فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 22:17
المحور:
الصحافة والاعلام
إن اخطر ما يهدد حرية التعبير بل المشروع الديمقراطي بأكمله هو السقوط في الفخ ونقصد بذلك نجاح الإطراف السياسية والأجهزة الحكومية وأصحاب المصالح من الذين احترفوا توظيف الآخرين بالترهيب أو الترغيب لاستغلال حرية التعبير والساعين لترسيخها أدوات لأجنداتهم السياسية وصراعاتهم على المناصب والمكاسب .
وهذه الفرضية احتمال قائم في المشهد السياسي والإعلامي العراقي والذي تتضح صورته كل ما اقترب موعد الانتخابات ، حيث تتحالف كيانات وتتخاصم أخرى وينفرط عقدها بين هذا وذاك .
إن هنالك قوة خارجية تستثمر حالة الاقتتال مابين الحلفاء والإخوة ، وهذه القوى إقليمية معروفة ودولية مشخصة في طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية ، وحتى أصحاب الديمقراطيات الغربية لهم نفوذ مع الساسة العراقيين وقنوات فضائية معروفة ووسائل إعلام أخرى ولا يستبعد وجود دوائر ومصادر تمويل عربية وإسلامية كلها تريد إن تصب الزيت على النار لكي لايكتب للعراق النهوض ويعود لأخذ استحقاقه النفطي والاقتصادي والثقافي والإنساني الذي تحول إلى دول الخليج وسواها بسبب الأزمات التي غرقت فيها البلاد في الزمنين الدكتاتوري والديمقراطي .
وهنا ندق نواقيس الخطر وننبه من كان بعيدا من الكتاب والصحفيين ومازال قلبهم ينبض مع كل العراقيين أو الذين هم داخل الوطن وتأخذهم العاطفة للانجرار وراء مخادعات الساسة والمسؤولين فيجدون أنفسهم دون إن يعلمون أنهم أصبحوا أدوات في حرب لاناقة لهم فيها ولا جمل ، ولعل هذا هو اخطر ما يقع فيه الكتاب والصحفيين الذي رهن نضاله في سبيل حرية التعبير لمصلحة بعض الأطراف المتصارعة ، فان كان يدري فتلك مصيبة وان كان لا يدري فالمصيبة أعظم .
ونفسر ذلك وببساطة متناهية ونقول إن الكاتب الشريف المستقل له جمهوره الذي منحه الثقة وحين يسقط في الفخ ويصبح أداة سياسية بكل فعالياته فانه سيدفع الجمهور معه إلى هذه الخطيئة وهذه جريمة كبرى لأنهم ائتمنوه لان يكون لسان حالهم وأيضا مصدره من المعلومات التي تساعده في اتخاذ القرارات .
ولهذا فإننا نقدر خطورة هذه اللعبة التي تشهد هذه الأيام ولعل ابرز صفحاتها وأولها وليس آخرها التداعيات العلنية والخفية لمعركة الزوية والتي دخلتها كل الأطراف وبكل ما تمتلك من فنون الخداع واستثمرتها عناصر انتهازية ونفعية لكي تقبض من خلال اللعب بمشاعر الناس وتصعد إلى مناصب ومواقع وهي تريد إن تمسك في يد واحدة كل المكاسب من رضا الجمهور والتزلف للحكومة والتقرب من البرلمان ووضع أنفسهم في طليعة الأحرار المكافحين من اجل حرية الإعلام واستقلال البلاد والدفاع عن حرية العباد .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