أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - العرب: من حُكم الخلافة المُطلق إلى الديكتاتورية الطاغية















المزيد.....

العرب: من حُكم الخلافة المُطلق إلى الديكتاتورية الطاغية


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 849 - 2004 / 5 / 30 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-

منذ خمسة عشر قرناً حتى الآن، والعرب ما زالوا يُحكَمون بنير الطُغاة والعُتاة.

لم تُضأ السماء العربية بالحق والعدل والحرية إلا في سنوات قليلة متقطعة، تقطّع المطر في الصحراء العربية الشاسعة.

كان التاريخ السياسي العربي أجدباً، قاحلاً، ماحلاً من العدل والحق والحرية، مليئاً بالظلم، والطغيان، والسرقات، والعدوان. ولم يكن فيه غير تلك الواحات "العُمرية" الصغيرة المتباعدة من الحق والعدل، والتي جاءت رياح طغيان واستبداد الصحراء العربية المترامية العاتية فطمرتها، وساد "الطوز" (رمال الصحراء التي تهب في بداية الصيف) الديكتاتوري العاتي العرب زمناً طويلاً، فتحولت الخلافة الكلاسيكية المطلقة المُدعّمة بـ "الحق الالهي" وبنظرية "الجبر" التي جاء بها الأمويون الى النظام الديكتاتوري العربي العاتي الآن، بكافة صوره الحزبية والعسكرية والقبلية.

فما هي أوجه الشبه بين ماضي الخلافة الكلاسيكية ذات الحُكم المطلق، وبين الديكتاتورية العربية القائمة الآن بكافة صورها الثلاث: الحزبية والعسكرية والقبلية؟

-2-

كانت الخلافة الكلاسيكة تعني الحُكم المطلق.

فالخليفة الكلاسيكي كان يمسك بالسلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية. ومن هنا جاء الاستبداد والظلم الذي كان يقوّيه السلطان والمال في الوقت نفسه. وكان الخليفة هو (ظل الله على الأرض) كما قال الخليفة المنصور، وهو الأمين على بيت المال الذي هو مال الله، باعتباره ظل الله وخليفة رسوله، كما قال معاوية بن أبي سفيان.

والخليفة المعاصر، الآن يفعل الشيء ذاته. بيدة السلطات الثلاث، وإن بدت هذه السلطات - ظاهرياً - مستقلة ومنفصلة عن الخليفة، ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك، وانما كلها بيد الخليفة المعاصر. وما انتشار الاستبداد الحالي في العالم العربي إلا نتيجة لذلك. وفي هذا يقول السيد العلوي عن الخلافة المعاصرة في كتابه (أضرار الحكم القبلي في دول الخليج العربية، 2003) "لقد اعتمدت الديكتاتوريات على مر التاريخ على فلسفات واهية لتبرير احتكارها للسلطة وحرمان الآخرين، كالحق الإلهي في الحكم، وكحق الأسرة والسلالة. في القرون الغابرة وفي القرون المتأخرة، تنامت فلسفة المجموعة الطليعية والريادية التي تقود الأمة ولو بالقهر إلى تطورها المأمول على مختلف الأصعدة. ونشأت على ضوئها الدول الشمولية، وتحوّرت في شكل سياسي عبّرت عنه بوضوح دولة الحزب الواحد. وقد حاولت مختلف هذه الصور التلبُّس بالدين عندما ترى احتياجا لذلك، فتوظف الأحاديث والمفاهيم الدينية من أجل تبرير وصولها إلى السلطة واحتكارها لها. إلا أن أقبح الفلسفات في نظري هي فلسفة الحق الإلهي في الحكم المنحصر في شخص بعينه أو أسرة بعينها اعتماداً على جدلية كاذبة، تتمحور حول ادعاء أن الله تعالى خصَّ هذه الأسرة بالحكم والسيطرة على القرار، وأن باقي الأسر أو التشكيلات أو الأمة بأسرها عليها التسليم والرضى بذلك. ولا يجوز لها العمل على تغيير هذه الرغبة الإلهية".

-3-

لو دققنا الفكر في معنى الرُشد الذي أُطلق على العهد الراشدي (632-661م) لوجدنا أن الرُشد كان يعني (الحرية دون إكراه). أي؛ عدم إكراه الناس على الإيمان، وعدم فرض الأيديولوجيا الإسلامية فرضاً على الناس. أي؛ لا إكراه في الدين، ولا في السياسة أيضاً. والدين في الحضارة العربية سياسة، والسياسة هي الدين.

فالإسلام ليس ديناً أولاً ثم دولة ثانياً، ولكنه دين سياسي أولاً وآخراً.

والإسلام دولة أولاً، ثم دين ثانياً.

والدليل أن أول عمل قام به الرسول بعد هجرته إلى المدينة، أن أقام "دولة المدينة" قبل أن يبدأ بنشر الدين فيها، وأشرك في هذه الدولة العرب المسلمين، والعرب الكفار، واليهود أيضاً.

لقد حقق الرسول بذلك، أول دولة علمانية في تاريخ العرب، وهي "الدولة اللادينية" المكوَّنة من مسلمين، وكفار، ويهود. فكانت أول دولة في الإسلام "دولة سياسية"، وليست "دولة دينية".

والفتوحات الإسلامية التي تمّت بعد ذلك، جاءت من هذا المنطلق السياسي، وليس الديني. وهي فتوحات عسكرية سياسية بكل المقاييس، أكثر منها فتوحات دينية. وتلك واحدة من أهم مبادئ الديمقراطية الإنسانية، وهي اتاحة الحرية للفرد لكي يؤمن بما يشاء، ويكفر بما يشاء، حيث (لا إكراه في الدين قد تبيّنَ الرُشدُ من الغيّ ) (البقرة، 2/256).

إذن، فقد كانت الديمقراطية تعني الرُشد في جزء من العهد الراشدي. وبدلاً من أن يُطلق على عهد الراشدين، العهد (الديمقراطي)، أُطلق عليه العهد (الراشدي). علماً بأن حروب الردة التي قام بها أبو بكر خلال العامين من حكمه، ولم يكن بعض الصحابة مؤيدين لها، ومنهم عمر بن الخطاب، انقصت من التطبيق الديمقراطي بمعنى الرُشد. ولعل عهد عمر بن الخطاب (634-644م) هو العهد الوحيد الذي يتسم بالرشاد (الديمقراطية) أكثر من أي عهد راشدي (ديمقراطي) آخر. وبعد العهد الراشدي لم يكن هناك رشاد (ديمقراطية)، وامتد عهد الغيّ (الديكتاتورية العائلية والقبلية) منذ عهد معاوية بن أبي سفيان إلى الآن، باستثناء واحة الحرية والديمقراطية التي اتاحها لمدة سنتين حُكم الخليفة الأموي الثامن، عمر بن عبد العزيز (717-720م).

لقد قال مفكرون إسلاميون مستنيرون كالمفكر السوري جودت سعيد في كتابه (الإسلام والغرب والديمقراطية، ص152) من أن "في المسلمين الآن عجزاً ديمقراطياً حقيقياً يفقأ العين. فهم في الحاضر برفضهم للديمقراطية واعتبارها كفراً، انما يلجأون إلى الغيّ من دون الرُشد لحماية الايمان الخرافي الذي هم فيه. والسبب أن في المسلمين الآن جهلاً وظلاماً واختلاطاً، ليس في الشباب المتحمس إلى درجة الانتحار فحسب، وانما في أشياخ الدين الذين ينتحرون بالبرودة والعجز عن الفهم والخوف من الرُشد والاحتماء بالغيّ".

-4-

لقد حاولت الفرق الإسلامية السياسية الكلاسيكية كالخوارج والمعتزلة وغيرهما طرح تصور مثالي للخلافة الإسلامية، لم يؤخذ به في العصور الخلافية الكلاسيكية. بل إن ما حدث هو عكس ذلك، حيث تمت مطاردة هذه الفرق، واضطهادها، واعتبارها فرقاً معارضة للنظم السياسية، يجب القضاء عليها.

