أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الكبت والصراع النفسي














المزيد.....

الكبت والصراع النفسي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 14:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول "سيجموند فرويد" مؤسس التحليل النفسي أن القلق هو الذي يحدث الكبت وان الصراع هو حجر الزاوية في هذه العملية اذا ما عرفنا بشئ من التبسيط ان الكبت هو الاستبعاد اللاشعوري للمشاعر او الافكار او الصدمات الانفعالية او حتى الحوادث المؤلمة ، استبعادها من حيز الشعور الى حيز اللاشعور لذا يمكننا القول ان كبت الدوافع يعني انكار هذه الدوافع ويعني ذلك تجنب اي منا للواقع المؤلم او المسبب للقلق ايا كان نوعه او اساسه . تقول "د. نيفين زيور" ان الصراع الفعلي لايعدو أن يكون عاملا مثيرا وأن الاستعداد للعصاب"الاضطراب النفسي" كان موجوداً في المستوى التحتي في حياة الفرد منذ طفولته.
يعرف الكبت
على انه حيلة تلجأ اليها النفس البشرية ويقوم بها الانا في الشخصية . Repression
وترى موسوعة التحليل النفسي ان الكبت هو الذي يقوم بالدور الرئيس في نسياننا لافكارنا وذكرياتنا ومعلوماتنا ورغباتنا ومشاعرنا فلا نعود نحس بها او نتذكرها حتى لا تسبب لنا ضيقا او قلقا او ضررا. وعليه كان فرويد محقا الى حد بعيد حينما قال ان الكبت هو اول وأهم وسائل الانا في الدفاع عن نفسه ضد الصراع والقلق ، ولكن لما كانت المادة المكبوتة تطل بمثابة خطر كامن يهدد التوازن المتمثل في الانا وهو ما سماه فرويد عودة المكبوت فإن الجزء اللاشعوري لا يكتفي بالكبت فحسب بل يستخدم وسائل اخرى للتخفيف عن الالام وهي ميكانيزمات الدفاع الاخرى.
يلعب الكبت الدور الاساس في نشوب الصراع اذا لم ينجح الفرد بان يجعله كبتا ناجحا ، فالكبت الناجح يقي النفس الانسانية من التدهور ويوقف الضيق اذا ما تعارضت مع الواقع كما انه يمنع الدوافع الثائرة المحظورة من ان تفلت من زمام الفرد فتعرضه لما لا يرضى عنه ولا يقبله لانه يتعارض مع قيم المجتمع والدين فينشأ عنه الشعور بالذنب ولذا فإن للكبت الناجح منافع عديدة وكما الحال للكبت غير المسيطر عليه مضار أقلها أنه خداع للنفس .
ومن خصائص دوافعنا المكبوتة انها مجموعة قوى جامحة تعبر عن نفسها في ثورات غير مسيطر عليها وتظهر اثارها في حالات الفوبيا التي تنتاب البعض منا وبعض حالات الافعال الاندفاعية والافكار الوسواسية وتبدو اكثر وضوحا في ما يصدر منا من زلات لسان غير مسيطر عليها او فلتات في افعالنا او حتى مجموعة الكوابيس والاحلام التي تقحم نومنا ولا ندري لماذا هذه المزعجات التي لا نعرف دوافعها ونرى انها دوافع مجهولة يصعب على الكثير منا التحكم فيها او حتى ارجاءها او ابدالها او اعلائها او ارضائها . ان للكبت في النفس الانسانية تأثير ووقع قوي جدا ، فهو يستفز النفس ويستثيرها ويوغل في ضراوة ما يوجهه لها "النفس" من عنف وشدة حتى يجعل الفرد لاحيلة له ولا قدرة ويصبح عاجزا عن ضبط سلوكه او ما يصدر عنه من افعال او تصرفات شاذة وغريبة سمتها الاساسية القسر.
