|
متى يتوقف القصف التركي الايراني لِِقُرانا ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 12:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من مظاهر ضعف الدولة العراقية الجديدة ، بعد 2003 ، هو التعامل السيء الذي تتعامل بهِ دول الجوار معنا . مًستغلةً الفوضى التي يمر بها البلد ، نتيجة إعادة بناء المؤسسات التي اُلْغيَتْ ، مثل الجيش والشرطة والمخابرات ، اي كل الجهات المسؤولة عن حماية حدود الوطن من إنتهاكات وتدخلات دول الجيران . بالنسبة لنا في اقليم كردستان ، الحدود المشتركة بين العراق وتركيا ، كلها تقع ضمن الاقليم ، ولنا حدود طويلة ايضاً مع ايران ، وشريطاً ضيقاً مع سوريا . وإذا كانت كل الدول المجاورة " لم تُقّصر " في تدخلاتها الفجة في الشأن العراقي ، فحتى الكويت لم تتوانى طيلة السنين الماضية في إدامة وتغذية المشاكل والازمات ، والاردن طالما أغمض العيون وسّهلَ الامر للزرقاوي وغيره من اجل تأجيج الفتنة الطائفية ، والجارة الجنوبية السعودية التي من المفترض ان تكون حامية الديار المقدسة وتعكس الوجه الانساني للإسلام ، صّدرتْ لنا مئات الإنتحاريين والتكفيريين . ولكن ايران وسوريا وتركيا ، فاقت الدول الاخرى في حجم ونوعية التدخلات . ونحن بإعتبارنا جزءاً من العراق ، ويهمنا مايحصل في البصرة وبغداد والرمادي ، بدرجة او بأخرى ، مثل مايؤرقنا ما يحدث في زاخو او قنديل . ينبغي ان يكون موقف ممثلي الكرد في مجلس النواب والحكومة الاتحادية ، واضحاً تجاه التدخلات الايرانية في الجنوب والوسط ، ودعم ايران المتواصل لبعض الميليشيات الطائفية ، وتصرفاتها العدائية بالنسبة الى تحويل مسار نهر كارون والتأثير السيء على مدن وقصبات البصرة ، وقطع امدادات المياه الى نهر الوند المار في خانقين ، ناهيك عن إغراق السوق المحلية بمنتجات ايرانية لا تستطيع المنتجات العراقية منافستها . يجب التنديد الصريح مِنْ قِبَلنا ، بالسياسة الايرانية المُتبعة تجاه البصرة والوسط وبغداد ، لكي ننتظر موقفاً رافضاً حقيقياً ، من الحكومة الاتحادية ، ضد القصف الايراني للقرى والقصبات في كردستان . من الضروري تماماً ، توحيد المواقف بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان ، بالنسبة للتعامل مع الملف التركي ، بكافة جوانبهِ . فمشكلة المياه لا زالت في بداياتها وهي مُرشحة للتصعيد في السنوات المُقبلة وتشكل بؤرة خطرة لتوتير العلاقات بين البلدين ، لا ينبغي للساسة الكرد بإعتبار الاقليم أقل مناطق العراق تضرراً بأزمة المياه ، ان لا يولوا إهتماماً كبيراً بهذا الشأن لان " عطش " العرب في الجنوب والوسط سيغرق الكرد ايضاً ! ، كما لا يجوز ان تتصرف الحكومة الإتحادية وكأن أمر حزب العمال الكردستاني لا يعنيهم وان الحرائق المُشتعلة في جبال قنديل لا تُحرقهم ! . ان العراق بعد 2003 ، ساهم الى حدٍ كبير في حل مشاكل تركيا الداخلية العويصة ، إذ ان مئات الشركات التركية في مختلف المجالات تعمل في عموم العراق وان مدناً تركية مهمة مثل " غازي عينتاب " التي كانت تعاني من الركود والبطالة ، اصبحت تعيش الان بفضل العراق في بحبوحةٍ وإنتعاش . ان فسح المجال للشركات الايرانية والتركية للعمل بحرية في العراق خلال السنوات الستة المنصرمة ، وإستيراد البضائع منهما بمليارات الدولارات كل سنة ، أدى الى تخفيف