|
ماركس، لقد كنت محقاً! إلى كل الذين يعتقدون أن الماركسية عفا عليها الزمن!!!
مكسيم كالاشنيكوف
الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:54
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لو كان المواطنون الروس في 21 آب/أغسطس عام 1991(يوم الانقلاب الرأسمالي في روسيا) يعرفون أي مصير ينتظرهم شخصيا وينتظر أولادهم وأحفادهم في العقد الآتي بعد هذا التاريخ، لكان هرع إلى المتاريس عند البيت الأبيض بضعة آلاف من أهالي موسكو، وكنسوا من هناك جموع المدافعين عن الديموقراطية الميامين مع متاريسهم وزعيمهم يلتسين! أقول هذا إذ أتذكر ابتهاج جموع الشعب في الغرب حين انهار جدار برلين. فلو علم هؤلاء ماذا ينتظرهم بعد إزاحة الجدار لراحوا يعلّونه ويدعّمونه حتى يصبح كسور الصين ارتفاعاً ومنعةً.
لكي ندرك الزمن الحاضر لا بد، مهما تخرص المتحذلقون، من قراءة ماركس من جديد. فقد كان نبي الشيوعية الملتحي هذا على حق.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر قال ماركس: إن تطور الرأسمالية يؤدي في حد ذاته إلى تدني الأجر الفعلي للعاملين الأجراء. فراس المال، حسب قوله، سوف يدفع للعاملين في خاتمة المطاف فقط ما يكفي لكيلا يموتوا جوعاً ولكي ينتجوا وحسب من يخلفهم على هذه الأرض، فيكمل الأبناء ما بدأه الآباء من عمل في خدمة رأس المال. وفي الوقت نفسه سيتناقص عدد الرأسماليين ليضحوا قلة ضئيلة من كبار الأغنياء المفرطين في الغنى والثراء، وستنشأ بينهم وبين عامة الشعب هوة.
في القرن العشرين كان ثمة من راح يهزأ من تنبؤات ماركس هذه. فالقرن الماضي بدا وكأنه فعلا شاهد على نقض نبوءة ماركس هذه سنة بعد سنة. فرفاه العمال في الغرب كان يزداد، لا سيما في النصف الثاني من القرن. وباتت نظرية ماركس تعتبر ضرباً من الهذيان. وصارت رأسمالية الغرب تبدو وكأنها مهتمة برفاه الناس حريصة على سعادتهم.
غير أن الناس توقفت عند هذا الواقع دون أن تمعن في حيثياته وتتعمق في أسباب حصوله. قلة قليلة فقط منهم نفذت إلى السبب الحقيقي لذاك العصر الذهبي الذي عاشه عمال الغرب. فثورة عام 1917 في روسيا هي التي أفزعت رأس المال كل الفزع ليفعل ما فعل من تحسين لمعيشة العاملين لديه. فقد بات من جرائها يلزم التصدي للسوفيات، لمجالس نواب العمال والفلاحين والجنود في روسيا، وتقديم البرهان على أن الرأسمالية قادرة على تأمين حياة أفضل للعاملين. لا سيما أن الاتحاد السوفياتي تحول لاحقا إلى كوكب بأكمله مستقل له اقتصاده وله نظامه النقدي الخاص به. وكان الدب الأحمر الضخم هذا متراميا في استلقائه على سدس يابسة الأرض مانعاً الطامعين بالهيمنة على كل الأرض من تحقيق مأربهم. ولذا كان العامل في ألمانيا الغربية مثلا يحصل على 45 ماركاً لقاء ساعة عمله. ولذا أيضا استثار وجود الاتحاد السوفياتي ظاهرة ما كانت لتُعقَل في زمن ماركس هي نشوء طبقة وسطى تعد بالملايين وتحولها في الغرب إلى أكثرية.
وها هو الاتحاد السوفياتي الآن قد اختفى عن الخارطة، فبرزت في السوق العالمية جحافل البؤساء الجدد المستعدين للقيام بأي عمل وبأي أجر. آنئذ رفعت الرأسمالية الغربية عن وجهها قناع الأب الحنون العطوف ليبرز من تحته وجه الحوت المفترس وشدقاه المخيفان. وتبين فجأة أن وجود "الوجه المتوحش للإمبريالية" لم يكن البتة من اختراع الدعاية السوفياتية.
فبدأت حقبة تاريخية جديدة أخذت فيها الطبقة الوسطى في الغرب تسير نحو الهلاك وتنحدر أكثر فأكثر إلى درجات أدنى في السلم الاجتماعي. فأجورها باتت تهبط والبطالة تستشري في أوساطها. ولم يمض طويل وقت حتى اتضح أن هذا ليس أبداً بالظاهرة العابرة، وأن العالم يعود إلى سيناريو كارل ماركس في شأن انقسام المجتمع إلى زمرة ضئيلة من كبار الأغنياء وأغلبية ساحقة من البؤساء الفقراء بينهما عدد صغير من أبناء الطبقة الوسطى المستجدة.
وقد تذكر بعض المثقفين فجأة أن المجتمع الذي يحق فيه لكل امرئ أن يدلي بصوته، والذي يعتقد الناس فيه أن الدولة ملزمة الاهتمام برفاهية المواطنين، ليس سوى مشهد قصير زمنيا في تاريخ العالم الرأسمالي، وأن الأغنياء كانوا على امتداد الجزء الأكبر من الحقبة الرأسمالية يستغلون الفقراء الاستغلال الشنيع، وأن هؤلاء الفقراء لم يكن أحد يهتم بهم، بل تُركوا وفقرهم وجها لوجه. الآن ليس ما يستدعي من رأسماليي الغرب مغازلة العاملين. فهم الآن لا يخشون أن يخرج العاملون في الغرب إلى التظاهر تحت الأعلام الحمراء مطالبين بفعل ما كانت تفعله روسيا السوفياتية والتمثل بها بعد اختفاء الأخيرة.
وأكثر ما يبدو تعسر الأمور الآن في أوروبا التي كانت فيها ماضياً أقوى مما في غيرها عناصر الاشتراكية. فالألمان مثلا كانوا معززين مكرمين، ورجال الأعمال السويديون كانوا يدفعون من الضرائب ما يكفي ويزيد ليؤمن للشعب التعليم والطبابة المجانيين. وها هو رأس المال يقرر فجأة وضع حد لكل هذا.
فأي معنى فعلا لإبقاء مؤسسة ما في أوروبا حيث العمال مرتفعو الثمن بل لا يعجبهم العجب، ما دام بالإمكان الآن تأسيس مصانع ومعامل هناك حيث يرضى العمال أن يعملوا مقابل شروى نقير، دون أن يطالبوا بأية ضمانات اجتماعية، وحيث هم موافقون على الحصول شهريا على ما يتقاضاه العامل الأوروبي في اليوم الواحد. فيمكن إذا نقل المصنع إلى الصين أو إلى ماليزيا أو إلى البلدان الاشتراكية سابقا في أوروبا الشرقية. وأرباح الرأسماليين ستجنح إلى النمو ولن يكون عليهم بعد الآن أن يدفعوا الضرائب المرتفعة في أوروبا. فما الذي يبقى في أوروبا؟ فقط المكاتب الرئيسية للشركات والمؤسسات، وهي قادرة كل القدرة على إخفاء أرباحها الطائلة بمئات أساليب الاحتيال وطرائقه. وإذا ما بدأت الدولة تطالب بحقها على الرأسماليين فإن المكاتب هذه سيمكن نقلها إلى بلدان أقل تطلباً تكون فيها الضريبة المفروضة على الربح ضئيلة أو معدومة كليا. بل يمكن حتى تحاشي أية ضرائب بنقل المكتب إلى متن سفينة ضخمة خاصة بالشركة المعنية مثلا. وليس مصادفة أن بدأت مشاريع بناء سفن ضخمة مخصصة لمكاتب الشركات الكبرى بهمة ونشاط خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
إن رأسماليي أوروبا يتهكمون صراحة على دولهم: أنتم تطالبوننا بأن ندفع للعامل ما لا يقل عن 3 آلاف يورو شهريا؟ نحن سنفعل هذا، ولكن سيكون عدد عمالنا الآن أقل مما كان بعشر مرات. ولأجل هذا سنسرح من مصانعنا ملايين الأشخاص. فالسلع الأوروبية باتت تخسر أسواقها، فهي مرتفعة الثمن كثيرا، والمستهلك بات يفضل شراء أحذية أو جزادين أو سراويل من ماركات أوروبية شهيرة ولكن مصنوعة في مكان ما بآسيا مثلا.
وها هي قد أخذت تهافتت أمام أعيننا "الاشتراكية السويدية"، حلم بعض الحالمين المسطحي العقول. وها هي تتنامى في أوروبا البطالة ويتقلص عدد أماكن العمل. وها هم الأوروبيون الآن موافقون، لأجل الحفاظ على مراكز العمل، على أن تخفض أجورهم وتقلص ضماناتهم الاجتماعية. ويبين كتاب هانس بيتر مارتن وهارالد شومان الشهير "فخ العولمة: هجمة على الازدهار والديموقراطية" هذه الأمور على خير وجه. بيد أن رحيل الإنتاج من أوروبا القديمة إلى بلدان أخرى ليس إلا نصف المشكلة. فهناك مشكلة التقدم التقني الذي وإن لم يكن يتسم بطابع الثورية، فإنه زاد كثيرا من إنتاجية العمل. وليس يمس هذا فقط عمل المصانع. فتقدم الإنترنت وتقنيات المعلوماتية والـ"Multimedia" والنقود الإلكترونية وآلات دفع النقود عند أبواب المصارف أمور أدت إلى تقلص أماكن العمل تقلصا هائلا في المصارف ومكاتب إدارة الشركات وفي شركات التأمين والتجارة. ولم يعد ثمة من حاجة إلى ذاك القدر من "ذوي الياقات البيض" في مجالي السياحة وشركات الطيران. والإنتاج الكمبيوتري الصغير الذي يمكنه أن يرمي إلى السوق بلمح البصر دفعات من السلع تتفق وأي ذوق، هذا الإنتاج الذي أفرط في مديحه طوفلر في كتابه "تحولات السلطة" (1990)، جعل ملايين الأيدي العاملة غير لازمة. إلا أن طوفلر كان لا يزال يظن أن إنتاجا كهذا سيبقى فقط مقتصرا على أوروبا والولايات المتحدة، فأخطأ. فهذا الإنتاج ما عتم أن انتقل إلى بلدان "ذوي الأعين الضيقة" من أبناء آسيا. وتبين فجأة أن أوروبا لم تعد بحاجة إلى الـ300 مليون نسمة الذين يشكلون سكانها، وأن إشباع السوق بكل الخيرات المادية وغيرها يكفي لأجله خمس الأوروبيين الذين يرزقون أحياء الآن. أما الباقون منهم فزيادة تثقل كاهل الاقتصاد وتزيد الهم على القلب!!!
إن منافسة اليد العاملة الرخيصة الآتية من غير بلدان الغرب والتقدم التكنولوجي ليدمران أوروبا. فها هو مارتن بانغيمان العضو المسؤول عن الاقتصاد في لجنة الاتحاد الأوروبي يعتقد أن الإبقاء على الأجور مرتفعة يجعل الإنتاج الجماهيري في أوروبا الغربية غير ذي مستقبل. "فالصين وفيتنام حيث الإنفاق على الأجر متدن لدرجة أن التفوق عليهما في هذا المجال يكاد يكون غير ممكن قد باتتا جاهزتين كمنافستين". وصحيفة مديري الأعمال "وول ستريت جورنال" ترى أن "المنافسة في الاقتصاد العالمي القاسي المراس توجد سوق عمل عالمية شاملة. فلم يعد ثمة من أماكن عمل مضمونة"...
... أما رئيس وزراء مقاطعة سكسونيا الألمانية فعثر هو الآخر على "جبل كامل من المصالح الأنانية" لا بد من "تفجيره". وقد كتب مارتن وشومان يقولان: "هذه المصالح هي الآتية: دفع الأجرة في حال المرض، دفع المعاشات العائلية، الحماية من التسريح غير المبرر، دفع الإعانات في حال البطالة، تقديم الدولة عملا ما، أسبوع العمل من خمسة أيام، الإجازة السنوية من 30 يوماً والكثير غيرها مما يدخل منذ زمن بعيد في المكوِّن الاجتماعي لاقتصاد السوق في ألمانيا... ففي ضوء التنافس العالمي تحولت المكاسب الاجتماعية إلى مصالح أنانية".
هذه التطورات إياها تحصل أيضا في الولايات المتحدة. فقد بات جليا للعيان كيف أن الأجر الفعلي للطبقة الوسطى يهبط منذ العام 1973، وكيف أن العِمالة المضمونة يحل محلها نظام التعاقد لآماد قصيرة. فيبعث إلى الوجود عمليا نظام عمل المياومين.
إن من بين الأمراض الخطرة لدى الولايات المتحدة تفكك الأمة وانقسامها إلى فئات، ما ينذر بنهاية ما تعودناه من ديموقراطية أميركية. فمنذ بداية الخمسينات وحتى العام 1973 كان اليانكي ينشئون ويرعرعون طبقتهم المتوسطة ويقلصون على الدوام الفرق بين الدخول التي يتقاضاها هؤلاء وتلك التي يحصل عليها كبار أغنياء البلد. ثم راح هذا الأمر يتحول إلى عكسه شيئا فشيئا.
وإذا كان أحد ما يعتقد أن افتقار الناس المتعلمين هو سمة من سمات بعض البلدان دون غيرها فإنه يخطئ كل الخطإ. فما يحصل مثلا كاحتقار الأغنياء لكل امرئ شهم شريف وتحولهم إلى "إقطاعيين جدد" إذ هم يسكنون في بلدات خاصة بهم وراء سياج عال وبحراسة قتلة وجلادين مأجورين من مؤسسات "الحماية" وينشئون شرطتهم الخاصة بهم وكذلك مدارس خاصة ورياض أطفال وعيادات خاصة بهم، يحصل مثله تماما في الولايات المتحدة، قائدة الرأسمالية العالمية وأغنى بلدان العالم قاطبة.
إن افتقار الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة تفسره العولمة إياها. فقد برز في مواجهة المهندسين ومديري المزارع والأطباء والعمال المهرة الأميركيين منافسون آتون من بلدان آسيا الاستوائية مدربون لا أسوأ منهم البتة، ولكنهم في الوقت نفسه موافقون على أجر أقل بكثير من أجرهم. وهكذا بدأت الأجور في الولايات المتحدة تهبط بفعل قانون السوق العالمية.
إلى أين آلت إذاً زيادة الدخل القومي، أين صار نمو الاقتصاد؟ لقد ذهبا إلى جيوب الـ10 بالمائة "الأكابر" من السكان. فالأغنياء صاروا أغنى والفقراء أفقر. العولمة التي أفضت إلى إغلاق الكثير من المصانع في الولايات المتحدة (صناعة المكائن والسفن والسيارات والفولاذ) نقلت إلى صفوف العاطلين عن العمل أو العاملين في أماكن أدنى أجراً في مجال الخدمات ملايين العمال الفقراء من ذوي المهارات المتوسطة الذين كانوا مرفهين في الخمسينات والستينات من القرن العشرين. فبدأت الولايات المتحدة تتحول الآن إلى بلد فقراء. وقد اعتبر طورو أن من أبرز الأمثلة على هذا ظهور أشخاص لا مسكن لهم تنامى جيشهم منذ نهاية السبعينات ليبلغ 600 ألف شخص في الولايات المتحدة و600-800 ألف شخص في فرنسا مثلا. وثمة نوع آخر من المنحدرين إلى أسفل السلم الاجتماعي في الولايات المتحدة (5 ملايين و800 ألف نسمة) هم رجال قادرون على العمل ولكنهم سبق أن فقدوا أماكن عملهم ولا يتعلمون ولا حق لهم في المعاش التقاعدي على سبيل ضمان الشيخوخة ويعيشون من دون أي مصدر للرزق ظاهر. هم لا يدلون بأصواتهم في الانتخابات ولا يتوجهون إلى رجال الشرطة للشكوى ولا يرسلون دائما أطفالهم إلى المدارس. وليس عندهم حتى هاتف عادة. هؤلاء الناس يسمون بـ"العالم الثالث" في داخل الولايات المتحدة، تشبيها لهم بالحفاة في بلدان إفريقيا التعيسة. وليس بعيدا الوقت الذي سيضم هذا "العالم الثالث الداخلي" إليه عشرات ملايين الأميركيين.
