الجمهورية الاسلامية الايرانية وسياسية التعليم الدراسي في الاهواز

جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 11:14
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

بالرغم من كون حكومة جمهورية ايران الاسلامية من الموقعين على الميثاق العاالمي لحقوق الانسان، وكونها موقعة ايضا على جملة من الاتفاقيات الدولية من بينها اتفاقية ازالة جميع اشكال التمييز العنصري ، سنة 1965 وازالة التمييز في مجال التربية والتعليم 1960 وازالة التمييز في مجال العمل سنة 1958و ازالة التمييز الديني سنة 1981والحفاظ على الحقوق القومية والدينية 1993 وغيرها من المواثيق الدولية الا ان سياساتها على ارض الواقع ليس عدم التزامها بهذا التعهدات الدولية وحسب وانما ضربها بعرض الحائط حتى بتعهداتها الداخلية ، من بينها الالتزام بدستورها الذي ينص وبموجب المواد الخامسة عشرة والتاسعة عشرة والمادة الثامنة والاربعين على السماح بالاستفادة من اللغة والثقافات المحلية والحفاظ على الهوية القومية وتتجلى هذه السياسية بشكل صارخ في ممارستها اليومية تجاه الشعب العربي الاهوازي حيث يرينا ممارسة تمييزا عنصريا ثقافيا ولغويا من شأنه ان يهدد بتدمير ومحو هويته الثقافية و بالتالي تهديد كيانه القومي .
ان ابناء شعبنا العربي الاهوازي هم اليوم كما هو الحال في العهد الملكي محرومين من تعلم لغة امهم ومحرومون من التكلم بها حيث تؤكد فيه الاحصائيات الحكومية ان نسبة الامية قد انخفظت في كافة المناطق الايرانية ووصلت ما بين 10 الى 15 % في ان هذه النسبة بين اوسط شعبنا مرتفعة جدا بحيث تصل الى 60 % بين الرجال واكثر من ذلك بكثير بين النساء . ولكي نكون واقعين في تعرية سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية ننقل هنا ما طرحته احدى الصحف المحلية حول تدني الواقع التعليمي فقد كتبت صحيفة " نور خوزستان " في عددها المرقم 2394 - ص 3 - 18 رمضان 1430 - 8 سپتامبر 2009 – بقلم سمیه الغافلی قائلة :
"يبدأ 950 الف طالب في مدارس اقليم الاهواز عامهم الدراسي هذا العام في الوقت الذي تحتاج فيه مؤسسة التربية والتعليم في الاقليم الى 18 الف معلم للخدمة في المدارس المختلفة التابعة لها في الريف و المدينة معللة ذلك كون استخدام معلمين جدد يتعارض مع سياستها الرامية الى تحجيم الهيكل الاداري في الوزارة" . وتضيف كاتبة المقال قائلة :"مما لاشك لا شك فيه أن استقطاب الفئة المتعلمة تعد من أهم طرق التنمية في المجتمعات وتهتم البلدان المختلفة بهذا الموضوع وفي ايران تعد الحاجة الى المعلمين من المشاكل الكبيرة في البلاد حيث تعد مقاطعة خوزستان " عربستان " من المقطعات الاكثر حرمانا في البلاد وتواجه رغبة متزايدة من قبل المعلمين للنزوح منها بسبب قلة الامكانيات والطقس السيء و الظروف المعيشية السيئة و الغلاء وآثار الحرب الايرانية العراقية حيث اصبح موضوع هجرة المعلمين من الهواجس الكبيرة التي تشغل بال الجميع .
نقص الكادر التعليمي :
و كان موضوع نفص الكادر التعليمي و الحاجة الى المعلمين في اقليم الاهواز من اهم القضايا التي بحثها مؤخرا مجلس التعليم والتربية و قد تبين له ان تدني نسبة معدل المستوى التعليمي الامر الذي جعل اقليم عربستان - الاهواز يحتل الدرجة 28 من بين باقي المحافظات في البلادو البالغ عددها 30 محافظة مما يظهر مدى تاثير هذا الوضع على مستوى التعليم لطلبة المدارس .
واشارمساعد الشؤون الادارية والمالية فيدائرة التربية والتعليم في الاهواز خلال الاجتماع المذكور الى ارتفاع نسبة المعلمين الذين غادروا المحافظة خلال السنوات الماضية قائلا" تزامنا العام الدراسي الجاري غادر 253 معلما المحافظة فيما هاجر اليها 51 معلما من باقي المحافظات. الايرانية الاخرى .
الاهواز بحاجة الى توظيف 18 الف معلم:
واستنادا الى تصريحات احد المسؤولين المحليين ويدعى" بارسا " فن دائرة التربية كانت في العام الماضي بحاجة لتوظيف 16 الف معلم ولكننا في هذا العام بحاجة الى توظيف 18 الف معلم واضاف بارسا ان منظمة التربية والتعليم تخطط لتوظيف 6500 معلم من بين المعلمين غيرالرسميين و توظيف 200 من خريجي الجامعات في اطار قانون الخدمة في وزارة التعليم بدلا من الانضمام الى الجيش لخدمة العلم وذلك لسد العجز في مجال الكادر التعليمي وقد راى ان " السبب الرئيس لهبوط المستوى التعليمي في الاقليم يعود الى نقص الطاقة البشرية والحاجة الى المعلميين خاصة في المناطق المحرومة في المدن و الاقضية و النواحي والقرى النائية . واشار الى قضايا المعلمين غيرالرسمين قائلا" انه وبسبب النقص في الميزانية فقد فشلت مؤسسة التربية والتعليم في تسديد مستحقات هذه الفئة من المعلمين حيث بلغت مطالبهم 380 مليار ريال ولكننا افلحنا في توفير 310 مليار و 7000 مليون ريال من هذه النسبة فقط وذكر بان مؤسسة التربية والتعليم في المحافظة مدينة للمعلمين غيرالرسمين مبلغ 60 مليار ريال منذ سنين ويترك هذا الامر تاثيرا مباشرا على مستوى التعليم في الاقليم" .
من فمك ادينك :
ويقول جعفر حجازي محافظ الاقليم في" الوقت الذي تعاني فيه باقي الاقاليم الايرانية من ارتفاع في نسبة القوى البشرية في قطاع التربية والتعليم نرى ان محافظة خوزستان ( الاهواز ) تعاني من النقص في هذا المجال وفي مثل هذه الظروف فان وزارة التربية والتعليم لن تصدرالتراخيص اللازمة لتوظيف المعلمين في الاقليم.وقال انه خلال فترة الحرب ونظرا لنزوح المعلمين واهالي الاقليم الى مناطق اخرى خاصة فان مناطق مثل آبادان ( عبدان ) وخرمشهر ( المحمرة ) و دشت أزادكان ( الخفاجية والحويزة والبسيتين ) تواجه مشاكل في قلة العاملين قطاع التعليم مما ترك بالغا على مستوى التعليم في المحافظة " .
واضاف حجازي انه بعد فترة الحرب فان المسؤولين اهتموا فقط بانشاء المؤسسات والمدارس ولكن لم يهتموا بموضوع استقطاب المعلمين ومنذ تلك الفترة فان خوزستان ( الاهواز ) تعاني من النقص في توفيرالطاقة البشرية للخدمة في التربية والتعليم .واضاف محافظ خوزستان ( الاهواز ) "انه كان من الاحرى ان يهتم المسؤولون بقضية استقطاب المعلمين بالتزامن مع اهتمامهم بالشؤون العمرانية و توفير الارضية اللازمة لعودة المعلمين النازحين من الاقليم مؤكدا على التخلف الذي يشهده قطاع التربية والتعليم وعلى ضرورة تطبيق نظام تعديل الرواتب لموظفي الدولة لانه اذا ما تم تطبيق هذا القانون فان نسبة رواتب الموظفين في خوزستان ( الاهواز ) سترتفع بين 20 الى 25 بالمائة بسبب ردائة الطقس كما يتم تخصيص تسهيلات كثيرة اخرى للموظفين في المحافظة .
وخلصت الكاتبة في مقالها الى النتائج الالية وهي:
1 - تحفيزالطاقة البشرية العاملة في قطاع التربية والتعليم من اجل تحقيق الرفاه .
2- رفع نسبة استقطاب القوى الفاعلة لسد الاحتياجات في القطاع الثقافي .
3- رفع مكانة المعلمين في المجتمع الذي هو بحاجة لعملية التثقيف .
ان حكومة الجمهورية الاسلامية في الوقت الذي تصرف فيه ملايين الدولارات لترويح اللغة الفارسية في كل من البلدان العربية والاسلامية و خاصة بلدان اسيا و الشرق الاوسط وجزر القمرغيرها نرها عاجزة عن توفير الكارد التعليمي لابناء شعبنا رغم الخيرات و الامكانيات التي يتمتع بها هذا الشعب ومن بينها النفط وغيره .ِ

#جابر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات