أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - صوت الضمير














المزيد.....

صوت الضمير


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 00:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان الشيخُ "يوسف سلامة" صوتَ الضمير الجميل الشفاف أينما حلَّ في الجزائر, ووجهَ فلسطين القدسيَّ, وقلبَها الظمآن, وواقعَ تاريخِها القديم الزاخر, والجديد المتوهج, ومرآةَ العهد الآتي الواعد, والذي من أجله يطوف الشيخُ مع إخوته, والمجاهدون من أمثاله, ليؤدّوا الأمانةَ, ويبلغوا العالمَ صوتَ أهلهم في فلسطين, ففلسطين تئنُّ وتُنتَهكُ حرماتُها, وتُدَنَّسُ مقدساتُها وتُمحى معالمُها العربيّةُ الإسلامية والمسيحية, ويتمُّ التسترُ على جرائم العدوّ المحتلّ والحاقد التاريخيّ على أمّتِنا وحضارتنا وأسمائنا ومسمياتنا, وعلى أبجديتنا, وآياتِنا, وقبابِنا, والذي يحسدُنا على أنْ أرسل الله خاتمَ رسلِه منّا, وأنزله بلسانٍ عربيٍّ مبين.
ومن هنا أطلق الشيخُ نداءه الجادَّ بتشكيل لوبيٍّ عربيٍّ إسلاميٍّ للضغط على القوى المتنفِّذة في العالم من أجل فلسطين, وجدَّد الأملَ في خطبة الجمعة من المسجد الذي حَرِصَت الإشارةُ الجزائريةُ أنْ يكونَ اسمُه مسجدَ القدس, والذي تكتنفُه أيضاً ساحةُ القدس, من أبرز ساحات العاصمة وأجملها, وقد عُدْتُ إلى مناخات الجزائر في نهاية الأربعينات التي طالما حاولت استذكارها وأنا أقرأ عن خطب العلماء وقصائد الشعراء الذين أنسَوا الجزائريين همَّهم ومعاناتِهم في ذلك الوقت, لصالح فلسطين, فهذا باكٍ وذاك رافعٌ يديه إلى السماء, وآخرُ مكبّرٌ, ولكنَّ الجميعَ كان ينزِفُ لهفةً وغيرةً وغضباً, ولم يَفُت الشيخَ أنْ يُذَكِّرَ أهلَه في الجزائر بأمجادهم السالفات في فلسطين, عهدَ صلاح الدين, وأمجادِهم الراهنات التي قهرت الاستعمار الفرنسيّ, الدرسَ الذي لن تجرؤ بعده لا هي ولا غيرُها مِن الاقتراب من الحِمى, وذكَّرَها بمجدِها البحريّ الذي حدا بأمريكا إلى توسُّلِ العهدِ إليها بحماية أسطولها في البحر الأبيض,
وقد قالها عبد الناصر بعد نكبة الخامس من حزيران لعام سبعة وستين: " ليتني كنت من رجال الدين", - مع التحفظ حيث لا يوجد لدينا رجال دين بمعنى المصطلح الكنسي ولا واسطة أو وصاية على العلاقة مع الله - إشارةً إلى العلماء, الأقربَ إلى روح الوجود وجدار الروح الأكيد, بمقتضى العروة الوثقى التي بها يستمسكون ويذكرون,
كيف لا وقد كانت روحُه تشعُّ نصراً رغم اختلال المشهد, وطغيان الظاهر من جبل الجليد على الأبصارِ التي لا تُدرِك ما خفِيَ مِن أخبار, وهنا فإنَّ في تاريخ الجزائر عبرة, وقد ظنَّ المستعمرُ أنه قد طاب له المقامُ, واستقرَّ مكانُه في الأوطان, ذلك دأبُ الطغاة, الذين تُعميهم أنفسُهم ذاتُها عمّا في الكينونة من آياتٍ وأسرار, وسُنَنِ تقلُّبِ الليل والنهار, والغفلة عمَّنْ يُخرج