أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم إسماعيل - ملالي جوليا والبرلمانية العراقية...















المزيد.....

ملالي جوليا والبرلمانية العراقية...


جواد كاظم إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقيقة إن الواقع الأفغاني لايختلف كثيراً عن الواقع العراقي في الكثير من المشاهد سواء كان ذلك قبل التغيير آم بعد التغيير , حيث أن الدولة الأفغانية كان مسيطر عليها من قبل عصابة دموية تدعى ب( حركة طالبان) , هذه الحركة أرادت التفرد بالحكم وإملاء أجنداتها بالقوة على معارضيها وعلى عموم الشعب الأفغاني, وقد نتج عن هذه السياسة العنفية التي كانت تمارس بأسم الدولة رغم أنها غير شرعية بكل مفاصل وجودها على مشهد المسرح الأفغاني قد نتج عنها الدمار والخراب والجوع والفقر والموت والتشرد .. وأستمر هذا الواقع لعقود من الزمن حتى لحظة الخلاص التي جاءت بقرار أممي وبقوة أطلسية أشتركت بها قوات عديدة من الإتحاد الأوربي وعدد من أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية التي قادت هذا التحالف لطرد طلبان من السلطة وتشكيل حكومة منتخبة من الشعب , وفعلا تم هذا وتخلص الشعب الأفغاني من تسلط طالبان ومن الأفكار الجامدة التي تَسَيِدَت على عقلية المواطن الأفغاني ردحا ً من الزمن , وبعد هذه المرحلة أي مرحلة التغيير تم تشريع القوانين التي ترعى حقوق الأفراد والجماعات والأقليات مثلما أنبثقَ الدستور الذي يعد الهرم الأعلى لكل القوانين.. فقد كفلت بنود هذا الدستور حرية التعبير والدين والمعتقد مثلما ركزَت هذه البنود على أن تكون أفغانستان عبارة عن دولة مؤسسات يذوب فيها حكم الفرد ويسود فيها حكم الجماعة بمنطق الشراكة الوطنية , الأ أن جميع القوانين التي شرعت بعد التغيير وكذلك الدستور لم يكن لهما الأثر الواضح في تحويل أفغانستان إلى دولة مدنية وعصرية لتكون عضواً فاعلاً ومنتجاً في الجسد الدولي, وهذا ناتج بالطبع من تخلف العقلية السياسية الحاكمة وكذلك عدم أيمان وقناعة هذه النخب بمرحلة التغيير بشكل تام , فجميع النخب التي توالت الحكم على أفغانستان بعد مرحلة التغيير أمنت وقبلت بالجزء الذي يخدم مصالحها الحزبية والفئوية وتجاهلت الكل الذي يخدم مصالح وحقوق جميع الشعب الأفغاني , وأكثر ما تضررت وعانت من هذه السياسات هي شريحة النساء, فالمرأة بقت مغيبة عن المشد السياسي وعن المشاركة بصنع القرار وفي مجالات الحياة الأخرى المختلفة, حيث أن المتابع للمشهد السياسي الأفغاني لم يلمس دورا واضحا ً لوجود المرأة في هذا المشهد الأ بشكل بسيط جدا وأحياناً يكون هشاً قد صنعته أجندات ذكورية, أما أذا أرادت المرأة أن ترتدي لباس الجرأة وتزج نفسها في ركب الحكومة فأنها تتعرض للكثير من المخاطر وهذا ما حصلَ للبرلمانية( ملالي جوليا) حيث أن هذه المرأة دخلت برلمان أفغانستان في سبتمبر- ايلول 2005 وهي تتعهد على (( حماية المضطهدين وضمان حقوق المرأة)) وفعلا فازت ملالي بثاني أكبر عدد من الأصوات في مقاطعة فرح, وبذلك أحتلت مقعدها في مجلس العموم( الولسي جركه) ونظراً لصمود ملالي في نقد أمراء الحرب ونصرة حقوق المرأة, فأنها تُمنع بأنتظام من الكلام في البرلمان وتتعرض خطبها للبتر, وبسبب مواقفها هذه تعرضت ملالي جويا إلى عدد من محاولات الأغتيال , مما جعلها تضطر للمبيت في أماكن مختلفة كل ليلة لكي تبقى على قيد الحياة تناضل,
