|
النهج الديمقراطي القاعدي: نضالات, استشهادات, قرون من السجن - الجزء الثاني
ميمون المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 00:59
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
المرحلة الثانية من 1979 إلى 1984 مرحلة المخاض و الولادة كان تقييم القاعديين, لرفع الحظر عن اوطم , في تقييمين الأول يرى انه منحة مسمومة قدمت للحركة الطلابية, و الثاني رأى انه مكسب للحركة الطلابية نتيجة نضالاتها التي لم يستطع الحظر التعسفي تحطيمها. وكانت خلاصة تقييم القاعديين لمحطة رفع الحظر عن اوطم انه مكسب للحركة الطلابية وجب تعميقه. في نفس الوقت حاولت القوى الإصلاحية عقد المؤتمر 16 في اقرب الآجال, لعدم إتاحة الفرصة أمام الحركة الطلابية من اجل تجديد قواها, و بعث الوعي بها. نتيجة 6 سنوات من الحظر, مما أدى إلى تجديد كامل للقواعد الطلابية. و هدا ما حدا بها إلى عقد المجلس الوطني بسرعة فائقة. وقد احتد الصراع بين التوجه البيروقراطي و التوجه الديمقراطي, حول مسالة بناء المنظمة, حيث دافع الأول عن أسبقية البناء التنظيمي للمنظمة و يليه بناء المنظمة جماهيريا, أما التوجه الديمقراطي فقد دافع عن أسبقية البناء الجماهيري ومن ثم البناء التنظيمي. و قد تقدم القاعديون, خلال انتداب مندوبي المؤتمر16 لاوطم, بعدة لوائح اختلفت أسمائها من كلية لأخرى من بينها : الطلبة القاعديون, القاعديون التقدميون, الطلبة اللجانيون, الطلبة أنصار المجالس و الطلبة التقدميون من فرنسا.... لكن خلال المؤتمر الذي انعقد في غشت 1979, انسحب الطلبة القاعديون بسبب رفض إعطاء الكلمة الافتتاحية لرئيس المؤتمر 15 أي الرفيق عبد العزيز لمنبهي كما دأبت العادة, و إعطائها لرئيس المؤتمر14, و اعتبروا المؤتمر, مؤتمر تراجع و ارتداد, حيث عرف مجموعة من الخروقات التنظيمية, و المواقف البيروقراطية, حيث تم : - رفض الاستماع لكلمة رئيس المؤتمر15, المغترب اضطراريا. - إبعاد مجموعة من المدارس و المعاهد, بما فيها إحدى فدراليتي أوربا الغربية, وعدم تمثيلية كلية الآداب بفاس... - السلوكيات اللإنسانية في حق المناضلين داخل القاعة. - تزكية مجموعة من المناضلين المطعون فيهم, كقبول عضو مشبوه يدعي تمثيلية الطلبة المغاربة بالعراق, مع أن العديد من الطلبة المقيمين بالعراق, فضحوا هدا الشخص داخل قاعة المؤتمر, و أوضحوا للجميع ممارساته الفاشستية, و تواطؤه مع المخابرات العراقية. و قد خرج المؤتمر بقرارات : * على المستوى السياسي : لم يرد تحديد واضح وصريح لطبيعة النظام, في الوقت الذي حددت فيه الحركة الطلابية موقفها الصارم عبر مؤتمراتها خصوصا المؤتمر15. و جاءت القرارات داعمة لخطوات النظام (قمع حركة التحرير في الزايير, اغتيال باتريس لومومبا...) , و دعمت كدالك شعارات النظام من قبيل (السلم الاجتماعي) و (المسلسل الديمقراطي) , (تمتين الجبهة الداخلية)... * على المستوى التنظيمي : جاءت المقررات لتضرب عرض الحائط, إرادة الجماهير الطلابية في بناء اوطم, بناء قاعديا صلبا يستوعب الطاقات النضالية للقواعد الطلابية, ويمكنها من ممارسة حقها في التسيير و التقرير و التنفيذ ورفع الحجر و الوصاية عنها. و قد جاء المؤتمر بقرارات بيروقراطية عبر إجهاض الأشكال التنظيمية الديمقراطية للمؤتمر15, حيث ثم التضييق على حرية التقرير, وتم حصرها في الأجهزة الفوقية، من خلال التعاضديات على المستوى المحلي و اللجنة التنفيذية على المستوى الوطني, عبر تهميش لجنة التنسيق الوطني و إعطائها طابعا استشاريا. بالإضافة إلى تهميش و حذف مجموعة من اللجان, من بينها: لجنة اليقظة, مجالس المناضلين و لجنة فلسطين... كما تم التنصيص على عقد المؤتمر كل سنتين، عوض سنة واحدة كما درجت العادة. ومما زاد الطين بله، هو حضور قيادة المؤتمر16, لمناظرة افران الثانية التي شكلت مدخل لسن (الإصلاح الجامعي).