وقد بدأت تتطور أيضا "ثقافة الأكواخ" مع بروز جمهور غفير من شباب المدن غير المتعلمين الذين لم يتقنوا أية مهنة. هذا القطيع من البشر الناقصين ذوي الرجلين الذين يتربون على التلفزيون وأفلام القتل، العدائيين الميالين إلى العنف، يغذي عالم الإجرام بكثافة ويتعاطى المخرات ويريد أن يعيش عيشة مريحة هانئة دون أن يستطيع تقاضي شيء من المال.
وفي الوقت نفسه تتكون فئة معزولة من الأثرياء. هؤلاء "الأثرياء سوف يدفعون من دخولهم المتزايدة للحرس الخاص الذي يتولى حمايتهم ويسهر على أمنهم الشخصي، بينما سيكون على الطبقة الوسطى أن تسير في الشوارع الخطرة وأن ترسل أولادها إلى المدارس الرديئة وأن تركب وسائل النقل المتسخة المتردية أحوالها أكثر فأكثر... فقد عادت إلى النمو مجددا في أيامنا جماعات الأغنياء الذين يعيشون خلف جدران عالية وبوابات مقفلة تسهر على أمنهم شرطة خاصة. وإذا إخذنا في الحسبان البنايات المؤلفة من عدة شقق ذات الحماية الخاصة لرأينا أن 28 مليوناً من الأميركيين يعيشون ضمن أمثال هذه المجموعات، وعدد هؤلاء كما يتوقع إلى تضاعف في العقد القادم من السنين". هذا ما كتبه طورو مقارناً ما يحصل بزمن انهيار وتفكك الإمبراطورية الرومانية حيث كانت السلطة "مخصخصة" فيما المدن كانت تؤول إلى الانحطاط.
إن الولايات المتحدة التي يتأكلها العنف ودمار الشبكة الاجتماعية والهوة المتنامية بين الأغنياء والصعاليك "غير المحسوبين على البشر" قد تنجر إلى دوامة الانحطاط بسرعة مذهلة. ولقد أظهر القرن العشرون أن بوسع الأوروبيين أن يصمدوا في وجه هذه الرياح. ففي ميدان البيوتكنولوجيا مثلا كانت الشركات الأميركية تعتقد أنه سيتسنى لها أن تفرض على العالم بزورها المعدلة جينياً من دون أي جدال. غير أن الأوروبيين أجبروها على التراجع. وحتى في دورة منظمة التجارة العالمية في سياتل في تشرين الثاني عام 1999 كانت هناك تظاهرات احتجاج ضخمة حين راحت الولايات المتحدة تحاول أن تفرض اقتصادا شاملا على العالم كله.
إذا نظرنا طبعاً إلى ما يعرضه التلفزيون الآن في بلدان كثيرة في العالم فإننا لن نرى مما يجري في العالم أن شيئا يحصل سوى أعراس نجوم هوليود أو عروض الموضة أو الفضائح الجنسية!
وإن توحد أوروبا وسعي الغرب اللجوج إلى توسيع رقعة منظمة التجارة العالمية لن يفعلا سوى تسريع انهيار عالم الرفاه والديموقراطية و"حقوق الإنسان" السابق.
أما الشيخ الوقور ماركس فلعله وهو ينظر إلى ما يجري من عالم الآخرة يبتسم من خلف لحيته الكثيفة. فهو العالم الذي توفي في العام 1883 تنبأ بكل دقة بالمستقبل. فقط ظهور الدولة السوفياتية الذي أجبر الغرب الرأسمالي على أن يبدي بعض "العطف" على العاملين خوفا من انتقال عدوى الشيوعية إليهم، هو الذي أخر قرناً كاملا من الزمن تجسد نظريته.
#مكسيم_كالاشنيكوف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|