|
يخسرمن يحاول تهميش دور الكورد
أحمد رجب
الحوار المتمدن-العدد: 850 - 2004 / 5 / 31 - 08:30
المحور:
القضية الكردية
تستعد القبائل والطوائف والمذاهب المتعددة والمختلفة في العراق قبل الأحزاب والقوى السياسية التي لها سجل نضالي عريق في مقارعة الطغاة المجرمين والسلطات الدكتاتورية الدموية من أجل الخلاص من المحن والكوارث التي تعرض لها العراقيون، ومن أجل البديل الديموقراطي إلى إستلام السلطة وإنهاء الإحتلال وإعادة السيادة في 30/6/2004 ولم تكتف هذه القبائل والطوائف والمذاهب بما يجلبه الجزائري العروبي الأخضر الإبراهيمي، بل دخلت سباق الماراثون بسرعة سيارة مايكل شوماخر في سباق فورملة 1 للوصول إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء. منذ سقوط نظام صدام حسين الدموي في العام الماضي دخل العراق مرحلة جديدة، فمن جهة وجهت ضربة قوية لدكتاتورية شمولية باغية حكمت البلاد بالبطش والقتل الجماعي منذ مجيئها في مؤامرة 8 شباط الأسود عام 1963، وانتهى نظام الحزب الواحد مع شعارات البعثيين الكاذبة دون تحقيق رسالتهم المخادعة، ومن جهة أخرى لجأ الأمريكيون إلى ألاعيب شتى، فعند زوال النظام فرضوا علينا الإحتلال وفق القرار 1483 الصادر من الأمم المتحدة، ومن ثمّ أقدموا على تشكيل مجلس الحكم الإنتقالي وتعين الوزراء والوكلاء وغيرهم حسب المنهج الأمريكي دون إستشارة العراقيين، وأصبح بريمر حاكماً يحمل صلاحيات هائلة، وعلى سبيل المثال وبتوقيعه السحري لمرة واحدة أزال جيش صدام من الوجود !!. واليوم تقدم الإدارة الأمريكية على تكرار أخطائها بشأن العراق بفرضها شخصيات تستجيب لمطاليبها، وتمرير سياساتها عبرها، ودون اللجوء إلى إستشارة العراقيين هذه المرة أيضاً، وهناك محاولات محمومة من هذا الطرف أو ذاك لتهميش دور الكورد الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق حقوقهم المشروعة. لقد أصدر مجلس الحكم الإنتقالي الدستور المؤقت بمباركة أمريكية وتأييده من قبل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، وعند صدوره أعترضت عليه أحزاب وشخصيات شيعية في باديء الأمر، وبعد الرجوع إلى المرجعيات الدينية وأخذ المشورة تم التوقيع بالإجماع على الدستور، ولكن وهذا ليس خافياً على أحد ان قوى عراقية وقفت ضد بنوده ولا تعترف بما جاء فيه، وان النقطة التي أثاروا حولها الضجة هي أن يكون العراق عراقاً ديموقراطياًُ تعددياً فيدرالياً متحداً، وان القوى ذاتها تعمل ولحد الآن بالضد من الدستور الآنف الذكر بذريعة من أنّه يعد إنتصاراَ للكورد فقط. أن الكورد الذين عانوا في الماضي من أفكار حزب البعث القومية المشبعة بالعنصرية، باتوا يعانون اليوم من أفكار مذهبية تدعو إلى الإبتعاد عنهم، ويعلم الكورد بأن أزلام وأيتام النظام البائد الذين انضموا إلى بعض التنظيمات الاسلامية هم الذين يقفون وراء نشر الأكاذيب، وفي زرع الفتن الطائفية لتأجيج صراعات بين القوميات تخدم مصالحهم وغاياتهم القذرة في ظروف الانفلات الأمني والأوضاع الشاذة التي يمر بها العراق. لقد روّج عدد كبير من الحاقدين بأن الكورد عقدوا إتفاقات مع الجانب الأمريكي، وفي الماضي القريب علّل قسم من هؤلاء الخائبين وعندما استقبل الكورد الأمريكيين بالورود من أن اتفاق الكورد سيعرضهم الى مشاكل وسيهشم ظهورهم، وقد نسوا ان ما حصل في استقبال الأمريكيين من قبل الكورد كان رداً قوياً على الأعمال الإجرامية الخسيسة التي تعرضوا لها على أيدي " النشامى " من حملة الأفكار العنصرية، وانتقاماً من الذين لم يكتفوا بقتلهم فقط، بل وإنما أحرقوا مزارعهم وبيوتهم وقراهم ومدنهم، من الذين استخدموا السلاح الكيمياوي في إبادتهم، ومن الذين أفتعلوا وقاموا بعمليات الأنفال السيئة الصيت، ويعلم هؤلاء الأعداء قبل الأصدقاء بأنّ أمريكا وبريطانيا وقفتا بحزم مع الكورد في معاداة نظام صدام حسين عند هروبه المذل من كوردستان بعد الانتفاضة الربيعية الشعبية العارمة. ان الأمريكيين يعتبرون الكورد أصدقاءً لهم، وقبل أسابيع طالب كولن باول وزير خارجية أمريكا من الكورد الشراكة !!، ولكنه لم يكشف ماهية هذه الشراكة وكيفية الوصول إلى تحقيقها، وما هو جوهرها، والنقاط التي ترتكز عليها. ولكن لا توجد اتفاقيات موقعة بين الكورد وأمريكا في الوقت الحاضر، ولم يعلن أي طرف كوردي لحد الآن عن الشراكة التي نادى بها كولن باول، ولا يعرف الكورد شيئاً عن خطط وبرامج أمريكا في المنطقة، وماذا ستحقق لهم. وفي ظل المستجدات والمحاولات الشريرة التي تحاول تهميش دور الكورد وإبعادهم من الدور الريادي في عراق السلام والأمل !!، وفي ظل عدم وجود إتفاقات استراتيجية مع الجانب الأمريكي، ينبغي على الكورد وقادتهم وأحزابهم ومنظماتهم في كل مكان البحث عن إيجاد إتفاقات موقعة وغير شفهية مع أمريكا، بحيث تضمن عودة المدن الكوردستانية مثل كركوك وخانقين وسنجار ومخمور وغيرها إلى كوردستان. ان عدم مشاركة الكورد في الحكومة العراقية المرتقبة ستشكل خللا كبيراً، وستزيد من أعباء المشاركين فيها، وتكون شرعيتها منقوصة واستقرارها هشّاً، وعندئذ يشعر من يريد اليوم إبعاد الكورد وتهميشهم بأنهم أقترفوا جريمة شنيعة بحق قومية باسلة قدّمت الكثير للعراق والعراقيين أيام المحن في عهد الطاغية المنهار صدام حسين، أيام كانت كوردستان مظلة آمنة لجميع الذين قاوموا دكتاتورية صدام أو الذين هربوا خوفاً من بطش سلطاته الدموية، وعلى هؤلاء أن يكونوا واقعيين، وإلا سيصلون إلى اليوم الذي لا ينفعهم الندم. ويجب على الذين يريدون إرضاء الآخرين على حساب الكورد أن يدركوا ، بأن الشارع الكوردي سيلفظهم وسينتفض ضدهم، وهم الأدرى من غيرهم بأن الشارع الكوردي قد قدم القرابين والتضحيات الجسام في إنتفاضات كوردستان العديدة ضد طغمة بغداد الوحشية أيام المنبوذ صدام وزمرته المجرمة. ان الكورد شعروا بالغبن على مر التاريخ، وان المؤسسات التي تطلق على نفسها أسماء براقة وصفات الدفاع عن حقوق الانسان، وحتى الأمم المتحدة لم تستطع الوقوف إلى جانب الكورد، واليوم يشعر الكورد بالغبن من جديد لأن الأمم المتحدة تلعب دوراً قذراً من خلال مبعوثها العروبي الأخطل الابراهيمي الذي يبحث عن عناصر لقيادة عراق السلام والأمل !! تخدم توجهاته وتوجهات الحكام العرب ودول الجوار، وعدم الاهتمام بتبني واقرار الدستور المؤقت الذي ينص بأن العراق: هو عراق ديموقراطي تعددي فيدرالي متحد. ولا بدّ هنا من القول أن أمريكا وقعت في خطأ آخر، وهذا الخطأ سيكون قاتلاً، لأن أمريكا بدأت تساوم العرب على حساب الكورد، وذلك عن طريق إبعاد الكورد من منصبي رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء، واسناد دور شكلي للكورد ( نائب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء )، وان مثل هذه الألاعيب والحيل الشرعية تعود بالكورد إلى أيام الجرذ الشعث صدام حسين يوم أختار طه معروف نائباً له، وكل ما قام به نائب رئيس جمهورية العراق طه معروف خلال سنوات وجوده مع نظام القتلة هو قيامه بإيصال رسالة صدام حسين المنهارعندما كان نظامه المتهريء يحتضر إلى شقيق من أشقاء " القائد المظفر " من الحكام العرب. ان الكورد عملوا بجدية من أجل الفيدرالية، وهم الآن لا يتنازلوا عنها، فالقيادة الكوردية وجميع الأحزاب الكوردستانية العلمانية والدينية أيدت وتؤيد الفيدرالية من أجل استقرار العراق وتمتع القوميات كافة بحقوقها وإدارة شؤونها، والفيدرالية أصبحت شعاراً مركزياً لبناء عراق يرفل بالسلام والمحبة، ولا توجد أية مساومة حولها، ولكن يجب أن يلوم الكورد العرب لأنهم يبتعدون ولا يؤيدون حقوق الشعب الكوردي مثلما كانوا في السابق، ويظهر انهم يريدون من الكورد تأدية الواجبات فقط دون قطف الثمار، وهم يحاولون أن يكون دور الكورد هامشياً، ومواطنين من الدرجة الثانية. وان من يريد سحق حقوقنا مرة أخرى، وبعد تقديم شعبنا الكوردي للتضحيات في سبيل العراق ، أن يعلم بأن لدى أبناء كوردستان وسائل عديدة لسد الطرق والمنافذ عليهم، والأعداء يعلمون بأن نظام القتل والجريمة، نظام السلاح الكيمياوي وعمليات الأنفال القذرة، النظام الذي حوّل أرض العراق إلى مقابر جماعية لم يستطع في حروبه الدموية الوقوف في وجه الكورد، ومن يريد تكرار أساليب صدام ونظامه البائد في الوقت الحاضر، عليه أن يتحمل وزر أعماله المشينة. ليعلم أعداء شعبنا الكوردي بأن أبناء كوردستان يناضلون حتى الرمق الأخيروصولاً إلى أهدافهم النبيلة، وانهم لا يصابون بخيبة أمل قط، وأن شعبنا متمرس، وقد مارس النضال بمختلف أشكاله وأساليبه، وأجتاز في تاريخه البطولي المصاعب والانتكاسات. ان تعين الأشخاص بأوامر فوقية، ودون الرجوع إلى رأي الشعب واستشارته سيؤدي بلا شك إلى شرخ في المجتمع يصعب تجاوزه بسهولة، وان تعين هؤلاء الأشخاص بهذه الطريقة وبعيداً عن الديموقراطية يقلل من شأنهم ويتحولون إلى دمى أو قطع الشطرنج. ان الكورد حافظوا على علاقاتهم الأخوية الطيبة مع العرب، وهذه العلاقات عريقة وليس من السهل التغاضي عنها، ولكن يبدو ان كرسي الرئاسة سيجعل الأخوة العرب أن يديروا ظهورهم لاخوتهم الكورد، وهذا سيؤثر سلباً على علاقاتهم التاريخية. ان الشارع الكوردي يطالب بتطبيق الفيدرالية، كما يطالب من الأخوة العرب بصفتهم ينتمون إلى احدى القوميتين الرئيسيتين في العراق إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا الظرف الحساس، ولتكن المعاملة بين هاتين القوميتين الرئيسيتين وباقي القوميات المتآخية في العراق بوضوح وشفافية، وعدم اللجوء إلى الأساليب البالية. وان الكورد يطالبون قادتهم وأحزابهم السياسية وقوى الشعب الوطنية عدم قبول منصبي نائب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء وعدم المشاركة في الحكومة وسحب الوزراء، واعلان عدم المشاركة، وافساح المجال لأمريكا أن تنوب عن الشعب العراقي، والسير على أخطائها، وأخطرها عدم معرفتها حل إشكالات الانفلات الأمني ومعالجة الزمر الموتورة. وإزاء هذه الأوضاع الشاذة، والأزمة المفتعلة وإدارة الظهر للمطاليب الكوردية ومعاداة الفيدرالية ومحاولة عدم تطبيقها، علينا نحن الكورد عدم التشبث بها، ونطلب الرجوع إلى الأستفتاء العام (الريفراندوم) الذي جرى شتاء هذا العام، وبموحبه طالب حوالي مليونين انسان من سكان كوردستان بالإستقلالية. ويتوقف علينا نحن الكورد المطالبة بعودة الأجزاء ( المستقطعة ) من كوردستان، ولنطالب ونناضل من أجل عودة كركوك وخانقين وسنجار ومخمور وغيرها، وأن لا نترك مدننا وأراضينا للقدر. وعلى الكورد الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في كوردستان، والرجوع إلى برلمان كوردستان لحل المشكلات التي ستبرز في المستقبل. وفي الختام أطالب ومعي ملايين الكورد القيادتين الكورديتين والسيدين المناضلين مسعود بارزاني وجلال طالباني تحقيق الحلم الكوردي الكبير بتوحيد الإدارتين الكورديتين، واعلان إدارة واحدة، وسيصبح هذا الحدث العظيم عرساً زاهياً وعيداً قومياً. 30 / 5 / 2004
#أحمد_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القوميون العروبيون الأسخياء يمنحون الكورد الحكم الذاتي
-
أيتام النظام البائد يطلقون صفات منكرة على شهداء الشعب والوطن
-
أيّها الكورد: ماذا تنتظرون عندما تتعالى الأصوات في رفض الفيد
...
-
الشعب الكوردي يناضل في سبيل إزالة آثار الدكتاتورية المقيتة
-
بعد عام على سقوط الساقط صدام حسين ونظام البعث الفاشي :أيتام
...
-
في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : أول حزب يصو
...
-
الكورد المنتصرون يستمرّون في النضال وصولاً إلى أهدافهم السام
...
-
أدعياء الإسلام يختارون المناسبات الدينية لتنفيذ جرائمهم البش
...
-
عندما يقفون ضد الفيدرالية من حق الكورد أن يلجأ إلى المطالبة
...
-
نذرت حياتك أيّها الرفيق جوهر في سبيل الشعب والوطن والحزب
-
جبناء يسمّون المتآمرين على ثورة 14 تموز - ثوّار رمضان !!
-
عصابات الإجرام تقترف جريمة بشعة في أربيل
-
لماذا يلجأ الخائبون والحاقدون إلى الحجج الواهية والأكاذيب ال
...
-
متى يكف أيتام نظام البعث الساقط والظلاميين الأشرار عن إقتراف
...
-
لمصلحة من تصدرون قرارات جوفاء ؟
-
أية فيدرالية يريدها الشعب الكوردي ؟
-
باسم العراق والعراقيين - يدافعون - عن الوحش صدام حسين
-
وأخيراً سقط صرح القومجية العروبية
-
الشوفينيون الحاقدون يصابون بالهيستيريا
-
موقع متمّيز لنشر الوعي والثقافة التقدمية
المزيد.....
-
خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين
...
-
عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض
...
-
-رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي
...
-
مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس
...
-
مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
-
الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه
...
-
رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
-
الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
-
اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت
...
-
المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|