أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي














المزيد.....

مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 23:46
المحور: حقوق الانسان
    


إذا كان العراق الديمقراطي الجديد، كما يروجون ويشيعون، بهذه الدموية وهذا الغدر والفتك، وإرهاب الدولة المنظم، فلا بارك الله فيه. إذ تجسد اليوم مأساة معسكر أشرف واحدة من وصمات العار الكثيرة التي تكلل وجه حكومة الدمى الدموية التي تأتمر من جهة بالخارج بأي خارج، وتخضع لتعليماته، وتتكلم من جهة أخرى عن عراق مستقل ديمقراطي وجديد.

وتستمر معاناة رهائن المعسكر والتنكيل بهم بواسطة قوات الأمن العراقية النظامية ليرتقي ذلك إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية وانتهاك لكل الأعراف والمواثيق الدولية حول معاملة الأسرى والمعتقلين. وتثبت حكومة الدمى الدموية مرة أخرى أنها تضرب بعرض الحائط بكل القيم والأعراف الإنسانية، ولا تتورع عن ارتكاب أفظع جرائم الحرب ضد لاجئين لأراضيها، وكل سلوكياتها تنبع من لا أخلاقية متأصلة في كيانها، فمن وافق وساعد الاحتلال الأمريكي الغاشم على زهق أرواح مليون ونصف المليون عراقي بدم بارد، ومن لا يأبه بأرواح مواطنيه ولا يستنكر الجرائم ضدهم، ويقف منها موقف الحازم، فلن يهمه، كثيراً، أرواح "مجموعة" من اللاجئين على أراضيه.

وقوات الأمن العراقية "الوطنية"، متورطة حتى النخاع، اليوم، في واحدة من جرائم العصر الكبرى ضد الإنسانية، عبر هذه السادية الممنهجة والتعذيب المتعمد والتنكيل بمعتقلي معسكر أشرف العزّل، الذي تحول، وبكل أسف، لواحد من الرموز التاريخية الكبرى لجرائم التطهير والتصفية الجسدية والتعذيب، كمعسكر أوشفيتز، حسب الرواية الإسرائيلية عن المحرقة، وسجن أبي غريب الشهير، وغوانتانامو، والباستيل، ومنافي سيبيريا إبان العهد الستاليني.

إن دول العالم التي تتطلع اليوم نحو أفق وعالم إنساني جديد خال من التعذيب والتنكيل، وكافة المنظمات الحقوقية الدولية، والأحزاب التقدمية، مطالبة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بالتدخل فوراً لدى حكومة المالكي ونظام العراق "الديمقراطي" الجديد، وعبر كافة القنوات القانونية والدبلوماسية والأممية، لوقف هذا التنكيل والتصفية الجسدية والإجهاز البطيء على نزلاء معسكر أشرف العزّل، ونصرة أولئك المظلومين، وإنقاذهم من براثن نازية جديدة تلوح ملامحها في الأفق العراقي المظلم الكئيب، وإيجاد ملاذ آمن لهم، ووضعهم تحت إشراف دولي بعيداً عن أيادي الزمرة الدموية الملطخة بدماء هؤلاء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، واستنباط كافة السبل القانونية والردعية لوقف هذه المجزرة الجديدة ضد الإنسانية التي تتم بتعليمات مباشرة من أعلى مراكز القرار العراقية، وبصمت ومعرفة مباشرة من حكومة السيد نوري المالكي والسيد جلال الطالباني، اللذين تجري هذه الجريمة المروعة تحت سمعهما، ونظرهما، ويعتبران قانونياً، وأخلاقياً، مسؤوليين عنها وعن ضحاياها مسؤولية مباشرة..

وإن أي تخل عن هذا الدور الإنساني، أو تقاعس عنه، سيعني، ولا بد، إضافة ضحية جديدة لسجل نظام الدمى الدموي والقمعي، ويعني إدانة مباشرة لهذا العالم الذي يدعي التحضر فيما ترتكب المجازر علناً، وفي وضح النهار ضد معتقلين، وأسرى حرب، ولاجئين تقطعت بهم السبل بين يدي حكومة الدمى ذات الأيادي المدماة بدماء هؤلاء وغيرهم الكثيرين من العراقيين الأبرياء.

إن الوقت يمر بسرعة كبيرة، والأحداث تتداعى، وتتفاعل بشكل تراجيدي ومؤسف، وتتطلب تدخلاً وحلاً، وعملاً أممياً وقانونياً ردعياً وإنقاذياً، وسريعاً. فهل يتدخل هذا العالم أم يكتفي بدور شاهد الزور، ويساعد المجرم على الإمعان، والإيغال في جريمته، ليشكل ذلك إدانة جديدة لكل صامت، ومتواطئ ومتقاعس، أم يتدخل، فوراً، وبزخم قوي، لوقف هذه الجريمة المرعبة النكراء؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2
- وزراء ثقافة الطلقاء
- حمار عربي أصيل!!!
- لماذا لا يستشهدون؟
- اسم على غير مسمى
- لماذا يُفرض الحجاب في الدول الدينية؟
- البكيني مقابل الحجاب والأكفان السوداء
- وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- الحكام أم المحكومون العرب؟
- باب الحارة: الإسلام هو الحل
- ما هي معايير الوطنية؟
- العَربُ وتهديد القيَمِ والحَضارةِ الغربية
- عبد الباسط المقراحي طليقاً
- لماذا العتب على جنبلاط؟
- هل السعودية بحاجة لمهرجان ثقافي؟
- زوال الدولة الوطنية العربية


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي