أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - دولة القانون الدولة الحلم (2)














المزيد.....

دولة القانون الدولة الحلم (2)


سامر عنكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 03:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عانت الأقليات من مكونات الشعب العراقي من التمييز على طول التاريخ العراقي المعاصر فضلا عن القديم, والتمييز لم يكن واضحا دائما بل كان في مد وجزر, حسب الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية للمجتمع ومتناسب مع نهج الحكومة وعقيدة الدولة, وحسب حاجة مصالح رجال الدين والسياسة, وكانت المعانات تشتد كلما تعمقت التوجهات الدينية الطائفية أو القومية في المجتمع.

قبل وبعد الجمهورية الأولى أي قبل وبعد 14 تموز 1958 وأبان انتشار الفكر الماركسي كالماء يروي الأرض العطشى في الدول العربية والإسلامية ومنها العراق, يبشر بآداب وفنون المحبة والسلام والتآخي الجمال, كان التمييز في اضعف حالاته, وان كان مخبوء في طيات الدماغ فانه لم يكن مقبول ميدانيا على الساحة المجتمعية, وكان من يميز بين العراقيين على أساس الدين أو الطائفة أو القومية, يُنظر إليه نظرة دونية, ويقرّع ويُلام من الآخرين ويوصم بالتخلف وإثارة الفتن والعنصرية.

تجلى التمييز بوضوح على كافة الصُعُد ( القومي والاثني والديني والطائفي والطبقي والمناطقي ...الخ ) في عهد الدكتاتور صدام حسين نتيجة سياساته القومية والطائفية البغيضة, مما أدى إلى تمزيق النسيج المجتمعي بسبب سلوكيات وضغوطات العمل اليومي من قبل أزلام السلطة, ودفع بالذات العراقية وبضغط من رجال الدين المعممين ودور العبادة إلى التخندق بعيدا عن مكونات المجتمع الأخرى والانفتاح على الآخر من الطائفة المعينة في نفس الخندق طلبا للحماية من جور الحكومة, وبالتالي تخندق وتسلح الكثير من أبناء الشعب العراقي الواحد, بانتظار الفرصة أو استحداثها للنيل من الآخر.

على الصعيد القومي:- كانت العنصرية تمارس من قبل حزب السلطة ( البعث العربي ), وبطرق متعددة مخفية مستورة تارة وظاهرة مكشوفة تارة أخرى كشن حملات تصفية وحروب على القوميات الأخرى وأحزابها, ولما كان رب البيت بالدف ناقر, تعنصرت القوميات الأخرى كرد فعل على الحزب الحاكم, وتعمقت التوجهات القومية الكردية والآشورية والتركمانية والازدية والشبكية وغيرها, وتوسعت أحزابها القومية والدينية والطائفية على حساب الأحزاب الوطنية العلمانية واللبرالية واليسارية والديمقراطية, وتراجع شعور المواطنة الطبيعي بسبب استئثار صدام ورهطه بالسلطة والثروة والمناصب الحكومية بعد أن أقام دولة الاستبداد والدكتاتورية.


على الصعيد الديني:- بعد الحرب العراقية الإيرانية وإقحام أبناء الشعب العراقي في حرب عبثية كان من الممكن إيجاد بدائل لها ودرء مخاطرها, ودخول الكويت وتداعياتها انتفاضة الشعب العراقي في آذار الخالد 1991 ,والقمع الوحشي الذي تعرض له الشعب العراقي إثرها وخاصة من الطائفة العربية الشيعية, والحملة الإيمانية الصدامية الطائفية, تناما وظهر للعيان الانقسام الطائفي والتخندق والتسلح الخطير بانتظار ساعة الصفر للانتقام.

دولة الاستبداد الصدامية أحرقت الأخضر واليابس ولم تبق ولم تذر لا بنية تحتية ولا فوقية لا بشر ولا شجر بحروب عبثية لم توفر بيتا عراقيا إلا وأقيمت فيه المآتم وسكنته الأحزان, كيف يمكن لعراق الحضارة أن يُختزل في حاكم وعائلة وعشيرة وعملاء من سقط المتاع والمشوهين والانتهازيين من كل مكونات الشعب العراقي, استثني الذين اجبروا على الدخول في حزب السلطة بعد أن أصبح المنفذ الوحيد للاستمرار على قيد الحياة ولحماية العائلة من العوز والسجن والموت.

أزهقت الكثير من الأرواح نتيجة التمزق المجتمعي ( والضحايا الأكبر كانوا من النساء الأرامل واليتامى ), حصل هذا في زمن صدام بحروبه الداخلية ضد الشعب العراقي وأحزابه الوطنية والخارجية مع دول الجوار والعالمية مع القطب الأوحد أميركا, وبعد سقوط سلطة الاستبداد الصدامية وحصول الشعب العراقي على هامش من الحرية.

دولة القانون هي الحل للخلاص من الظلم والقهر والموت العشوائي, ولقطع دروب العودة أمام سلطة الاستبداد والتهميش, في ضل دولة القانون سيطمئن الشعب إلى أن هناك من يحميه ويرعى حقوقه ويُطمئن مصالحه , وبالتالي سيكون الطريق ممهدا للرجوع إلى حماية الدولة بدل الخوف منها, بمعنى آخر الانتقال من الهويات الفرعية الثانوية المفرقة إلى الهوية الوطنية الجامعة, وستنطلق مكونات الشعب العراقي وخاصة الأقليات من التقوقع والتخندق الطائفي والقومي الضيق إلى فضاء المواطنة الواسع, ويصبح العراقيون جميعا مواطنين من الدرجة الأولى, متساوون أمام القانون, والدولة ومؤسساتها تحفظ الحقوق القانونية للجميع وفق الدستور.

تراجي ذهب:-
دولة القانون ضرورة موضوعية لتجاوز قانون الغاب وسلاح المليشيات.



#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القانون الدولة الحلم
- شكرا لكم لقد اعيدت الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة !!!
- إنتخابات المجالس المحلية للمحافظات طريقنا إلى الحرية والعدال ...
- الحزب الشيوعي العراقي شاطئ أمان السفينة العراقية
- غزة بين سندان حماس الأصم وحمم المطرقة الإسرائيلية الخرقاء
- غزة: وحشية يندى لها الجبين غضبا وخجلا
- قل الحق ولو كان على نفسك
- ما هكذا تورد الإبل يا سيدتي بان سعيد
- الاسلام السياسي المتطرف في العراق وعن علاقته بالاحتلال والوط ...
- تحالف غير معلن بين الحكومة والارهاب لتدمير العراق
- ملاحظات حول مقالة الدكتورة بان سعيد - المجلس الأعلى الإسلامي ...
- صدام والعمالة للأمريكان والشعب العراقي ومسيرة الآلام
- تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(2)
- تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(1)
- ضرورات المقاومة المسلحة المنفلتة لتحقيق أهداف الاحتلال
- شمشونات أو شماشنة العصر وهدم العراق على من فيه
- صائب خليل والإسلام السياسي المتطرف والعقيدة العقدة 1
- الاحتلال ..... واهل العروة الوثقى
- احزموا حقائب عقائدكم للرحيل..... فالنساء قادمات
- محاولات يائسة لإحياء الهوية الوطنية العراقية المفقودة


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - دولة القانون الدولة الحلم (2)