أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - مناهضة الامبريالية للاغبياء














المزيد.....

مناهضة الامبريالية للاغبياء


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 170 - 2002 / 6 / 24 - 06:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل اكثر من مئة عام كتب اوغست بيبل وهو صديق للفيلسوف كارل ماركس، ان الانتقادات الرائجة في تلك الحقبة لما كان يسمى <<الرأسمالية اليهودية>> أي محاولة اظهار معاداة السامية كنزعة تقدمية ليست الا <<اشتراكية الاغبياء>>.
ونشر ميك هيوم في العدد الاخير من مجلة <<نيو ستيتسمان>> البريطانية اليسارية مقالا استغرب فيه محاولات استغلال التضامن مع الفلسطينيين في صراعهم ضد الاحتلال الاسرائيلي، من قبل مجموعات لم تكن في السابق تبدي اهتماما يذكر بالقضية الفلسطينية معتبرا ان هذا المنحى <<مناهضة للامبريالية على طريقة الاغبياء>>.
ويقول هيوم انه منذ احداث 11 ايلول، ظهر تحالف عالمي غريب معاد لاسرائيل يضم الاسلاميين الاصوليين والنازيين الجدد ومناهضي العولمة. وترى قوى في هذا التحالف تماهيا بين اسرائيل والغرب وبين الغرب والحداثة. ويتشارك الجميع بحسب هيوم في انعدام الايمان بافكار عصر التنوير والعصر الحديث مشيرا الى لافتة رفعت اثناء تظاهرة مناهضة للعولمة سارت مؤخرا في برلين وتقول <<الحضارة ابادة جماعية>>.
وبرغم ذلك، يجري استدعاء الولايات المتحدة الى الضفة الغربية ويطالب منظمو حملات التضامن مع فلسطين في الغرب بفرض عقوبات على اسرائيل ومقاطعة سلعها. أي ان مناهضي العولمة يريدون عولمة صراع الشرق الاوسط. انهم ببساطة يضعون انفسهم الى جانب دعاة الاستعمار الجديد المختبئ وراء قناع <<التدخل الانساني>>.
ويذكر هيوم ان الشرق الاوسط هو المنطقة الاكثر تحملا لعواقب تدخلات القوى الخارجية على مدى القرنين الاخيرين على الاقل. اما من يقولون انهم معادون للامبريالية فهم يدعون الى زيادة التدخل او بالاحرى الى <<احتلال اجنبي>> لوقف الاحتلال الاسرائيلي على غرار ما جرى في البوسنة حيث استبدل لقب <<الحاكم العام>> او المفوض السامي الاستعماري بلقب <<الممثل الاعلى للامم المتحدة>>.
ويعيد الى الاذهان ان مناهضة الامبريالية ظهرت اولا كتطبيق للحق الديموقراطي في تقرير المصير وفي رفض الحلول الخارجية لمشكلات أي مجتمع كان. ويبدو اليوم ان انصار <<مناهضة الامبريالية على طريقة الاغبياء>> لا يطالبون فقط باستعمار جديد بل يعارضون كل ما يمكن ان تكون الحضارة الغربية قد انتجته خلال مسيرتها الطويلة كالعقلانية والتجربة العلمية والتنمية الاقتصادية والرؤية الكونية. وليس استخدام الانترنت من قبل مناهضي العولمة وانصارهم الا <<بدائية بوسائل تقنية متقدمة>>.
ويتناول هيوم تحليلا ورد على موقع جماعة <<المهاجرين>> الاسلامية البريطانية على الانترنت لحادث تحطم القطار في بوتر بار ولازمة نظام الخدمات الصحية البريطاني حيث ترى الجماعة ان المسألتين تشيران الى تورط حكومة طوني بلير في تخصيص المليارات لسياسات مؤيدة للعولمة ومساندة للحرب. ولا تطالب الجماعة بتأميم السكك الحديدية او النظام الصحي بل ترى <<ان اقتصاد الحكومات التي تشن حربا على الاسلام، سيظل يتدهور بمشيئة الله>>.
وليست التحالفات الظرفية بين قوى مختلفة المشارب نادرة في عالم السياسة، لكن ما يراه هيوم غريبا هو ان تتبنى الجهات المناهضة للعولمة خطابا اقرب الى الخطاب الاسلامي الاصولي مشيرا الى ان اسامة بن لادن وغيره من قادة الاصوليين لم يتطرقوا قبل هجمات 11 ايلول الى معاناة الفلسطينيين. واتحدت في نيسان الماضي ثلاث تظاهرات في واشنطن ، ضد صندوق النقد الدولي وضد الحرب في افغانستان وضد الاحتلال الاسرائيلي ، لتشكل اكبر تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في تاريخ الولايات المتحدة حيث شارك فيها 75 الف شخص.
ويقول ان الانتقادات التي تعرضت لها اسرائيل اثناء الانتفاضة من قبل مسؤولين غربيين رفيعي المستوى تعود الى حالة القلق في الغرب وليس الى العداء للسامية خصوصا ان من بين اشد منتقدي اسرائيل البرلماني البريطاني جيرالد كوفمان وهو صهيوني قديم وصف اسرائيل بالدولة المارقة وشارون بمجرم الحرب.
ويبدي هيوم عجبه من تفسيرات بعض مناهضي العولمة لاسباب معاداتهم لاسرائيل وينقل عن الناشط الفرنسي جوزيه بوفيه قوله في مقابلة مع مجلة <<نيو ليفت ريفيو>> ان الاسرائيليين <<يفرضون وبدعم من البنك الدولي جملة من الاجراءات تهدف الى دمج الشرق الاوسط في دوائر الانتاج المعولمة، عبر استغلال العمالة الفلسطينية الرخيصة>>. في المقابل يشيد بانتقاد الناشطة الكندية المناهضة للعولمة نعومي كلاين <<لغوص مناهضي العولمة في صراع الشرق الاوسط من دون أي رؤية وباتباع جدول اعمال اخلاقي وتبسيطي وضعوه بأنفسهم>>. ويتساءل هل كان مناهضو العولمة يجرؤون على التوجه الى الاراضي المحتلة لو كانت اسرائيل <<نازية>> كما يدعون مذكرا بمصير الناشطين الاوروبيين الذين اعدمهم ديكتاتور التشيلي السابق اوغستو بينوشيه عندما جاءوا للتضامن مع حكم اليندي.
في النهاية، يؤكد هيوم ان لا مشكلة في دعم الفلسطينيين والتضامن معهم شرط عدم الانطلاق من <<مناهضة الامبريالية على طريقة الاغبياء>> التي يحاول البعض استغلالها لمصالحه الخاصة .
جريدة السفير


#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - مناهضة الامبريالية للاغبياء