|
القوميون العروبيون الأسخياء يمنحون الكورد الحكم الذاتي
أحمد رجب
الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:15
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في التاسع من نيسان 2003 سقط نظام صدام حسين الإستبدادي الإرهابي، وتهاوت الدكتاتورية الدموية الأشد شراسة ووحشية في العراق، وأعتى دكتاتورية في العالم الحديث، ومنذ ذلك الوقت ولحد الآن يحاول القوميون العروبيون التدخل في شؤون البلاد ويعتبرون تخلص العراقيين من النظام البائد إغتيال العراق ومحو عروبته، ولا يقف هؤلاء عند حدودهم بل يكذبون ويتحدثون عن التعاون الكوردي – الصهيوني، ويزعمون بأنّ مستقبل العراق وشعبه هو من إختصاص كل الشرفاء من أبناء الأمة العربية المجيدة، وليس من إختصاص أبنائه، فهم جميعاً في نظرهم عملاء أمريكا. ان القوميين العروبيين يتدخلون في كل شيء، ففي إجتماعهم الذي أطلقوا عليه اسم المؤتمر القومي العربي ـ الخامس عشر في نيسان 2004 يؤكدون من باب النفاق على التمسك الثابت بوحدة العراق شعباً وكياناً في وجه السياسات التقسيمية المطلة تحت عناوين متعددة مثل الفيدرالية وما شابه، ويطلبون من المخربين والإرهابيين الحفاظ على كيان العراق وكرامته الوطنية وعروبته الأصيلة !!، كما ويؤكدون على إنتمائهم للأمة العربية، ولكنهم ومن باب المكرمات التي تغنى بها المنهار صدام حسين كثيراً يحرمون الكورد من هذا الحق ويزعمون وبكل صلافة : على الأكراد أن لا يكونوا جزءاً من الأمة الكوردية !!. يتهم القوميون العروبيون الكورد بشتى الكلمات الجارحة والشتائم التي هي خصلة من خصلاتهم، وعندما يدافع الكورد عن حقوقهم وعن المآسي والكوارث التي تعرضوا لها يزعمون بأن أقلام الكورد ورؤاهم تتضبب وتتضاءل عندما يتعلق الأمر بمواقفهم من القيادات القومية الكوردية !!. ان القوميين العروبيين ينعتون القيادات الكوردية، ويقصدون بالتحديد السيدين مسعود البارزاني وجلال الطالباني بأنّها زعامات " يمينية " ويريدون من الكورد أن يقفوا ضدهم، علماً أنهم يعلمون بأنّ في كوردستان أحزاب عديدة ومنها شيوعية ويسارية وقومية واسلامية، ويعلمون أيضاً بأنّ الحزب الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني يديران منذ هروب " قائد الأمة العربية المغوار " عند إندلاع إنتفاضة شعبنا الباسلة في آذار 1991 حكومتين، وان وضع كوردستان وبالرغم من الحصارين، الحصار الدولي الذي كان مطبقاً على العراق وحصار حكم البعث المنهار الذي سقط في العام المنصرم على كوردستان هو أفضل بكثير قياساً مع مناطق العراق الأخرى. ويأتي تحريض هؤلاء العروبيين من النزعة العنصرية المعادية للكورد، وان ديدنهم مفضوح ولا يتعلق بمن يقود هذا الحزب أو ذاك، وهم يريدون إسترجاع " أمجادهم " التي ذهبت مع سقوط جرذهم المنهار صدام حسين. وهناك من العروبيين من يزعم قائلاً : ان جعل كوردستان أقليماً فيدرالياً مستقلاً على حساب أقليم عربي واحد مستقل، يخلق مستقبل نزاع سياسي وديموغرافي واقتصادي لا نهاية له !!، ويزعم آخر ذو ميول اسلاموية بحتة بأن إقامة الفيدرالية في العراق يغري القوميات الأخرى في العراق وفي غيره من البلدان على المطالبة بدول، وهذه إذا وقعت فانها سنّة سيئة وسابقة خطيرة تهدد جميع بلاد المسلمين بالخطر المحدق بهم، فإذا ما قامت هذه الدويلات بدأت الصراعات الحدودية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية بطريقة سيئة فوق ما نحن فيه بأضعاف وهل نسينا الصحراء الغربية والمغرب، وتيمور الشرقية وأندونسيا ؟ !!. ويستمر هذا " الانسان " العروبي الذي يحمل الغل والكراهية في هذيانه حتى يصل الى الدرك الأسفل ويقول : والحقيقة اننا لا نجد أي مبرر قانوني وشرعي للحديث عن فكرة إعطاء الاكراد دولة. يزعم القوميون العروبيون بأن الفيدرالية ستمزق وحدة العراق !!، ولا يعرف أحد عن أية وحدة يتحدث هؤلاء ؟. ان الأفضل للقوميين العروبيين أن يتركوا العراق لأهله، وأن ينصرفوا ويلجأوا الى وحدتهم العربية الهشة التي يكثر الزعيق والصراخ حولها، ولنسألهم ونقول لهم : أين ذهبت وحدة عام 1937 بين العراق وسوريا وفلسطين والسعودية ؟