التمييزُ: هو اسمٌ ، نكرةٌ ، منصوبٌ ، فضلةٌ ، يؤتى به بعد غموض حاصل في الكلام ليزيله والغموض نوعان :
1- غموض في الذات : فلو قلت كلمة " شيء " لما دلت هذه الكلمة على ذات محددة لها صفاتها الخاصة بل ستكون غامضة ومثلها ستكون كلمات مثل : سبعة / رطل / متر .. الخ ، لأنها لا تدل على ذوات معلومة .
أما كلمات من قبيل : كتاب / حمار / وزير / قمح / زيتون.. الخ . فإنها تدل على ذوات معلومة .
والخلاصة : فكل كلمة شديدة التنكير تحتاج إلى تمييز يحدد ذاتها الغامضة أي يزيل غموضها الذاتي .
2- غموض في النسبة " العلاقة ": يحصل الغموض في النسبة عندما نسند شيئا إلى غير صاحبه الحقيقي . فلو قلت " اشتعلتِ النارُ " لكان كلامك واضحا لا غموض فيه لأن الاشتعال من صفات النار ، ولكنك لو قلت "اشتعلَ الرأسُ " وسكتَّ لأحاط الغموض بالنسبة أي بالعلاقة ما بين الرأس والاشتعال ، ولصار لزاما عليك إزالة الغموض بكلمة نكرة منصوبة هي التمييز فتقول مثلا : اشتعلَ الرأسُ شيبا .
ولو قلت : " أنا أكثرُ منك ..." وسكتَّ ، لكان كلامك غامضا لأن الكثرة من صفات المعدود ولذلك وجب عليك إزالة الغموض في النسبة بإضافة كلمة تميز بها كأن تقول : أنا أكثرُ منك مالا ، ولدا ، كتبا ...
وتمييز النسبة إما أن يكون محوَّلا عن فاعل نحو : ازدادَ الصادقُ ثقةً في أقواله .( والتقدير ازدادت ثقةُ الصادقِ .. حيث تعرب " ثقة" فاعل مرفوع )
وتمييز نسبة محوَّل عن مفعول نحو : وفجرنا الأرضَ عيونا . ( والتقدير فجرنا عيونَ الأرض )
وتمييز نسبة محوَّل عن غير ما تقدم نحو : أنا أكثرُ منك مالا .
حكم التمييز :
حكم التمييز النصب والناصب هو ذلك الاسم المبهم نحو :
سبعونَ مقاتلا .
أما الناصب المبين للنسبة فهو المسند من فعل أو شبه فعل نحو : طابَ الضيفُ نفسا .
أنواع المميَّز : والـمُمَيَّز هو الاسم المبهم أو الذي أحاط به الغموض فأتيناه بتمييِّز ( بمميِّز ) لإزالة الإبهام والغموض والـمُمَيِّز عدة أنواع هي :
1- العدد : نحو : أحد عشر كوكبا .
2- المقدار : وهو يشمل :
- المساحة : متر قماشا .
- الكيل : لتر عصيرا .
- الوزن : رطل تمرا .
3- ما يشبه المقدار نحو :
مثقال ذرةٍ خيرا .
1- ما كان فرعا للتمييز نحو :
خاتم ذهبا .
فائدة 1:
يجوز لنا أن نجر الاسم بالإضافة إليه نحو : شربتُ لترَ عصيرٍ .( شربت لتراً عصيرا )
كما يجوز جر التمييز بمن نحو : أكلت رطلاً من الخبزِ . ( أكلتُ رطلاً خبزا )
ويمتنع جره في ثلاثة مواضع هي : التمييز المحوَّل عن المفعول و تمييز العدد وما كان فاعلا في المعنى وإن كان محولا الفاعل نحو : طابَ الضيفُ نفسا .
وإلى اللقاء في الدرس القادم / الثامن والأربعين وفيه نستكمل الحديث عن موضوع التمييز .