أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجي نهر - سر تفاوت الأجتهادات فى مفهوم حقوق الأنسان















المزيد.....

سر تفاوت الأجتهادات فى مفهوم حقوق الأنسان


ناجي نهر

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 18:39
المحور: حقوق الانسان
    


قبل كل شئ لا يمكن الكلام عن مفهوم حقوق الأنسان بمعزل عن وجود دولة مدنية مؤسساتية حديثة يسود فيها القانون العادل بلا تمييز عرقي ومذهبي ، جنسي و طبقي .
وثانيآ المقصود هنا بتطبيقات مفهوم حقوق الأنسان على الواقع العملي تنحصر تحديدآ فى استمرار هدر حقوق الأنسان المنتج الذي تحمل الظلم والقهر عبر التاريخ .
وثالثآ غالبآ ما يتفوق الأنسان المنتج بوعيه وانسانيته على كافة ابناء جنسه بسبب تعقبه حركة المادة واشتغاله عليها ,ولذا فهو لهذا السبب يجيد ايضآ تقدير الموقف الذاتي والموضوعي فى صراعه مع الآخر ولا يطالب سوى بالحد الأدنى من حقوقه المغتصبة .
اما السبب الأساس فى اختلاف وتفاوت الأجتهادات فى معنى وتفسير مفهوم حقوق الأنسان فكان وما يزال يعود الى اختلاف امزجة الطبقات المتسيدة المستغلة للأنسان المنتج ونسبة ذلك الأستغلال ومستوى ثقافة وعاض الطبقات المتسيدة وقدراتهم اللا اخلاقية على فبركة تبرير ذلك الأستغلال بحسب تدرج عملية تطور الحياة عبر الحضارات الأنسانية المتعاقبة .
اما اليوم فمختلف حيث تتميز سمات عصرنا الحاضر بالنضال العلماني المتسع بتقويم مكانة الأنسان المنتج ووضعه فى المكان المناسب ,وكسمة من ابرز تلك السمات اصبح النضال من اجل توحيد مختلف الأجتهادات فى مفهوم حقوق الأنسان بمفهوم واحد واعد مطلبآ قانونيآ وانسانيآ اساسيآ لنضال الأنسانية جمعاء عبر مؤسسات المجتمع المدني المنتشرة فى ربوع دول بلدان الغرب ,حيث استطاعت تلك المؤسسات من ترسيخ ممارسة مفهوم حقوق الأنسان فى المجتمع كظاهرة اخلاقية عامة لا يمكن لأي كان انتزاعها او زعزعتها او النيل من مثلها الأنسانية .
,ان الأقتداء بتجربة دول وشعوب البلدان الغربية ليس عيبآ اوخللآ اخلاقيآ كما يصوره البعض من المشعوذين ,بل على العكس من ذلك فهي ظاهرة انسانية حضارية ميسرة ومسهلة لمن يريد الخير والتقدم لشعوب الأرض طرآ ,ومنها شعوب العالم الثالث التي تحث السير نحو التقدم فى التنمية المستدامة والتعجيل فى انجازها بالأستفادة من التجارب الأنسانية التي تعد بنتاجها الفكري والتقني ارثآ عامآ لسكان الكوكب الذي يعيشون عليه ,وما من تفسير صائب للهجرة للبلدان الغربية سوى تفسير سحق الحقوق الأنسانية للمهاجرين والأحتجاج على فقدانها فى اوطانهم .
وبتصوري فان حركة القوى السياسية العلمانية فى بلدان العالم وتعاظم نضالها الهادف لتحرير الأنسان من افكارالتخلف سيصبح هو المحرك الأساس لنمو وتعاظم القوى الخيرة وقيادة الأنسانية الى حيث المساواة والعدل والتقدم والسلام .
معنى مفهوم حقوق الأنسان: -
ان مفردة حقوق الأنسان مشتقة من مفردة (حق) التي تعنى العدل والصواب ونقيض الباطل والظلم ,ولكن مع ذلك استطاع الأنتهازيون من الذين يستعجلون قتل الناس حفاظآ على مصالحهم الخاصة من خلق التعقيدات والتفاوت فى الأجتهادات فى مفهوم حقوق الأنسان تغطية وتبريرآ لأعمالهم غير الأنسانية .
ففي مرحلة المشاعية البدائية حيث كان كل ما تحتويه الأرض مشاعآ للجميع وحيث كان الوعي بسيطآ ونظيفآ من الاعيب وفنون الأنانية الأنتهازية الفردية ودوافع الملكية الخاصة ,فقد انتفت الحاجة الى وجود مصطلح حقوق الأنسان ,حيث كان الأنسان يوعز مختلف المتغيرات الى هيمنة قوى طبيعية او ما شابه ذلك وكان بمقدور هذه القوى ان توفر قناعة نسبية للأنسان ولمجتمعة وتضع تعليمات عملية لمسيرة حياته يلتزم بها بشكل تلقائي ساذج ومفروض.
غير ان المرحلة الزمنية التي تلت مرحلة المشاعية البدائية واطلق عليها اسم مرحلة الرق والعبودية ادت انى انتشار مفاهيم ملكية الأرض الواسعة وحاجتها الى جحافل العبيد العاملة عليها كخلايا النحل ولكن تلك الجموع المنتجة لا تتذوق من العسل الذي تصنعه شيئآ غير سياط الأسياد,فلم يكن الوعي مناسبآ لخلق مفهوم حقوق الأنسان وولادته بعد ,بل كان التعبير عن سيادة الظلم يجري فى التذمرالخاص والعام والأنتفاضات الأحتجاجية العشوائية. غيرانه ومنذ وجود الملكية الأستغلالية الخاصة ارتبط مفهوم حقوق الإنسان بشكل الاقتصاد السياسي وماهيته وتحليله وتفسيره للظواهر الحياتية المختلفة واشكال تقسيم وتنظيم العمل، وتدويره وتوزيع العائدات، والمؤسسات الاقتصادية الاجتماعية ,ولكن وفى كل الأحوال لم تكن الأجتهادات والتفسيرات والتبريرات الأستغلالية آنذاك خاضعة لسلطة الأنسان المنتج بل كانت خاضعة لسلطة الأنسان المالك للأرض ولوسيلة الأنتاج فحسب. اما فى المرحلة الأقطاعية وما تلاها بما سمي بمرحلة القرون الوسطى وعصور الظلام والتخلف ومحاكم التفيتيش التي ترافقت مع وعي فلاسفة عصر الأنوار فقد تجلت الدعوة ليس فقط إلى المطالبة بحقوق الإنسان، بل وفي اتخاذ الأساليب اللازمة لحمايتها على وفق متطلبات المصالح المختلفة .
غير ان المرحلة الرأسمالية التي تلت مرحلة الأقطاع كانت مرحلة تحايل رأسمالي من خلال التلاعب بمعاني المفردات اللغوية واعطاء أجتهادات وتفسيراتها لمفهوم حقوق الإنسان مغايرو ومختلف ومتغير مدآ وجزرآ على وفق ما تمليه مصالح الرأسمالية الأحتكارية ,حيث كان الأمر المطبق فى تفسير مفهوم حقوق الإنسان هو ما كنا نلمحه في كل التعاريف التي جاء بها المثقفون العاملون لحسابهم .
غير ان المناضل العلماني وكرد فعل مقابل على مواجع الأستغلال الرأسمالي تميز باستمرارية النضال لأستعادة حقوقه المشروعة اولآ ثم وفاءآ لمسؤليته عما سيورثه للأجيال اللاحقة من قوة مادية علمية مستجدة تمكنهم من احراز الأنتصار , وهو ما تم فعلآ حيث تعاقبت الأجيال تحرز الأنتصار تلو الأنتصار حتى توج نضالها في 10/ديسمبر/ 1948 بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
وتلبية لحاجات الإنسان المتناسبة مع عملية التطور العامة فهو لم يزل يناضل باصرار من اجل جعل حقوقه حقآ طبيعيآ عامآ وإعطاء هذا الحق صيغة عالمية معترف بها فى كل المجتمعات الإنسانية دون استثناء ,والأخلال بها سيعرض قادة الأنظمة المتخلفة ووعاظهم الى المحاسبة القانونية فى المحاكم الدولية المختصة .





#ناجي_نهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتهازية نقيض العلمانية ومنبع الوحشية 3
- الأنتهازية نقيض العلمانية ومنبع الوحشية
- مفهوم التطور بين ماركس وماكلوهان
- الى قادة حماس مرة ثانية
- من قتل الأبرياء فى غزة
- انتخابات مجالس المحافظات
- تألق القيادة الواعية
- تهنئة واشادة بالعمل المثمر
- المرأة فى وسائل الأعلام العربية المرئية ( تلبية لنداء موقع ا ...
- الأنسان مخلوق وخالق
- سموالوعي سموللعدل والمساواة//21
- شروط المقالة
- جريمة العصر... انك كامل وهم ناقصون
- سمو الوعي سموآ للعدل والمساواة / 18
- أحقآ تحول الشعب الى ما يدعون ؟؟؟!!!
- دعوني أفتخر بتضحيات عائلتي وشهدائها
- تعزية
- سمو الوعي سمو للعدل والمساواة //17
- ثورة 14/تموز /58م/ الخالدة : ما أعظمها وأجلها واحلاها
- سمو الوعي سمو للعدل والمساواة/16


المزيد.....




- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجي نهر - سر تفاوت الأجتهادات فى مفهوم حقوق الأنسان