أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نقولا الزهر - جودت الهاشمي














المزيد.....

جودت الهاشمي


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 847 - 2004 / 5 / 28 - 05:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حصلت في عام 1952 على شهادة الدراسة الابتدائية (السرتيفيكا) وقد أهَّلتني الدرجات التي حصلت عليها لأن أكمل دراستي في ثانوية التجهيز الأولى(جودت الهاشمي) في دمشق. نزلت من بلدتي صيدنايا في صباح 1/10/1952 وأوصلني المرحوم والدي إلى أمام باب الثانوية وكان هنالك المئات من الطلاب الذين ينتظرون سماع أسمائهم ليدخلوا الباب الكبير، الذي كان يقف أمامه بكل جدية ومسؤولية مدير الثانوية الأستاذ الكبير أستاذ الفيزياء (هاشم الفصيح)، وإلى جانبه كبير الموجهين في الثانوية الأستاذ (شفيق السادات) الذي كان يقرأ الأسماء ويشير لكل طالب أن يدخل إلى الباحة الكبرى لكي يتم فرزه إلى شعبته. وأخيراً سمعت إسمي وودعت والدي ودخلت، وأثناء صعودي الدرج الكبير رأيت بأمي عيني لأول مرة ثلة من الطواويس الجميلة كانت تتنزه بريشها الزاهي في حديقة أهم مدرسة في سوريا في تلك الفترة من الزمن. في هذه الحديقة كان هنالك بحرتان جميلتان واحدة على اليمين وواحدة على اليسار وشجيرات صغيرة من النخيل وبعض أشجار الأوكالبتوس العالية والكثير من الورود والأزهار. فترة جودت الهاشمي من أحلى الأيام في حياتي، ولقد أحببت هذه الثانوية كثيراً وأتممت كل دراستي قبل الجامعية فيها؛ وقد تعرفت فيها على أساتذة كبار مرموقين ليس باختصاصهم فقط وإنما بقيمهم التربوية العالية جداً. كل أستاذ من أساتذة جودة الهاشمي في تلك الأيام له بصمات لا تنسى. وكل واحد منهم جدير بأن يذكر وأن يكتب عنه..
في 16 تشرين الأول من عام 1994 وبعد غياب أربعة عشر عاماً عن شوارع دمشق وحواريها ومقاهيها القريبة من جودت الهاشمي، اصطحبت زوجتي وابنتينا نسرين وسوسن وأبديت رغبتي بتعريفهن على المدرسة التي تشكل حقبة جميلة من حياتي ولا أستطيع إلا أن أنظر إليها دائماً بخشوع.
في حديقة المدرسة الشمالية لم يعد هنالك من أشجار، وفي الحديقتين الغربية والشرقية فالمنظر لا يسر الخاطر، وفي الحديقة الجنوبية حول الباب الرئيس للمدرسة لم يعد هنالك من طواويس ولا من نوافير ولا من ورود وأزهار، أما أحجار جدرانها البيضاء والأطاريف المزخرفة حول السطح فتتراوح بين الرماد والسواد. وكم كنت أتمنى أن يسمح لنا بالدخول إلى المدرسة لنرى أحوال داخلها. في تلك اللحظة كنت متأكداً أنه لو كان الأستاذ المربي شفيق السادات و الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي (أبوسلمى) والفنان المرهف (نصير شورى) والروائي الكبير(صدقي اسماعيل) وأستاذ الموسيقى (مصطفى الصواف) وأستاذ اللغة الفرنسية (ابراهيم برصا) وأستاذ الرياضيات (توفيق أبو شنب) وأستاذ اللغة العربية (بشير صنجي) والعشرات لا بل المئات والألوف غيرهم من الطلاب والأساتذة.... إلى جانبي في تلك اللحظة لما استطاعوا أن يحبسوا دموعهم على مدرستهم.
نظرت إلى الأم والفتاتين فرأيت قطرات من الدموع تترقرق على وجناتهن.
قلت لهن: لماذا لا يبادر خريجو هذه المدرسة العظيمة الذين لا يزالوا على قيد الحياة إلى تشكيل (جمعية العناية بجودت الهاشمي)؟. أليست مثل هذه الجمعية مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني؟.
نقولا الزهر
دمشق في 20/10/1994



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب العربية من نير الإقطاع السلطاني إلى نير الإقطاع الشمو ...
- خيوط القمة العربية أوهى من الكلام على الإصلاح
- قصيدة :دموع ليست من ماء
- مقاربة حول الديموقراطية في العالم العربي
- الأعمدة الزانية
- قصائد صغيرة
- رسالة إلى المهندس المعماري الفنان رفعت الجادرجي
- همسة في واد
- دوافع أوربا والولايات المتحدة من الإصلاح في العالم العربي
- عرس المطر
- الطوفان الرمادي
- طبق القش
- شجرةٌ من جبالِ قَلْمونْ
- حارس الطريق الجنوبي - قصة قصيرة جداً
- مصباح جديد
- سرابٌ في حلمٍ نيساني - قصة قصيرة جداَ
- حكاية كلمة صغيرة
- مداخلة في موضوعات المؤتمر السادس - الحزب الشيوعي السوري /الم ...
- دستور العراق المؤقت.... يقسِّم أكثر مما يجْمع
- مداخلة حول الإصلاح والتصليح


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نقولا الزهر - جودت الهاشمي