كبير في آثار الازمة المالية العالمية على الدولتين . ان " الميوعة " المُخجلة التي تتعامل بها بغداد ، مع القصف الايراني والتركي المتواصل للقرى الكردستانية ( العراقية ) ، أمرٌ مثيرٌ للإستغراب ، والانكى من ذلك هو عدم إيلاء حكومة اقليم كردستان ، الإهتمام " الكافي " للأمر ، والإكتفاء بالتنديد وبيانات الاستنكار ، التي لن توقف قصف المدافع والطائرات ! بالتأكيد لن يستطيع الاقليم مواجهة تركيا وايران عسكرياً ، وليس هذا هو المطلوب على اية حال ، ولكن البدء بإستراتيجية تعبئة الجماهير الواسعة وإفساح المجال لها للتعبير عن رفضها ( السلمي ) من خلال المظاهرات والاعتصامات امام قنصلية ايران وقنصلية تركيا التي ستفتتح قريباً في اربيل ، ليس في يومٍ واحد او مناسبةٍ معينة ، بل جعل ذلك تقليداً راسخاً يومياً وبحضور وسائل الاعلام ، حتى ترضخ كل من تركيا وايران ! لا سيما وان كل الدلائل تشير الى عدم قيام حزب العمال الكردستاني بأي نشاط مسلح يستهدف الدولتين إنطلاقاً من الاراضي العراقية خلال السنوات الثلاث الماضية على الاقل . آن الاوان لمطالبة تركيا بسحب قواتها الرمزية المتواجدة على اراضي الاقليم منذ التسعينيات ، لان الحاجة إنتفَتْ الى وجود هذه القوات . ولتكن الحكومة الاتحادية هي التي تُطالب تركيا بذلك . اعتقد ان الإعتماد على " الصديقة " الولايات المتحدة فقط ، لإيجاد حلول لمشاكلنا ، مع الحكومة الاتحادية ، او مع تركيا وايران ، هو خطأ استراتيجي ، والأصح هو الإعتماد على قوانا الذاتية ( ولا اعني بذلك القوة العسكرية إطلاقاً على اهميتها ) ، بل الإستغلال الامثل للثروة البشرية وما تملكه من طاقات كبيرة . ان فهم السياسة والعلاقات على أساس ( المصالح ) وتطبيق ذلك على الارض ، والإستفادة من التجارب والعبر السابقة ، والمزيد من الديمقراطية الحقيقية في الاقليم ، والشفافية ومحاربة الفساد ، والإستماع الى الرأي الآخر ، و إنتهاج سياسة إقتصادية واضحة المعالم تُراعي مصالح الطبقات الفقيرة ، والتوصل الى حلول معقولة للعُقد المستعصية في المناطق المتنازع عليها ، كل ذلك سيقرب من التفاهم الايجابي طويل الامد بين الاقليم والحكومة الاتحادية ، ومن ثم سيسهل حل المشاكل مع ايران وتركيا .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة المحلية في الموصل ، معَ مَنْ تقِف ؟
-
الى جماهير الموصل الشريفة : لاتنتخبوا المتطرفين هذه المرة !
-
في الانتخابات القادمة : لا للفاسدين و لا لعودة البعث
-
سيدي الرئيس الطالباني ..رفقاً بنفسك !
-
- فأرٌ - مشبوه على متن طائرة !
-
لماذا التخوف من الإحصاء السكاني ؟
-
جو باين للعراقيين : يصير خير إنشاء الله !
-
إختبارٌ لجدية محاربة الفساد في كردستان
-
- المُعارضة العراقية - في سوريا ، أمس واليوم
-
مأزق الإتحاد الوطني في كركوك
-
وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
-
هل يتحالف المالكي مع الحزب الاسلامي العراقي ؟!
-
فضائية العراقية وتعليق الجثث على أعمدة الكهرباء
-
تقييمٌ أوَلي للإئتلاف الوطني العراقي
-
إئتلاف دولة القانون العشائري
-
الموصل .. هل ثمة أمل ؟
-
أحداثٌ مُخجِلة وثقافة الإستقالة
-
بازار منصب - الرئيس - العراقي
-
شخصيات عراقية مؤثرة (1)
-
حذاري من المؤتمرات المشبوهة !
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|