|
يا حسرتنا يا طالب غالي !
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 849 - 2004 / 5 / 30 - 09:27
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أرجو ان تطمأن ـ عزيزي القارئ ـ على صحة ونشاط فنانا الرائع ، الصديق العزيز طالب غالي ، فالعنوان هنا مجرد مدخل يدعوك للتوقف عند سطوري لنرى معا كيف تبين للعراقيين حقيقة وجوهر أفكار حزب البعث العراقي الفاشي ، وخصوصا من خدُع منهم بأفكار البعث الديماغوجية ، نقول وكيف وجد المواطن العراقي نفسه واهما بأشياء كثيرة تتعلق بفكر وشعارات هذا الحزب المجرم بحق الوطن والمنطقة ، وكيف تملكت قطاع واسع من مناصري فكر هذا الحزب الفاشي ، ان لم نقل أعضاءه ، مشاعر الخيبة من مراجل ومزامط القائد الضرورة ، الذي أراد ان يحرق نصف إسرائيل فحلقوا له لحيته ، واراد ان يهز أمريكا فارسلوا له طبيبا نفش له شعر راسه بحثا عن القمل ، ويوم تبين ان الفارس المغوار لم يكن يملك ذرة من الشجاعة لينتحر على الأقل بدل ان يقع في اسر أصدقاء ألامس الذين دللوه حتى ملّوا ، والذين تبين حقا ان نيرانهم الصديقة شديدة التأثير لحد انها استطاعت الإطاحة به في سعيهم لاستبدال إستراتيجيتهم في الشرق الأوسط واعتماد أنظمة ديمقراطية ليبرالية بدل الأنظمة الديكتاتورية التي اعتمدوا عليها ودعموها طويلا وتبين لهم انها لم تستطع ان تضمن لهم مصالحهم مثلما أرادوا أمام التطورات العاصفة في المنطقة. ومن صور خيبة الأمل عند من ناصر وخدع بشعارات فارس الأمة المقبور ـ حفزه الله ـ يوم تبين للبعثيين ان كل شعارات فارسهم كانت فاشوشية ، فارغة وأيضا " بوش " كما يقول أبناء الجنوب عندنا في العراق ، بينما تبين ان الرئيس الأمريكي " بوش بن بوش " هو الحقيقي ، والذي ضرب بعرض الحائط بالشرعية الدولية ونفذ وعوده لجنرالات جيشه واحتل العراق ، ولم يكن " بوش " كما كانوا يرددون في تظاهراتهم وهوساتهم . ومن اجل إثبات كونه حقيقي وصادق في عمله وسعيه لتحقيق طموحات الإمبراطورية الأمريكية فهاهو الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" يقدم الخدمات تلو الخدمات لعفالقة العراق ، فهو وان لم تعجبه شكل إدارتهم للعراق ، وقرر ان يعطيهم ــ وغيرهم ــ درسا فارسل لهم الجيوش المجيشة ليركلهم بدباباته وصواريخه تحت عنوان التحرير ويخرجهم من قصورهم وثم جحورهم ، لكنه عاد وضمن أوضاع سياسية تبدو وكأنها حالة تخبط لا مثيل لها بالنسبة لسياسة دولة عظمى ، صارت هي القطب الأوحد ، نقول عاد السيد بوش ليحاول إدخال عفالقة العراق من الشباك تحت عناوين عديدة لا تخفى على المتابع الفهيم وفي مقدمة ذلك الادعاء بحاجة البلاد لهم . والمتابع لتفاصيل الأوضاع في العراق سيرى غضب العراقيين يتصاعد ليس فقط من فظائع الأعمال الإرهابية للعصابات الظلامية ، وانعدام الأمن وانتشار البطالة ومحدودية صلاحيات مجلس الحكم رغم سعي ونضال أحزابه الوطنية من اجل إنهاء الاحتلال من خلال مسيرة العملية السلمية ، بل نجد المواطن العراقي يشعر بالخوف أيضا من مساعي السيد جورج دبيليو بوش لإعادة تأهيل عفالقة العراق ، تحت مسيمات مختلفة . وليس هذا وحده ، بل وأيضا راح السيد بوش ابن بوش ، يحاول ان يجمّل لهم تاريخهم ويصنع لهم تاريخا جديدا ، مشرقا زاهيا ليسوقوا انفسهم من جديد كقوى وطنية . فهاهم عفالقة العراق ، مجرمي الحروب والجلادين الذين أذاقوا شعبنا الأمرين ، صاروا يحملون في أوساط الإعلام العربي الموالي لمشروع النظام المقبور ، اسم " المقاومة " لاعمالهم التخريبية التي يستهدفون بها الابرياء ومؤسسات الدولة ، ويحولون أيام العراق الى ساعات رعب وموت ودمار وحزن ويزعقون بديماغوجية المحترفين ، ومن جديد بشعارات النضال من اجل السيادة الوطنية مضافا لها بهارات الديمقراطية وحقوق الإنسان . ولن ننتظر طويلا ليحل اليوم الذي سيحاول فيه جنرالات السيد بوش اصطحاب عفالقة العراق معهم الى طاولة الأحزاب الوطنية التي ناضلت لإسقاط نظام البعث المجرم المقبور ليشاركوهم البحث في مستقبل العراق . ومن اجل تجميل تاريخهم وتلوينه بألوان وطنية زاهية ، قدمت لهم إدارة السيد بوش فضيحة سجن أبو غريب وما جرى فيها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ، هدية كبرى لتساهم في مسح الصورة التي عرفت عن سجن أبو غريب باعتباره رمزا لفظاعات نظام البعث المقبور ، وكون الاسم كان يثير الرعب في نفوس الأمهات والزوجات والأبناء حين يعرفون باقتياد أبنائهم وذويهم الى هناك ، فأن لم يكن حصته حبل المشنقة أو ثرامة اللحم ، فسيخرج من هناك بعاهة جسدية أو نفسية مستديمة ، أو ستنخر سنوات السجن البغيض زهرة شبابه وحيويته . صحيح ان انكشاف الانتهاكات المدانة لحقوق الإنسان في سجن أبو غريب جاء ضمن لعبة العملية الانتخابية الأمريكية ، إلا ان معالجة إدارة السيد بوش لم تنس ان تنتهز هذه الفرصة لتمضي قدما في سياسة إعادة تأهيل البعث . وهاهو السيد جورج دبيلو بوش يأمر بهدم بسجن أبو غريب ، ليحاول إزالة معلم مهم يشير مباشرة الى تاريخ بشاعات عفالقة العراق المجرمين . واعتقد ان على عفالقة العراق ، وهم يلملمون أنفسهم ، ويعملون تحت عناوين سياسية جديدة ، وبشعارات عصرية ، تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والسيادة وإنهاء الاحتلال ، ان يبادروا وحتى قبل كل شئ بمنح السيد جورج دبيليو بوش وساما ما ، بل ارفع وسام يمكن التفكير به ، وإذا لم يعد بإمكانهم منحه لقب " صديق الريس " ، لان الرئيس الفاشوشي أساسا يقبع في السجن تحت حراب جنود السيد جورج دبيليو بوش ، فيمكن منحه لقب مستحدث يتماشى مع كونه " من حبال المضيف " ، فأين سيجد عفالقة العراق مكرمة افضل من قرار السيد بوش ابن يوش بالسعي لهدم سجن أبو غريب ، الذي حلم بعض أوساط العراقيين بتحويله الى متحف ليكون شاهدا لاجيالنا القادمة على فظاعات الفكر القومي الشوفيني وغياب ابسط حقوق الإنسان خلال الحقبة المظلمة المريعة لسنوات حكمهم الدموي ، الذي خلاله وتحت راية فكر البعث وعلم دولتهم الكريه قادوا بلادنا الى ما هي عليه من خراب ودمار واحتلال ومستقبل ملئ بالمخاطر ، اما ذلك الفنان الرائع العزيز طالب غالي ، فيا حسرتي عليه يوم ان حلم مثل ملايين العراقيين بعراق جديد ، ديمقراطي ، فيدرالي ، أنساني ، لا يكون فيه مكانا للمظالم وللسجون ، وغنى نيابة عنهم : ساعة ويقوم الشعب ويحطم التيجان ويسوي كاع السجن مدرسة لو بستان آه... يا طالب يا بن غالي كنت تحلم بتهديم السجن لتقيم مكانه مدرسة أو بستان ، وغيرك حلم بمتحف لحقوق الإنسان وهاهو السيد جورج دبيليو بوش ورغما عنا يحاول هدمه بطريقته ليترك عفالقة العراق يمدوا ألسنتهم للعراقيين الذين فقدوا أبنائهم نهائيا فيه وبعضهم وجدوهم عظاما في المقابر الجماعية ، وربما ليشيد العفالقة مكان السجن وبأثوابهم الديمقراطية الجديدة الحضارية نصبا لوطنيتهم !
25 أيار 2004 سماوة القطب
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قتلة قاسم عبد الأمير عجام على الشاشة !
-
سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !
-
الأوراق العراقية في فنلندا
-
في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي
...
-
بطاقات لعيد 31 آذار
-
وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو
...
-
لا يمكن كسر عزيمة نساء العراق الباسلات !
-
في فنلندا تضامن مع المثقفين العراقيين
-
ولنا عبرة في حكاية الفأس وشجرة البلوط !
-
بطاقات وفاء في يوم المرأة
-
بيـــــــــان استنكار
-
قبل 24 عاما … في ذكرى استشهاد الحسين
-
هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا- في أول
...
-
معنى يوم الشهيد الشيوعي ؟
-
الشفافية عن هدر الأموال يا مجلس الحكم !
-
لسنا بحاجة إلى إجراءات تشرع الطائفية يا مجلس الحكم !
-
خذلتنا يا مجلس الحكم الانتقالي !!
-
سيناريو ــ هوامش يابانية
-
حين تكون في الشمال لن يكون هناك اتجاه نحو الشمال !
-
على حافة الشعر
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|