أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون














المزيد.....

المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 14:39
المحور: القضية الفلسطينية
    



ما زالت ردود الفعل الغاضبة من قطاعات شعبنا المختلفة تتفاعل فيما يتعلق بقرار السلطة الداعي إلى تأجيل البث في تقرير غولدستون بخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي اتهم قادة إسرائيل بارتكابهم جرائم حرب .
فهناك حالة من الصدمة والذهول تجاه هذه الخطوة غير المبررة من قبل السلطة بالوقت الذي كانت هناك أغلبية ستصوت لصالح التقرير في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فمن أصل 45 دولة كان سيصوت 37 دولة لصالح اعتماد التقرير على طريق رفعه إلى مجلس الأمن أو لمحكمة الجنايات الدولية .
لقد انتظر شعبنا بكافة مكوناته وقواه السياسية والحقوقية والأهلية هذه اللحظة التي سيتحرك بها الضمير العالمي والمجتمع الدولي لملاحقة ومحاكمة قادة إسرائيل ،بالوقت الذي فشلت كافة الجهود السياسية والدبلوماسية من الحد من استمرارية العدوان الاسرائيلي بحق شعبنا وأرضنا ، وذلك عبر الاستمرار بالاستيطان وبناء الجدار وإقامة نظام من المعازل والكنتونات وتهويد القدس والامعان في حصار قطاع غزة وتحويله إلى معتقل كبير .
لقد أضاعت السلطة بقرارها لخطة تاريخية ستتحول بها إسرائيل إلى " الجلاد " الذي يجب ردعه وفق القانون الدولي وآليات العدالة بالوقت الذي كانت تدعي بالسابق أنها " الضحية " .
ولكن ومن أجل تدارك ما حصل وحتى لا يتم إضافة هذا الموضوع في إطار المساجلات والتناقضات الداخلية فلا بد من إجراءات عملية لتجاوز ما حدث ، فالبكاء على الحليب المسكوب ليس مفيداً في هذه الحالة ، بل أننا بحاجة إلى خطوات عملية لكي يبقى التقرير حياً وفاعلاً ويمكن استثماره لصالح شعبنا وقضيته الوطنية العادلة .
هناك عدة خيارات للتعامل مع السلطة تجاه الخطيئة التي قامت بها .
أعتقد أننا بحاجة إلى الإسراع في استعادة المؤسسة الوطنية الجامعة المجسدة ب م. ت . ف بعد أن يتم إعادة بنائها وتطويرها وإدخال كافة القوى غير الممثلة بها ، وذلك على أسس وطنية وديمقراطية ومن أجل تطويق المنهج السياسي الذي أدى إلى اتخاذ قرارات تأجيل البث في تقرير غولدستون ، حيث أن هذا الخيار هو الأفضل وطيناً بالوقت الذي تشهد الضفة وتحديداً القدس هجمة مسعورة ، فنحن يجب ان نوحد طاقاتنا في مواجهة الاحتلال وعدم تعزيز التناقضات الداخلية لتصبح رئيسية ، وعليه فإن أي حراك شعبي يجب أن يوجه إلى الاحتلال وفي نفس الوقت العمل على إعادة بناء الأداة الوطنية المعبرة عن حقوق شعبنا عبر ترتيب البيت الداخلي ومحاسبة أية من القادة الذين أساءوا لمسيرة هذا النضال سياسياً وإدارياً واقتصادياً .
إن محاصرة نهج السلطة بات ضرورة وطنية بعد أن فشلت مسارات المفاوضات الثنائية ولم تستطع أن تحقق نتائج على الأرض بما في ذلك تجميد الاستيطان أو حتى رفع الحواجز التي تصل إلى أكثر من 600 حاجز بالضفة الغربية وبعد أن نمت مصالح لشريحة طبقية اقتصادياً واجتماعياً مستفيدة من بقائها بالسلطة والحكم وقد باتت في موضع الابتزاز من قبل الاحتلال ، لكي تضمن استمرارية مصالحها الاقتصادية .
صحيح ان ما حصل هو خطيئة يصل إلى حد الجريمة الوطنية ولكننا يجب أن ننتبه من الخطر الأكثر شراسة ورئيسية والذي يكمن بالاحتلال والاستيطان وتهويد القدس ، حيث أن الحكومة اليمينية بإسرائيل تسير بتسارع في مخططاتها العدوانية بحق شعبنا ولرسم معالم الحل النهائي على الأرض وفق الرؤية الإسرائيلية التوسعية .
هناك فرصة توفرت من خلال القرار الليبي برفع تقرير غولدستون إلى مجلس الأمن من الهام والضروري استثمار هذه الفرصة من قبل الجميع ، بما في ذلك السلطة وذلك من اجل استمرارية القضية وابقائها حية وفاعلة، فحتى لو قامت الولايات المتحدة باستعمال حق النقض الفيتو ، فإن إثارة التقرير ورفعه إلى مجلس الأمن سيبقى الرأي العام فاعلاً وسيبقى الأعين مركزة على قادة إسرائيل بوصفهم قاموا بأعمال ترتقي إلى جرائم الحرب بحق أطفال شعبنا أثناء العدوان الأخير والبشع الذي قامت به على قطاع غزة .

إن سلطة تصبح عبأً على شعبنا ونضاله الوطني بحاجة إلى إعادة نظر ، وإن المدخل الأنسب لذلك يكمن بالعودة إلى آليات حركة التحرر الوطني .
فلم يعد مقنعاً لأحد أن السلطة هي نواة وأداة للدولة المستقلة ، إلا إذا كانت هذه الدولة هي سلطة الحكم الإداري الذاتي الهزيل.




#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
- كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
- خطوات ضرورية لخطاب جميل
- حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال
- متى تخرج المنظمة من دائرة الاستخدام
- ايها الديمقراطيون - ماذا تنتظرون ؟؟
- بعد المؤتمر السادس لحركة فتح لكي لا يتم استنساخ القديم ؟
- استخلاصات وعبر من أحداث رفح
- حول مديح الفياضيزم
- المجتمع الفلسطيني وفلسفة العمل الأهلي
- هل حان وقت الايدولوجيا في مجتمعنا ؟
- الانتخابات الفلسطينية وتحديات الهوية
- حول شمولية الحوار الوطني
- جولة سريعة داخل مؤتمر اليسار الفلسطيني
- شروط اسرائيل التي لا تنتهي
- من أجل تجاوز مأساوية المشهد الفلسطيني الداخلي
- إعادة اعمار قطاع غزة من منظور منظمات المجتمع المدني
- دور المنظمات الأهلية بالحد من ظاهرة العنف ضد النساء
- تقديراً ووفاءً للمناضلة والمربية الكبيرة
- العودة للديمقراطية المدخل الأصح لاستنهاض الحالة الوطنية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون