أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - لتوضيح ماهية العلمانية














المزيد.....

لتوضيح ماهية العلمانية


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يختلط الأمر على الكثيرين ممن يهاجمون العلمانية بين كونها سياسة داخلية تخص مواطني الدولة وعلاقتهم بالهيكل الإداري المسمى بالحكومة وبين سياسات الدولة الخارجية التي تحددها ظروف وملابسات عديدة لا علاقة لها بالعلمانية من قريب أو بعيد أهمها العلاقات دبلوماسية ومصالح الدولة العليا والأمن القومي...كذلك يتم إتهام العلمانية من مناهضيها بمحاربة الدين والسعي لإنهاؤه والتضييق على المتدينيين...وهو الهجوم الذي يحدث أحياناً لسوء فهم أو جهل أو لمجرد الهجوم...وفي هذا المقال أوضح بعض النقاط لتوضيح حقيقة علاقة العلمانية بالسياسات الخارجية وعلاقتها بالدين علني أزيل بعض من سوء الفهم...ولنبدأ:

1- العلمانية تعني في أبسط مفاهميها فصل الدين كإعتقاد شخصي يخص الإنسان كفرد وبين الدولة كإطار عام يضم مواطنين يحملون جنسية الدولة بإختلاف أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم...الفصل هنا لا يعني المنع...فكثيرون يخلطون بين الفصل التشريعي والقانوني والإداري للدين عن الدولة وبين منع الإعتقاد بالدين عموماً...الدولة العلمانية تضع الدين من ضمن أهم مبادىء الحرية الشخصية وتعتبر المساس بعلاقة الإنسان بربه جريمة إلا إذا تخطت الحاجز الفردي وأصبحت وسيلة لإنتهاك خصوصيات الآخرين...وقتها يتم تطبيق القانون بدعوى إنتهاك حرية الغير والإعتداء عليه...وهو ما يطبق أيضاً على من ينتهكون حرية المتدين في ممارسة شعائر وطقوس دينه...لذا نرى من خلال ما سبق أن الدين يظل مصان ومحفوظ ولا مساس به للمتدين وتبقى الدولة هي الأرض المحايدة التي تحكم بين مواطنيها دون تحيز على أساس ديني أو عرقي او جنسي.
2- الدولة العلمانية تهتم في المقام الأول بالسياسات الداخلية التي تخص مواطنيها...وهي تنظيم علاقتهم بالدولة على أساس مدني بحت وترك الشأن الديني للمواطن كجزء من حريته الشخصية شريطة ألا يتعدى بواسطته على حرية الآخرين...تعطي الدولة العلمانية الحرية كامله للمؤسسات الدينية بكافة أشكالها دون وصاية مباشرة منها على أدائها...وهو ما يعني عدم إستغلال السلطة للدين في تسيير أمور الدولة أو في تحقيق مصالحها الداخلية...الأصل في السياسة الداخلية للدولة المدنية هو الحياد والعدالة والمساواة في علاقتها بالمواطنين دون النظر لأي إعتبارات أخرى...أما السياسة الخارجية للدولة فتحددها أسس وقواعد عديدة أهمها البراجماتية والنفعية وضمان الأمن القومي...وهو ما ليس له علاقة على الإطلاق بالعلمانية...لذا نرى أن النفعية والبراجماتية هي العامل المشترك الأساسي في الدولة الدينية والعلمانية...فكلاهما يرسمان السياسة الخارجية طبقاً لقواعد وأسس متغيرة بناءاً على الواقع وليس طبقاً لنصوص دستورية أو قانونية أو دينية محدده.
3- لا تسمح الدولة العلمانية بإطار واحد يحدد علاقة مواطنيها بالدوله...فهي تسمح كمثال بالزواج المدني إلى جانب الزواج الديني...وتسمح بحرية الإنتقال من دين لآخر أو من مذهب داخل الدين الواحد لآخر أو حتى ترك الدين للادينية دون وصاية او شروط أو عقوبات...وهو ما يسمح بالمرونة في المجتمعات العلمانية وينهي للأبد أي إحتقانات طائفية أو مذهبية بين مواطنيها...والضامن الوحيد هنا هو حيادية الدولة تجاه من يحملون جنسيتها...أما فيما يخص السياسات الخارجية للدولة فلا نجد أنه من ضمن أسس الدولة العلمانية نشر دين أو مذهب أو فكر بعينه...ولا السعي لتغيير معتقدات الدول الأخرى بقوة السلاح او الحصار الإقتصادي أو العلاقات الدبلوماسية...ولا تهتم الدولة العلمانية بتدين الدول المحيطة بها من عدمه.