، وأين أمست محاولات الوحدة عام 1963 بين مصر وسوريا والعراق ؟ وأين صارت اتفاقيات عام 1971 بين مصر وسوريا وليبيا ؟، ان هؤلاء القوم يعجزون عملياً عن تكوين الوحدة العربية فيما بينهم، ولكن من العجب انهم يطلبون من الآخرين الحفاظ على وحدة تراب العراق ووحدة قومياته، وهم يتدخلون بوقاحة في شؤونه، ويحاولون أن يصبحوا أوصياء ووعاظ !!. لقد أصيب القوميون العروبيون بخيبة أمل لفشل مشاريعهم وخططهم ومؤتمراتهم القومية وقمم قادتهم الخائبين، وقد ركزوا كما يركزون الآن جام غضبهم على الكورد، فتارة وكعاداتهم يزعمون بان الاسرائليين يتواجدون داخل أراضي كوردستان، وهم الذين خططوا ويخططون للقضاء على كل ما هو عراقي، وتارة أخرى يلجأون إلى الاسطوانة المشروخة ويطلبون من القادة العرب الحاقدين وباسم الدفاع عن العراق ورفض مخططات تجزئته وتقسيمه تحت شعار الفيدرالية الى تقديم الدعم للقوى الشريرة والجبانة من المخربين والقوى الظلامية المتخلفة، كما يلجأون الى الكذب والدجل، ولكن هذه المرة مع لحن جديد، وسيراً على خطى المنهار صدام حسين بتقديم كل الضمانات الدستورية والقانونية لـ " كرد " العراق في حكم ذاتي !!. لقد كشف القوميون العروبيون ما يدور في خلدهم من حقد وبغضاء، وأظهروا مكنونات بواطنهم المملؤة بالغل الشوفيني، وهم يعملون بكل وقاحة ضد مطامح الشعب الكوردي وبصورة علنية مستفيدين من الإنفلات الأمني والحريات التي توفرها لهم قوات التحالف، الأمر الذي يتطلب من الكورد أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء أعمالهم وأكاذيبهم ونفاقهم، كما يجب عليهم مطالبة القيادات الكوردية والأحزاب الوطنية الكوردستانية اعلان موقف واضح وصريح وعدم التشبث بالفيدرالية، لأن الأعداء يتصورون بأن الكورد لا يستحقون إلا الحكم الذاتي. وفي الوقت الحاضر تتكالب هجمة شرسة على الكورد ومطاليبهم من لدن القوميين العروبيين وجوقة الأعداء، وتتعالى أصوات في رفض الفيدرالية، وتوجد فئات لا تحب العيش مع الكورد، بل وتطالب بالإبتعاد عنهم قدر المستطاع، وفي هذه الحالة على الكورد ترك أولئك الناس وشأنهم لكي ينظموا أمورهم بأنفسهم، وعلينا نحن الكورد أن نرفض سخاءهم الذي يتمثل في الحكم الذاتي، وأن لا نفكر بالفيدرالية فقط، ولنطالب بدولة كوردية سواءً شاء الآخرون أم أبوا، وان الدولة المستقلة وتحقيق مصير شعبنا الكوردي حق من حقوقنا وفق بنود ومواثيق الأمم المتحدة. 28 / 5 / 2004
#أحمد_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيتام النظام البائد يطلقون صفات منكرة على شهداء الشعب والوطن
-
أيّها الكورد: ماذا تنتظرون عندما تتعالى الأصوات في رفض الفيد
...
-
الشعب الكوردي يناضل في سبيل إزالة آثار الدكتاتورية المقيتة
-
بعد عام على سقوط الساقط صدام حسين ونظام البعث الفاشي :أيتام
...
-
في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : أول حزب يصو
...
-
الكورد المنتصرون يستمرّون في النضال وصولاً إلى أهدافهم السام
...
-
أدعياء الإسلام يختارون المناسبات الدينية لتنفيذ جرائمهم البش
...
-
عندما يقفون ضد الفيدرالية من حق الكورد أن يلجأ إلى المطالبة
...
-
نذرت حياتك أيّها الرفيق جوهر في سبيل الشعب والوطن والحزب
-
جبناء يسمّون المتآمرين على ثورة 14 تموز - ثوّار رمضان !!
-
عصابات الإجرام تقترف جريمة بشعة في أربيل
-
لماذا يلجأ الخائبون والحاقدون إلى الحجج الواهية والأكاذيب ال
...
-
متى يكف أيتام نظام البعث الساقط والظلاميين الأشرار عن إقتراف
...
-
لمصلحة من تصدرون قرارات جوفاء ؟
-
أية فيدرالية يريدها الشعب الكوردي ؟
-
باسم العراق والعراقيين - يدافعون - عن الوحش صدام حسين
-
وأخيراً سقط صرح القومجية العروبية
-
الشوفينيون الحاقدون يصابون بالهيستيريا
-
موقع متمّيز لنشر الوعي والثقافة التقدمية
-
لماذا يخافون من الفيدرالية ؟
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|