أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عاطف صابوني - حال الإعلام السوري















المزيد.....

حال الإعلام السوري


عاطف صابوني

الحوار المتمدن-العدد: 170 - 2002 / 6 / 24 - 06:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أخبار الشرق - 23 حزيران 2002

كما هي الحال دائماً وقف الإعلام السوري حائراً ومتذبذباً في تعامله مع مسألة المحاكمات التي تجري للمعتقلين من اجل حرية الرأي والتعبير وكذلك في تعامله مع كارثة انهيار السد في زيزون. وكما هي الحال دائما فقد وقف الإنسان في سورية في نفس الموقف من الحيرة في معرفة ما يجري، وفي مثل هذه الأحداث التي لا تجد التغطية الإعلامية المباشرة والشفافة تكثر الشائعات ويكثر القيل والقال ويتناقل الناس الأخبار نقلا عن بعضهم أو نقلا عن شهود عيان من أهل المنطقة أو من أقاربهم في المناطق الأخرى أو من خلال الإذاعات (لندن أو مونتي كارلو أو حتى صوت أمريكا) ومن القنوات الفضائية.

أما الإعلام السوري فهو وان تناول مثل هذه المسائل فهو يتناولها باقتضاب واضطراب ففي البداية كان الحديث عن تسربات من جدار السد، أما النهاية فكانت الحديث المروع عن كارثة انهيار واستغاثات وطلبات معونة ومساعدات. وأما الحديث عن الأضرار فما زالت الأرقام متناقضة بين الأرقام الرسمية التي تحدثت في البداية عن ضحيتين ثم أربع وأخيرا وصل الرقم إلى 22 ضحية وبين ما يشاع بين الناس الذين يؤكدون أن العدد اكثر من هذا بكثير.

وأما الحديث عن الأسباب التي جعلت من هذا السد حديث الإنشاء ينهار وكأنه حصن من الرمل أتت عليه الأمواج سواء أكانت هذه الأسباب ناتجة عن أخطاء فنية أو تتعلق بسوء التنفيذ أو الاستخدام فما زال هذا الحديث يندرج في إطار الغمز واللمز والتكهنات ولم يتعد - كما هو مطلوب - إلى أية مكاشفة حقيقية وشفافة لحقيقة ما جرى.

وعلى أية حال فان الإعلام الرسمي بتركيبته وبالأساليب التي يعمل بها وبكيفية تعامله عادة مع الأحداث متوقع منه كل ما حدث، بل حتى إن البعض استغرب إقدامه هذه المرة على ذكر مثل هذه القضايا والتي كان كثير منها في السابق يمر دون أن يأتي عليها إعلامنا نهائيا وكثيرا ما كنا نسمع عنها من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الخارجية.

وهنا تعود مسالة الإعلام في سورية لتطرح نفسها وبقوة، في إطار "مسيرة التطوير والتحديث" المرفوعة شعاراتها اليوم. والسؤال الذي يعاد طرحه هو لماذا تنفق هذه الأموال الطائلة والضخمة (لا أعرف كم هي بالضبط) على هذا الإعلام إذا كان في النهاية لا يرضي المواطن المتلقي دافع الضرائب الذي يمولها والذي يتوقع من هذه الوسائل أن تقدم له المعلومة التي يرغب في معرفتها؟

وأما الجواب فلا جواب. وعندما نحاول تلمس أسباب بؤس هذا الإعلام فإننا يمكن أن نلحظ ما يلي:

1- القائمون على وسائل الإعلام في بلادنا لا يشغلهم اكثر من الحذر بان لا يغضبوا المسئولين فيها ويظنون واهمين أنهم بذلك يخدمون النظام السياسي ولكنهم وبمرور الوقت والأحداث استطاعوا وبنجاح خلق قطيعة فظيعة بين الناس وبين وسائل الإعلام في بلادهم وبنظرة بسيطة إلى الناس من حولنا نجد معظمهم يهتمون بحصاد اليوم الذي تبثه قناة الجزيرة وبانوراما مونتي كارلو اكثر بكثير من أخبار الإذاعة أو التلفزيون الرسميين.

2- هناك فقدان للثقة بين المواطن وبين مؤسسات الإعلام، فهو لا يثق بها وأحيانا لا يصدقها وبالمقابل فان هذا الإعلام يتعامل مع المواطن معاملة استعلائية ولا يتعامل معه كشريك في هذه المؤسسات (وهذا هو مفهوم الإعلام الحديث) بل إن هذا المواطن بالنسبة للمؤسسة الإعلامية هو مجرد متلق وغالبا ما يتعاملون معه على انه متلق ساذج عليه أن يتقبل كل ما يقال له على علته.

3- تسود هذه المؤسسات الرؤية الواحدة في معظم القضايا التي يتم تناولها وحتى تلك القضايا ذات الطابع الخلافي أو الحواري كالقضايا الفنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ولا نجد فيها رأيا آخر على الإطلاق.

4- كثير من الأخبار يتم إخفاؤها أو تأجيل نشرها لفترات طويلة. بحيث أننا، كما قال ياسر العظمة في مسلسله الناقد "مرايا"، نعرف أخبار بلادنا من الصحف والقنوات الفضائية الخارجية. وأذكر حادثة لفتت انتباهي عندما نشرت جريدة "المحرر نيوز" رداً لوزير الإعلام السيد محمد عمران على منتقديه بدلا من أن تقوم الصحافة المحلية بذلك وهو المسئول الأول عن الإعلام في البلاد فما بالك بغيره.

5- انعدام روح المبادرة والإبداع لدى الإعلاميين في بلادنا، والفرق الشاسع بينهم وبين نظرائهم في وسائل الإعلام العربية الأخرى بل الفرق الشاسع بين أدائهم أنفسهم عندما ينتقلون للعمل في وسائل الإعلام غير السورية "العربية والخاصة".

6- غياب الدور الرقابي للمؤسسات الإعلامية على أجهزة ومؤسسات الدولة ما ساهم في التشجيع على الفساد وفي خلق أجواء اكثر ملاءمة لاستمراره واستشرائه أكثر. وتحول الكادر الإعلامي من كوادر فاعلة ومبدعة إلى مجرد موظفين وبيروقراطيين مثلهم كمثل باقي فئات العاملين في الدولة.

7- طغيان الموضوعات الإنشائية التي تكتب خلف الطاولات والمكاتب عن الدراسات الإحصائية والميدانية وتجنب تغطية المواد الإعلامية الحارة أو المثيرة للجدل وغياب رأي المتلقي نهائيا عن كل ما يتم نشره وتعميمه.

8- التشابه إن لم نقل التطابق في معظم المواد الإعلامية بين جميع المؤسسات الإعلامية فالذي يقرأ إحدى الجرائد الرسمية كأنه قراها جميعا ومن يسمع أخبار الراديو يغنيه عن سماع أخبار التلفاز وحتى جرائد أحزاب الجبهة التي صنفها بعض المسئولين "بالرأي الآخر" أثبتت بأنها الرأي نفسه وغالباً ليس لديها أي رأي.

9- غياب الصحافة المستقلة والصحافة الشعبية ووسيلة الإعلام التي تتبنى مواقف الناس وتدافع عن هذه المواقف وتنقل آراء المواطنين بصدقية (وبدون مزايدة أو تزوير) إلى السلطة الحاكمة في أية قضية من القضايا.

وأخيراً إلى متى سيبقى الوضع يراوح في مكانه؟ لقد بات من الضروري إصلاح المؤسسة الإعلامية وغيرها وهذا لن يتم إلا بفتح اقنية الحرية والتعددية. ويذكر في هذا الإطار أن بعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي جاءوا إلى لينين يشكون إليه الشاعر ماياكوفسكي وحديثه الدائم عن السلبيات والأخطاء التي تحدث في الدولة السوفياتية، ما سيؤثر على معنويات الناس ويفيد أعداء الثورة من الإمبرياليين، فقال لهم لينين متسائلاً: أليست هذه الأخطاء موجودة؟ قالوا له: نعم. فقال لهم عبارته الشهيرة: أعتقد أن أعداء الثورة من الإمبرياليين سيستفيدون اكثر فيما لو بقيت هذه الأخطاء وتم السكوت عنها.

ورغم كل التشاؤم فإنني اعتقد بان الانتخابات البرلمانية القادمة يمكن أن تكون فرصة حقيقية لتطوير هذا الإعلام وبدء طرح القضايا والمشكلات ووجهة نظر المرشحين لكيفية حلها والخروج منها ويمكن لهذا البرلمان الجديد أن يخطو خطوة بهذا الاتجاه وإلا سيظل إعلامنا كما وصفه أحدهم إعلام استقبل وودع ومسلسلات لا تمت إلى الحاضر ولا إلى التاريخ بأية صلة وستبقى مشكلاتنا وأزماتنا على حالها تنتظر عقودا أخرى من السنين لإعادة طرحها وانتظار الحلول لها.

__________ 

* ناشط في جمعية حقوق الإنسان في سورية - حلب



#عاطف_صابوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كان بمقدوري وضع سلاح نووي عليه ولكن اخترت عدم ذلك-.. لسان ح ...
- زيلينسكي يثور غضبا على البرلمان بعد إلغاء اجتماعه إثر ضربة - ...
- قتلى وجرحى في قصف ببيروت وعمليات الإنقاذ مستمرة
- مودي سيستقبل بوتين بغضّ النظر عن امتعاض واشنطن
- كمسومولسكايا برافدا: روسيا حذّرت كييف والغرب.. ماذا يعني تصر ...
- ألمانيا تكشف عن دورها في الخطة العملياتية لحرب -الناتو- مع ر ...
- ترامب يعتزم إقالة مكتب المدعي الخاص جاك سميث بأكمله انتقاما ...
- كوريا الشمالية تتهم واشنطن بمفاقمة الوضع في المنطقة
- إسرائيل تفكر بتزويد أوكرانيا بالسلاح
- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عاطف صابوني - حال الإعلام السوري