جورج فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 21:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كيف يمكن لفاقد الحياة أن يقدّم حياةً؟ وكيف يمكن لهذا المائت ألاّ ينشر فساده وتفسخه؟
إنّ من يموت من أجل معتقده نطلق عليه اسماً يتراوح ما بين البطولة والغباء وذلك تبعاً للمعتقد الذي مات لأجله، وأمّا من يُميت الآخرين من أجل معتقده هو فهذا لايمكن إلاّ أن نسميه مجرماً أو ربما أكثر.
ويظن هؤلاء العابثون بالحياة أنّ هناك حياةً أخرى بانتظارهم دون أن يتساءلوا أيّ حياةٍ ستستقبلهم وهم ما كانوا يروّجون إلاّ للموت، حيث أنّه من يختار الموت هنا سيقوم الموت بابتلاعه هناك.
فهم وبسبب اختلال موازينهم قد سرقوا قدسية الحياة ليمنحوا معتقدهم تلك القدسية مثبتين أن ليس لديهم سوى ثقافة الموت ليتاجروا بها، كما وبسبب عفونتهم الداخلية لم يستطيعوا أن يتحملوا جمال وروعة الحياة فأبوا إلاّ أن يخرجوا رائحة الموت من قلوبهم وينشروها نتانةً تناسب قبورهم التي يعيشون فيها.
إنّ من لا يحترم الحياة سيحياها ميتاً، ومن يزرع الموت لن يحصد إلاّ تفسخاً في داخله، وأما من يمنح الحياة فهو من نتطلع إليه جميعاً لإننا به نحيا ونتحرك ونوجد، وبالتأكيد فإنه لا يعطينا الحياة فقط لكنه يرتفع بحياتنا إلى الأفضل، ربما لا نعرف من هو ولا ماذا نسميه لكنه من المؤكد أنّه الحياة ذاتها.
#جورج_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