في 21|مايو| ايار2007 جرى تعليق عضوية ملالي من البرلمان الأفغاني بسبب مقابلة أجرتها مع محطة تلفزيونية محلية أعربت فيها عن أسفها لأن البرلمان الأفغاني( أسوأ من حضيرة للحيوانات) , وقد أوقفت عضويتها بموجب مادة من النظام الداخلي للبرلمان, وهكذا تتعرض ملالي بأستمرار للتهديد والإيذاء سواء داخل البرلمان أو خارجه وقد روت الكثير من الحوادث التي تعرضت لها فضلاً عن الألقاب التي يطلقها البرلمانيون بحقها فتارة يدعونها ب( المومس) وتارة أخرى يدعونها ب( العاهرة) ورغم ذلك بقت تجاهد ولم تكف عن دعوتها للحرية حتى وقفت معها منظمات دولية مثلما اصطفت بجوارها النساء الأفغانيات اللاتي يطالبن بالمساواة في الحقوق وضمان تحقيق الأمن البشري وتحقيق السلم الأهلي في البلاد , فقد عقدت أكثر من 40 منظمة نسويه مؤتمراًًًًًًًًً طالبن خلاله بأدراج المرأة في عملية صنع القرار وجميع عمليات السلام وأعربن عن تأييدهن لمبادئ عدم التمييز على أساس نوع الجنس والعرق والدين والانتماء السياسي, ووقفن مع دعوات النائبة ملالي جويا كونها تمثل المرأة داخل قبة البرلمان, هذا الواقع يجرنا إلى المشهد العراقي الذي قلنا في مقدمة كلامنا أنه لايختلف كثيراً عن الواقع الأفغاني بل هناك من أوجه التشابه الكثير , حيث كان يحكم العراق عصابة أيضا تدعى ب( حزب البعث) وهذه العصابة هَلَكَت الحرث النسل وعاثت بالأرض فساداً طيلة عقود من الزمن , ومثلما جاء خلاص أفغانستان على يد الحلف الأطلسي وبزعامة الولايات المتحدة الأمريكية جاء ذات الحلف لتخليص العراق من عصابة صدام وحزبه الفاشستي , وقد تم التغيير والخلاص عام 2003 وشرعت القوانين وأنبثق الدستور كذلك بعد أن أستفتى عليه غالبية الشعب, لكن بقت أغلب القوانين معطلة بل لازلنا نعمل وفق قوانين المرحلة البائدة مع الأسف , كما تعرض الدستور للأنتقاد من أغلب الكتل المشاركة بالعملية السياسية لوجود هنات وثغرات كثيرة فيه كونه كتب على عجل حسب قول بعض الكتل الكبيرة المشاركة في رسم الخريطة السياسية في البلد, ومثلما غَبَنَت القوانين الأفغانية المرأة الأفغانية كذلك القوانين العراقية همشت وجود ودور المرأة , ووجود نظام مايعرف ب( الكوتة) هو بحد ذاته تهميش لحجم المرأة في المساهمة لصنع القرار وبناء البلد الذي يحتاج الجميع في عملية البناء, وإذا أردنا أن نلقي نظرة حول مساهمة المرأة العراقية في عملية الحكم القائم حاليا فأننا نجد أن وجود المرأة في البرلمان العراقي ماهو الأ أرقام وملأ فراغات لا أكثر, حيث أن أغلب النساء المشاركات في البرلمان وفق نظام( الكوته) ليس لهن أي دور بل أنهن يمثلن مايقوله رئيس كتلهن السياسية وبمعنى أخر هن كالببغاء يقلدن مايقول رئيس حزبهن أو كتلتهن بالبرلمان ولم نر دور أو موقف لإحداهن يشابه دور موقف ملالي جويا , وإذا أردنا أن نكون منصفين بتقييم واقع وجود المرأة في المشهد السياسي العراقي فهو وجود مخجل الأ ماندر وهذا ينحصر عند المرأة المستقلة وهن َ قلة في البرلمان السابق والحالي, فكم كنا نمني النفس بأن يكون هناك كتلة مستقلة للمرأة العراقية داخل البرلمان تطالب هذه الكتلة بحقوق المرأة والطفل , وتمنينا أيضا بأن تكون كتلة معارضة فاعلة ومؤثرة , أمنياتنا هذه لم تأت من فراغ بل أن الواقع العراقي أفرز الكثير من القياديات وهناك الكثير من النساء الكفؤات يستطعن أن يدخلن معركة الأنتخبات ويحدثنَ أثراً واضحاً,, فهل تتحقق مثل هذه الأمنية في البرلمان القادم ؟ وهل نشهد برلمانية تشبه بمواقفها صورة البرلمانية الأفغانية ملالي جويا !!؟



#جواد_كاظم_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتماءه في غبش سرها ...
- ليلة ٌ ٌزنجية….
- من هو الحصان منتظر الزيدي أم أمير قطر..؟؟
- إنا من أعطى المعنى لأناي...!!
- ماذا بعد الأنسحاب...!!؟؟
- سيدة النوارس...!!
- لأني أحب وطني ...!!
- لقاء في بغداد..!
- هل الحسين شيعيا.......؟؟
- من كنائس الميلاد ينبعث الحب فمتى ينبعث من الجوامع؟؟...!
- المشهداني المظلوم والحيرة في اختيار الرجل المناسب لقيادة برل ...
- القيامة ...
- صهيل على حافة الأمنية..
- بعد منتصف العشق..
- تقاسيم..


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم إسماعيل - ملالي جوليا والبرلمانية العراقية...