سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 847 - 2004 / 5 / 28 - 06:07
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يبدو أن المستعمِـرين ، شــرعوا يفكرون مرّتين قبل أن يُـقْــدِموا على أمرٍ يظنونه ذا مغزىً .
والمـلحوظُ ، في الفترة الأخيرة ، يأسُــهُـم من عملائهم الفندقيين ( نسبةً إلى فندقَي الهيلتون متروبوليتان ونوفوتيل اللندنيين ، حيثُ أقيمت حفلاتُ الدعارة السياسية ، تمهيداً للإحتلال ) ، ومحاولتهم إبعادَ الشبهةِ عن نواياهم ، باستبعاد هؤلاء العملاء ، ولو إعلاميّـاً ، والإستعانة بالأخضر الإبراهيمي ليدبِّــر صفقةً تحفظُ ماءَ الوجهِ والسيطرةَ المطْـلقةَ في آنٍ ؛ صفقةً مَـعْـنيّـةً بالـمَـظهر لا بالـمَـخبر ، وهذا هو أقصى ما خُـوِّلَـهُ الرجلُ ، إن أردنا الدقّــة .
من هنا جاءت لعبةُ الأوراق الـمهترئة ذات الوجوه الكريهة المعروفة ، والدائرين معهم في دائرة العار : لعبة الحيّـة والدّرَج …
لن يتغيّــر شيءٌ :
عساكر الإحتلال ، باقيةٌ مع تعزيزٍ .
الضباط السياسيون يشرفون على الصغيرة والكبيرة في الإدارات .
ثروة العراق البترولية والأمور الـمالية بأيدي المستعمِـرين .
*
لِـمَ هذه الضجةُ إذاً ؟
لِـمَ الذهابُ إلى مجلس الأمن ؟
أهذا كله كلامٌ فارغٌ ؟
أعتقدُ أن الأمر خطيرٌ جداً …
وهو بالبساطة كلِّـها : الإنتقال من مرحلة الإحتلال إلى مرحلة الإستعمار .
ولأنّ العهد الإستعماري سيكون طويلاً ( كما يتمنى أصحابُه ويمهِّـدون ) ، فالحاجةُ تكون ماسّـةً ، الآن ، إلى قرارٍ دولـيٍّ ، يضمن تغطيةً قانونية للعملية الإستعمارية .
*
لكنْ ، ما دخْـلُ الشهرستاني ( الخبير النووي ) ، في هذا ؟
إنه الآن خارج الصورة ؛ مهتمٌّ بتعليم شباب كربلاء على الكومبيوتر … وخيراً فعلَ .
المستعمِـرون يبحثون عن وجهٍ نظيفٍ للتســتُّـرِ على لعبةٍ قذرةٍ .
لقد يئسوا من وجوه عملائهم الكريهة ، ولا يجدون حرجاً في إحراج رجلٍ نظيفٍ ، خدمةً لمصالحهم ، ولو أدّى ذلك إلى تعريض حياة الرجل للخطر ، في مثل هذه الظروف .
لندن 26/5/2004
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