إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 849 - 2004 / 5 / 30 - 09:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
فإذا كانت المحاماة مهنة تسعى إلى الوصول إلى تحقيق العدل بين المحامين جزء من القضاء، إلا أن واقع المحامي المغربي عموما لا يعكس هذه الصورة ودوره يكاد يكون مغيبا- فعليا وفعليا- في الاضطلاع بدوره لضمان مختلف الشروط الكفيلة بالتوصل إلى حكم عادل وبالتالي المساهمة في تكريس وتحقيق العدالة في المجمع المغربي.
لقد ظل جل المغاربة ولا زالوا يعتبرون عموما أن حضور المحامي في المحاكم مجرد حضور شكلي ولا يأثر إلا نادرا جدا في مجرى المحاكمة. وهناك كثيرون يعتبرون انه لا داعي لتنصيب محامي ما دام وجوده مثل عدم باعتبار أن سبل التأثير ودروب الدفاع أو البحث عن حق لا تمر عبر مكتب المحامي وإنما هي سبل ودروب أخرى منها المرئي ومنها المستتر. ولم يسبق لنا أن سمعنا أو لا حظنا أن محاميا مغربيا قام ببحث فعلي لتجميع عناصر وانتقل إلى مختلف الجهات تجميع الحجج والدلائل كما نلاحظ في دول أخر.
ومن المعلوم ان الرأي السائد بين المغاربة هو القائل أن حضور المحامي أصبح مجرد حضور شكلي يفرضه القانون وليس له أي صدى في الحكام الصادرة إلا ناذرا اجدا علما أن المشرع المغربي أوجب حضور المحامي لضرورة اجتماعية وحقوقية.
واعتبارا لهذه النظرة كاد المحامي يفقد دوره في مساهمته في تحقيق العدالة. لاسيما وان هناك اعتقاد أضحى شائعا مقتضاه أنه لا ضرورة لمحامي الذي يظل دوره شكليا ليس إلا، ومن الأحسن والأجدى الاستعاضة عنه بالعمل على ربط اتصالات مبار وضمان القضية.
ورغم أن مثل هذه الاتصالات من الصعب ضبطها، إلا أنها قائمة والقضايا من هذا القبيل سائرة في التكاثر وليس العكس رغم كثرة الكلام من إصلاح القضاء وتكريس دولة الحق والقانون ونزاهة القضاء واستقلاليته.
وهذه الوضعية قد أدت إلى واقع اليأس والتدمر الذي أضحى يعيشه عدد كبير من المحامين.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