وما حصل في الخلافة في العصر الحديث هو نفسه. فقد حاولت فرق اسلامية سياسية معاصرة كجماعة الاخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرهما طرح مفهوم الخلافة الإسلامية للتطبيق السياسي الفعلي كبديل للديمقراطية الغربية المُطبّق جزء صغير منها في العالم العربي للتزويق السياسي فقط، ولكنها فشلت في ذلك. وتم اعتبارها من الفئات المعارضة والخارجة على القانون ونظام الدولة. ومن هنا يتبين لنا أن الخلافتين الكلاسيكية والمعاصرة لم يتم تطبيقهما كما ترى وتريد الأحزاب السياسية الإسلامية، ولكن كما يريد الحاكم، وبما يتماشى مع مصالحه الشخصية، وبما يضمن له ولأسرته طول الحكم، وصونه.

-5-

كانت حقوق المرأة في العلم والتعليم مُغيّبة في الخلافة الإسلامية الكلاسيكية. فلم يتم تعيين المرأة في منصب حكومي رفيع إلا في عهد عمر بن الخطاب الذي ولّى امرأة (الشفاء بنت عبد الله العدوية) شؤون "حسبة السوق" في مكة، وهو ضرب من الولاية العامة، كما يقول الامام ابن حزم في (المُحلى). كما كانت أم سلمة زوج الرسول، مستشارة للأمن القومي الرسولي، وهي التي أشارت على الرسول بعقد (صلح الحديبية) المشهور، رغم معارضة أصحابه. وكانت حفصة بنت عمر بن الخطاب مستشارة الخليفة ابن الخطاب لشؤون المرأة. وبعد هذا العهد، لم نسمع للمرأة شأناً في دولة الخلافة الكلاسيكية، وكُرّست المرأة للخَلف والعَلف فقط، وإن كانت المرأة العربية قد لعبت دوراً مهماً في الفرق السياسية الإسلامية المعارضة، كفرقة الخوارج، كما لعبت دوراً مهماً في الأدب العربي.

وحين جاءت الخلافة العثمانية، لم نسمع صوتاً للمرأة التي اقتصر دورها داخل أسوار القصور على الخَلف والعَلف، ونشأ مصطلح "الحريم" العثماني الذي كان يعني الجواري والسراري التابعات للسلطان العثماني. وبلغت المرأة في الخلافة العثمانية أدني وأحط درجات الإنسانية والعلم والعمل.

وفي الخلافة المعاصرة، لم يتحسن وضع المرأة كثيراً حتى الآن. وما زالت المرأة في كثير من البلدان العربية لا تتمتع بأي حقوق سياسية أو اجتماعية، ولا تمارس الأعمال التي يقوم بها الرجال سواءً بسواء. كما حُرمت من التعليم، وبلغ عدد النساء الأميات في العالم العربي أكثر من ستين مليون امرأة، حسب تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2002. وهذا كافٍ لوضع المرأة العربية في قاع العالم، وفي أسفل السلم، كما أشار التقرير المذكور.

-6-

ما زال موضوع الشورى والخلاف عليه في الخلافة المعاصرة، هو كما كان عليه في الخلافة الكلاسيكية. فقد انقسم الفقهاء الكلاسيكيون فيما بينهم حول هذا الموضوع. فمنهم من اعتبر الشورى مُلزمة للخليفة، ومنهم اعتبرها مُعلِّمة، للحاكم أن يأخذ بها أو يدعها.

وفي الخلافة المعاصرة الآن، ما زال هذا الخلاف مستعراً. ففريق كالشيخ خالد محمد خالد ومحمد الغزالي وغيرهما يقولون بوجوب الزام الخليفة بالشورى، وبما تشير. وفريق آخر كالشيخ عبد العزيز بن باز الشعراواي والقرضاوي ومعظم شيوخ المؤسسة الدينية الرسمية التابعة للدولة، يقولون بأن الشورى مُعلّمة وليست مُلزمة. ويبدو أن العرب والمسلمين لم يحسموا أمرهم في قضية الشورى بعد، هل هي مُلزمة أو مُعلّمة، منذ عهد معاوية بن أبي سفيان حتى الآن!

-7-

كان علماء الدين في الخلافة الكلاسيكية هم أصحاب القرار الفعليين، وهم الذين يُستشارون فقط، من دون بقية الشعب وفئاته الأخرى. وكان هؤلاء العلماء والفقهاء هم الذين يحتكرون "الاجتهاد" وتفسير الدين، بالطريقة التي يرون أن الحاكم سوف يرضى عن هذا التفسير المريح له ولحكمه. وكانت تفسيرات هؤلاء العلماء والفقهاء، تُرفع فوراً للحاكم، دون أن يكون للشعب رأي فيها. وللخليفة الكلاسيكي أو العصري أن يسمح بالاجتهاد الديني أو يغلقه، كما فعل آخــر خلفاء بني العباس، أبو أحمـد بن عبد الله المستعصم بالله (1242-1258م) الذي أوقف "الاجتهاد"، وما زال "الاجتهاد" موقوفاً حتى الآن في الخلافة المعاصرة، عملاً بقاعدة "ما أغلقه السَلف لا يفتحه الخَلف".

وفي الخلافة المعاصرة، يتم العمل ذاته، ولعل كثيراً من المشاهد التلفزيونية تذكرنا بهذه الصورة الكلاسيكية لأهمية ورفعة مقام الفقهاء والعلماء من رجال الدين فقط، وهم يحيطون بالحاكم. وفي الدول ذات النظام الجمهوري، أو ذات النظام الملكي المتقدم قليلاً، يبقى علماء الدين والفقهاء يعملون من وراء الستار، دون أن يظهروا جلياً على سطح الحياة السياسية. ولا يقدمون الفتاوى الشرعية اللازمة إلا إذا طُلب منهم ذلك.

وكما كان الفقهاء وعلماء الدين يُعينون من قبل الحاكم في الخلافة الكلاسيكية، فكذلك يتم الأمر الآن في الخلافة المعاصرة.

-8-

كان العلماء والفقهاء في الخلافة الكلاسيكية يُطلقون على الخليفة ألقاباً دينية تبجيلية وتقديسية كثيرة، لكي يلقوا خوف الهيبة ورعبها في قلب الشعب. فكانوا يطلقون على الخليفة ألقاباً مثل: أمير المؤمنين، خليفة رسول الله، خليفة الله على أرضه، المنصور، المعتصم بالله، الواثق بالله، المتوكل بالله، المنتصر بالله، المستعين بالله، المعتمد على الله، المعتز بالله، المهتدي بالله، المعتمد على الله، المعتضد بالله، المكتفي بالله، المقتدر بالله، القاهر بالله، الراضي بالله، المتقي لله، المستكفي بالله، المطيع لله، الطائع لله، القادر بأمر الله، القائم بأمر الله، المستظهر بالله، المسترشد بالله، الراشد بالله، المقتفي لأمر الله، المستنجد بالله، الناصر لدين الله، الظاهر بأمر الله، المستنصر بالله، المعتصم بالله.. الخ.

كذلك فقد أطلق العلماء والفقهاء على الخلفاء المعاصرين ألقاباً شبيهة منها دينية ومنها قومية كخادم الحرمين الشريفين الذي كان أول من أطلقه العثمانيون، الإمام، السلطان، صاحب الجلالة، صاحب الفخامة، صاحب السيادة، صاحب السمو، أمين القومية العربية، الخالد الذكر، بطل القومية العربية، بطل التحرير، الأب، القائد، الضرورة، الحارس، قائد المسيرة، المنقذ، بطل القادسية، المهيب، الزعيم، رافع لواء الإسلام، رافع لواء العروبة.. الخ.

-9-

كانت الخلافة الكلاسيكية في حكمها وفي أحكامها متناقضة مع نفسها.

ففي حين أنها كانت تدّعي أنها تحكم باسم الإسلام وباسم العدالة الإسلامية، كانت ظالمة لشعبها ورعاياها. وفي حين أن الخليفة الكلاسيكي، كان هو المؤتمن على مال الله – كما كان يدّعي – كان هو السارق والناهب الأكبر لبيت المال، دون حساب أو عقاب. وفي حين أن الخليفة كان هو المؤتمن على دين الله، فقد كـان في معظم الأحيان هو الخـارق، وهو المخالف لتعاليم الله في شتى نواحي الحيـاة.

والخليفة المعاصر الآن، يقع في تناقضات كثيرة، اضافة للتناقضات التي كان يقع فيها الخليفة الكلاسيكي.

فمن تناقضات الخلافة المعاصرة الآن، أنها تجيز الربا بالقانون وتمنع الخمر بالقانون. وكلا الربا والخمر مُحرّمان شرعاً. فكيف يتفق هذا مع ذاك؟

ومن تناقضات الخلافة المعاصرة الآن، انها تبيح العمل للبنوك الإسلامية التي هي ربوية في حقيقتها، حيث أنها تتعامل مع النظام البنكي العالمي الربوي، وتودع أرصدتها في هذه البنوك العالمية الربوية، فيختلط الحلال بالحرام، حسب شرائع "إسلام الفقهاء" القديم والجديد.

-10-

كان المال الخاص للخيلفة الكلاسيكي مختلطاً بالمال العام. وكان "بيت المال" هو صندوق الخليفة. ولا يعلم أحد كم يصرف الخليفة وكم من الأمول ينهب من "بيت المـال". وكان راتب الخليفة ومصروفاته هو وعائلته من أسرار الدولـة التي لا يعرفهـا أحد سواه.

والخليفة في الخلافة المعاصرة يفعل الشيء ذاته. فمن منا يعلم رواتب الملوك ورؤساء الجمهوريات العرب، وكم هي مصروفاتهم السنوية هم وعائلاتهم. وكما كان الخلفاء في الماضي لا يؤدون الزكاة، ولا أي ضريبة أخرى، فكذلك يفعل خلفاؤنا في العصر الحديث. فلا أحد منهم يدفع ضريبة أو زكاة للخزينة العامة، كما قال السيد العلوي في كتابه (أضرار الحكم القبلي في دول الخليج العربية، 2003) .

ولقد ربطت الخلافة الكلاسيكية بين المال وبين الدين. واعتبرت أن تحكّمها في المال العام (بيت المال) هو أساس حفظ كيانها السياسي – الديني. لذا، فقد كان الخليفة دائماً هو وزير المالية الإسلامي الحقيقي (أمين بيت المال) ولا رقابة عليه مطلقاً فيما يقبض، وفيما يدفع.

كذك كان الأمر الآن بالنسبة للخلافة المعاصرة. فالخليفة المعاصر في العالم العربي هو وزير المالية الحقيقي، رغم وجود وزير مالية آخر، هو عبارة عن محاسب وظيفته التدوين فقط، والبصم فقط، وليس المحاسبة الفعلية عمّا يدخل وعمّا يخرج من أموال. ولا أحد يعلم كم هو المصروف السنوي للخليفة المعاصر. على عكس الدول الديمقراطية الغربية التي تعلن عن راتب الحاكم ومصاريفه، كما تعلن عن دفعه للضرائب المتوجبة عليه، باظهار صورة سند دفع الضريبة المتوجبة عليه في الصحافة علناً، لكي يكون المثال الصالح للجميع.

[email protected]



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافةُ الإسلاميةُ لا تزال قائمةً وحُكّامُ اليوم هُمْ خلفاء ...
- وجاهة أسباب الصمت العربي تجاه ما يجري للفلسطينيين!
- في كل أمة فئة همجية، وأمريكا ليست مُستثناة!
- العراق والأوهام العربية
- سجن -أبو غريب- اقامته الديكتاتورية وفضحته الديمقراطية!
- إذا عُرفَ السبب بَطُلَ العجب!
- لماذا العَجَب بعد أن فَعَلْنا العُجَاب؟!
- الفضائيات ودورها الثقافي
- لنقف إلى جانب ثورة -الفاسح- بعد أن تعبنا من ثورة -الفاتح-!
- الفضائيات والأفيون الرخيص
- سينور ثاباتيرو: هل تعلم ماذا يعني قراركم بسحب القوات الاسبان ...
- درس عظيم في الديمقراطية العراقية
- لماذا نُصرُّ على الديمقراطية لا الشورى، وما الفرق بين الشورى ...
- هل استبدل العراق بساطير الديكتاتورية بعمائم المؤسسات الدينية ...
- فتوى القرضاوي لنُصرة فرعون!
- نِعمَةُ الأُميّة في العالم العربي!


المزيد.....




- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - العرب: من حُكم الخلافة المُطلق إلى الديكتاتورية الطاغية