|
تفكيك مقالة -إنبعاث المارد- للأستاذ طارق حجي
محمد أبو هزاع هواش
الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 11:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنا إنسان بسيط. أحب الجمل القصيرة والكلام المختصر. متعود منذ الصغر على الخطابات الرنانة. وبالطبع أكره الإجتماعات.
قرأت بعد عناء شديد مقالة الأستاذ طارق حجي. العناء أتى من التكرار الممل لنفس الجمل والأفكار، من الأخطاء المعرفية التاريخية ومن النشرة المعتادة عن شخصه الكريم.
مقال "إنبعاث المارد" طموح جداً لأن الكاتب يحاول بشدة إقناعنا بأنه قد وصل إلى تفسير نقطة مهمة جداً تتعلق بتقدم منطقة وصعود السلفية القتالية. طموح المقال هو مقتله لأن ماأتى به الكاتب لبرهان نقطته كان أكبر من مقال وبالطبع أصغر من كتاب. هذه هي دوامة فكرية تغرق كل من يدخل إليها.
لاأعرف لماذا يكتب لنا الأستاذ الحجي عن نشاطاته بينما هو يحاول أن يقدم نظريات؟ عرفنا في مقاله السابق أنه كان في إجتماع مع أمير دولة خليجية، وفي مقالة أخرى أخبرنا بأنه مدير شركة كبيرة ويدير الملايين والآلاف من العمال. وبالطبع عندما قدم أوباما إلى القاهرة قرأنا في مقاله أنه كان قد عزم من قبل الأمريكان والحكومة المصرية. أما في هذه المقالة المعنونة "إنبعاث المارد" فالأستاذ الحجي يخبرنا بأنه من محاضرة إلى محاضرة من أكسفورد إلى القاهرة مروراً بفيينا.
لذلك السبب ضعنا ولم نعرف من أين نبدأ؟ إنها مشكلة لأن المقال بعد المقدمة المعقولة التي وعدتنا بدسم تاه وشط ونط من حقبة إلى أخرى. بالطبع رش الكلمات الإنجليزية ليس لها دلالة وفائدة تذكر سوى الفذلكة، وتكرار البعض منها يدل على أن المقال قد كتب خلال فترة طويلة وأن الكاتب قد نسي كم مرة تكررت تلك الكلمة. لو كان المقال قصيراً ومفككاً لأجزاء صغيرة مركزة، فكان يمكن عندئد للأستاذ الحجي التركيز على نقطة واحدة ما بدلاً من أن يمر بنقاط عدة متسرعاً ذاكراً لها من أجل إبهارنا بثقافته التي نعرف أنها واسعة من البداية. فلهذا فإن تصحيح ومناقشة نقاط من هذا المقال قد تمكن من تقديم صورة أفضل للمقال ككل ومشكلة بعض النقاط هنا وهناك.
قال الأستاذ الحجي أن حمدان بن قرمط قد خطف الحجر الأسود والحقيقة تقول بأن أبو طاهر الجنابي هو الذي فعل ذلك في 317 هجري/930ميلادي عندما هاجم مكة وقتل الحجاج وخرب ودمر وقال بعدها:
فلو كان هذا البيت لله ربنا لصب علينا الزيت صبا لأننا حججنا حجة جاهلية محللة لم تبقي لاشرقاً ولاغربا وإنا تركنا بين زمزم والصفا جنائز لاتبغي سوى ربها ربا
من القرامطة إلى الغزالي حيث قال الأستاذ الحجي أنه كان يذهل "كيف نالت كتابات الغزالي كل هذا التقدير المبالغ فيه إلى أبعد الحدود. الجواب هو واضح ولكن لأمثال الأستاذ الحجي المتعلم في النظام التعليمي المصري لن يقال له بأن سبب إنتشار كتابات الغزالي هو تبني السلطة السنية المسلمة لفكر الغزالي ومنعت، أو لم تشجع الأفكار الأخرى. الغزالي ونظام الملك والسلاجقة ومن بعدهم الأتراك هم السبب في التقدير المبالغ فيه لكتابات الغزالي. إرتباط الغزالي بمراكز القوى هو من ضمن الرضا من أفكاره.
من الغزالي نذهب إلى مفهوم الإسلام التركي/المصري الذي أتى به السيد الكاتب. يقول الأستاذ طارق حجي أن الإسلام التركي/المصري هو "الفهم المتسم بالتسامح والمرونة والقبول النسبي للأخر." هذا الكلام غير دقيق بوضوح وذلك لأننا إذا نظرنا إلى مشايخ الدولة العثمانية ونظرنا إلى فتاويها لنظرنا أن الآخر لايستحق الحياة وقد قامت الدولة العثمانية بالتطهير المذهبي. حرب الدولة العثمانية مع الدولة الصفوية والفتوى الحامدية تقول بإسلام متزمت لايقبل الآخر. فلهذا فمفهوم الإسلام المتسامح التركي يبقى من دون سند.
مثال الإسلام التركي/المصري يقودنا إلى حرب محمد علي ضد الوهابية حيث قال الأستاذ الحجي أن قرار الحرب ضد الوهابية هو "قرار ثقافي وحضاري قبل أن يكون قراراً سياسياً وعسكرياً." لاأدري كيف وصل الأستاذ الحجي إلى هذه النقطة لأن الواقع يقول غير هذا. واقع الدولة العثمانية المريضة في تلك اللحظة وقرار حربها مع الوهابيون وتدخل محمد على كان قراراً بعيد البعد عن حملة الحضارة والثقافة. ماهي الثقافة التي جلبها إبراهيم ابن محمد على إلى الجزيرة العربية وماذا ترك لهم منها بعد ذهابه لغزوة جديدة؟
لن أطيل وانتج مقالاً طويلاً لأن خير المقال ماقل ودل.
#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا أنا لست من هواة وفاء سلطان
-
كلام فاضي
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|