تحسين عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 12:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيراً ما يتطرقُ الكتاب إلى معرفة الحال الذي يـَعيشهُ العراق وكيفية قراءة ما بين سطورهِ التي حاول المحتل إخفاءها بحبرهِ الأبيض السري كي تتجول الحيرة في أزقة ِ العقول ِ المفكـِّرة ِ فتعودُ اللائمة ُعلى غيرهِ من الذينَ نحتهم بحيلتـِهِ وقولبـَهم بقوانينـهِ التي خطها بأيديهم إنها لعبة شطرنج جديدة لايقوى على مجاراتها كاسبروف ولا يفسـِّرُها تكرار التاريخ فنأخذ بمقولة ِ فرانسيس بيكون بان التاريخ يعلمنا الحكمة لان الاستعمار هنا مـُحدَّث عرفَ كيف يزكِّي أعذارَهُ عندما وضعَ مستعمرين بألوان مختلفة تحت عباءتـهِ البريئة ، فالمـُتتبعُ لإحداثِ العراق منذ ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم وحتى نشوب الحرب المُـستوقدة بين العراق وإيران سيرى مدى إخلاصهِ وحرصـهِ على انتماءِهِ القومي والديني إلى الأمة المرحومة ولو أني أحبـِّذ الانتماءَ العقائدي قبل القومي ؛ هذا مما جعلَ أمريكا تصنعُ أحداقا ًخاصة تطاردُ المخلصينَ الذين ينتمون إلى مذهب الوطن الواحد .
إن ما خطـتـهُ أمريكا على خارطة العراق المستقبلية هو غزوه فكرياً وموهوم من يعتقد أن الاحتلال عسكري وان ظهرت عليهِ الملامح الظاهرية فهي الأخرى طريقة ذكية للتمويه التكتيكي فلديها دراسات متطورة في السياسة الحديثة مهـَّدت لها طيلة الحقبة الماضية وما الدولة القائمة في العراق وما نتج عنها من سوء التدبير والقرار إلا لثام تلثمت بـهِ المخططات الأمريكية فالدولة العراقية سلاح للدفاع لأنها جاءت عن طريق الشورى ( الديمقراطية ) والهجوم عند استخدامها مثلا ً للتهديد السياسي وتحقيق مآربها في إقامة الدولة العالمية التي كان يطمح لتأسيسها عسكرياً (هتلر) فهي تستخدم حالياً في جميع الدول العربية نشر فكرها باطنياً بأقلام مأجورة أو متأثرة بطريقة وأخرى بها فالضغط على الحكام اقتصادياً يولد اتخاذ قرارات غير صائبة مما يجعل شعبهم غاضباً عليهم مستنكراً أفعالهم يريد التغيير ولو على صورة ما جرى في العراق فأمريكا تمارس الحرب النفسية المتقنة بأحدث الآليات كي تسيطر فكرياً على العالم بدون فضائح ملموسة .
فهذه الطريقة بالذات استطاعت أن تنفذ في قلوب بعض المُثقفين العرب من حيث لايعلمون فأخذوا يبررون إن ما حدث هو تحريرٌ لا احتلال فإذا كان مثقفونا يلتمسون لأمريكا الأعذار إذن ماعلينا إلا الاعتراف بنجاحها الأبدي وهيمنتها المستحقة على الساحة الفكرية .
#تحسين_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