|
الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط !:
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:22
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
تعقيبا على لواء الشرطة أكرم المشهداني : الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط ! علاء اللامي
نشرت جريدة " القدس العربي " مقالة بقلم لواء الشرطة السابق أكرم عبد الرزاق المشهداني في عددها ليوم 26/5/2004 تحت عنوان ( يا أبا مصعب الزرقاوي: لقد أخطأتم العنوان هذه المرة! ) علق فيها الكاتب على ما سماها " حادثة الاعتداء على وكيل وزارة الداخلية العراقية عبد الجبار يوسف الشيخلي " وهو يقصد جريمة التفجير الجبانة التي تبنتها عصابة فاضل نزال الخلايله المكنى بأبي مصعب الزرقاوي ، تلك العصابة التي تتهمها سلطات الاحتلال الأمريكية بأنها قامت بسلسلة دموية من عمليات التفجيرات منذ احتلال العراق راح ضحيتها الآلاف من المواطنين العراقيين الأبرياء من زوار العتبات الإسلامية المقدسة وطلاب المدارس الابتدائية والعمال والسابلة ولم يسقط بسببها من قتلى جيش الاحتلال إلا جنديان أو ثلاثة وبعض الجرحى كما قتل في تلك التفجيرات عدد من السياسيين ورجال الدين منهم السيد محمد باقر الحكيم وعز الدين سليم وكان آخر المستهدفين هو عبد الجبار الشيخلي ربما من قبل خلط الأوراق و التشويش على الاتهام بالطائفية الفاضحة في أداء المجرمين . إنني في الوقت الذي أشارك الكاتب رفضه لعملية تفجير منزل السيد الشيخلي والتي ذهب ضحيتها عدد من أهل بيته أعبر عن استهجاني و رفضي للمضامين الطائفية التي تستبطنها مقالة المشهداني الذي يبدو أنه يرفض الاعتداء على الشيخلي لا من منطق الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال و لعمليات الإرهاب الأعمى والمريض التي تنفذها العصابات السلفية الدموية بل من منطق انتماء المعتدى عليه للطائفة السنية والى الفرع العراقي لحركة الأخوان المسلمين " الحزب الإسلامي " الممثل في مجلس الحكم المعين من قبل الاحتلال ، وإلا ماذا يعني أن يعتبر المشهداني أن الزرقاوي قد " أخطأ العنوان هذه المرة " غير أنه كان على صواب في كل مرة سابقة ؟ ترى ، ألا يعني هذا القول تأييدا صريحا لعمليات التفجير والقتل الأعمى التي قامت بها هذه العصابة ضد العراقيين من الطوائف والقوميات والأحزاب الأخرى قبل هذه العملية ؟ ألا يعني ذلك تأييدا لإقدام الزرقاوي بحسب أحد المواقع " الإسلامية " على الانترنيت ومعه خمسة من العمالقة المسلحين حتى أسنانهم على ذبح الشاب الأمريكي الأعزل الأسير لديهم "نيكولاس بورغ " بدم بارد و" شجاعة خارقة !!" لينقذوا بالتالي الإدارة الأمريكية من أخطر حصار وإحراج إعلامي شامل وعلى مستوى الكوكب كله كانت تعانيه إثر فضائح جلادي جيشها في سجن أبو غريب ؟ نعم ، لقد قدمت تلك العصابة السلفية أثمن هدية لبوش وإدارته بذبحها للشاب الأمريكي المسكين ولطخت شرف المقاومة العراقية البريئة من هذه الجريمة بالعار والشنار وأساءت إلى قيم التسامح والرحمة التي يتشربها العمق الروحي الإسلامي الذي تزعم تلك العصابة الانتساب إليه زورا ورفعت الحرج عن المجرمين الشواذ من جلادي الجيش الأمريكي المحتل . إن عمليات كهذه لا تصدر إلا عن واحد من طرفين : طرف جاهل ومصاب بسعار طائفي سلفي فقد وعيه بالحقيقة وتجلياتها السياسية والعسكرية واختلت علاقته بالزمن الفعلي فصار يعتقد الصواب فيما يقوم به وهو عين الخطأ ، أو طرف مخترق بعمق ومهارة من قبل المخابرات الأمريكية التي أشرفت على إنجابه قبل عقود ويقوده أشخاص مشبوهون وربما لا وجود لهم أصلا ومن بينهم الزرقاوي ذاته الذي شكك بوجوده الكثير من المراقبين أو من قبيل أشخاص لا علاقة لهم حتى بالمنظمات الإسلامية الجهادية المعادية للإمبريالية الأمريكية . وفي كلا الحالتين فإن هذه العمليات مدانة ومستنكرة وسوف تنفضح وتسقط الخلايا الإجرامية التي تقوم بها بسقوط الاحتلال وعندها سيصفي الشعب العراقي حسابه مع هؤلاء القتلة وستكون ملعونة المدينة التي آوتهم و ملعون هو البيت الذي استضافهم وخبأهم وملعون ومطلوب من قبل أهالي آلاف الضحايا هو العراقي الذي دافع عنهم وأخفاهم ومولهم وساعدهم على ارتكاب مجازرهم القذرة . إن لواء الشرطة السابق "المشهداني " الذي تحرك قلمه و صحا ضميره حين وصلت قنابل الإرهاب إلى بيت صديقه أو عضو حزبه يقترح على الزرقاوي إن كان هو من قام بهذا العمل أن يستغفر ربه لأنه أخطأ هذه المرة . هكذا بكل بساطة ! إن يقتل الزرقاوي الآلاف من العراقيين في الكاظمية والنجف وكربلاء والموصل وبغداد وأربيل وكركوك و في البصرة تحديدا حيث قتل المجرمون في ساعة واحدة وبعد أربعة تفجيرات متزامنة العشرات من أطفال المدارس الابتدائية ثم يستغفر ربه فأي منطق هذا ؟ و أيّ منا أجدر بالاستغفار ؟ خلاصة القول هي إنني مع رفضي الشديد للتعاون مع الاحتلال ومؤسساته من قبل أي عراقي كان وبغض النظر عن طائفته أو قوميته أو حزبه أرفض أيضا أسلوب القتل العشوائي بواسطة ظاهرة "سيارات الموت " الإجرامية التي تقوم بها أطراف مخترقة تستغل الشباب المؤمن المستعد للموت من أجل دينه وعقيدته . وإذا كان من حق أي مؤمن أن يضحي بنفسه هو ، وروحه هو ، في سبيل الله ، فليس من حقه وليس من حق أي مؤمن أن يضحي بأرواح الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ عراقيين في الوقت نفسه . أما على الصعيد السياسي فقد باتت الحقيقة واضحة بعد عام من المقاومة العراقية الباسلة الشريفة والأعمال الإرهابية الجبانة والعشوائية الهادفة لتلويثها وتنفير الناس منها وأن الطائفي السني والطائفي الشيعي هما وجهان لعملة الظلام والتخلف الواحدة فالأول -أي الطائفي السني - لا يريد أن يصدق ولا يستطيع أن يصدق بأن زمانه قد ولى إلى غير رجعه مع نظام الطاغية ومهندس المجازر الجماعية صدام حسين .أما الثاني - أي الطائفي الشيعي - فهو لا يريد أن يصدق ولا يستطيع أن يصدق بأن زمانه لن يأتي أبدا بفعل قوة ورسوخ خطاب الوطنية العراقية القادم من أعماق شعبها والمتصالح مع محيطه العربي والمنتمي إلى تراثه الإسلامي المستنير ولهذا ستسقط المحاصصة الطائفية الدينية التي جاء بها المحتل الأمريكي بسقوط الاحتلال وستسقط معها عصابات التفجيرات والقتل العشوائي وستسقط محاولات تلك العصابات لصنع "ميني أفغانستان " كما حدث قبل عدة أيام في الفلوجة البطلة فتطبق فيها القوانين الوهابية كجلد الفقراء بتهمة بيع أفلام الفيديو والخمور و عرضهم وهم عراة مجلودون على الجمهور المحاصر بالمسلحين كما كان يحدث في قرون الظلام الخوالي . وأخيرا ، فإن هذه المحاولات المعزولة والمستقوية بالفوضى وغياب الأمن والاستقرار الذي تسبب به الاحتلال الأمريكي ليست إلا أضغاث أحلام فالعراق عراق والفلوجة فلوجة وسيكون مهد الحضارات وأرض الرافدين قبرا للطائفيين و المحتلين والإرهابيين والأيام بيننا .
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاولة عقيمة أخرى لتكريس الجلبي زعيما طائفيا بعد تصفية الصدر
...
-
قصة السيد العلوي والطبيب القواد .
-
حين ينعت اليساري الكادحين في تيار الصدر بالرعاع !
-
من رفض وثيقة السلام في النجف وكربلاء: السيد الصدر أم مهندس ا
...
-
النفاق الطائفي بين قبة ضريح علي بن أبي طالب ومقر الجلبي !
-
الفضائيات العربية تمارس تعتيما طائفيا على المقاومة في الجنوب
...
-
الدرس السادس والأربعون : المستثنى وأسلوب الاستثناء
-
المؤتمر التأسيسي ماله وما عليه
-
بمقتل مقتدى سيسقط التشيع الفارسي وسيصعد التشيع العربي العراق
...
-
المبسط في النحو والإملاء : الدرس الخامس والأربعون : أدوات نص
...
-
المؤتمر التأسيسي العراقي القادم مخاطر ومحاذير : لكيلا تستبدل
...
-
صدام في محكمة آل الجلبي تحت العلم الأزرق ؟
-
عَلم ودستور ومجلس حكمهم ... كل ٌّ عن المعنى الصحيح محرَّف
-
المبسط في النحو والإملاء الدرس الرابع والأربعون : الفعل المض
...
-
توثيقات بخصوص صهيونية سالم الجلبي .. و ردود أخرى !
-
هل ينقذ الناخبُ اليهوديُّ بوشَ الابنَ من المصير العراقي لأبي
...
-
عملاء الاحتلال يعاقبون شرطة البصرة وشعبها .. لماذا ؟
-
المبسط في النحو والإملاء الدرس الثالث والأربعون : الحال
-
باي باي مجلس الحكم ..مرحبا تكنوقراط !
-
التضامن الوطني أقوى من الهلوسات الطائفية !
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|