في سكرتهم يعمهون ) ، كما أن الإمام مسلم روى عن ابن عباس / حديث الأسرى تمت رقم (1763) قال : فلما أسروا الأسرى قال رسول الله لأبي بكر وعمر : ما ترون في هؤلاء الأسرى ؟ فقال أبو بكر : يا نبي الله هم بنو العم . فقال رسول الله (ص) : ما ترى يا أبن خطاب ؟ قال لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فنمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان ( وكان نسيبا لعمر ) فاضرب عنقه ، فأن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوى رسول الله (ص) ما قال أبو بكر ولم يهوى ما قلت ، وهذا عن لسان عمر (رض) ، فأنزل الله قوله ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) 67/الأنفال ، ولتعلم أن الرسول (ص) نهى عن أن يستغفر مجرد استغفار لعمه أبي طالب على كثرة ما قدم أبو طالب للإسلام من تضحيات ، فليس من المنطق والبداهة أن يأتي في معركة بدر ليقول لمن يقتلون أبائهم وإخوانهم من المشركين استثنوا عمي ولا تقتلوه ، رغم كونه يعلم حقيقة عمه ويعلم أنه يطوي على الإسلام صدره ، ويعلم أنه خرج مكرها ومحرجا فكان من الواجب أن يعصم من القتل دمه ما استطاع إليه سبيلا ، أما العباس فقد كان قبل غزوة بدر مسلما وكان كتم إسلامه ، وهذه خطة في إخفاء إسلامه وأدت هذه الخطة غايتها على خير نسق ... حيث يقول أبو رافع خادم رسول الله (ص) : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل فكان العباس يكتم إسلامه وهذا كان قبل غزوة بدر ، لذا ننصحك أن تنظر – رجال حول الرسول / خالد محمد خالد ص (294) .
الشبهة الخامسة عشر :
يقول الكاتب : أن عبدالله بن عباس (رض) الذي استلم بيت مال المسلمين في البصرة أثناء معركة الجمل هرب به إلى مكة ولم يرده إلى المسلمين رغم طلب الإمام علي (رض) برده ، نقول له : من يصدق هذا الهراء وعلى من قال في حقه الرسول (ص) اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ، ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده ) ، وعن أبن يزيد (رض) قال : شتم رجل ابن عباس (رض) فقال أبن عباس : أنك لتشتمني في ثلاث خصال : إني لأتي على الآية من كتاب الله عز وجل فلو دون أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبدا ، وإني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدا من بلدان المسلمين فأفرح به – أنظر صفوة الصفوة 1/382 – فهل رجل بهذه المواصفات يسرق أموال المسلمين ، كما أننا نتحداك أن جئتنا بدليل صحيح .
الشبهة السادسة عشر :
يقول الكاتب في الصفحة (87) ويتهم فيها الرسول (ص) بالتعصب القبلي لعشيرته وأهله ويستدل بقوله على قصة فداء (أبو العاصي بن ربيع) قبل إسلامه حيث يقول عن أبو العاصي بن الربيع هو الكافر المشرك والجاحد والزنديق وهو زوج زينب بنت رسول الله (ص) ولما جاء الإسلام فرق بين زينب وبين أبو العاص إلا أن رسول الله (ص) كان لا يقدر على أن يفرق بينهما ، فأقامت معه زينب على شركه ... ؟ لذا نقول : أن هذا الكاتب قد دلس على القارئ سبب عدم إمكانية الرسول (ص) في أن يفرق بينهما ، والسبب لكون الرسول (ص) كان في المدينة وأبنته مع زوجها في مكة ، ويستدل لنا بأن الكاتب همه الوحيد أن يوهم القارئ بعدم أكمال الموضوع وبتره وعدم إكمال ما تليه من فقرات توضح القصد الأول ، والقصد من ذلك هو تشويه نقاء هذا الدين وصفائه ليس إلا ، حيث أن همه الوحيد أن يذهب بفكر القارئ إلى مدى بعيد ويوضح له أن النبي (ص) كان ضعيفا لا يستطيع أن يجبر أبنته على ألمفارقه ، وهذا هو الباطل بعينه وتهمة جائرة .
الشبهة السابعة عشر :
وفي نفس الصفحة (87) وبعد أن يبتر هذا الكاتب عدم استطاعة الرسول (ص) من أن يفرق بين أبنته وزوجها ، ينتقل إلى مصدر آخر ليوغل في إيهام القراء حقيقة الأمر ، فيقول : ويكمل لنا ابن كثير هذه القصة ، فهو لم يقم بإكمالها من المصدر السابق الذي ذكره حتى تتوضح الصورة ، فانتقاله إلى المصدر الآخر هو في الحقيقة لتدليس الحقيقة في الإيهام ، وهذا أسلوبه الذي يتبعه دائما بجميع كتاباته في غزوة بدر وكذلك مقالته السابقة في نفس المجلة عن ( المرأة ) .
الشبهة الثامنة عشر :
في نفس الصفحة أعلاه ، يقول : ومن خلال هذه القصة يتضح لنا أولا - وكما يقول هو : أن ميل محمد لأهله منحازا لهم ، وهنا لم يذكر الصلاة عليه ثم يقول : فأطلق سراح ( أبي العاص وهو كافر وملحد ) فقط لكونه زوج أبنته ، ثم يتساءل مرة أخرى ، كيف تبقى زينب معه وهو كافر ... ؟ وقد أجبنا عن هذه ، ثم يتهم زينب بعدم قول الحقيقة مع هند بنت عتبة ، والسبب أن الحرب خدعة فهي لم تخبر هند لأنها كانت تخشى منها لكونها قد فقدت أبوها وأخوها وعمها في غزوة بدر ، فمن الطبيعي لا تستطيع أن تقول لها : أني ذاهبة إلى أبي قاتل أباك وأخاك وعمك ، وأنه لا يعد كذبا بالمعنى المعروف ، وأن الحديث أثناء الحرب لكون الحرب خدعة ، أما موضوع إطلاق سراح (أبي العاص بن الربيع) من الأسر نقول لك كي تعلم الحقيقة : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم ، بعثت زينب (رض) في فداء زوجها أبي العاص بقلادة ، كانت أم المؤمنين خديجة (رض) قد أهدتها إليها يوم زواجها ، فلما رآها رسول الله (ص) رق قلبه وهذا من وفاء الزوجة فتذكر خديجة (رض) وترحم عليها وقال كما روى أبو داود (2692) وأحمد (2/276) وأبن سعد في طبقاته (8/31) والبيهقي في سننه (6/322) ، عنه (ص) قال : ( إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فعلتم ) وفي رواية أخرى أخرج الحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن أبي بكر (رض) قال : أن رسول الله (ص) بعث إلى السرية التي أصابت مال أبي العاص وقال لهم : ( أن هذا الرجل منا حيث علمتم – وكان (ص) يعني منا أي لم يصبنا بأذى قط – ولقد صبتم له مالا فأن تحسنوا وتردوا عليه ماله فأنا نحب ذلك وان أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق له : فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه ماله بأسره فلما رجع إلى قريش وقد أعطى إلى كل ذي مال ماله الذي ذهب إليه ليتاجر به ولم يبق عنده مال لأحد من قريش فقال لهم : هل بقى لأحد منكم مالا عندي لم يأخذه ؟ فقالوا : لا ، جزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما ، فقال : فأنا أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله والله ما منعني من الإسلام إلا تخوفي أن تظنوا إني أنما أردت أن أكل أموالكم ، فلماذا أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت )، ثم خرج حتى قدم على رسول الله (ص) – أنظر الحاكم قي المستدرك 3/ 237 وإسناده صحيح .
الشبهة التاسعة عشر :
في ص (89) يطعن الكاتب بشرف رسول الله (ص) حيث يدعي أن أبا العاص ابن ربيع قد قضى ليلة كاملة مع زينب بنت الرسول (ص) كزوج لها وكأنه كان معهم في الغرفة ، ولم يكتف بهذا الهراء وإنما دس السم بالعسل ، فيقول : رغم هذا الحب الملتهب الذي قضته زينب في تلك الليلة مع زوجها أبي العاص كرمه الرسول (ص) ورد إليه ماله الذي أخذه منه أصحاب الرسول (ص) ، ونحن نقول : أي مسلم هذا الذي يتجاوز حدود اللياقة والأدب وبصفته كاتب أن يتحدى المسلمين بالقول أن ابنة الرسول (ص) قد قضت ليلة بالحرام مع مشرك ؟ ولكي نوضح بأن القارئ يجب أن يعرف نية هذا الكاتب ولغرض التبيان للواقع ، أن أبي العاص عندما أتى بتجارته رآه أصحاب رسول الله (ص) وأرادوا الانقضاض عليه لكونه مشرك ، حيث هرب وترك ماله ثم التجأ إلى المدينة خوفا من القتل وطلب من زينب (رض) أن تجيره فهي أحق بهذا من غيرها على اعتبار أنها كانت زوجة له سابقا ، فأجارته وكان الوقت متأخرا من الليل ، فلما أصبح الصباح أخبرت أبيها ، وأن هذا الكاتب يتهم آل البيت جزافا لكونها لم تخبر أبيها الرسول (ص) في ذات الوقت ، وليس بوسعنا القول إلا كما قال الحبيب (ص) : ( أن لم تستح فأصنع ما شئت ) .
الشبهة العشرون : لابد من العودة إلى ص (88) حيث ينقل الكاتب كلاما عن السهيلي يقول فيه : ( ويروي أن أبا عبيدة أن أبا العاص لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين قيل له : هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال فأنها أموال المشركين ، فقال : بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي ) ، فنقول : أن كاتبنا الملهم لم يذكر الرواية كاملة ليوهم القراء من أجل الطعن بالرسول (ص) وبأصحابه الذين وصفهم (ص) بالحديث الصحيح ، قال (ص) : ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ، فهل يعقل وصف صحابة رسول الله بالخيرية على لسان الذي لا ينطق عن الهوى .. ينزلون إلى هذا المستوى بأنهم طائفيون وقبليون وعربان ؟ كما يدعي أن أصحاب الرسول (ص) كانت دعوتهم واضحة وصريحة بخيانة الأمانة التي كانت معه من مال لأهل مكة ، وهذا يتنافى الواقع والحقيقة ، فالعدو قبل الصديق كان يوفي ماله عند رسول الله (ص) ، ولولا أمانته وأصحابه لما وصل الإسلام إلى ما وصل إليه ، حيث بدأ الدعوة ولا يملك سلاحا فتاكا سوى أخلاقه التي كسب بها وأخلاق أصحابه هذا الزخم الكبير من المسلمين الذين أناروا لكاتبنا وأمثاله الطريق وعلموه كيف يغتسل وكيف ينظف مقعده من الغائط ، هؤلاء الرعاة الذين يتهمهم رعاة الغنم الذين قادوا الأمة وحرروها من عالم الرذيلة إلى عالم الفضيلة فقد طأطأة لهم رؤوس القياصرة والكياسرة ، وللأسف الشديد أن يأتي شخص مثلك يحاول التقليل من شأنهم ومما قدموا لهذا الدين ولهذا العالم ، ولتكون لو على علم ومعرفة في التاريخ فأن اسبانيا تأكل نتاج حضارتهم إلى يومنا هذا ..
الشبهة الحادية والعشرون :
ذكر الكاتب في ص (90) : وبعد وفاة النبي (ص) أقر أصحابه القريشيين تحت سقيفة بني ساعده بأن تكون رئاسة الدولة حصرا بيد أهل مكة مستبعدين الأنصار عنها . والصحيح أن هذا الكلام غير دقيق إنما يؤم المسلمين خيرهم فكان خيرهم أبو بكر (رض) فلم يستبعدوا الأنصار وإنما ناقشوهم وخرجوا باتفاق لاختيارهم أبو بكر الصديق (رض) كما روى البخاري تحت رقم (2829) ومسلم (1619) ( توفى رسول الله (ص) وبعد دفنه ذهب أبو بكر وعمر وأبو عبيدة إلى سقيفة بني ساعده فقال أبو بكر (رض) : منا الأمراء ومنكم الوزراء ، فقال سعد بن عبادة : صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء ) ، وكان الاستنتاج أن الرسول (ص) لما اشتد به المرض أمر أبو بكر أن يؤم المسلمين فأمهم ، فقالوا لطالما الرسول (ص) أختاره لأمور آخرتنا فمن باب أولى أن نختاره لأمور دنيانا .
الشبهة الثانية والعشرين :
ذكر الكاتب في ص (93) على أن الرسول (ص) قام بقتل أسرى بدر ويستدل على ذلك بقتل أمية بن خلف ، والصحيح أن هذا افتراء على رسول الله (ص) ، والحقيقة هي أن مقتل أمية بن خلف لم يكن حينها مع الأسرى الذين جمعوا عند رسول الله (ص) ، وإنما كان لا يزال في أرض المعركة هو وأبنه علي ، وهذا ما رواه البخاري ومسلم تحت الرقمين (1763) و(2301) من حديث عبد الرحمن بن عوف وابن عباس (رض) قالا : فلما أسروا الأسرى ، قال رسول الله (ص) لأبي بكر وعمر : ( ما ترون في هؤلاء الأسرى ، فقال أبو بكر : يا نبي الله هم بنو العم . فقال رسول الله (ص) : ما ترى يا أبن خطاب ؟ قال لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فنمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان ( وكان نسيبا لعمر ) فاضرب عنقه ، فأن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوى رسول الله (ص) ما قال أبو بكر ولم يهوى ما قلت ) ولم يكن أمية بن خلف معهم .
الشبهة الثالثة والعشرون :
ترحم الكاتب في ص (101) على عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث ، فيقول : أن محمد (ص) أنتقم لنفسه قبل أن ينتقم لدينه ولقرآنه ، ولذلك أخي القارئ نعيد ما قاله : ( لدينه وقرآنه ) ونهيب بالقارئ الكريم أن يراجع فتح مكة في جميع السير ليرى مدى السم الزعاف الذي ينفثه كاتبنا بقلمه .
الشبهة الرابعة والعشرون :
شكك كاتبنا في ص (103) في قتال الملائكة مع أصحاب الرسول (ص) في معركة بدر ، فقد ورد مقاتلة الملائكة في النص القرآني من سورة الأنفال آية (9) قال تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) فقد دعا الرسول(ص) ربه لما رأى أن الفارق بين جيشه وجيش المشركين كبيرا أستقبل القبلة كما روى الإمام البخاري تحت رقم (1405) ومسلم في كتاب الجهاد وفي باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر ( 3/1384) من حديث عمر (رض) : لما كان يوم بدر نظر رسول الله (ص) إلى المشركين وهم ألف مقاتل وأصحابه (317) فأستقبل القبلة وبدأ يدعو ربه ، فأكثر من الدعاء حتى سقط ردائه من منكبيه فألقاه أبو بكر على منكبيه ثم إلتزمه من وراءه وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك لربك فأنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله هذه الآية ، أما بخصوص عدد الملائكة في معركة بدر يقول الكاتب : هناك تضارب واختلاف في عدد الملائكة الذين قاتلوا في معركة بدر ، فتارة يقول القرآن عدد الملائكة (1000) كما في سورة الأنفال الآية (9) وفي سورة آل عمران آية (124) يقول (3000) وفي آية (125) من آل عمران يقول (5000) ، وكأن الكاتب المدعي من وجهة نظره أنه وجد تضارب في القرآن من خلال قراءته للآيات التي تحمل هذه الأرقام بعدد الملائكة ويتصور أن العلماء من المفسرين والفقهاء والمحدثين قد غفلوا عن هذا ، إلا أن كاتبنا فاته أن يرجع إلى القواميس اللغوية لمعرفة معنى اللفظ ( مردفين ) وهذا دليل على أن الكاتب يفتقر لأصول البحث والتحليل العلمي ، فأن معنى لفظ (مردفين) بمعنى أن الله سبحانه وتعالى سيردف غيرهم وكأن الله تعالى يريد أن يقول هذه الدفعة الأولى وسيتبعهم ألوف أخر ، وأما التنصيص على آلاف من الملائكة الواردة في سورة الأنفال آية (9) لا ينافي الثلاث آلاف فما فوقها في الآيتين الأخرتين في سورة آل عمران آية ( 124،125) – أنظر الأساس في التفسير / سعيد حوى / من سورة آل عمران آية ( 124،125) .
الشبهة خمسة وعشرون :
يتهم كاتبنا الرسول (ص) وأصحابه كعادته بأنهم رجعوا إلى ممارسة الجاهلية في تعذيب العبيد كما ورد في ص (107 – 108) ، والغريب أنه يستدل بحديث يدعي أنه رواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة ، وعند التدقيق في الحديث الذي استدل به كاتبنا وجدنا أنه قد أضاف إليه عبارة (واستمر حاطب في أذى عبده المسلم) ، فنص الحديث كما روى الإمام مسلم برقم (2495) من حديث عبدالله بن جابر (رض) ( أن عبدا لحاطب جاء إلى رسول الله (ص) يشكو حاطبا فقال : يا رسول الله ليدخلن حاطب النار ،فقال رسول الله (ص) : كذبت لا يدخلها فأنه شهد بدرا والحديبية ) فماذا فعل كاتبنا بهذا النص الصحيح حيث أخرج من جيبه عبارة تسيء إلى حديث وإلى قائله (ص) ( واستمر حاطب في أذى عبده المسلم ) وهذا تلفيق وافتراء متعمد منه ، بيد أن هنالك الكثير من الباحثين المحررة أقوالهم وأقلامهم من الضغوط والقيود والميول والاتجاهات من الأجانب قالوا عن الحبيب محمد (ص) كلام حق ومنهم :
1. برنارد لويس : وهو مستشرق ايطالي وأستاذ دراسات في الشرق الأدنى بجامعة برنسون وعضو في الجمعية الفلسفية الأمريكية يقول : أرسل الله جبريل ليملي القرآن على محمد فيكون بذلك أعظم نبيا وخاتمهم ويكون القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية المنزلة .
2. مارسيل بوازار : وهو أستاذ جامعي سويسري يقول في كتابه ( الجوانب الإنسانية في الإسلام ) لم يكن محمد حاكما مستبدا ( أتوقراطيا ) .
3. المسيو ميخائيل أماري : وهو ايطالي ومتخصص في الأدب العربي وتاريخه يقول : لقد جاء محمد نبي المسلمين بدين إلى الجزيرة العربية يصلح أن يكون دين جميع الأمم لأنه دين كمال ورقي ودين رعاية وعناية .
4. الكاتب والأديب الصحفي روجيه دي باسكيه السويسري يقول : لما قرأت عن حياة محمد (ص) أعلنت إسلامي ،كما أسلمت معه زوجته الهولندية ، حيث أسلم الكاتب سويسري وشكك الكاتب العربي .
كما أسلم الكابتن الفرنسي ( كرستروكفر ) عندما رأى بعين اليقين أن مياه البحار يختلف طعمها عن مياه الأنهار ولا يمكن أن يختلطان حتى وأن التقيا ، فحسب أنه قد ابتكر شيئا لا يعلمه غيره ، فلما عرضه على المسلمين أفادوه بأنه قد تطرق إليه القرآن قبل أربعة عشر قرنا بدليل قوله تعالى : ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ) .
وقصارى القول أننا نكتفي بما تقدم حرصا على عدم الإطالة ولتحقيق المقصود بما ذكر كاتب المقال من مغالطات في تحليله لمعركة بدر ، حيث تبين بوضوح تناقضه واضطرابه وشكه وارتيابه بعدم بناء أحكامه وما يقرره من مسائل على منهج صحيح كالاستدلال بالنصوص الصحيحة ، والاستعانة بكلام أهل العلم في بحث المسائل وتحقيقها ، وإنما بتأصل مسائل عقله وليعلم بأن الدين لا يؤخذ بالعقل لأن العقل لا يعمل مع وجود النص أو كما قال علي (رض) : ( لو كان الدين بالعقل لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهره ) ، فعدم الاستناد في استدلاله على المسائل الفقهية والعقدية ألبحته إلى المصادر الموثوقة مما يسقط الثقة بنقله من المصادر الغير موثوقة والمخرجة والمعتمدة لأهل العلم . سائلين المولى أن يردنا وإياه إليه ردا جميلا أنه ولي ذلك والقادر عليه .

*****************************************
الشيخ جمعة أحمد عباس /إمام وخطيب جامع النصر / كركوك







#جمعة_أحمد_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمعة أحمد عباس - دحر الشبهات في مقالة شاكر الشيخ سلامة بإثبات