أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإسلام والحضارة : أزمة هوية














المزيد.....

الإسلام والحضارة : أزمة هوية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2791 - 2009 / 10 / 6 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة سؤال عميق يدور في الأذهان وهو ، هل الإسلام دين أم حضارة ، أم تراه دين وحضارة في آن واحد ؟ وذلك قياساً ما لدى البوذية والهندوسية من حضارة حملت هوية القوم التي انطلقت من أرضهم ، والتي تعارفنا عليها في الأمس واليوم بالحضارة الصينية أو الهندية ، وحتى الفرس كانوا أشد اصراراً من غيرهم في تحديد حضارتهم ابتداءاً من هويتهم القومية ، رغم تعاقب الأديان قديمها وحديثها ، التي لم يبق منها إلا ما بقي من آثار زرادشت .
هذا القياس ينطبق أيضاً على حضارات النصف الغربي من الكرة الأرضية ، سيما وأن الحضارة الغربية ظلت متمسكة بهويتها القومية إلى اليوم في ظل رفضها المستمر لصبغة الحضارة بأي لون غير لونها الحقيقي ، سواء كان ذلك قبل ميلاد السيد المسيح أوبعده ، وتجلى هذا الرفض جلياً في إفشال مساعي الكنسية التي لم تنجح في إضفاء صبغة لونها الديني على هرم الحضارة من خلال إخضاع قلوب المؤمنين لسلطتها الكهنوتية ، إن ترغيباً أو ترهيباً ، لهذا بقيت الحضارة الرومانية والإغريقية بمعناها الواسع ، ذلك الإطار الثقافي الممتد لآلاف السنين .
وإذا ما عدنا إلى السؤال الذي ابتدءنا به موضوعنا ، فإننا سنكون أمام رأيين متفاوتين يصلان بنا إلى عتبة الصراع المرفوض ، الرأي الأول يعتبر أن الإسلام إلى جانب كونه دين ، فإنه أيضاً يمثل الشق الروحي للحضارة ، ورأيهم هذا ، كرد مباشر على تشبث بعض المستشرقين أو المستغربين في تقسيمهم الحضارة إلى جزئين ، جزء مادي وآخر روحي ، فروحانية الإسلام في معتقدهم جزء موصول من ثقافة الاتصال الروحي بين الخالق والمخلوق ، أما صرحها الحضاري ، فهو البناء الإيماني الراسخ في شخص الإنسان العاقل ، من خلال تنوير ما ظلم في قلبه وعقله .
وبالنسبة لأصحاب الرأي الثاني ، فإنهم يرون أن ادعاء الإسلام للحضارة ، يجافي حقائق الواقع والتاريخ ، الواقع لأنه يسلب العرب هويتهم الحضارية كقوم مثل سائر الأقوام الإنسانية الأخرى ، صحيح أن الإسلام انطلق من أرض العرب الأولى ، إلا أنه لا يبرر انصهار هوية العرب في بوتقة الإسلام كحضارة أوسع وإطار اشمل ، و إلا لغدت حضارة الجرمان والرومان ، حضارة مسيحية بالكامل ، وهنا تظهر مجافاته لحقائق التاريخ إذا ما حصل فعلاً ، وبما أنه حاصل الآن في الإسلام ، فإنه بلا شك ، أحد مسببات الصراع المستديم بين أصحاب الرأيين السالفين ، بحيث تظهر مقدماته الأولى في الخيار بين استيراد الحضارة واستهلاكها .
ولأن كفة الحضارة تميل اليوم لصالح دعاة الجزء المادي ، ولا نقول لصالح الغرب ، وذلك منعاً من الوقوع في شطط التعميم وأخطاءه ، فإن دعاة الجزء الروحي ، سيكونون في موقف المستهلك لحضارة الجزء المادي ، وبذات الوقت يعلنون استنكارهم لها شكلاً ومضموناً ، رغم استخدامهم المفرط لأدواتها في الحرب والسلم ، ولن يكونوا في موقف المنتج للحضارة ، طالما أنهم يعلنونها صراحة ، أن حضارتهم روحية ، وليست مادية ذات طبيعة انتاجية ، إذن فما عساها أن تكون ؟ أتكون ذات طبيعة إيمانية استهلاكية عاجزة كل العجز عن الانتاج ، أم أنها تكون روحية بمدلول التسامح ، في مقابل المادية التي لا تصدّر سوى القوة المدمرة
للكون ؟ .
وإزاء هذ التبرير والتبرير المضاد ، هل من التسامح بشيء تفخيخ الروح الإنسانية التي هي أسمى وأرفع من المادة الصانعة لها ، استعداداً لتفجيرها ؟.
سؤال قد يعيدنا مرة أخرى إلى مربع الأزمة ، وهو هل الإسلام دين أم حضارة ؟.




#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان
- النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
- العراق الجاني والمجني عليه
- حماس على طريق الإمارة
- الزعامة من حصة الأسد
- سياسة التعمية في سورية
- جنبلاط : عودة الابن الضال
- ثمن التطبيع مع إسرائيل
- معرقلو الديمقراطية في مصر
- الأسد / خامنئي : حلف التزوير والتطميش
- لماذا أنا معارض؟ سؤال المستقبل
- النظام السوري وتعطيل الدور المصري
- الإخوان المسلمين : الوجه الآخر للشيعة


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...
- ثبت تردد طيور الجنة الجديدة على القمر الصناعي بجودة هائلة
- في اليوم الثالث من عيد الفصح اليهودي.. الاحتلال يحول القدس ل ...
- آخر تطورات ما يجري بالضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك
- اليوم الـ84 من العدوان المستمر واقتحام المسجد الأقصى ودهس مج ...
- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - الإسلام والحضارة : أزمة هوية