اننا نتعرض لمواقف حياتية متنوعة ومختلفة في الشدة لا تجعلنا نلجأ الى الكبت إلا اذا اشتد هذا الموقف بحيث لا نستطيع تحييده على الاقل في الوقت الذي وقع الحدث فيه فيكون الصراع محتم واكيد ، لاينتهي الا اما بقبوله او كبته ، ولكن حينما يكبت تبدأ المشكلة بالتفاقم . ويقول"د. عباس محمود عوض" يتصل الكبت بالعقد النفسية وهذه عبارة عن زمرة من الاحداث والذكريات المكبوتة المشحونة بشحنة شديدة من الخوف والغضب والاشمئزاز ويتميز السلوك الناتج عنها بعدم تناسبه مع المثير لانه يتميز بالقسر والاندفاع ، ان العقد النفسية استعدادات مكبوتة "لاشعورية" لايفطن اي فرد لوجودها ولايعرف اصلها ومنشأها وهي عادة تنشأ بسبب صدمة انفعالية او تجارب مؤلمة متكررة مرت بالفرد او ربما تكون رد فعل لتربية قاسية او اسرة مضطربة بين الابوين مثل كثرة الخلافات وما شابه ذلك فنشأ الابناء على تربية تسرف في الكبح والتخويف او التأثيم اي تجعل الطفل أسير الشعور بالذنب في كل ما يقوله وكل ما يقوم به او يفعله . فهنا يكون الصراع الناجم عنه متأصل في الشخصية تماما وهو في الكبر لذا نشاهد صورة الشخص من خلال مرآة سلوكه واسلوب تعامله وطريقة حله لمواقف الحياة وهو كبير ، فصراعات المرحلة العمرية في الرشد هي في الاصل الصراعات المثبتة في الطفولة وما رافقها من كبت ، ذاك الصراع الذي لم يفضي الى الحل او تصفيته الى تكيف موفق مع النفس اولا ومع العالم المحيط به ثانيا فأثر على التناسق بالشخصية واصبحت النفس في صراع دائم أثر على بنية النفس فنرى الشخصية الانفعالية- المتهورة التي تعتقد بان استخدام اليد والضرب هو الحل في كل المنازعات بدون نضج وصاحبها كبير ربما بلغ الاربعين من العمر او تلك الشخصية التي تلوذ بالكذب كسلوك يومي صار جزءا من الشخصية وابنيتها ولا يستطيع ان يترك هذا التصرف حتى بنيت النفس معه او ذاك الذي يرى في النميمة سلوكا مميزا لشخصيته ، هذا النمط من الشخصية عجز فيه صاحبها عن السيطرة على موقف شاق واجهه مغلوبا على امره فهنا يؤدي التثبيت دوراً قويا على شدة الكبت ومن ثم الصراع داخل النفس والذي لم يحسم فنراه راح يوزع ويطشر هذه الانفعالات بسلوك غير مسيطر عليه على الجميع مرة يتناول الناس باعراضها او الافتراء عليها او اتهامها بشتى الانواع من الاتهامات ، وهناك الكثير من الانماط السلوكية التي ينتج عنها الكبت وشدته والصراع الناجم عنه ويقول "مصطفى زيور" اذا كان الصراع محدودا لا يصحبه شذوذ في بنية الانا ولا انعدام نضوج غريزي يفضي الى طبع السلوك بذلك الطابع المدمر .







#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ينتهي العبث بالعراق ؟ مدونة سيكولوجية
- مشاعر الخجل عند الاطفال .. كيف تتكون؟
- التربية والشعور بالدونية عند الافراد والشعوب
- العراقيون ومخاض الانتماءات .. رؤية نفسية عن الانتخابات القاد ...
- الغِيرة .. الوجه الآخر للشخصية
- من حرية التفكير الى التكفير
- انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!
- كيف يتكون الشعور بالدونية لدى الاطفال
- ولمحنة أيتام العراق احزان
- العراقيون .. بين التعب والملل
- أطفال العراق وألعابهم
- رغباتنا بين الخفاء والعلن !!
- العراقيون بين حلم التحلل وقيود التدين الخاطئة
- التبرير .. لعنة ام رحمة !!!
- شئ من سيكولوجية الحب
- محنتي في انفعالاتي ... رؤية في النفس من الداخل
- نفس تئن وجسد يصرخ
- الاتهام بالتعصب ... تعصب
- لماذا السلوك التخريبي عند الطفل ... رؤية نفسية
- توهم المرض .. هل يعيق البعض ؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الكبت والصراع النفسي