4- من أهم الأسباب التي دعت لظهور فكرة الدولة الحيادية هي إنحياز الملك أو الرئيس أو الخليفة أو البابا لدين ومذهب بعينه على حساب باقي الأديان والمذاهب الأخرى التي يدين بها مواطني دولته...وهو ما جعل ظهور فكرة تخلي الدولة عن الإنحياز الديني واجبة التطبيق خاصة بعد سلسلة طويلة من النزاعات الطائفية والحروب الأهلية والإحتقانات الدينية أدت لإسالة دماء الملايين من أبناء الوطن الواحد...لذا نرى أنه نادراً ما تكون الدولة العلمانية طرف في نزاع ديني بينها وبين مواطنيها..بل إنها تكون القاضي والحكم بين عندما ينشأ أي خلاف ديني بينهم...ومن هنا تضمن الدولة العلمانية العدل في الحكم بين مواطنيها لحيادها المسبق تجاههم من الناحية الدينية.
5- وفي النهاية نقول أن الحرية الشخصية في الدول العلمانية مضمونه أكثر بمراحل عن الدول الدينية أو التي تخلط المدني بالديني...كذلك يمارس المتدينون حتى المتطرفون منهم كافة شعائرهم وطقوسهم الدينية دون مضايقات أو إتهامات أو صعوبات في الدول ذات التوجه العلماني...بعكس الدول الدينية أو الشبه دينية التي تضيّق الخناق على من لا يدينون بدينها ومذهبها الرسمي بل ويصل الأمر لحد الإعتقالات وأحياناً القتل مع سبق الإصرار والترصد بدعوى مخالفة الدين الرسمي أو الردة أو الهرطقة...وهو ما نراه بكل وضوح في السعودية التي لا تسمح بممارسة كل من هو غير مسلم أو غير سني او غير وهابي (مثال الصوفية) بممارسة شعارهم الدينية وكذلك حقهم في إقامة دور العبادة الخاصه بهم...وتقوم بإعدام من يرتد عن دينه أو يمارس معتقد يدخل تحت بند الوثنية أو الهرطقة...كذلك نرى كل ما سبق في إيران لكن بإختلاف التحيز المذهبي...ونراه في السودان وما حدث في جنوبه تجاه المسيحيين...ورأيناه أيام حكم صدام حسين للعراق وما حدث للشيعة في حلبجه...والأمثلة لا تنتهي على الإنتهاكات التي تحدث في مجال الحرية الشخصية وحقوق الإنسان والحق في الإعتقاد والتفكير في الدول الدينية...حتى أن أغلب اللاجئين الدينيين يهربون من إضطهاد حكّام الدول الدينية إلى الدول العلمانية التي تضمن حرية ممارستهم لدينهم ومعتقدهم بغض النظر عن ماهيته.





#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة قبول الآخر بين العلمانية والأصولية الدينية
- الحل الوحيد لتطبيق العلمانية في مصر
- متى يخرج الأزهر من أزماته ويسترد دوره المعتدل؟
- العلمانية الأسبانية كما نطالب بها
- القضاء السعودي بين الأحكام السماوية والقوانين الوضعية
- هل تصنع أفكار العودة للماضي دولاً إٍسلامية حديثة؟
- هل حان الوقت لإعادة النظر في القنوات والبرامج الدينية التي ت ...
- العلمانية الألمانية والعلمانية المصرية, هذا هو الفرق
- دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري
- عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟
- عبقرية الشعب المصري
- ما بين سطور المراجعات الفقهية, نرجو الإنتباه قبل فوات الآوان
- عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟
- وهم الصحوة الإسلامية
- العنصرية تحكم مصر
- عادات المصريين في خطر
- حزب الإخوان–كيف تتوازن سلطات الدولة المختلفة مع لجنة ظل الله ...


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - لتوضيح ماهية العلمانية