و قد اعتبر القاعديون بمعية الجماهير الطلابية المؤتمر16, مؤتمر الردة و التراجع, و عملت الجماهير الطلابية على تجاوز نتائجه عبر مجموعة من الخطوات من بينها : « 1/ على الصعيد السياسي : * تصعيد النضال من اجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين, و عودة المنفيين و المغتربين, عبر جعل يوم 24 يناير من كل سنة يوما للطالب المعتقل. * التضامن مع نضالات الشعب المغربي (التضامن مع نضالات فلاحي تادلة، عمال العطاشة بخريبكة). * المساندة الفعلية للثورة الفلسطينية، و فضح خيانة الأنظمة العربية عبر إضراب 25 يناير بمناسبة التطبيع بين نظام مصر و الصهيونية، المهرجان الذي دعت له جمعية المدرسة المحمدية للمهندسين و الذي تم منعه. 2/ على الصعيد الثقافي : * فضح الثقافة السائدة، و إعطاء ثقافة بديلة عبر الأسابيع و المحاضرات بأغلب المؤسسات الجامعية. * دراسة و مناقشة تاريخ الحركة الطلابية، و انتقاد التوجه الذي اتخذه المؤتمر16 (ندوة كلية العلوم و الآداب و الطب بالبيضاء...). 3/ على الصعيد التنظيمي : * مساهمة القواعد في الأجهزة التحتية (التعاضديات و مجالس الطلبة) ومحاولة خلق علاقات ديمقراطية، للحد من بيروقراطية الأجهزة التنظيمية التي وضعها المؤتمر16. * المبادرة إلى خلق لجان فلسطين و لجان المعتقل، للدفاع عن المعتقلين السياسيين. * تشكيل جمعيات (جمعية المدرسة المحمدية للمهندسين، جمعية المعهد الزراعي، جمعية المدرسة الفلاحية بمكناس) التي كانت متشبثة و مدافعة عن اوطم.» (عن مقال وجهة نظر في التطورات الأخيرة للحركة الطلابية- 10/04/1980 ). وقد أدى هدا الزخم النضالي إلى إفراز برنامج نضالي سمي بالبرنامج النضالي الديموقراطي القاعدي الذي توحدت الحركة الطلابية عليه، و الذي ضم 9 إلى 11 نقطة، و عرف تعديلا من موقع لآخر (انظر الملحق رقم 1). ملحق رقم 1 :
البرنامج الديمقراطي القاعدي عن مقال (الطلبة القاعديون تصورات و مواقف و برامج) : 1- النضال من اجل حل المشاكل المادية و المعنوية للطلبة... 2- النضال من اجل استقلال الجامعة وديمقراطيتها، و احترام حرمة المؤسسات الجامعية... 3- النضال الفعلي من اجل الحفاظ على مبادئ اوطم وأهدافها، و التصدي لكل محاولة لتحريفها و المساس بها. 4- النضال الفعلي مع التلاميذ، رجال التعليم، العمال، الفلاحين، و جميع نضالات الفئات الشعبية... 5- النضال من اجل انتزاع الحريات الديمقراطية، و على رأسها إطلاق المعتقلين السياسيين، و عودة المغتربين و رفع المتابعات عن المفرج عنهم... 6- النضال من اجل ثقافة وطنية شعبية و ديمقراطية... 7- مناهضة الهيمنة الامبريالية، وفضح ارتباطات النظام معها. 8- مساندة كفاح الشعب الفلسطيني... 9- التعريف بحركات التحرر العربية و العالمية، في نضالها ضد الحلف الامبريالي الرجعي العنصري... و يضيف مقال ( اللقاءات الست للطلبة القاعديين) نقطتين وهما : 10- النضال من اجل تحرير سبتة و مليلية و الجزر الشمالية المستعمرة من طرف اسبانيا. 11- التعريف بقضية المرأة المغربية عموما و الطالبة المغربية خصوصا، والتعريف بمساهمتها في النضال إلى جانب الجماهير الشعبية. المؤتمر17 لاوطم انعقد المؤتمر17 في 22 شتنبر/ 5 أكتوبر 1981، وقد تقدم القاعديون خلال التحضير للمؤتمر بلائحتين، الأولى: الطلبة القاعديون- الوحدة و النضال، والثانية : الطلبة القاعديون- المبادرة الجماهيرية. وقد جاء المؤتمر في ضل شروط تميزت على المستولى المحلي بـ : 1/ على المستوى الاقتصادي : تفاقم الأزمة الاقتصادية، مما دفع التحالف الطبقي السائد إلى تحويلها على حساب الجماهير الكادحة، خدمة لمصالح مراكز التوجيه الامبريالي. تجلت في سياسة التقويم الهيكلي، مما شكل الأسباب الموضوعية للانتفاضة 20 يونيو1981 المجيدة، و التي شارك فيها الطلبة القاعديون إلى جانب الجماهير الشعبية، مما أدى إلى مجموعة من المتابعات و الاعتقالات في صفوفهم أثناء و عقب الانتفاضة. 2/ على المستوى السياسي العام : - موجة الاعتقالات أثناء و بعد انتفاضة 20 يونيو المجيدة. - احتدام النقاش حول الصحراء، بعد موافقة النظام على الاستفتاء في مؤتمر نيروبي، هدا الموقف الذي رفضه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (ا ش ق ش)، معتبرا أن الاستفتاء هو تشكيك في مغربية الصحراء، مما دفع النظام إلى شن حملة اعتقالات في صفوف قادته، مما حدا بـ (ا ش ق ش) إلى التراجع عن موقفه، ليتم إطلاق سراح المعتقلين بعفو. 3/ على مستوى الحركة الطلابية : التفاف القواعد الطلابية حول التوجه الديمقراطي، وانفضاح و انكشاف فصائل التوجه البيروقراطي نتيجة مواقفه الاستسلامية، و التي تأكدت في موقفه المرتبك من انتفاضة 20 يونيو، و كدا أشكال العمل بعدها في علاقته مع النظام القائم. و قد تميزت أشغال المؤتمر بـ : * انسحاب طلبة (ا ش ق ش) نتيجة تدخل عاملين : - عامل خارج عن أحداث المؤتمر، يتعلق بالوضعية السياسية العامة بعد انتفاضة 20 يونيو المجيدة، خاصة في مسالة إعادة ترتيب أوراقه مع النظام. - عامل متعلق بمجريات المؤتمر حيث رفضوا الترشح مبررين دالك في الكواليس بضرورة انسحاب رفاق الشهداء، لعدم اعترافهم بهده اللائحة. حيث اشترطوا عدم تواجد رفاق الشهداء في لجنة الرئاسة أي في قيادة المنظمة، مع إعطائهم الأغلبية في القيادة، و هدا ما دافعت عنه مجموعة الأقلية -البنيسيين- داخل النهج. وأمام رفض هاته الشروط من طرف الطلبة القاعديين، لم يبق أمامهم سوى موقفين : إما المشاركة و الرضوخ لبرنامج نضالي كفاحي ضمن شكل العمل القاعدي، و إما الانسحاب و هو الموقف الذي اتخذته هاته الأخيرة مراهنة، إما على نجاح المؤتمر و اعتقال القيادة كما حدث في المؤتمر15 عقب انسحابهم منه، و إما على فشل المؤتمر. * انسحاب طلبة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي (م ع د ش) و طلبة التقدم والاشتراكية: بعد انسحاب طلبة (ا ش ق ش) و جدت (م ع د ش) و التقدم و الاشتراكية نفسها، في موقع مريح مراهنة على الاستفراد بالقاعديين، ورغم كافة الضغوطات التي مارسوها على الطلبة القاعديين، لم يستطيعوا فرض شروطهم مما أدى إلى انسحابهم، و قد تمثلت شروطهم في : - القبول في البيان العام بمواقفهم. - القبول بالنسبية التنظيمية في الأجهزة التحتية. - عدم القبول بالنسبية في القيادة، أي إعطاؤهم الأغلبية. ومن هنا يتضح أن انسحاب فصائل النهج البيروقراطي، لم يكن نتيجة نية في إفشال المؤتمر، وإنما ناتج عن تصور هده الأحزاب، و فهمها للعمل داخل اوطم، فهي إما تهيمن كما حدث في المؤتمر 14 و 16...وإما تنسحب كما حدث في المؤتمر 15، فحين استحالت الهيمنة في المؤتمر 17 انسحبت. * بعد انسحاب فصائل النهج البيروقراطي، وعدم قدرة التوجه الديمقراطي تحمل المسؤولية في إنجاح المؤتمر نتيجة مجموعة من الأسباب نختصرها في : - رفض لائحة رفاق الشهداء تحمل المسؤولية في آخر لحظة، مما يفضح الخلفية التي جاءوا من اجلها للمؤتمر، ألا وهي تصفية حساباتهم الحزبية الضيقة. - عدم قيام القاعديين بتحليل دقيق للتحولات السياسية خصوصا بعد انتفاضة 20 يونيو المجيدة. - غياب خطة محكمة تضع نصب أعينها كافة الاحتمالات الواردة. - ذهاب القاعديين للمؤتمر في غياب وحدة متجانسة، حيث لم يتم الحسم مع وجهات النظر التحريفية التي ظهرت سواء قبل المؤتمر - المبادرة الجماهيرية - أو من داخل المؤتمر كما هو الحال مع مجموعة الأقلية - البنيسيين - ، مما أدى إلى القبول بحل آخر لحظة أي التأجيل، رغم أن الموقف الأول كان هو إنجاح المؤتمر ولو استدعى الأمر من (قاعة المؤتمر إلى السجن) كما عبر عن دالك الشهيد الدريدي مولاي بوبكر. ونتيجة لمجمل هاته الأسباب تم الخروج بصيغة يتيمة، تتلخص في إعادة الثقة فيما تبقى من أعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمر16 -2 عن (م ع د ش)،2 عن التقدم والاشتراكية،1 عن رفاق الشهداء ـ من اجل الدعوة للمؤتمر الاستثنائي. فترة ما بعد المؤتمر 17 تميزت هاته الفترة بـ : 1/ تكثيف الحظر العملي على اوطم عبر : * إنزال مكثف لجهاز الاواكس بجل المواقع الجامعية موسم 81/82، باستثناء موقعي وجدة و مراكش، وبدأت هاته الأجهزة بحملة شرسة عبر تمزيق البيانات و المجلات الحائطية و الملصقات، مرورا بمتابعات في حق المناضلين. * حملت اعتقالات واسعة، وعسكرة المدرسة المحمدية للمهندسين في يناير1982، وكدا طرد مجموعة من المناضلين منها، ومصادرة مجلة (آمفي) الصادرة عن جمعية المدرسة المحمدية للمهندسين. *طرد 7 أعضاء من تعاضدية كلية العلوم بالرباط في فبراير 1982. * إنزال جهاز الاواكس بموقعي مراكش و وجدة موسم 82/83. * المجزرة التي ارتكبتها قوات القمع، عقب الإضراب الامحدود في 6 دجنبر 1982 والدي خلف العديد من الجرحى و المعتقلين. 2/ رغم شراسة الحملة القمعية، إلا أن الحركة الطلابية تحت قيادة الطلبة القاعديين - مباشرة بعد فشل المؤتمر17 انسحبت فصائل التوجه البيروقراطي بشكل شبه كلي من الساحة الجامعية و اقتصر وجودها فقط في عرقلة النضالات الطلابية، أما فيما يخص فصيل رفاق الشهداء، فقد أخلا الساحة الجامعية بعد اعتقالات 8 ماي، مما جعل النهج الديمقراطي القاعدي يتعامل معهم بنفس تعامله مع فصائل التوجه البيروقراطي - استطاعت الاستمرار في معاركها عبر: * الإضراب الوطني لمدة 24 ساعة في 3 دجنبر 1981، و الذي دعت له لجنة التنسيق الوطني، مما سيدفع النظام إلى الرد عبر حملة من المتابعات في حق المناضلين. * الإضراب العام في 9 نونبر 1981 بجامعة الرباط على أساس ملف مطلبي دو طابع استعجالي أهم مطالبه إجلاء الاواكس، إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، رفع العسكرة عن الجامعة، فتح مقرات اوطم... * المواجهة البطولية لجهاز الاواكس موسم 82/83 بموقع وجدة. * معارك متقطعة موسم 82/83، ستتوج بمقاطعة غير محدودة، على أرضية ملف مطلبي أهم نقاطه إجلاء الاواكس، التراجع عن تقزيم المنح، التراجع عن البطاقة الخاصة بالتغذية....وقد كان يوم 2 دجنبر 1982 يوم انطلاق هاته المعركة، حيث نضم مكتب الفرع بالجامعة تظاهرة عارمة، توجت في الأخير بنقاش جماهيري لإيجاد إجابة واضحة عن الاجهازات على مكتسبات الحركة الطلابية، فكان الجواب هو الإضراب الامحدود حتى تحقيق المطالب العادلة و المشروعة. مباشرة بعد دالك ستشن أجهزة القمع مجزرة رهيبة في حق الطلبة مخلفة العديد من الجرحى و المعتقلين، ورغم شراسة الحملة القمعية إلا أن الحركة الطلابية استمرت في معركتها، مما دفع النظام إلى إغلاق الجامعة و تشريد الطلبة في محاولة منه لتكسير المعركة، إلا أن هاته الأخيرة ستستمر في معركتها بمختلف الأشكال المتاحة، إلى أن تم فرض فتح الحوار مع الإدارة و تجميد جهاز الاواكس.... 3/ ظهور مجموعة من وجهات النظر التحريفية، والتي تم الحسم معها من طرف الطلبة القاعديين، وكان أهمها : * المبادرة الجماهيرية : ظهرت قبل المؤتمر 17 وعبر عنها مقال (المبادرة الجماهيرية كلمتنا). * البنيسيون : ظهروا من داخل القاعة خلال أشغال المؤتمر17، وتتحدث عنهم أدبيات اوطم باسم مجموعة الأقلية، و عبر عنهم مقال (مجموعة بنيس وجهة نظر 82)، وقد اختلف معهم القاعديون حول مجموعة من النقاط أهمها : - تقييم النهج الديمقراطي القاعدي. - تقييم المؤتمر15. - العلاقة مع القوى الإصلاحية. - العلاقة داخل النهج الديمقراطي القاعدي. * وجهة نظر 7 فبراير : ظهرت موسم 82/83، و قد عبر عنها مقال (تساؤلات حول النهج القاعدي) ، وقد ارتكز تصورها في طرح شكل العمل الوحدوي، ينطلق على أساس اعتبار (ا ش ق ش) كقوة أساسية، و ضرورة إقامة عمل وحدوي معه - عن كتاب الحركة الطلابية لمحمد ضريف-، وقد صارع النهج الديمقراطي القاعدي هدا التصور بالأساس حول : - تقييم النهج الديمقراطي القاعدي. - تقييم أزمة الحركة الطلابية. - فهم العمل الوحدوي، و العلاقة مع الأطراف. وقد احتد الصراع مع وجهة النظر هاته، حول شعار مقاطعة الامتحانات كخطوة أولى في مواجهة (الإصلاح) التخريبي، حيث شككت هاته الأخيرة في إمكانية المواجهة، و ركزت على حرية العمل النقابي و إقامة عمل وحدوي بين الفصائل على حساب مصلحة الحركة الطلابية. هدا الزخم النضالي أدى إلى تبلور البرنامج المرحلي 82، موسم 82/83 والدي تكون من 3 نقط وهي : 1- النضال ضد المشروع التصفوي للإصلاح الجامعي. 2- النضال من اجل فرض حرمة الجامعة، و طرد جهاز الاواكس. 3- النضال من اجل فرض هيكلة قاعدية لاوطم. توجت نضالات الحركة الطلابية موسم 82/83 بمعركة مقاطعة الامتحانات، وكان تقييم القاعديين لهاته المعركة التي عرفت الفشل، رغم اتساع رقعتها على المستوى الوطني، كنتيجة طبيعية لتضافر مجموعة من الظروف و المؤامرات تمثلت في : 1- تخاذل و خيانة تعاضدية كلية العلوم بالرباط، بدعم و تزكية فصائل التوجه البيروقراطي. 2- تهرب اللجنة التنفيذية في تحمل مسؤوليتها، وعدم قدرتها على إعطاء مضمون صحيح للمعركة. 3- الأشكال التنظيمية التي اتخذ بها قرار المقاطعة الموروثة عن المؤتمر16، مما جعل القرار منفصلا إلى حد كبير عن الجماهير الطلابية، و بالتالي لم يستطع التحول إلى تلك القوة المادية كي تستوعبه الجماهير الطلابية، هدا التقييم هو الذي حدا بالطلبة القاعديين إلى مواجهة الأشكال التنظيمية البيروقراطية للمؤتمر16، بعدما كان الموقف الأول هو العمل في الأجهزة التنظيمية التحتية للحد من بيروقراطيتها، وهو الذي ساهم -أي الموقف من الأشكال التنظيمية - في تبلور النقطة البرنامجية الثالثة في البرنامج المرحلي 86 ، أي مواجهة البيروقراطية.
انتفاضة يناير 1984 المجيدة اندلعت انتفاضة يناير 84 كرد شعبي على واقع تردي الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، التي كانت نتيجة استفحال سياسة التقويم الهيكلي المملاة من قبل صندوق النقد الدولي و البنك العالمي التي كانت ثمرتها الأولى الزيادة في أسعار المواد الأساسية، وقد اتخذت الانتفاضة طابعا شموليا سواء عبر اشتراك مجمل فئات الشعب المغربي، أو من خلال اتساع رقعتها الجغرافية. وهنا نورد مقتطفا من مقال تحت عنوان (انتفاضة 1984 بالريف الملف السري) من توقيع خالد بلقايدي، نشر بمجلة إلى الأمام عدد 9 نونبر 1984، وأعيد نشره في كتاب (معركة الشهيدين مجموعة مراكش) لحسن احراث. « الأسباب المباشرة لقيام الانتفاضة: عرف المغرب في تلك الفترة أزمة خطيرة شملت مختلف الميادين، فعدد السكان قدر حينها بحوالي 21 مليون نسمة، منها 3.300.000 نسمة -أي بنسبة ٪16- تعيش في المدن بينما البقية أي 17.700.000 نسمة -أي نسبة ٪84 - تعيش في البوادي حيث لا يتوفر لديها الحد الأدنى من الخدمات الصحية و التعليمية، و النسبة الباقية المتواجدة في المدن فهي غارقة في البطالة حيث سجل أنداك 120.000 طالب جامعي معطل يبحث عن عمل، ومن ضمن هدا العدد الإجمالي للسكان فان 9.400.000 نسمة – أي نسبة ٪45 – تعيش فقرا مدقعا، و مليونان من المغاربة يعيشون في البراريك القصديرية. و سوء الوضع الاقتصادي الذي تميز بإفلاس المغرب الذي بلغت ديونه الخارجية أنداك 7.000 مليون دولار أدى إليه سوء التدبير الذي أنتجته سياسة الحسن الثاني التبديرية و التي تميزت بالإنفاق الضخم على التسليح لأجل حرب الصحراء، حيث كلفت مليون دولار يوميا، و كدا انخفاض ثمن الفوسفاط. هدا الوضع المزري أدى بالمغرب للخضوع لتوجيهات صندوق النقد الدولي المتمثلة في سياسة التقويم الهيكلي المتركزة على سياسة التقشف، و التي أدت إلى فرض مجموعة من الإجراءات التي أجهز من خلالها على مجموعة من المكتسبات في مجموعة من القطاعات من بينها التعليم و الصحة و الشغل. ومن دالك عرفت أثمان المواد الأساسية ارتفاعا كبيرا، حيث بلغت ٪18 بالنسبة للسكر، و ٪67 بالنسبة للزبدة، أما بالنسبة للغاز و الوقود فقد ارتفعت أثمنتها بنسبة ٪20. أما بالنسبة لقطاع التعليم ، فقد أضيفت رسوم جديدة للتسجيل تمثلت في دفع 50 درهما بالنسبة للتلاميذ الراغبين في التسجيل في الباكلوريا، و100 درهم بالنسبة للطلبة الجامعيين. هدا ما ألم بالشعب المغربي برمته، إلا أن إقليم الناضور أضيفت إليه أزمة أخرى، فاقتصاد هدا الإقليم مرتبط أساسا بالتهريب الذي يمر عبر مليلية، و الذي تستفيد منه جل العائلات الريفية بالناضور، إلا أن النظام فرض في سنة 1983 على الراغبين في الدخول لمليلية دفع 100 درهم بالنسبة للراجلين و 500 درهم بالنسبة لأصحاب السيارات، ثم حدث تغيير سنة 1984 حيث تم تعميم مبلغ 100 درهم، وهو ما أدى في النهاية إلى تفجير الانتفاضة، بعد أن اتحد جميع المواطنين ضد هده السياسية، حيث نزلت الجماهير الشعبية إلى الشوارع في مسيرات ألفية في مجموعة من أهم المدن منها الحسيمة و الناضور و تطوان والقصر الكبير و مراكش و وجدة...» و قد خلف التدخل لقوات القمع وقوع العديد من القتلى و مئات الجرحى و الآلاف من المعتقلين، حيث اعترف النظام على لسان رئيس الوزراء أنداك بوقوع قتلى حددها كما يلي 16 في الناضور، 9 بتطوان، 4 بالحسيمة. وقد شككت مجموعة من الجرائد الأجنبية في هاته الأرقام و أوردت إحدى الجرائد الاسبانية أن عدد القتلى بلغ 400 قتيل. أما الاعتقالات فقد كانت بالآلاف، حيث تعرض المعتقلون إلى تعذيب وحشي في المخافر و المعتقلات السرية و العلنية، قبل أن يتم إطلاق سراح البعض منهم، و تقديم البقية للمحاكمة. وفي ما يلي بعض الأرقام حول هاته المحاكمات، في المحاكم التالية ׃ - مراكش ׃ 46 معتقل، وصلت الأحكام إلى 15 سنة نافدة. - مكناس ׃ 33 معتقل. - الدار البيضاء ׃ 113 معتقل، وصلت الأحكام إلى الإعدام. - خريبكة: 28 معتقل. - العرائش : 7 معتقلين. - وجدة : 214 معتقل. - اكادير: 66 معتقل - واد زم/ خريبكة : 17 معتقل. - بني ملال (قصبة تادلة، دمنات، ولاد زريوح، القصبة، سوق السبت): 77 معتقل. - بني ملال ( بني ملال، قصبة تادلة، الفقيه بن صالح): 9 معتقلين. - الجديدة : 4 معتقلين. - تطوان : 185 معتقل. - الرباط : 117 معتقل، من بين المعتقلين مواطن يزيد عمره عن 50 سنة، و في حال صحية مزرية ويعيل 11 ابنا). - فاس : 46 معتقل. الاعتقالات همة كدالك مجموعة كبيرة من الطلبة جلهم من الطلبة القاعديين، وكان من بينهم المناضل القاعدي الشهيد الدريدي مولاي بوبكر، الذي اعتقل في ابريل1984 وحكم عليه ب 5 سنوات سجن نافدة، و المناضل القاعدي بلهواري مصطفى الذي حكم عليه ب 10سنوات سجن نافدة. و قد استشهد الشهيدين عقب الإضراب البطولي عن الطعام، الذي استمر 62 يوما، والدي انطلق يوم الأربعاء 4 يوليوز 1984 من اجل تحقيق مجموعة من المطالب، تمحورت حول : - الزيارة المباشرة لكل أفراد العائلة و الأصدقاء. - إتاحة و سائل الإعلام و التثقيف الجرائد و المجلات، الكتب، الراديو، التلفزة... - اجتياز الامتحانات، حيث منع المعتقلون السياسيون من اجتياز الامتحانات مند صيف 1982 على الصعيد الوطني. - الإقامة في جناح ملائم و في ضل شروط مقبولة : التغذية، الفسحة، النظافة، التطبيب... خاصة وان بعض المعتقلين وضعوا في جناح خاص بالمرضى بالجربة. وبدل الاستجابة للمطالب العادلة و المشروعة للمعتقلين، تم تشتيت المجموعة على سجون مراكش والصويرة و اسفي. و في 27 غشت 1984 استشهد المناضل القاعدي الدريدي مولاي بوبكر، والمناضل القاعدي مصطفى بلهواري في 28 من نفس الشهر، في الأسبوع الثامن من إضرابهما البطولي عن الطعام، وأدت إلى سقوط مجموعة من رفاق الشهيدين في غيبوبة وإصابتهم بمجموعة من الأمراض لا زالوا لحد الساعة يعانون منها كما هي حالة الرفيق خالد نارداح، بالإضافة إلى استشهاد المناضل التقدمي المسكيني عبد الحكيم في يوليو 1984 بالسجن المدني ببني ملال، نتيجة الإهمال و عدم توفير الإسعافات الضرورية الأولية. وقد ودعت مراكش جثمان الشهيد في اليوم الموالي، في موكب جنائزي مهيب حضره أكثر من 5000 شخص ليواري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة مراكش. وفي الذكرى 40 لاستشهاد الرفيقين الدريدي و بلهواري، سيتم توزيع كراس بشكل انفرادي، يضم بيان كلية العلوم بالرباط، هدا البيان الذي ستتبرأ منه أغلبية مناضلي التعاضدية وكافة الطلبة القاعديين، وقد تضمن الكراس : - افتتاحية : لنناضل من اجل هيكلة اوطم. - تقديم + مقال (شروط نضال الحركة الطلابية في الوضع الراهن و افاق لمستقبل) بتوقيع (عبد الله سميح). - بيان كلية العلوم بالرباط. وقد صارع مناضلو النهج الديمقراطي القاعدي هدا التصور جماهيريا، و عبروا عن موقفهم منه في مقال بعنوان (الرد على المقال المنشور في الكراس) سنة 1985، و الذي كانت أهم مضامينه: 1- نقد الجوانب الشكلية. 2- نقد المضمون : - الموقف من الأحزاب الإصلاحية، تقييم المؤتمر17، تقييم فترة ما بعد المؤتمر17، نقد مضمون الهيكلة. 3- بالإضافة إلى طرحه برنامجا نضاليا للحركة الطلابية.
#ميمون_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النهج الديمقراطي القاعدي:نضالات, استشهادات, قرون من السجن-ال
...
-
الاعتقال السياسي و مهام المناضلين
-
كفى من التضليل! كفى من تشويه الحقائق!
المزيد.....
-
ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
-
-هذا لا يمكن أن يستمر-.. الجنود الأوكرانيون يأملون في التوص
...
-
زلزال قوي يضرب جنوب شرق جزيرة هونشو اليابانية
-
قتلى في غارات إسرائيلية على اليمن استهدفت مطار صنعاء ومواقع
...
-
كارثة بيئية في البحر الأسود: إنقاذ أكثر من 1200 طائر بعد غرق
...
-
اليمن.. ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء وال
...
-
-تلغراف-: على ترامب أن يعرض على بريطانيا صفقة الانضمام إلى ا
...
-
فنلندا تحقق في -تخريب- كابل كهرباء بحري يربطها بإستونيا وسط
...
-
اتهامات للسلطات التونسية بالتنكيل بقيادي في حركة النهضة
-
كازاخستان تحسم الجدل عن سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكت
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|