الحيَّ من الميّتِ, والميتَ من الحيّ, ويجعلُ ذاتَ الظلم والفساد والطغيان شرطاً لانقلاب الميزان, والألمَ وسيلَ الدّم ضرورةً لالتئامِ الجروح, والتهابَ شمسِ السماء سبباً لتكاثفِ المُزْنِ وريِّ السفوح, وفي البرهة التي يَطغى فيها على المجرمين الزهوُ وتتعطّلُ أرواحُهم, تتبرعمُ آلياتُ البناء الداخلي لدى المضطهدين, وتتفتّقُ بصائرُهم وأبصارُهم وتتنامى قوى تماسكهم الداخلية, إلى أنْ تتجاوز أوزانَ الأسلحة, التي مهما ثقُلتْ تَظلُّ أخفَّ من ثقلِ الحقّ واليقين, "وكلمةٌ طيبة كشجرةٍ طيبة أصلُها ثابت وفرعها في السماء",
لو استطاعوا أنْ يحتضنوه بأكثرَ مِن قلوبهم لفعلوا, وأنكروا ذواتَهم وأوصَوه بالوحدة شرطاً للانتصار, هكذا ألحَّ وزيرُ الشؤون الدينية بوعبدالله غلام الله, وهكذا السيد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والأمين العام لجبهة التحرير الوطنيِّ الجزائري, وهكذا كان المضمَرُ من الذين تحلَّقوا حولَه في المسجد بعد الصلاة, وفي ندوةِ جريدة الشّعب, الذين منحوه ثقتَهم, وإيمانَهم, وأعطَوه عهدَ القلب على الفداء والعطاء.
وهو الذي يصون ولا يبدِّد, ويجمع ولا يفرق, فقد كان خطابُه مستعلياً على الخلافات, وابتسامتُه منارةَ أملٍ آت, وروحُه تفيضُ بيقين النّصر الذي قد يتأخر, لكنه يستحثنا لِنحقّقَ شرطَه, وتكونَ الطريقُ إليه نفسُها آليةَ النهوضِ والترقّي والإعداد, من هنا ضرورةُ الدّعم, فهو واجبُ الأمّة, بما لِفلسطين من معانٍ, في التاريخِ والروحِ والكتاب, وهي إنْ كانت سيدةً فذاك دلالةُ صحةِ الروح والجسد, حتى ولو اعترى أطرافَها بعضُ العِلل, وإنْ كانت أسيرةً فالأمةُ كلُّها أسيرةٌ, حتى ولو بدا في الظاهر صحةُ باقي الجسد, رُبَّما لهذا السرّ العبقري كان الجزائريون يذهبون تبادلاً للرباط, ويَسعَون إلى فلسطين لردِّ الهجمات, بينما الجزائرُ تتعذّبُ في جحيمِ الظلم والقهر والويلات, وربما لهذا السبب أعلنَ أحرارُ الجزائر بعد الاستقلال "أنَّ استقلالَ الجزائر يبقى ناقصاً إلى أنْ تتحررَ فلسطين",
وربّما لهذا السبب, - وهذا مدعاةٌ للتأمّلِ – فإنَّ صوتَ الضميرِ, الأميرَ عبد القادر قد اختارَ أنْ يذهبَ إلى عكّا, " وقد خيَّروه ", ..... ثُمَّ - وهو الذي ما خذلَ أحداً - خذلوه.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيكل
- ناجي العلي ’على هذه الأرض ما يستحق الممات’
- الفلسطيني المسيح
- غضب الحكمة
- أم الفحم
- بؤرة استيطانيّة لاشرعية
- خربشات على ضوء الفوسفور
- سوناتا للبابا - شاهداً على نهاية يهوذا-
- أغنية فرح لإفريقيا
- الخيمةُ … الآن
- السفينة
- بين اتمامين
- وطن لهذا القدس
- شهادة جديدة لجريمة قديمة
- أطفال أمام الكاميرا
- محمود درويش-كِتابُ حنين الأب-
- , فتح . النص الأول
- وداعا للسلام
- باقة شوك


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - صوت الضمير